تحرير الشرق الأوسط من السلاح النووي، غاية بعيدة المنال

تمهيدي لمؤتمر فنلندا الدولي في العام المقبل
تحرير الشرق الأوسط من السلاح النووي، غاية بعيدة المنال
القدس, ديسمبر صرح أيمن خليل، مدير المعهد العربي لدراسات الأمن في عمان، أنه على الرغم من رغبة دول الشرق الأوسط في إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في المنطقة، إلا أن هذه الغاية لا تزال بعيدة المنال.

ونوه في تصريحاته لوكالة إنتر بريس سيرفس إلي أن العقبة الأكبر علي طريق تحقيق هذه الغاية هي رفض إسرائيل الإنضمام إلي معاهدة حظر الانتشار النووي.

وأشار إلي تحديات أخري كالصراع العربي الإسرائيلي وحيازة وتطوير برامج نووية في المنطقة، في تلميح للبرنامج النووي الإيراني.

ويذكر أن المعهد العربي لدراسات الأمن قد نظم بالتعاون مع حكومتي النرويج وهولندا وبادرة الشراكة من أجل الأمن فى واشنطن، مؤتمرا للبحث في سبل إخلاء منطقة الشرق الأوسط، عقد في عمان في الفترة في29 نوفمبر إلي أول ديسمبر.

وناقش المؤتمر الأمن أحد عشر محورا رئيسيا تشمل الأبعاد الأمنية والبيئية والقانونية والتشريعية للانتشار النووي فى الشرق الأوسط، وإمكانية تطوير دورة وقود نووية عربية- إقليمية، وعمليات الضبط والتحقق المتعلقة بالأمن النووي.

كما ناقش البوادر الدولية متعددة الأطراف وأبعادها السياسية والتشريعية، وذلك تمهيد للمؤتمر الدولي لتحرير الشرق الأوسط من الأسلحة النووية والقمة النووية في فنلندا في العام المقبل.

وشارك في المؤتمر مندوبون عن 65 دولة، بها يشمل ممثلين عن وزارات الخارجية فى الدول الخمس دائمة العضوية فى الأمم المتحدة، ومندوبين عن معظم دول المنطقة على مستوى وزارات الخارجية والداخلية والهيئات التشريعية والعسكرية ومراكز الأبحاث، ضمن غيرها.

كما شارك مندوبون عن عدد كبير من المنظمات الأممية والدولية ومسئولون فى حلف شمال الأطلسي "الناتو" و"الإنتربول" والاتحاد الأوروبي.

وصرح مدير المعهد العربي لدراسات الأمن أيمن خليل أن المؤتمر جاء فى إطار تدعيم جهود الأمم المتحدة لعقد المؤتمر الدولي فى عام 2012، والمخصص لبحث إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.

وأشار إلي أن مؤتمر عمان هدف لمناقشة سبل تحقيق الأمن النووى، وإمكانية إنشاء دورة وقود نووي عربى، ودراسة سبل إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل بحيث يمكن لدول المنطقة الاستفادة من مزايا الطاقة النووية مع الالتزام المعلن بهدف الحد من الانتشار النووي.

وقال إن منقاشات المؤتمر تطرقت أيضا للطوائف الأخرى لأسلحة الدمار الشامل بما فى ذلك الإمكانات الكيماوية والبيولوجية فى الشرق الأوسط ودور منظمة حظر الأسلحة الكيماوية واتفاقية الأسلحة البيولوجية.

هذا ولقد إنعقد مؤتمر عمان بالتزامن مع التحضيرات الجاري لعقد مؤتمر دولي حول سبل إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل في العام المقبل في فنلندا.

وصرح أيمن خليل لوكالة إنتر بريس سيرفس أن إجتماع عمان وفر منبرا لتبادل وجهات النظر والتنسيق بين الاطراف الوطنية والإقليمية والدولية، وأبرز التحديات والمتطلبات والشروط الأساسية للمشاركة الفعالة من قبل جميع دول المنطقة في مسار عام 2012، في إشارة إلي المؤتمر الدولي المقرر عقده في فنلندا.

وكان مؤتمر إستعراض معاهدة حظر الإنتشار النووي المنعقد في مايو 2010 في نيويورك، قد دعا لعقد مؤتمر دولي للنظر في تحرير الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي.

وفي أكتوبر الأخير أعلنت الأمم المتحدة أن فنلندا قررت إستضافة هذه المؤتمر الدولي وإختارت وكيل وزارة خارجيتها، جاكو لاجافا، كمشرف علي تنسيقه.

ويشار أيضا إلي أن مؤتمر إستعراض معاهدة عدم الإنتشار -الذي يجتمع كل خمس سنوات- كان قد حث في البيان الختامي لدورته في عام 1995، جميع الدول في الشرق الأوسط لبناء منطقة خالية من الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية، وعامة كافة أسلحة الدمار الشامل.

هذا ومن المعروف أن عدة حكومات قد فرضت في الأشهر الأخيرة سلسلة من العقوبات على إيران بعد ان ترددت تقارير تقول أن طهران تعمل في بناء ترسانة أسلحة النووية، وهو ما واظب المسؤولون الإيرانيون علي نفيه.

وأثار هذا الوضع مخاوف من حدوث مواجهة بين إسرائيل وإيران، لاسيما بعد أن حث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو العالم علي وقف ما أسماه "سباق إيران للتسلح بالسلاح النووي، قبل فوات الأوان".

ومع ذلك، فقد صرح أيمن خليل أن وضع إيران وإسرائيل في سلة واحدة قد يكون عامل تعقيد لأن إيران هي واحدة من الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي والتزمت حتى الان بعمليات تفتيش الوكالة الدولية، في حين أن إسرائيل غير موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي وتواصل سياسة الغموض.
منتدىملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
( 2011)