ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملاك صدام حسين

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مرضية على ضفاف الخلود (3 (أكتوبر 2010

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي
عضو حزب البعث العربي الاشتراكي



عدد المساهمات : 969
تاريخ التسجيل : 01/11/2010

مرضية على ضفاف الخلود (3 (أكتوبر 2010 Empty
مُساهمةموضوع: مرضية على ضفاف الخلود (3 (أكتوبر 2010   مرضية على ضفاف الخلود (3 (أكتوبر 2010 Emptyالثلاثاء نوفمبر 02, 2010 10:17 am

مرضية على ضفاف الخلود (3 (أكتوبر 2010 34(25)

مرضية على ضفاف الخلود (3)
السبت, 23 أكتوبر 2010
يا عالم الأسرار علـم اليقين
يا كاشف الضرّ عن البائـسين
يا قابـل الأعذار فئنــا إلى
ظلّك فاقبـل توبـة التائبيـن
********************
فكم توالى الليل بعد النهار
وطال بالانجم هذا المدار
فامش الهوينى ان هذا الثرى
من اعين ساحرة الاحورار
من رباعيات ملك الحكمة الشاعر الفارسي عمر الخيام
واخيرا هبت نسمات الوداع الاخير على شراع سفينة مرضية لتخلد الى الابد رحلتها الحافلة بالحياة والمجد والحب والتضحية من اجل الوطن والمباديء والقيم برفقة مقاتلي درب الحرية احرار ايران .. ولترسو على سواحل الحرية التي قاتلت من اجلها .. مرضية الراحلة التي لم ترحل عن ذاكرة شعوب ايران وقلوبها وقلوب وذاكرة احرار مجاهدي خلق ورفاقها ورفيقاتها المجاهدين والمجاهدات في اشرف .. مرضية الانسانة والمجاهدة والاغنية والفكرة الخالدة .. ونقلت وكالات الانباء العالمية باسى نبأ وفاتها ومراسم تشييعها ودفنها .. كان موكبها يضم مئات من عشاقها ورفاقها في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومن مقاتلي منظمة مجاهدي خلق بباريس .. وكانت قبيل ذلك قد نقلت الى المستشفى الاميركي بباريس بعد ان اشتد بها المرض .. وعرفت مرضية انها تعيش لحظاتها الاخيرة .... لكنها حين زارتها زعيمة المقاومة الايرانية السيدة رجوي كانت تشع طاقة كانها تستمد منها وسائل حياة جديدة وقد جرت في شمال باريس الاثنين الماضي المصادف 18 تشرين الاول مراسم دفن المغنية الايرانية الكبيرة بحضور عدد كبير من اعضاء المجلس الوطني للمقاومة الايرانية.

وحضر الدفن مئات من الاشخاص من بينهم الزعيمة مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي تعد منظمة مجاهدي خلق اكبر فصائله، وقد تقدمت الموكب وهي تحمل نعش الفقيدة الى جانب بقية قادة المقاومة بينما كان المشيعون يرددون شهادة لا اله الا الله كما تقتضي الطقوس الاسلامية، كما شارك في الموكب المايسترو الايراني المقيم في المنفى محمد شمس الذي ألف عددًا من اغاني مرضية.

لحظات جلال وخشوع واسى وحزن كانت المشاعر فيها تلتهب في نفوس الجميع حتى لحظة مواراتها الثرى حيث دفنت معها حفنات من تراب بلادها ايران ومن تراب اشرف .. كم هو مؤلم ان يموت المرء بعيدا عن وطنه .. لكنه في مثل حالة مرضية يحمل هالة من التبجيل لا يمكن الا ان تنسي الالم وتشعر بالرفعة والفخار.

وكانت المغنية الايرانية الكبيرة السيدة أشرف السادات مرتضائي المعروفة باسم "مرضية"، قد توفيت في الثالث عشر من تشرين الاول/اكتوبر الجاري 2010 عن 86 عامًا، في المستشفى الاميركي في باريس.

ولم يغب الطابع السياسي عن هذه المناسبة، حيث قال آية الله جلال كنجه في تأبينها مخاطبًا روحها "لقد بقيت قوية حتى اللحظة الاخيرة في نضالك ضد نظام الملالي". اما الزعيمة رجوي فنثرت في القبر ترابًا من اشرف التي عشقتها وعاشت فيها سنوات عدة.

