بعرقلتها التفاوض علي نظام مناخي جديد تعنت واشنطن يهدد بتدمير فقراء العالم

بعرقلتها التفاوض علي نظام مناخي جديد
تعنت واشنطن يهدد بتدمير فقراء العالم

ديربان، جنوب أفريقيا , ديسمبر حذرت منظمات المجتمع المدني وغالبية الدول 193 المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة حول التغيير المناحي في ديربان، lن أن الولايات المتحدة أصبحت تشكل حجر عثرة أمام إحراز تقدم في المفاوضات الجارية حول وضع نظام دولي جديد للمناخ.

وأكدت سيلين شارفيريات، من منظمة أوكسفام الدولية، أن "موقف الولايات المتحدة يقود العالم إلى إرتفاع الحرار ثلاث أو أربع درجات مئوية، وهو ما سيكون مدمرا لفقراء العالم". وشرحت أن واشنطن "تقترح مدة 10 أعوام كمهلة بدون تحديد أية أهداف جديدة لخفض الإنبعاثات، حتي بعد عام 2020".

وكانت واشنطن قد إلتزمت في الدورة 15 لمؤتمر الأمم المتحدة للتغيير المناخي في كوبنهاغن بخفض إنبعاثاتها بنسبة 17 في المئة مقارنة بعام 2005، وذلك بحلول عام 2020، وهي النسبة التي تقل كثيرا عن المتفق عليه كحد أدني أي أن تقلص الولايات المتحدة وجميع الدول الصناعية إنبعاثاتاتها من الوقود الأحفوري بنسبة 25 في المئة إلى 40 في المئة بالمقارنة بنسب عام 1990.

وتجدر الإشارة إلي أن العلماء قد حذروا مراراً من أن الإنبعاثات العالمية ستبلغ ذروتها بحلول منتصف العقد، ثم تنخفض كل عام بعد ذلك. لكن المفاوض الاميركي، جون بيرشينغ، أكد أن تعهد كوبنهاغن للحد من الإنبعاثات يكفي حتى عام 2020. بيد أن جيم ليب، مدير عام الصندوق العالمي للطبيعة، قال: "هناك فشل كبير للطموح. فلا شيء مما هو موجود هنا سيمكننا من حل مشكلة تغير المناخ الكارثية". وأضاف إن الولايات المتحدة قد عانت بالفعل من الخسائر القياسية الناجمة عن الظروف المناخية القاسية هذا العام والناجمة عن الاحترار بنسبة مجرد 0.8 في المئة فقط.

وشدد علي أنه "إذا كانت الولايات المتحدة لن تعتدل في موقفها هذا، فلا بد لها من التنحى جانبا".

وردد وجهة النظر هذه كومي نايدو من منظمة السلام الأخضر "غرين بيس" الذي قال أيضاً: " يجب على المندوبين أن يصغوا للشعوب ... لا لمصالح معينة لمؤسسات الأعمال". وأضاف إن بيت أوباما الأبيض يخونون الشعب الأميركي، والبلديات والشركات في الولايات المتحدة الذين يتخذون إجراءات جادة للحد من الإنبعاثات.

كذلك فقد طلب با عثمان جارو من غامبيا، المندوب الممثل لكتلة البلدان الأقل نمواً، من الولايات المتحدة التنحي جانبا والتوقف عن عرقلة التقدم في ما تبقى من الأسبوع الأخير للمؤتمر.

وكرر جارو إلتزام العالم النامي بمرحلة ثانية من بروتوكول كيوتو بعد إنتهاء المرحلة الأولى في عام 2012. وبموجب بروتوكول كيوتو تلتزم جميع الدول الصناعية -باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية- قانوناً بالحد من الإنبعاثات بنسبة 5 في المئة عن مستويات عام 1990.

هذا وقد أصبحت الإنبعاثات في كندا مرتفعة بنسبة 30 في المئة تقريباً عما كانت عليه عام 1990، وقالت أنها لن تشارك في المرحلة الثانية من البرتوكول. كذلك فلن تشارك اليابان وروسيا أيضاً، مما يترك لبروتوكول كيوتو تنظيم ربع الانبعاثات العالمية الحالية فقط.

وكانت هناك توقعات بأن بروتوكول كيوتو سوف ينتهي أجله في ديربان، لكن مديرة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، كريستيانا فيغيريس، أكدت أن البروتوكول سوف يستمر.

ووافق ناييدو علي أن بروتوكول كيوتو سيستمر لكنه سيكون في وضع "الإنعاش في العامين المقبلتين" أثناء المفاوضات الإضافية.

وبين جارو أن "المسار" الآخر للمفاوضات الرامية إلى تنظيم وخفض نسبة 75 في المئة المتبقية له أهمية حيوية، ويجب أن يسفر عن تخفيضات طموحة للإنبعاثات. وهذا هو المسار الذي لا ترغب الولايات المتحدة بالمشاركة فيه وتقديم إلتزامات أخرى بعد كوبنهاغن.

ويعزي السبب لأن الصين، أكبر متسببة في إنبعاثات أكسيد الكربون بالعالم، كانت ترفض الموافقة على تخفيضات ملزمة لها. أما الآن، وللمرة الأولى تقول الصين أنها ستوافق، وهي خطوة تراها فيغيريس "إيجابية جداً"، بحيث اكدت أنها جزء من التقدم الذي يجري إحرازه في ديربان.

والقضية الرئيسية الأخرى تتعلق بإنشاء صندوق المناخ الأخضر، والذي يتوقع أن يصل إلى 100 مليار دولار سنوياً من التمويل الهادف لمساعدة البلدان النامية على التكيف مع التغير المناخي.

غير أن تأسيس الصندوق تعثر نتيجة لعدم الإتفاق على كيفية وضعه وهيكلته. وما زالت القضية الأكثر صعوبة المتعلقة بمصادر تمويل الصندوق كامنة وراء المسألة برمتها.

وجدير بالذكر أنه قد تم إحراز تقدم بالفعل في محادثات الحد من إزالة الغابات، وهي مسبب رئيسي لزيادة الإنبعاثات. وكانت مفاوضات برنامج الامم المتحدة بشأن الحد من الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهور الغابات في البلدان النامية قد ركزت على التفاصيل الشائكة حول كيفية التحقق من الخفض مع التقدم المتوقع بنهاية الأسبوع.

وقد تم تأجيل اتخاذ قرارات بشأن تمويل البرنامج حتى انعقاد الدورة 18 لمؤتمر الأمم المتحدة للتغيير المناخي في قطر العام المقبل
.منتدىملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
(2011)