ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملاك صدام حسين

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الثمانون فيما جاء في ذكر الأمراض والعلل والطب والدواء وما جاء في السنة من العبادة وما أشبه ذلك وفيه فصول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جهينه الزبيدي
عضو جبهة التحرير العربية



عدد المساهمات : 347
تاريخ التسجيل : 05/11/2010

الثمانون فيما جاء في ذكر الأمراض والعلل والطب والدواء وما جاء في السنة من العبادة وما أشبه ذلك وفيه فصول Empty
مُساهمةموضوع: الثمانون فيما جاء في ذكر الأمراض والعلل والطب والدواء وما جاء في السنة من العبادة وما أشبه ذلك وفيه فصول   الثمانون فيما جاء في ذكر الأمراض والعلل والطب والدواء وما جاء في السنة من العبادة وما أشبه ذلك وفيه فصول Emptyالسبت ديسمبر 07, 2013 10:29 am

الثمانون فيما جاء في ذكر الأمراض والعلل والطب والدواء وما جاء في السنة من العبادة وما أشبه ذلك وفيه فصول
الفصل الأول في الأمراض والعلل وما جاء في ذلك من الاجر والثواب
روي عن عبد الله بن أنيس رضي الله تعالى عنه عن النبي أنه قال أيكم يحب أن يصح جسمه فلا يسقم ؟ فقالوا كلنا يا رسول الله قال أتحبون أن تكونوا كالحمير الصوالة ألا تحبون أن تكونوا أصحاب بلايا وأصحاب كفارات والذي بعثني بالحق نبيا أن الرجل لتكونن له الدرجة في الجنة فلا يبلغها بشيء من عمله فيبتليه الله تعالى ليبلغ درجة لا يبلغها بعمله وقال ما من مسلم يمرض إلا حط الله من خطاياه كما تحط الشجرة ورقها وكان يقول لا تزال الأوصاب والمصائب بالعبد حتى تتركه كالفضة البيضاء والنقية المصفاة
وقيل إن الناس قد حموا في فتح خيبر فشكوا إلى رسول الله فقال أيها الناس إن الحمى رائد الموت وسجن الله في الأرض وقطعة من النار فإذا وجدتم ذلك فبردوا لها الماء في الشنان ثم صبوا عليكم بين المغرب والعشاء ففعلوا ذلك فزالت عنهم
وعن انس رضي الله تعالى عنه قال دخل رسول الله على شاب وهو في الموت فقال له كيف تجدك ؟ فقال أرجو الله وأخاف ذنوبي فقال عليه الصلاة والسلام هما لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف
-------------------------------------
المستطرف [ جزء 2 - صفحة 561 ]
عفيرة بنت الوليد البصرية العابدة الزاهدة رحمها الله تعالى أنها سمعت رجلا يقول ما أشد العمى على من كان بصيرا فقالت له يا عبد الله عمى القلب عن الله أشد من عمي العين عن الدنيا والله لوددت أن الله وهب لي كنه معرفته ولم يبق مني جارحة إلا أخذها
وكتب مبارك لأخيه سفيان الثوري يشكو إليه ذهاب بصره فكتب إليه أما بعد فقد فهمت كتابك فيه شكاية ربك فاذكر الموت يهن عيك ذهاب بصرك والسلام وقيل لعطاء في مرضه ما تشتهي ؟ قال ما ترك خوف جهنم في قلبي موضعا للشهوة وأصاب ابن أدهم بطن فتوضأ في ليلة سبعين مرة وقيل لأعرابي في مرضه ما تشتهي ؟ قال الجنة فقيل أفلا ندعوا لك طبيبا ؟ قال طبيبي هو الذي أمرضني
الفصل الثاني من هذا الباب في ذكر العلل كالبخر والعرج والعمى والصمم والرمد والفالج وغير ذلك نسأل الله العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة
قيل تسارر أبخر وأصم فقال له الأصم قد فهمت ثم فارقه فسأله رجل فقال والله لا أدري غير انه فسا في أذني وقيل ان عبد الملك بن مروان كان أبخرا فعض يوما على تفاحة ورمى بها إلى زوجته فدعت بسكين فقال ما تصنعين بها ؟ قالت أميط الأذى عنها فشق عليه ذلك منها فطلقها و سارر أبو الأسود الدؤلي سليمان ابن عبد الملك وكان أبو الأسود أبخر فستر سلميان أنفه بكمه فعبر أبو الأسود وهو يقول لا يصلح للخلافة من لا يقدر على مناجاة الشيوخ البخر وقيل طول انطباق الفم يورث البخر وكل رطب الفم سائل اللعاب سالم منه وقيل ان الزنج أطيب الناس أفواها والسباع موصوفة بالبخر ولا المثل مضروب بالأسد والصقر في البخر والكلب من بينهما طيب الفم وليس في البهائم أطيب أفواها من الظباء
-------------------------------------
المستطرف [ جزء 2 - صفحة 562 ]
وحكي أن أبخر تزوج بامرأة فلما ضاجعها عافته وتولت عنه بوجهها ثم أنشدت تقول
( يا حب والرحمن إن فاكا ... أهلكني فولني قفاكا )
( إذا غدوت فاتخذ مسواكا ... من عرفط ان لم تجد أراكا )
( لا تقربني بالذي سواكا ... إني أراك ماضغا خراكا ) في ديوان المنثور كم من ذي عرج في درج المعالي عرج وكم من صحيح قدم ليس له في الخير قدم وقيل ان من الصم من يسمع السر فإذا رفعت إليه الصوت لم يسمعه ورأيت من العمش من لا ينظر صورة الإنسان من قريب ولكن يقرأ الخط الرقيق الحواشي وقيل إن طريفا الشاعر مدح عمرو بن هداب وكان أبرص فلما انتهى إلى قوله ابرص فياض اليدين مهذب صاح به الناس وقالوا قطع الله لسانك فقال عمرو مه إن البرص مما تتفاخر به العرب أما سمعتم قول سهل حيث قال
( أيشتمني زيد بأن كنت أبرصا ... وكل كريم لا أبا لك أبرص )
( كفى حزنا أني أعاشر معشرا يخوضون ... بعض الحديث وأمسك )
( وما ذاك من عي ولا من جهالة ... ولكنه ما في للصوت مسلك )
( فان سد مني السمع فالله قادر ... على فتحه والله للعبد أملك ) ومما جاء في العمى ما روى عن النبي أنه قال من عدم أحدى كريمتيه ضمنت له على الله الجنة وكان أبو عبد الرحمن بن الحرث بن هشام يطعم الطعام وكان أعور فجعل أعرابي يطيل النظر إليه حابسا نفسه عن طعامه فكلمه المغيرة في ذلك فقال والله إني ليعجبني طعامك وتريبني عينك قال فما يريبك من عيني ؟ قال أعور وأراك تطمع الطعام وهذه صفة
-------------------------------------
المستطرف [ جزء 2 - صفحة 563 ]
فقيل له إن عينه اصيبت في فتح الروم فقال ان الدجال لا تصاب عينه في سبيل الله وعن أنس رضي الله تعالى عنه عن النبي أنه قال من قاد أعمى أربعين خطوة لم تمسه النار وقال علي كرم الله وجهه ربما أخطأ البصير قصده وأصاب الأعمى رشده وقال أبو علي البصير
( لئن كان يهديني الغلام لوجهتي ... ويقتادني في السير إذ أنا راكب )
( لقد يستضيء القوم بي في وجوههم ... ويخبو ضياء العين والقلب ثاقب ) وقال
( إذا عدمت طلابة العلم مالها ... من العلم إلا ماتسطر في القلب )
( غدوت بتشمير وجد عليهم ... ومحبرتي سمعي وها دفتري قلبي )
وقال
( إن يأخذ الله من عيني نورهما ... ففي لساني وسمعي منهما نور )
( فهمي ذكي وقلبي غير ذي غفل ... وفي فمي صارم كالسيف مشهور ) وقال
( عزاءك أيها العين السكوب ... وحقك انها نوب تنوب )
( وكنت كريمتي وسراج وجهي ... وكانت لي بك الدنيا تطيب )
( على الدنيا السلام فيما لشيخ ... ضرير العين في الدنيا نصيب )
( يموت المرء وهو يعد حيا ... ويخلف ظنه الأمل الكذوب )
( إذا ما مات بعضك فابك بعضا ... فإن البعض من بعض قريب ) وحكى أن ربيعة رمدت عينه فارسل إلى امرأة كان يحبها ثم أنشد يقول
( عينا ربيعة رمداوان فاحتسبي ... بنظرة منك تشفيه من الرمد )
( ان تكتحل بك عيناه فلا رمد ... على ربيعة يخشى آخر الأمد )
-------------------------------------
المستطرف [ جزء 2 - صفحة 564 ]
وعن عبد الرحمن بن قيس عن النبي أنه قال داء الأنبياء الفالج واللقوة قال الجاحظ ومن المفاليج سيدنا إدريس عليه الصلاة والسلام وأكثر ما يعتري المتوسطين من الناس لأن الشاب كثير الحرارة والشيخ كثير اليبس وقيل أن أبان بن عثمان كان أفلج حتى صار مثلا فكانت الناس تقول لا رماك الله بفالج ابن عثمان وكان معاوية ألوق وعبد الملك بن مروان أبخر وحسان أعمى وابن سيرين أصم وممن فلج ابن أبي دؤاد قاضي قضاة المعتصم كان من الشرف والكرم بمنزلة عظيمة قد ضرب المثل بفالجه قال الشاعر في رجل ضرب غلامه
( أتضرب مثله بالسوط عشرا ... ضربت بفالج ابن أبي دؤاد ) وشجة عبد الحميد كانت مثلا في الحسن وهو عبد الحميد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهم وكان بارعا في الحسن والجمال فزادته حسنا إلى حسنه حتى إن النساء كن يخططن في وجوههن شجة عبد الحميد وكان يقال لعمر بن عبد العزيز أشج بني أمية وكان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول ان من ولدي رجلا بوجهه أثر في جبهته قال أصبغ الله أكبر هذا أشج بني أمية يملأ الأرض عدلا وقال أعور لأبي الأسود ما الشيء ونصف الشيء ولا شيء فقال أما الشيء فالبصير كأنا وأما لا شيء فالأعمى وأما نصف الشيء فانت يا أعور اللهم اكفنا شر العاهات برحمتك ومنك وكرمك آمين
الفصل الثالث من هذا الباب في التداوي من الأمراض والطب
قال رسول الله تداووا فإن الذي أنزل الداء أنزل الدواء وقال ما أنزل الله داء إلا وله دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله
وسئل رسول الله عن الدواء والرقي هل يردان شيئا من قضاء الله تعالى قال هما من قدر الله تعالى وقال عبد الله بن عكرمة عجيب لمن يحتمي من الطعام خوف الداء ولا يحتمي من الذنوب خوف النار
-------------------------------------
المستطرف [ جزء 2 - صفحة 565 ]
ان الربيع بن خيثم لما مرض قالوا له ألا ندعوا لك طبيبا فقال لهم إن مرضي من الطبيب وأنه متى أراد عافاني ولا حاجة لي بطبيبكم وأنشد
( فأصبحت لا أدعو طبيبا لطبه ... ولكنني أدعوك يا منزل القطر ) وعاد الفرزدق مريضا فقال
( يا طالب الطب من داء تخوفه ... إن الطبيب الذي أبلاك بالداء )
( فهو الطبيب الذي يرجى لعافية ... لا من يذيب لك الترياق بالماء ) قال ولما مرض بشر الحافي رحمه الله تعالى قالوا أندعوا لك طبيبا فقال إني بعين الطبيب يفعل بي ما يريد فألح عليه أهله وقالوا لا بد أن ندفع ماءك إلى الطبيب فقال لأخته ادفعي إليهم الماء في قارورة وكان بالقرب منهم رجل ذمي وكان حاذقا في الطب فأتوه بمائه في القارورة فلما رآه قال حركوه فحركوه ثم قال ضعوه ثم قال ارفعوه فقالوا له ما بهذا وصفت لنا قال وبم وصفت لكم قالوا بالحذق والمعرفة قال هو كما تقولون غير أن هذا الماء إن كان ماء نصراني فهو راهب قد فتتت كبده العبادة وإن كان مسلما فهو ماء بشر الحافي فإنه أوحد أهل زمانه في السلوك مع الله تعالى قالوا هو ماء بشر الحافي فاسلم النصراني وقطع زناره فلما رجعوا إلى بشر قال لهم أسلم الطبيب فقالوا ومن أعلمك قال لما خرجتم من عندي هتف لي هاتف وقال يا بشر ببركة مائك أسلم الطبيب وصار من أهل الجنة وفلج الربيع بن خيثم فقيل له هلا تداويت فقال قد عرفت أن الدواء حق ولكن عاد وثمود وقرون بين ذلك كثير كانت فيهم الأوجاع كثيرة والأطباء أكثر فلم يبق المداوي ولا المداوى وقد أبادهم الموت ثم قال هذا المفرد
( هلك المداوي والمداوى والذي ... جلب الدواء وباعه والمشتري ) وقيل لجالينوس حين نهكته العلة أما تتعالج فقال إذا كان الداء من السماء بطل الدواء من الأرض وإذا نزل قضاء الرب بطل حذر
-------------------------------------
المستطرف [ جزء 2 - صفحة 566 ]
المربوب ومر قوم بماء من مياه العرب فوصف لهم ثلاث بنات مطببات وهن من أجمل الناس فأحبوا أن يروهن فحكوا ساق أحدهم حتى أدموها ثم قصدوهن فقالوا هذا جريح مريض فهل من طبيب فخرجت صغراهن وهي كأنها الشمس الطالعة فلما رأت جرحه قالت ليس هو بمريض بل خدشه عود بالت عليه حية فإذا طلعت الشمس مات فكان الأمر كما قالت وقيل دواء كل مريض بعقاقير أرضه فإن الطبيعة تتطلع لهوائها وقالوا من قدم إلى أرض غير أرضه وأخذ من ترابها وجعله في مائها وشربه لم يمرض فيها وعوفي من وبائها واحتمى أحمد بن العدل لعلة أصابته فبرئ فقال الحمية طالع الصحة لأهل الدنيا تبرئهم من المرض ولأهل الآخرة تبرئهم من النار وقيل إن الأبدان المعتادة بالحمية آفتها التخليط والمعتادة بالتخليط آفتها الحمية لأن الحكماء تقول عودوا كل جسد بما اعتاد وكان كسرى أنو شروان يمسك عما تميل إليه شهوته ولا ينهمك عليه ويقول تركنا ما نحبه لنستغني عن العلاج بما نكرهه وقال لقمان لا تطيلوا الجلوس على الخلاء فإنه يورث الباسور وكانت هذه الحكمة مكتوبة على أبواب الحشوس أي الكنف وقيل كفى بالمرء عارا أن يكون صريع مأكله وقتيل أنامله
( فكم أكلة أكلت نفس حر ... وكم أكلة جلبت كل ضر ) وقيل من غرس الطعام أثمره الأسقام وعن بعض أهل البيت النبوي عليهم السلام أنه كان إذا أصابته علة جمع بين ماء زمزم والعسل واستوهب من مهر أهله شيئا وكان يقول قال الله تعالى ( ونزلنا من السماء ماء مباركا ) وقال تعالى ( فيه شفاء للناس ) وقال عليه الصلاة والسلام ماء زمزم لما شرب له وقال تعالى ( فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ) من جمع بين ما بورك فيه وبين ما فيه شفاء وبين الهني المريء يوشك أن يلقى العافية وقيل خمسة من
-------------------------------------
المستطرف [ جزء 2 - صفحة 567 ]
المهلكات دخول الحمام على الشبع والمجامعة على الشبع وأكل القديد وشرب الماء البارد على الريق ومجامعة المرأة العجوز وقال لا تنكح العجوز ولا تخرج الدم وأنت مستغن عن إخراجه وقال الإمام رضي الله عنه
( توق مدى الأيام ادخال مطعم ... على مطعم من قبل هضم المطاعم )
( وكل طعام يعجز السن مضغة ... فلا تقربنه فهو شر لطاعم )
( ووفر على الجسم الدماء فإنها ... لقوة جسم المرء خير الدعائم )
( وإياك أن تنكح طواعن سنهم ... فإن لها سما كسم الأراقم )
( وفي كل أسبوع عليك بقيئة ... تكن آمنا من شر كل البلاغم ) ومما يورث الهزال النوم على غير وطاء وكثرة الكلام برفع الصوت وقال النظام رحمه الله تعالى ثلاثة تخرب العقل طول النظر في المرآة وكثرة الضحك والنظر إلى النجوم وفي الحديث احتجم رسول الله في أم مغيث وهي وسط الرأس وكان يحتجم في الأخدعين ونهى عن الحجامة في نقرة القفا فإنها تورث النسيان وأمر بالاستنجاء بالماء البارد فإنه أما من الباسور وخبط المأمون بمسجد مروان فوجد غالب أهل المسجد يشكون السعال فقال في آخر خطبته من كان يشكو سعالا فليتداو بالخل ففعلوا فعافاهم الله وقال بعض الحكماء إياك أن تطيل النظر في عين أمرد وإياك أن تسجد على حضير جديدة قبل أن تمسها بيدك فرب شظية حقرة قلعت عينا خطيرة وقيل كانت الأدوية تنبت في محراب سليمان عليه الصلاة والسلام ويقول كل دواء يا نبي الهل أنا دواء لكذا وكذا وقال لجالينوس البطنة تقتل الرجال وتورث الفالج والإسهال الذريع والاقعاد وصنفا من الجذام يقال له الفهد لا يسمع صاحبه ولا يبصر نسأل الله العفو والعافية وقيل البطنة تورث الصداع والكمنة في العينين والضربان في الأذنين والقولنج في البدن فعليك أيها الإنسان بالطريقة الوسطى واتق الليل وطعامه جهدك وقال
-------------------------------------
المستطرف [ جزء 2 - صفحة 568 ]
جالينوس الغم المفرط يميت القلب ويجمد الدم في العروق فيهلك صاحبه والسرور المفرط يلهب حرارة الدم حتى يغلب الحرارة الغريزية فيهلك صاحبه وقيل أنه وضع على مائدة المأمون في يوم عيد أكثر من ثلاثين لونا فكان يصف وهو على المائدة منفعة كل لون ومضرته فقال يحيى بن أكثم يا أمير المؤمنين أن خضنا في الطب فانت جالينوس في معرفته أو في النجوم فانت هرمس في صناعته أو في الفقه فانت علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه في علمه أو في السخاء فانت حاتم في كرمه أو في الحديث فانت أبو ذر في صدق لهجته أو في الوفاء فانت السمرءل ابن عادباء في وفائه فسر بكلامه وقال يا أبا محمد إنما فضل الإنسان على غيره بالعقل ولولا ذاك لكانت الناس والبهائم سواء وقال طبيب الهند إن منفعة الحقنة للجسد كمنفعة الماء للشجر وقال سفيان بن عيينة أجمع أطباء فارس على أن الداء ادخال الطعام على الطعام وقالوا ادخال اللحم على اللحم يقتل السباع في البر وقيل الشرب في آنية الرصاص أمان من القولنج وعرض رجل على طبيب قارورته فقال له ما هي قارورتك لأنه ماء ميت وأنت حي تكلمني فما فرغ من كلامه حتى خر الرجل ميتا وقيل إن ملكا من الملوك حصل عنده صداع في رأسه فأحضر الطبيب فأمره أن يضع قدميه في الماء الحار وكان عنده خصي فقال أين القدمان من الرأس فقال له الطبيب وأين وجهك من خصيتك نزعتا فذهبت لحيتك وقيل إن المأمون حصل له صداع بطرسوس فأحضر طبيبا كان عنده فلم ينفعه علاجه فبلغ قيصر فأرسل إليه قلنسوة وكتب له بلغني صداعك فضعها على رأسك يزل ما بك فخاف أن تكون مسمومة فوضعها على رأس القاصد فلم يصبه شيء ثم إنه أحضر رجلا به صداع فوضعها على رأسه فزال ما به فتعجب المأمون ثم إنه فتحها فوجد فيها رقعة مكتوبا فيها بسم الله الرحمن الرحيم كم من نعمة لله تعالى في عرق ساكن وغير ساكن حمسق لا يصدعون عنها ولا ينزفون من كلام الرحمن خمدت النيران ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وقال علي رضي الله تعالى عنه ادهنوا بالبنفسج فإنه حار في الشتاء بارد في الصيف وقال أيضا رضي الله عنه عليكم بالزيت فإنه يذهب البلغم ويشد العصب ويحسن
-------------------------------------
المستطرف [ جزء 2 - صفحة 569 ]
ويطيب النفس ويذهب الغم وعنه رضي الله عنه إن لم يكن في شيء شفاء ففي شرطة حاجم أو شربة من عسل وقال الحجاج لطبيبه أخبرنا بجوامع الطب فقال لا تنكح إلا فتاتا ولا تأكل من اللحم إلا فتيا وإذا تغديت فنم وإذا تعشيت فامش ولو على الشوك ولا تدخلن بطنك طعاما حتى تستمرئ ما فيه ولا تأو إلى فراشك حتى تدخل الخلاء وكل الفاكهة في إقبالها وذرها في إدبارها
وأوصى حكيم خليفته وصية ووعده أنه إذ لازمها لا يمرض إلا مرض الموت فقال إياك أن تدخل طعاما على طعام ولا تمش حتى تعيا ولا تجامع عجوزا ولا تدخل حماما على شبع وإذا جامعت فكن على حال وسط من الغذاء وعليك في كل اسبوع لقيئة ولا تأكل الفاكهة إلا في أوان نضجها ولا تأكل القديد من اللحم وإذا تغديت فنم وإذا تعشيت فأمش أربعين خطوة ونم على يسارك لتقطع الكبد على المعدة فينهضم ما فيها وتستريح الكبد من حرارة المعدة ولا تنم على يمينك فيبطيء الهضم ولا تأكل بشهوة عينيك بعد الشبع ولا تنم ليلا حتى تعرض نفسك على الخلاء أن احتجت إلى ذلك أو لم تحتج واقعد على الطعام وأنت تشتهيه وقم عنه وأنت تشتهيه قال بعضهم
( شره النفوس على الجسوم بلية ... فتعوذوا من كل نفس تشره )
( ما من فتى شرهت له نفس وإن ... نال الغنى إلا رأى ما يكره ) وقال أبو الفيض القضاعي بمدح الفضل وقد فصد
( أرقت دما لو تسكب المزن مثله ... لأصبح وجه الأرض أخضر زاهيا )
( دما طيبا لو يطلق الشرع شربه ... لكان من الأسقام للناس شافيا )
-------------------------------------
المستطرف [ جزء 2 - صفحة 570 ]
الفصل الرابع فيما جاء في العيادة وفضلها
قال رسول الله ثلاثة في ظل العرش عائد المريض ومشيع الموتى وطائع والديه وفي رواية ومعزى الثكلى ومن السنة تخفيف الجلوس في العيادة مرض بكر بن عبد الله المزني فعاده أصحابه فأطالوا الجلوس عنده فقال المريض يعاد والصحيح يزار قال الشاعر
( يعدن مريضا هن هيجن داءه ... ألا إنما بعض العوائد دائيا ) وقيل إذا دخل العواد على الملك فحقهم أن لا يسلموا عليه فيحوجوه إلى رد السلام ويتعبوه فإذا علموا أنه لاحظهم دعوا له وانصرفوا قيل مرض إنسان فكتب إليه بعض أصدقائه كشف الله عنك ما بك من السقم وطهرك بالعلة من الخطايا ومتعك بأنس العافية وأعقبك دوام الصحة ومرض إنسان فكتب إليه صديقه
( بإخوانك الأدنين لا بك كل ما ... شكوت إلي اليوم من ألم الود )
( فكل امرئ منهم بقدر احتماله ... وإن عجوزا عنه تحلمته وحدي ) ( وقال آخر )
( بي السوء والمكر وه لا بك كلما ... أراداك كانا بي وكان لك الأجر ) ( وقال عبد الله بن مصعب )
( مالي مرضت فلم يعدني عائد ... منكم ويمرض كلبكم فأعود ) فسمى بعد ذلك عائد الكلاب وعاد مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه بعض المرضى فقال
( عادني مالك فلست أبالي ... بعد من عادني ومن يعدني )
-------------------------------------
المستطرف [ جزء 2 - صفحة 571 ]
وقال علي بن الجهم
( أراقد الليل مسرورا عدمت إذا ... عيشي وأحمد يرعى ليلة وصبا )
( الله يعلم أني قد نذرت له ... صيام شهر إذا ما أحمد ركبا ) ( وقال أخر )
( إذا مرضتم أتيناكم نعودكمو ... وتذنبون فنأتيكم ونعتذر ) ( وقال آخر )
( أعاذك الله من أشياء أربعة ... الموت والعشق والإفلاس والجرب ) وقيل إن حق العيادة يوم ويوم بعد يومين وعلى الأول قول الشاعر
( قالت مرضت فعدتها فتبرمت ... فهي الصحيحة والعليل العائد )
( والله لو أن القلوب كقلبها ... ما رق للولد الصغير الوالد ) ( وعلى الثاني قول بعضهم )
( حق العيادة يوم بعد يومين ... وجلسة مثل خلس اللحظ بالعين )
( لا تبرمن عليلا في مساءلة ... يكفيك من ذاك تسآل بحرفين ) وفضل العيادة مشهور وشرفها مذكور وبها تعظم الأجور وهذا ما انتهى إلينا من هذا الباب والله الموفق للصواب
عنترة بن شداد في الفخر والحماسة والعشق
كان عنتر بن شداد العبسي في صغره منبوذاً لسواده يرعى ابلاً لأبيه ، ثم لما اشتعلت حرب داحس والغبراء بين قبيلة عبس وبني عمهم ذبيان ، تجلت بطولات هائلة لعنترة وظهرت له في الحرب فضائل عظيمه ومواهب شعرية . وكان في شعره يكثر من ذكر ابنة عمه عبله بنت مالك التي كانت أول الأمر تحتقره لسوادهثم لم تلبث أن اعجبت ببطولاته .
مكارم اخلاقه : وفي هذه الأبيات يخاطب عنترة ابنة عمه مفتخراً بخلقه وشجاعته وعفافه . ويقال إن عنترة لم يكن في صغره يجيد الشعر وأنه نبغ في الشعر دفعة واحدة في كبره كالنابغة الذيباني.
ابيات من المعلقة
هل غادر الشعراءُ من متردّمِ أم هل عرفْت الدّار بعد تو هُّمِ
يا دار عبلة بالجواء تكلّمي وعِمي صباحاً دار عبلةَ وسلمي
حُيّيت من طللِ تقادمَ عضَهدُه أقوى واقفر بعد أمّ ُ الهيثمِ
هلاّ سألتِ الخيل َ يا ابنة مالكٍ إن كنتِ جاهلة ً بما لم تعلمِِ
يخبرك من شهد الوقيعة َ أنني أغشَى الوغَى وأعفّ ُعند المغنم
ومدجّج كرة الكماةُ نزالة ُ لا مُمعنٍ هرب ولا مستسلم
جادات يداي له بعاجل طعنةٍ بمثقفٍ صَدْق ِ الكعوبِ مُقوّم
فشككتُ بالرمح ِ الأصمَّ ثيابّه ليس الكريمُ على القنا بمحرم
ولقد حفظت وصاة َ عمّي بالضّحى إذ تقلُص الشفتان ِعن وضح الفم
ولقد ذكرتُك ِ و الرماحُ نواهلٌ مني وبيضُ الهندِ تقطرُ من دم
فوددتُ تقبيلَ السيوفِ لأنها لمعتْ كبارق ِ ثغرك ِ المتبسّم
لما رأيتُ القومَ اقبلَ جمعُهم يتذامرون كررتُ غيرَ مذمّم
يدعونَ عنتر َ والرماحُ كأنها أشطان بئر في لبان الأدهم
مازاتُ أرميهمْ بثغرةِ نحرهِ ولبان ِ حتى تسربَلَ بالدّم
لو كان َ يدري ما المحاورةُ اشتكى ولكانَ لو علمَ الكلامَ مكلّم
ولقد شفَى نفسي وأبرأ سُقمَها قيلُ الفوارس: ويك عنترَ فقدم
شرح الكلمات:
1- متردم : مكان متهدم فيه مجال للقول.
2- الجواء : واد في ديار عبس بالقصيم .
3- أقوى : ضعف وتلاشى . ام الهيثم : كنية عبله
6- الكماة : الابطال . مفدها كمي . صدق الكعوب : قوي المقبض .
7- رمح : مقوم.
8- القنا: الرماح.الأصم : الصلب.
9- تقلص : تنفرج .وضح : بياض.
10- بيض الهند : السيوف
11- بارق ثغرك : فمك اللامع.
12- يتذامرون :يحض بعضهم بعضاً على القتال .
13- أشطان : حبال . لبان الأدهم : صدر الحصان.
14- ثغرة نحره : مقدم صدره.
16- ويك عنتر : صيحة استنجاد .
الشرح
على عادة الشعراء الجاهليين يبدأ معلقته بذكر الديار والأطلال فيقول : هل ترك الشعراء من قبلنا من طللٍ لم يصفوه ؟ ويلتفت الى نفسه فيتساءَل : هل يمكنك أن تعرف ديار الحباب المهجورة باللظن والتوهّم . ويتمنى لو تكلمه دار عبله ويلقي إليها بالتحيه بعد ان تلاشت واقفرت من عبلة .
ثم ينتقل إلى الفخر فيطلب من عبلة أن تسأل عن اخلاقه الخيل ، لأن كل من رأى المعركة يشهد أن عنترة يتحلى في الحرب بصفتين :الإقدام عند القتال ، والعفاف عند الغنيمة .
ويقول : رب فارس مدجج بالسلاح لايهرب ولايستسلم، طعنتُه ُ طعنةً عاجله برمح قوي فمزقت الطعنه ثيابه ومات كما يموت الابطال الكرام على رؤس الرماح .
وكنت بذلك مستجيباً لوصية عمّي والد عبلة الذي كان يدعوني إلى الهجوم في المواطن الضنك الذي تتقلص فيه الشفاه عن الأنسان.
ثم يستطرد مرة اخرى نحو الحب ّ فيقول لعبله : لقد ذكرتك والقتال على اشده والرماح تشرب من دمي ، والسيوف تسيل من جراحي ، فهممت ان اقبل السيوف لأنها بيضاء كثغرك المبتسم .
ويعود الى الفخر بإقدامه فيقول: حينما رأيت الجموع تتصايح في المعركة هجمت هجمة محمودة العواقب ، وجعلت اقذف على الاعداء مقدمة حصاني حتى تسربل بالدم . وكانت الرماح من حوله كحبال الدّلاء في البئر ، والفرسان تدعوني مستنجدة بي وذلك هو الذي طيب نفسي وشفاها



في الأمثال السائرة وفيه فصول

فيما جاء من ذلك في القرآن العظيم وأحاديث النبي الكريم
الباب الحادي والسبعون
في ذكر العشق ومن بلي به والإفتخار بالعفاف وأخبار من مات بالعشق وما في معنى ذلك وفيه فصول
الفصل الأول في وصف العشق
قال الجاحظ العشق اسم لما فضل عن المحبة كما أن السرف اسم لما جاوز الجود وقال أعرابي العشق خفي أن يرى وجلى أن يخفى فهو كامن ككمون النار في الحجر إن قدحته أورى وإن تركته توارى وقيل أول العشق النظر وأول الحريق الشرر وكان العشاق فيما مضى يشق الرجل برقع حبيبته والمرأة تشق رداء حبيبها ويقولان إنهما إذا لم يفعلا ذلك عرض البغض بينهما وقال عبد بني الحسحاس
( وكم قد شققنا من رداء محبر ... ومن برقع عن طفلة غير عانس )
( إذا شق برد شق بالبرد برقع ... من الحب حتى كلنا غير لابس ) وقيل لاعرابي ما بلغ من حبك لفلانه ؟ قال إني لأذكرها وبيني وبينها عقبة الطائف فأجد من ذكرها رائحة المسك وقيل رأى شبيب أخو بثينة جميلا عندها فوثب عليه وآذاه ثم إن شبيبا أتى مكة وجميل فيها فقيل لجميل دونك شبيبا فخذ بثأرك منه فقال
( وقالوا يا جميل أتى أخوها ... فقلت أتى الحبيب أخو الحبيب ) وأنشد الأخفش الحداد يقول
( مطارق الشوق منها في الحشى أثر ... يطرقن سندان قلب حشوه الفكر )
( ونار كور الهوى في الجسم موقدة ... ومبرد الحب لا يبقى ولا يذر ) وفي الجليس الأنيس لأبي العالية الشامي قال سأل أمير المؤمنين المأمون يحيى بن أكثم عن العشق ما هو ؟ فقال هو سوانح تسنح للمرء فيهيم بها قلبه وتؤثرها نفسه وقال ثمامة العشق جليس ممتع وأليف مؤنس وصاحب ملك مسالكه ضيقة ومذاهبه غامضة وأحكامه جائرة ملك الأبدان وأرواحها والقلوب وخواطرها والعيون ونواظرها والعقول وآراءها وأعطى عنان طاعتها وقوة تصريفها توارى عن الأبصار مدخله وخفي في القلوب مسلكه وكان شيخ بخراسان له أدب وحسن معرفة بالأمور قال لسليمان بن عمرو ومن معه أنتم أدباء وقد سمعتم الحكمة ولكم حداء ونغم فهل فيكم عاشق ؟ قال لا قال اعشقوا فان العشق يطلق اللسان ويفتح جبلة البليد والبخيل ويبعث على التلطف وتحسين اللباس وتطييب المطعم ويدعو إلى الحركة والذكاء وتشريف الهمة وقال المجنون
( قالت جننت على ذكرى فقلت لها ... الحب أعظم مما بالمجانين )
( الحب ليس يفيق الدهر صاحبه ... وإنما يصرع المجنون في الحين ) قال ذالرياستين إن بهرام جور كان له ابن وكان قد رشحه للأمر من بعده فنشأ الفتى ناقص الهمة ساقط المروءة خامل النفس مسيء
الأدب فغمه ذلك فوكل به من المؤدبين والمنجمين والحكماء من يلازمه ويعلمه وكان يسألهم عنه فيحكون له ما يغمه من سوء فهمه وقلة أدبه إلى أن سأل بعض مؤدبيه يوما فقال له المؤدب قد كنا نخاف سوء أدبه فحدث من أمره ما ص يرنا إلى الرجاء في فلاحه قال وما ذاك الذي حدث ؟ قال رأى ابنة فلان المرزبان فعشقها فغلبت عليه فهو لا يهدأ إلا بها ولا يتشاغل إلا بها فقال بهرام الآن رجوت فلاحه ثم دعا بأبي الجارية فقال له إني مسر إليك سرا فلا يعدوك فضمن له ستره فاعلمه ان ابنه قد عشق ابنته وأنه يريد أن ينكحها إياه وأمره أن يأمرها باطماعه في نفسها ومراسلته من غير أن يراها وتقع عينه عليها فإذا استحكم طمعه فيها تجتنبه وتهجره فإن استعملها علمته أنها لا تصلح إلا لملك ثم لتعلمني خبرها وخبره ولا تطلعهما على ما أسره إليك فقبل أبوها ذلك منه ثم قال للمؤدب والموكل بأدبه حضه وشجعه على مراسلة المرأة ففعل ذلك وفعلت المرأة كما أمرها أبوها فلما انتهت إلى التجني عليه وعلم الفتى السبب الذي كرهته لأجله أخذ في الأدب وطلب الحكمة والعلم والفروسية والرماية وضرب الصولجان حتى مهر في ذلك ثم رفع إلى أبيه أنه محتاج إلى الدواب والآلات والمطاعم والملابس والندماء وما أشبه ذلك فسر الملك بذلك وأمر له بما طلب ثم دعا مؤدبه فقال له إن الموضع الذي وضع به ابني نفسه من خبر هذه المرأة لا يدري به فتقدم إليه وأمره أن يرفع أمرها إلي ويسألني أن أزوجه إياها ففعل المؤدب ذلك فرفع الفتى ذلك لأبيه فدعا بأبيها وزوجه إياها وأمر بتعجيلها إليه وقال إذا اجتمعت أنت وهي فلا تحدث شيئا حتى أصير إليك فلما اجتمعا صار إليه فقال يا بني لا يضعن قدرها عندك مراسلتها إياك وليست في خبائك فإني أمرتها بذلك وهي أعظم الناس منة عليك بما دعتك إليه من طلب الحكمة والتخلق بأخلاق الملوك حتى بلغت الحد الذي تصلح معه للملك من بعدي فزدها من التشريف والإكرام بقدر ما تستحق منك ففعل الفتى وعاش مسرورا بالجارية وعاش أبوه مسرورا به وأحسن ثواب أبيها ورفع منزلته لصيانه سره وأحسن جائزة المؤدب لامتثال ما أمر به
وكان عبد الله بن عبيدة الريحاني يهوى جارية فزارته يوما فأقام يحدثها ويشكو إليها ألم الفراق فحان وقت الظهر فناداه إنسان الصلاة يا أبا الحسن فقال له رويدك حتى تزول الشمس أي حتى تقوم الجارية وقالت ليلى العامرية في قيسها
( لم يكن المجنون في حالة ... إلا وقد كنت كما كانا )
( لكنه باح بسر الهوى ... وإنني قد ذبت كتمانا ) وقال أحمد بن عثمان الكاتب
( وإني ليرضيني الممر ببابها ... وأقنع منها بالشتيمة والزجر ) وقال الفتح بن خاقان صاحب المتوكل
( أيها العاشق المعذب صبرا ... فخطايا أخي الهوى مغفورة )
( زفرة في الهوى احط لذنب ... من غزاة وحجة مبرورة ) وقال عمر بن أبي ربيعة كنت بين امرأتين هذه تساررني وهذه تعضني فما شعرت بعضة هذه من لذة هذه وأنشد شيبان العذري يقول
( لو حز بالسيف رأسي في محبتها ... لطار يهوي سريعا نحوها رأسي ) وقال يحيى بن معاذ الرازي لو أمرني الله أن أقسم العذاب بين الخلق ما قسمت للعاشقين عذابا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الثمانون فيما جاء في ذكر الأمراض والعلل والطب والدواء وما جاء في السنة من العبادة وما أشبه ذلك وفيه فصول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الباب الثمانون فيما جاء في ذكر الأمراض والعلل والطب والدواء وما جاء في السنة من العبادة وما أشبه ذلك وفيه فصول
» الباب السادس في الأمثال السائرة وفيه فصول الفصل الأول فيما جاء من ذلك في القرآن العظيم وأحاديث النبي الكريم
» الباب السادس في الأمثال السائرة وفيه فصول
» في ذكر العشق ومن بلي به والإفتخار بالعفاف وأخبار من مات بالعشق وما في معنى ذلك وفيه فصول(الحلقة الثالثة)
» الباب الخامس في الآداب والحكم وما أشبه ذلك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملاك صدام حسين :: اهم الاخبار-
انتقل الى: