نزال: تصريحات "عزام الأحمد" غير موفقة وتقدح في رئاسته لوفد فتح للمصالحة
14/11/2010
غزة -الزيتونة- انتهى لقاء المصالحة الفلسطينية قبل يومين في دمشق بـ"ترحيل" جديد إلى بعد عيد الأضحى، لقاء وصفته فتح وعلى لسان رئيس وفدها إلى دمشق بـ "المضيعة للوقت " وفي الوقت نفسه يتم الاتفاق مع حركة حماس على اللقاء مجدداً من أجل "استكمال المصالحة".
وحول هذا قال محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس في تصريحات لموقع (شام برس) السوري ان التصريحات الإيجابية التي عكستها لقاء المصالحة تعود لحرص الطرفين على أن تكون البيئة المحيطة بالحوار إيجابية وليست سلبية , والمؤسف أننا فوجئنا وبعد ساعات من انتهاء الحوار بهجوم شنه محمود عباس على حركة حماس وعلى قوى الممانعة والمقاومة في المنطقة والمتمثلة بسورية وإيران وحزب الله.ولم يقتصر ذلك على الرئيس عباس, بل خرج رئيس وفد فتح عزام الأحمد بتصريحات "مؤسفة " عكست أجواء سلبية وطرحت علامات استفهام حول هذا الحوار لدى الرأي العام وتساؤلات بشان مستقبل الحوار والمصالحة التي يفترض أن تعقد بعد العيد .
واليكم نص الحوار:-
وماذا عن الملحق الذي أرادت حماس أضافته على الورقة المصرية ..؟
القاعدة التي عقد على أرضيتها الحوار بيننا في 24 أيلول الماضي ,هو البحث في ملاحظات حركة حماس على الورقة المصرية والتوصل إلى تفاهم فلسطيني _ فلسطيني يضاف كـ"ملحق" على الورقة المصرية ,حيث تم الاتفاق على هذا الأمر مسبقا قبل اللقاء ,وإذا كنا موافقين مسبقا على الورقة المصرية وفتح موافقة فلا حاجة لجلسات الحوار , لكن اللقاء مع فتح التي وافقت ووقعت على الورقة المصرية أكيد لا يوجد لها تحفظات. أما التحفظات التي ذكرناها لفتح ولجمهورية مصر : 1_ الانتخابات ,_2 منظمة التحرير الفلسطينية ,3_ والملف الأمني .
تم التوصل مع فتح اتفاق بشأن النقطتين الأولى والثانية وبقيت عقدة الملف الأمني . حيث كان اللقاء الأخير لبحث هذا الملف ,والمشكلة أن فتح تراجعت بإضافتها الملف الأمني الذي هو برأي حماس تكمن العقدة فيه بالتدخل الخارجي المتمثل إسرائيلياً أمريكياً .
كيف رُد على طلب حماس بتوحيد الأجهزة الأمنية في الضفة وغزة ..؟
نعم , طلبت حماس أن تكون الإجراءات موحدة بين الضفة وغزة ,وإعادة بناء وهيكلة الأجهزة الأمنية فيهما, لكن فتح تحفظت عن هذا الموضوع ,إذ طالبت ببناء الأجهزة الأمنية في غزة ,وإعادة هيكلة فقط في الضفة , ليظهر بأن المشكلة تكمن فقط في غزة وليست في الضفة .
هل سمعتم ولو عن مبدأ "الهمس بالأذن " من قبل حركة فتح بتهديدات "إسرائيلية" باجتياح الضفة واحتلالها كاملة, في حال التوصل إلى اتفاق الشراكة الأمنية بين حماس وفتح, كما صرح مسؤول في السلطة الفلسطينية في رام الله ..؟
لا استبعد وجود تهديد إسرائيلي ,فدولة الاحتلال وأمريكا تحفظوا على لقاء المصالحة . بل أن هناك فيتو إسرائيلي أمريكي واضح على المصالحة وخصوصا فيما يتعلق بالملف الأمني .
كيف نظرت حماس إلى استباق "إسرائيل" وعلى لسان مستشار وزير حربها للشؤون العربية، دافيد حاخام، إن الرئيس عباس لن يقدم على تحقيق المصالحة الفلسطينية ..؟
إن سياسة السلطة سمحت للإسرائيلي بالتدخل في الشؤون الداخلية للفلسطينيين .الذي مكن الاحتلال من مصادرة القرار الرسمي للسلطة الفلسطينية,وهذا مأساة اتفاق أوسلو .
وماذا عن الموقف المصري من الحوار الفلسطيني في دمشق ..؟
ليس هناك تحفظ مصري على الحوار في دمشق , ولو كان هناك تحفظ مصري لما "تجرأ " أي عضو من فتح الذهاب إلى دمشق .
كيف علاقة حماس مع مصر اليوم .؟
هناك تحسن"نسبي" في العلاقة أو انفراجاً نسبياً , حيث كانت العلاقة في المرحلة السابقة متوترة، مع بقاء بعض الملفات العالقة التي لم يتم تجاوزها إلى الآن .
كيف فسرت حماس قول "عزام الأحمد" أن لقاء المصالحة " مضيعة للوقت " ..؟
تصريحات عزام الأحمد حول المصالحة ليست موفقة، وهي تقدح في رئاسته لوفد حركة فتح، لأن رئيس وفد المصالحة، ينبغي أن يحافظ على بقاء الأجواء إيجابية، أما هذه التصريحات التي يطلقها بين الحين والآخر، فهي مستهجنة، وتفرض على قيادة فتح مراجعة قرارها باختياره رئيساً لوفد يحمل مهمة نبيلة، وهي المصالحة.
وأسأله : هل اللقاء مع الإسرائيليين منذ 20 عاماً, ومن دون ملل ليس مضيعة للوقت ..؟ هذا"النشاز " في التصريحات يعكس حالة التخبط والارتباك داخل حركة فتح .
هل تستغل "إسرائيل" حالة الانقسام السياسي بين حماس وفتح من أجل الاستمرار في بناء المستوطنات وتهويد القدس ..؟
استمرار "إسرائيل" بتهويد القدس وبناء المستوطنات ,لا علاقة لها بالانقسام الفلسطيني , فهي كانت قبل الانقسام ولم تتوقف للحظة واحدة .
وماذا عن إصرار السلطة الفلسطينية بالتمسك بخيار المفاوضات ..؟
إن المنهجية التي يتبعها عباس هي منهجية فاشلة , إذ تنقصه الإرادة السياسية والصمود . وبغيابها لن يكون له خيار إلا تقديم التنازلات.
والتنازلات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية هي " ماركة " انفردت الثورة الفلسطينية المعاصرة دون بقية الثورات المعاصرة العربية والأجنبية والتي لم يكن يوجد في قاموسها مصطلح اسمه التنازلات ,وحتى الثورات التي قدمت التنازلات كانت تنازلات تكتيكية . بعكس الثورة الفلسطينية التي قدّمت – وللأسف- تنازلات جوهرية .
كيف فسّرت حماس قول الرئيس عباس في ذكرى رحيل عرفات قبل يومين " أن السلطة تتفاوض مع "إسرائيل " بإسم منظمة التحرير وليس بإسم السلطة..؟
هذه الأوصاف أو التسميات التي يطلقها الرئيس عباس عبارة عن "قبعات" يرتديها ويبدلها كما يشاء ما بين رئاسة السلطة ,ورئاسة منظمة التحرير , ورئاسة حركة فتح ,حسب الموقف فعندما لا يريد أن تتحمل حركة فتح موضوع أو تنازل ما يقول إنه رئيس السلطة . وعند اعتراض شركاء منظمة التحرير، يقول إنه رئيس السلطة الفلسطينية .لعبة أتقنها الرئيس الراحل ياسر عرفات .ويحاول تعلمها الآن عباس لكن أخراجها فاشل!
وماذا عن تلويح الرئيس عباس باللجوء إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن ..؟
هذا التلويح كمن يذهب إلى "الهيجاء دون سلاح" , ولا قيمة لمجلس الأمن والأمم المتحدة دون وجود أدوات التأثير والضغط.
وعن خيار حل السلطة ..؟
هذا الخيار برأيي يعالج الوضع الفلسطيني معالجة جذرية , وأنا مع هذا الطرح .
"إسرائيل" قبل أيام قالت أن قائمة المطلوبين الفلسطينيين لديها "شبه فارغة" بسبب التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية , ما رأيك بذلك..؟
هناك حالة من "التحالف الأمني" بين قوات السلطة وإسرائيل وليس مجرد تنسيق أمني . من خلال توزيع الأدوار بينهما في ما يتعلق بالاعتقال , فعندما يصعب على السلطة اعتقال مواطن فلسطيني تتكفل إسرائيل بالأمر , كما حدث قبل أيام ,عندما قام الاحتلال باعتقال محمود الرمحي أمين سر المجلس التشريعي , وليست قوات عباس لكي لا تقع في الإحراج , وبالعكس عندما تريد إسرائيل اعتقال فلسطيني يقطن في منطقة تسيطر فيها قوات عباس سيطرة تامة يوكل أمر الاعتقال إلى القوات الأمنية الفلسطينية , فسمات المرحلة الحالية أن أجهزة الأمن الفلسطينية التابعة للسلطة كلها بيد الاحتلال الإسرائيلي ,
هل صحيح أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر سينقل رسالة من شاليط إلى أسرته ..كما صرح للجزيرة ؟
ليس لدي معلومات عن هذا الموضوع , وليس لائقاً انشغال الرئيس كارتر بنقل الرسائل بين شاليط وأسرته لأن ذلك سيحوله إلى "ساعي بريد" لأسرة شاليط. المطلوب هو الضغط على "إسرائيل" من أجل إتمام صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل .
هل حمل وزير الخارجية الألماني في زيارته الأخيرة إلى قطاع غزة أفكارا أو مقترحات جديدة بخصوص موضوع تبادل الأسرى ..؟
كلا . زيارته كانت زيارة تضامنية من أهل قطاع غزة المحاصر . وملف تبادل الأسرى هو في عهدة مسؤول أمني ألماني ,ولا جديد بالنسبة إلى موضوع تبادل الأسرى.
الأحد نوفمبر 14, 2010 10:03 pm