وقد اجبرتها سرقة ثورة الشعوب الايرانية عام 1979 على الانكفاء، اذ حوربت ثقافة ايران التاريخية باسم الدين، ووضعت الموسيقى والغناء في زنانزين مظلمة وحرم على الايرانيين الاستماع لمرضية الا سرًا وحرمت من الغناء خمسة عشر عامًا حتى غادرت ايران في العام 1994 معلنة التزامها مع منظمة مجاهدي خلق.

وقد جرى التشييع في ضاحية اوفير سور واز في شمال باريس حيث كانت تسكن حتى وفاتها ووري جثمان المرحومة، المغنية الأسطورية الإيرانية ورمز احتجاج وعصيان الفن الإيراني ضد فاشية ولاية الفقيه السوداء الثرى في مقبرة بلدة اوفير سورواز.

وأعقب الجنازة, حفل تأبين مهيب في المقر الرئيسي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية باوفير سورواز.

واحتشد جمع غفير من الإيرانيين يمثلون اكثر من جيل من مختلف البلدان لا سيما من انحاء اوربا في المقر الرئيسي للمجلس الوطني للمقاومة والشارع الذي يشرف عليه المقر ليشيدوا بالإنجازات الفنية القيمة غير المسبوقة لفنانة ملأت قلوبهم بالجمال والعواطف الإنسانية.

وكانت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية هي المتحدثة الرئيسية في حفل التأبين حيث احيت في كلمتها المثيرة ذكرى عندليب ألف اغنية واصفة مرضية بانها كبرى «فنانات المقاومة» في عالمنا المعاصر وقالت: «انها كنز الأمجاد الخالدة للفن الإيراني والشموخ السامي للمرأة الإيرانية ضد عقوبة الرجم وضد عقلية خميني لمعاداة المرأة وأجمل أصوات المقاومة من أجل الحرية وانها الثورة المتمثلة في الفن الإيراني وفي المرأة الإيرانية ضد نظام يعادي المرأة ويقارعها وهي لم تساوم قيد أنملة هذا النظام».

وأضافت السيدة رجوي تقول: «إن مرضية كانت أمرأة شجاعة وسجلت لها انها عندما كان عمرها يتجاوز السبعين لم يمنعها كبر سنها ان تثور سارقي وغاصبي إيران وعلى قتلة الفن والموسيقى الإيرانية, كي تولد من جديد من أجل إنقاذ كل ما هو خير وجميل في الثقافة والفن ولهما في تاريخنا من غارة خميني الهوجاء، مرضية سيدة ثائرة كان صوتها الساحرة خلال ستة عقود يعكس معاناة الشعب الإيراني وعواطفه.. كانت فنانة وضعت كل شعبيتها وسمعتها في خانة النضال من أجل تحرير الشعب الإيراني صاعدة على عرش دبابات جيش التحرير لتغني انشودة «موت الظالمين» وأن ترفع الأذان في مجابهة تاريخية مع الملالي المعادين للمرأة والمتاجرين بالدين ليدوي فوق المآذن.

وكانت مرضية من أكبر مساندي أشرف والاشرفيين من اعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وقد عاشت عدة سنوات هناك وبقيت تدعم المدينة وسكانها حتى الساعات الاخيرة من حياتها. وقد واجهت عنتا من نظام ولاية الفقيه الحاكم المظلم في إيران ومضايقات شديدة لاقتها عائلتها بسبب التحاقها بصفوف المقاومة ولكن مرضية واصلت صمودها بوجه الظلم ولم تتراجع .

وقد شارك عدد كبير من الفنانين البارزين والشخصيات السياسية ونشطاء حقوق الإنسان والمحامين والحقوقيين وألقى عدد منهم كلمات في حفل تأبين الفنانة الإيرانية بينهم ”راسبابل” قائد فرقة الموسيقى في مهرجان لندن.

وكان ضمن برامج حفل التابين إقامة معرض جميل جدًا عن حياة مرضية ونشاطاتها الفنية وعرض تسجيل مصور لحفل التأبين الذي أقامه مناضلو الحرية في أشرف إحياء لذكرى مرضية.

و.. احسب ان الكثير من الكلام يمكن ان يدون في صفحات الاسطورة مرضية .. وانه لا يفي بالغرض ما قيل وما سيقال .. انما يشفع لنا اننا كلما استمعنا الى اغنية من اغانيها ترقرقت دمعة في المحاجر وهفت ذكرى .. وتسامت روح وقلنا الله الله ايتها السيدة .. انك فعلاً تهمسين بالحياة قيمة خالدة وبالحب والحرية ومقاومة الظلم وذلك ابسط مجد سيخلد لك ولا نقول وداعًا فانت معنا دائمًا


مرضية رحلة الحياة والمجد والحب والتضحية الخالدة (2)
الجمعة, 22 أكتوبر 2010
ومرضيه .. هي اشرف السادات مرضايي .. والدها احد رجال الدين ووالدتها كانت متضلعة في علوم الموسيقى لذا تلقت ميولها لدراسة الموسيقى تشجيعا من عائلتها، فاهتمت بشغف بدراسة الموسيقى الايرانية الكلاسيكية وبالشعر الكلاسيكي ايضاً، وهي من مواليد عام 1924 وفي عام 1942 بدات العمل كممثلة على مسارح طهران لتنتقل الى العمل في الاذاعة واداء المقطوعات الغنائية التقليدية التي شهرتها بين الايرانيين، وفي عام 1943 اي بعد ثلاث سنوات من تاسيس الاذاعة الايرانية سمع الايرانيون صوت اشرف او مرضية فكانت اول امراة تغني من اذاعة طهران الوليدة، وعندها بدات مرضية رحلتها مع الموسيقى السماوية وعالم الغناء الذي اجادت فيه وابدعت حتى صار الايرانيون يلقبونها بام كلثوم ايران لتواصل عملها الفني ويكون لها حضور فني باهر لعدة عقود في البرامج الإذاعية وفي الحفلات الغنائية كما كتبت عنها صحيفة نيويورك تايمز، وقدمت عروضاً أمام قادة العالم بمن فيهم الرئيس الفرنسي شارل ديغول., والملكة البريطانية اليزابيث والرئيس الاميركي نيكسون ..

((ثم ارتقت بعيدًا حتى باتت تقرن بسبب قوة صوتها مع اديت بياف (أشهر مغنية فرنسية) لكثرة أغنياتها، فقد قدمت ألف أغنية الكثير منها من أشعار كبار الشعراء الايرانيين في الغزل. وتابعت نيويورك تايمز تقول: في حكم ولاية الفقيه الخميني هُـمِّـشت مرضية بشكل مضاعف كفنانة ومُنعت من تقديم برامج غناء. فعادت الى بستانها في ضواحي طهران ولمدة عقد و نصف العقد لم تغن بشكل علني ولكنها واصلت التمرين والممارسة في الخفاء حيث لم يكن أحد قادرا على سماع صوتها. وقد قالت تعليقا على ذلك في عام 1995 لواشنطن تايمز: انني كنت أغني للطيور وللأنهار وللاشجار وللورود ولكن للملالي لا.

وعملت مرضية مع اشهر الموسيقيين والملحنين الايرانيين واسهمت في رفد الموسيقى والغناء الايراني بروائع خالدة لا تنسى، وما زالت الاجيال الايرانية تستمع اليها بشغف، وكم كنت اتمنى انه لو اتيحت لي الفرصة لاضيف قصتها وموقفها النضالي الى كتابي الذي اصدرته عام 2005 المرأة الايرانية والبحث عن سواحل الحرية .. فقد كانت موجودة في اشرف يوم كنت اجري تحقيقاتي مع المجاهدات وادون معاناتهن داخل ايران ,, وكم كان الامر سيكون عظيما لو انني تمكنت من تخليد ذلك الموقف النضالي الذي وقفته السيدة مرضية ضد نظام الطواغيت من كهنة طهران .. فقد كانت رمزا لصمود كل ما هو حضاري وكل ما هو انساني وخير في وجه الشر والظلمة والتخلف .. الموسيقى .. لغة الشعوب .. عدها نظام خميني سبة ومخالفة باسم الدين .. زورا وبهتانا فصمتت مرضية .. لتتفجر من جديد بولادة جديدة على يد الزعيمة مريم رجوي في باريس فرجوي تدرك وتعرف ان المعركة الحضارية مع النظام الايراني .. تقف في مقدمتها معركة فنون الشعوب الايرانية ..وان مرضية كنز كما وصفتها ومن اعلى الرموز التي تحمل لها شعوب ايران تقديرا ومحبة مفرطة .. فهي موجة حب عاتية ما زالت تندفع على سواحل ايران .. وتحفظ لها قيمها وتراثها الحضاري ....واشرف التي ابنت مجاهدتها الخالدة مرضية بعد رحيلها .. تحتفظ لها باعذب الذكريات التي تعلقت بها مرضية هي الاخرى .. كنت احضر حفلات اشرف في مناسباتها الوطنية وارى الجهد الذي يبذله الفنانون الاشرفيون الذي يرتقي مصافا لا يوصف، فالفرق اللمؤدية يمكن عدها من ارقى فرق العالم ابداعا وندريبا وتجهيزا وتنويعا وتوزيعا موسيقيًا بل وحتى تعدادًا حيث ضمت اشرف قوة فنانين استطيع ان اذكر الان اسماءهم واحدا واحدا واحتفظ لبعضهم بتسجيلات سحرية رائعة .. ومن الواضح ان اصاتع السيدة مرضية لم تكن بعيدة عن ذلك الابداع وتكوين ذلك الجيش الحضاري ليواجه جيوش الظلمة التي اسسها خميني ونشرها في طول وعرض البلاد .

وقد كانت السيدة مرضية قطب جذب لشباب ايران وحشدهم وراء منظمة مجاهدي خلق وبقية فصائل المقاومة الايرانية في المهجر فضلاً على كونها طاقة معنوية بالغة التاثير ادت دورها في رفع معنويات الاشرفيين، بعد ان توقفت فعالياتهم النضالية اثر غزو العراق للكويت، وبعث الروح في شباب الداخل الذين كانوا يتابعون اخبارها ...مرضية في الحقيقة كانت حاضرة بروحها بين مناضلي درب الحرية بزيها العسكري وابتسامتها الواثقة .. حتى وهي بعيدة عن اشرف وعن مدن وقرى وسهول وجبال وبحار ايران وستبقى حاضرة هناك حضور الشعوب الايرانية الحرة.

مرضية وميثاقها المحبوب
الخميس, 21 أكتوبر 2010
دخلت مرضية بيوت الإيرانيين واستقرت في مشاعرهم وأصبحت الناطقة باسمهم وصامدة ومقاومة

أيها الزاهد العالم, لا تعيرني بسبب بيت النبيذ

ولي قلب يخرق الوعد دائما في ترك كأس النبيذ,

لي ميثاق مع المحبوب: طالما في الجسم حياة عندي

لأعتبر سالكي دربه, ثمينة مثل حياتي العزيزة

بيتان من الشعر نظمهما شمس الدين حافظ الشيرازي الشاعر الإيراني في القرن السابع الهجري وهذان البيتان هما الكلمات الأولى التي غنتهما مرضية بصوتها الجميل في مطلع أغنية في حفلة موسيقية كبيرة في صالة "رويال آلبرت هول" الفخمة في لندن وبعد انكسار صمتها الذي دام 15 عامًا.

نعم هذه كانت مرضية التي غيبها الموت ولكننا نشهد لها بعشق الارض والوطن - لا تزال اغانيها "ثورة الحجارة" و"انتفاضة المستضعفين" و"احلام الحرية" ترفرف فراشات برء ونور على ذابل شفاهها المكحلة بعطش اشجار وطيور قرية لالون" ونداء الاسحار وفجر الحرية في "معسكر اشرف".

ونقول هنا ان اليونانيين يفخرون بـ ملينا مركوري والمصريين بـ أم كلثوم والعراقيين بـ ناظم الغزالي واللبنانيين بـ فيروز والفرنسيين بـ اوديت بياف والاذربيجانيين بـ زينب خانلارفا, وكما قال مسعود رجوي نحن لدينا مرضية. وهذا الكلام لقائد المقاومة الإيرانية كان كافيا لتلك العصفورة الإيرانية ان تعاود التغريد من جديد على انغام المقاومة.

قالت في أول لقاء لها مع مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في نهار ربيعي وهي تحط الرحال في أحضان المقاومة عشت سبعين عامًا.. وكم انا سعيدة لأنني انضويت في جماعتكم ومسرورة لأن السيدة رجوي قبلتني.. أتمنى أن اكون على مستوى هذه العودة وأحرص أن يصل صوت وصراخ البريئات في وطني إنني لا استطيع أن التزم الصمت والدماء تسيل في الوطن.

وبعد فترة قليلة من إنضمامها إلى مجاهدي خلق, قامت الديكتاتورية الإرهابية الدينية الحاكمة في إيران التي سمتها البارزة هي عداوتها للمرأة.. نعم هكذا ارادا الملالي الذين أصابوا بجرح بالغ إثر هذا الانضمام أن يحاصروا هذه العصفورة الإيرانية المغردة, وحيث أنها طارت خارج أسوارهم فقد امسكوا ابنتها هنكامة أميني ووضعوها, كما هي عادتهم في قمع الفرح, في زنزانة انفرادية لمدة شهرين.. كانت تلك مكافأة مرضية عندما خرجت عن صمتها وعادت لتغني أول أغنياتها.. اكتفت مرضية بأن قالت: أنا فنانة وواجبي هو الدفاع عن الإنسان لأن الفن هو الابداع والخلق ولا شيء من شأنه أن يحط في عزيمتي.. وإن تمكن الملالي من اعتقالي شخصيًا فان ثمة نساء اخريات سيواصلن المسيرة.

دخلت بيوت الإيرانيين واستقرت داخل المشاعر في حين في فقه الملالي ليس الموسيقى حرام شرعي فقط بل وإن غناء المرأة يعتبر اكبر الذنوب والمحرمات. وبخرقها هذه العادة احتلت بجدارة هذا الموقع الممتاز منذ ان دعتها اذاعة طهران حين بدأت برامجها الموسيقية تبث على الهواء مباشرة. لقد صدحت حنجرتها قبل مجيء الملالي بـ 35 عاماً عبر أسلوب غنائي خاص اجتازت به سلم الذروة ومزجت فيه بين ما هو كلاسيكي وعصري وفولكلوري.

وضعت مرضية خمسين عامًا من خلفيتها الفنية في طبق الاخلاص وقدمتها للمقاومة وانضمت إلى "مجاهدي خلق". ومنذ أن اتخذت قرار الانضمام إلى المقاومة الإيرانية, لم تنظر قط إلى الخلف أبدا. وقبل ساعات فقط من وداعها الدار الفانية ادت واجابتها لدعوة الحق وعندما تسرعت مريم رجوي للقاءها في المستشفى وفي حين كانت تلفظ بصعوبة بالغة الدعاء وباركت مسعود رجوي قائد المقاومة الإيرانية والذي كانت تسميه السردار الكبير وقالت: أرجو أن تكونوا جميعكم فرحون وودعت جميع اعضاء المقاومة إلى الله العلي القدير.

نعم لقد دخلت مرضية بيوت الإيرانيين واستقرت داخل مشاعرهم ووجدانهم واصبحت الناطقة المغردة باسمهم.. لقد كانت مرضية وحتى آخر نفس فيها صامدة مقاومة راسخة رسوخاً لا يتزعزع في الثبات على مبادئها وقيمها ومثلها التي امنت بها وفي الدرب الذي اختارته أي درب الكفاح ضد الديكتاتورية الحاكمة في وطنها ولم توقفها أي من الضغوط التي يمارسها الخصوم وعلى رأسهم النظام الدموي في إيران عن مسيرتها النضالية النيرة هذه.

حينما يغادرنا صوت مشرق في ليل حالك وتجف الاقلام النابضة لطالما اشرأبت لتنسخ زيف التحريف وسديم الانفلات والهروبية يصبح الرحيل فاجعة, وتتناقص الحروف وتجف الصحف وتكاد الاقلام ترتفع نادبة حظها لتقول فارقتني مرضية.. مرضية المطربة المناضلة التواقة للحرية والرافضة للعبودية..

فهنيئا لك ايتها المرضية.. لقد تركتنا في الميدان لنكمل بعض سطورك مع انك كنت تحتاج بعض الوقت في رحلة طويلة شاقة من التغريد والمقاومة.

ونكمل الكلام ببيت آخر من أشعار الشاعر نفسه - أي حافظ الشيرازي - الذي غنته مرضية في مطلع أغنية أخرى:

إنني لست من النوع الذي يترك حب الحبيب

ولو وصل أمري إلى فقدان حياتي من هُزء العدو

وداعًا كوكب ايران النبيل الاشراق .. السيدة النبيلة مرضية
الأربعاء, 20 أكتوبر 2010 12:34
كنت واحدًا ممن دعتهم وزارة الثقافة البحرينية لحضور حفل فني للمطربة الايرانية السيدة كوكوش، وهي واحدة من اشهر مطربات ايران الحواضر حتى الان، ضمن فعاليات مهرجان صيف البحرين في حزيران 2010 لكني فوجئت بالغاء الحفل!! وأرجع وكيل وزارة الثقافة والإعلام البحريني عيسى أمين القرار إلى أمور فنية، مشيرا إلى أن الوزارة ستفكر في إقامة الحفل في المستقبل!! وكان واضحًا ان ما قاله مجرد عذر كما كان واضحًا ان النظام الايراني وعشائر الخلايا النائمة في البحرين هي التي دفعت الى الغاء الحفل الذي كان مقررًا اقامته في مركز البحرين للمعارض، وكوكوش ممنوعة من الغناء في ايران ولم تتمكن من اسماع صوتها للعالم ولعشاق صوتها وفنها الا بعد ان سمح لها خاتمي بمغادرة ايران ابان مدة رئاسته ضمن محاولاته خداع العالم بالقول انه اصلاحي!!، ولست هنا في معرض الدفاع عن كوكوش شخصية فان لدي اكثر مما لدى غيري من ماخذ عليها ولكني استعرض مواقف النظام الايراني من الفن والفنانين التي تحرق الاخضر بسعر اليابس كما يقول التاجر العراقي ، ودون ان تكون هناك سوى قاعدة توحي ان الدين هو من يفرض الموقف من الفن، وهو ما لا يتفق عليه فقهاء الاسلام باجماع شبه عام، اذ ان ثمة اندفاعات فنية كما هو معروف في كافة ديانات العالم تمنح الدين نفسه قيما اعتبارية كبرى من خلال ابعادها الفنية التي لا تتناقض ودعواته بل تتساوق معها، واينك من تساميك الروحي على وقع دفوف مشايخ الذكر ومدائحهم واصواتهم المدربة الموسيقة التي تصعد بك سماوات الروح بعيدًا .. بعيدًا كما هو حال السيدة فنانة ايران الاولى مرضية (اشرف السادات مرتضائي) التي لم تتمكن من مغادرة ايران الا في عام 1994 ، ويستطيع القاريء العراقي والعربي معرفة السبب الذي حوربت لاجله فنانة الشعب الايراني الاولى مرضيه .. من خلال قراءة الموقف الذي وقفه كهنة الحلة من خريجي كهنوت طهران وقم من مهرجان بابل...

واعترف اني من اكثر عشاق صوت السيدة مرضية تعلقا بسماعها واني اعد السماع الموسيقي هذا بعضا من تربيتي الروحية والنفسية مثلما اعترف اني ممن يرددون بلا انقطاع اغنية ككوش “مان أووما دآم وان لم اكن على خط فهم لغوي ظاهري معها لكني اؤكد اني افهمها واتشبع بها روحيا، السيدة مرضية .. نبيلة الموسيقى والاداء الموسيقي الصوتي – الغناء - الايراني الاشرف .. الاكثر سموا ..ارتفع معها الى ما يتجاوز السماوات السبع حين تغني .. وحين تحرر الدشت اقول لنفسي ان التسلوم معها لن يكون الا في الخلد حين تضع روحك على راحتي وطنك .. وتسجد لربك ممجدا واستعيد ارهاصات كوكب الشرق سيدة الذوق العربي ام كلثوم منذ ان تفجرت صعيديتها العربية الى جانب ابن عمها و بلدتها جمال عبد الناصر فناصرت ثورة ايلول في اغنية ثوار وانا الشعب ثم موقفها مع الثورة الفلسطينية حين غنت اصبح عندي الان بندقيه .. اصبحت في قائمة الثوار .. وحين ذهبت في جولتها لجمع التبرعات من العرب لصالح الشعب المصري وصارت تغني وتحيي الحفلات وتبعث بريعها لحكومة عبد الناصر ولعوائل الشهداء وللقوات المسلحة المصرية .. كانت قد وضعت الحكام العرب تحت نعليها واتجهت الى الشعب العربي بديلا .. وبادلها العرب الاحترام والمحبة ..ها انا استعيدها الان الى جانب السيدة مرضية التي وقفت الى جانب ثوار شعبها مجاهدي خلق منذ ان تمكنت من مغادرة ايران عام 1994.. وتحضرني احدى حفلاتها التي حاول فيها ابنها بدفع من النظام الايراني ان يمنعها من اقامتها بالتهريج والصراخ .. وكيف صمدت واثبتت ان الوطن فوق كل اعتبار .. والسيدة النبيلة مرضية لم تذكرني بكوكب الشرق ام كلثوم وحدها وانما بكل اغنية ومغن غنى للوطن وهمومه .. عبد الحليم حافظ كان يحضر كلما سمعت السيدة مرضية وكانت اغانيه ..عدى النهار التي كتبها الابنودي ولحنها بليغ حمدي واحدة من الاغاني ساحقات الحضور في الذهن واغنية بهية للشيخ امام كلمات احمد فؤاد نجم وياعيني عليكي يا طيبه .. وملحمة وطني حبيبي لموسيقار الاجيال العربية عبد الوهاب التي شاركته فيها نجاة الصغيرة وصباح ووردة وشادية، واستحضر فيروز واغنيات بحبك يا لبنان ويا قدس يا زهرة المدائن .. ولاان الان وليس غدا .. واغاني العراق التي لا تنتهي .. ياكاع ترابج كافوري واحنا مشينا للحرب وموطني وهيا فتوة للجهاد .., وتراتيل محمد الكبانجي .. ايه ايتها السيدة التي احبت وطنها وعبرت عن حبها بالطريقة التي راتها مناسبة ورايناها اكثر اشراقاً حضاريًا من كل ما رأينا، نعلك يساوي رؤوس اولئك الذين اغتصبوا حرية شعبك .. وبانشادك خلدت مجدك ومجد امتك .. وداعًا والى الملتقى عند سدة المنتهى حيث يحكم الرب وحيث تنتصر ارادة الشعوب الحرة ونغني سوى اغنية الحرية التي نعشق وتعشقين.”.

فنانة الشعب الإيراني (مرضية) .. رجعت إلى ربها راضية مرضية
الثلاثاء, 19 أكتوبر 2010
رحلة طويلة حافلة بالإنجازات الفنية المميزة، انتهت في المنفى بعد 86 عامًا من العطاء لترحل فنانة الشعب الإيراني السيدة (مرضية) بجبين ناصع لم يركع للملالي. هكذا توقف العندليب ا لصادح عن الشدو ليغفو إغفاءته الأخيرة حالمًا بالوطن الذي حرم من دخوله، الوطن الذي سقط في يد أمراء الموت أزلام الولي الفقيه الذين ينظرون إلى هذه الفنانة العظيمة على أنها مطربة معارضة لنظامهم وتشكل خطورة كبيرة على مصالحهم لأنها تحضى بحب الشعب الإيراني بكافة طبقاته وشرائحه، فهي فضلاً عن موقفها الوطني المشرف في عدم الركوع للملالي عضو في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وفي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة التي يؤيدها أكثر من ثلثي الشعب الإيراني. وبدأت مرضية ذات الصوت العذب والحنجرة الرخيمة والتي يلقبها النقاد الفنيون بـ(أم كلثوم إيران) مسيرتها الفنية كممثلة على مسارح طهران عام 1942. وبعد سنوات قلائل لمع نجمها وصار لها برنامج يومي في الإذاعة تقدم فيه نماذج من التراث الإيراني، بالإضافة إلى أُغنياتها الجديدة. لكن هذه الفنانة فضلت الإنزواء والإبتعاد عن الغناء عقب الثورة الإيرانية وسيطرة الملالي على الحكم، فالوضع بات يسير من سيء إلى أسوأ، المشانق نصبت، وجثث الأبرياء تدلت، وأزيز الرصاص يلعلع في شوارع طهران، والمنتفضون يتساقطون، لقد غابت عنها تلك الصباحات المترفة بالضياء المعطرة بورود الجوري النابضة بالحياة، لا مكان لشدو البلابل في هذا البلد الذي تغطيه عباءة الموت، لقد أوشك كل شيء فيه على الذبول والموت. وفي عام 1994 غادرت بلدها طبقا للقاعدة التي تقول: (العودة بعد النصر، أو الذهاب بصمت إلى القبر) ولم تعد إلى إيران حتى وفاتها بباريس يوم الأربعاء الماضي. في المنفى بلغت نجوميتها القمة، بعد أن عادت إلى نشاطها الفني بهمة عالية حاملة رسالة سامية إلى جماهيرها، رسالة مفادها أن الفن أكبر وأقوى من أغلال العبودية، وهو وسيلة بالغة الأهمية في تحرير الشعوب الرازحة تحت وطأة الدكتاتورية. إن هجرة فنانة إيرانية بهذا الحجم من الشهرة والشعبية الواسعة وعملها في صفوف المعارضة الوطنية وبقاءها في المنفى حتى لحظة وفاتها، كل هذا يعكس لنا عمق الشرخ الحاصل في إيران بين الفنانين والمثقفين من جهة وبين الزمرة الفاشية الحاكمة من جهة اخرى، فالفنان الذي لا يقدم فروض الولاء والطاعة و(الذلة) للولي الفقيه يدرج اسمه بكل بساطة على لائحة (الذين يحاربون الله ورسوله)، حتى وإن كان الفنان مطرب موشحات إسلامية! ومن هنا فإن المعادلة تضع الفنان أمام طريقين لا ثالث لهما: أما الخضوع لنظام قمعي دكتاتوري مرفوض من الشعب، وفي هذه الحالة لن يعدو الفنان كونه بوقاً من أبواق السلطة، أو الإلتزام بمبادئه والعمل وفق ما يمليه عليه ضميره وإعلان موقفه الرافض للباطل والحفاظ على سمعته ومسيرته الفنية واحترام شعبه وجمهوره له. والفنانة الراحلة مرضية ومنذ البداية عبرت عن ازدرائها للوضع المشوه الذي وصل ببلادها حد الخضوع لسلطة السيف والعودة إلى أنظمة الحكم المتخلفة التي سادت في القرون الوسطى، وهذا ما جعلها تعتكف عن الغناء كليًا حتى لحظة مغادرتها إيران، وهذا بحد ذاته كان بمثابة صفعة كبيرة تلقاها الولي الفقيه الهمجي الذي لم ينجح في كسب احترام كبار الفنانين. تقول مرضية في حديث أدلت به لصحيفة (شيكاغو تريبيون) الأمريكية في عام 1995 (إني أترنم في الدرجة الأولى بأغنية الحب.. ففي إيران سجنوا الحب وقتلوا الحب). رحلت مرضية في منفاها لتترك كل هذا القدر من الحب الذي تنثره أغنياتها العذبة كزهور الربيع فوق جمهورها، رحلت مرضية، راضية مرضية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مرضية على ضفاف الخلود (3 (أكتوبر 2010
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بالصور:سيارات كلاسيكية في مسيرة استعراضية بالقاهرة بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر؟؟؟؟؟؟
» قبل ثورة أكتوبر الفضيات وجدت مدفونة في مجموعات سانت. بطرسبورغ العقارات
» حفل تأبين الشهيد د. محسن خليل مساء يوم 22/11/2010
» بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي 30/12/2010
»  ملف الوفاء للقائد... في الذكرى الرابعة (2010) لأستشهاد سيد شهداء العصر المجاهد صدام حسين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملاك صدام حسين :: منتدى موضوعات عامة-
انتقل الى: