ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملاك صدام حسين

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب التاريخ السري لحرب العراق بغداد الأنسحاب الأميركي من العراق(1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي
عضو حزب البعث العربي الاشتراكي



عدد المساهمات : 969
تاريخ التسجيل : 01/11/2010

كتاب التاريخ السري لحرب العراق  بغداد الأنسحاب الأميركي من العراق(1) Empty
مُساهمةموضوع: كتاب التاريخ السري لحرب العراق بغداد الأنسحاب الأميركي من العراق(1)   كتاب التاريخ السري لحرب العراق  بغداد الأنسحاب الأميركي من العراق(1) Emptyالإثنين ديسمبر 19, 2011 10:06 pm

كتاب التاريخ السري لحرب العراق  بغداد الأنسحاب الأميركي من العراق(1) Hh7.net_13038940551
كتاب التاريخ السري لحرب العراق  بغداد الأنسحاب الأميركي من العراق(1) 927403809
كتاب التاريخ السري لحرب العراق - بغداد – 7.
الأنسحاب الأميركي من العراق(1)
مجرد بدـــــاية [1].

منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
20/12/2011

. لايمكن قطعاً تجاهل موضوع الأنسحاب العسكري الأميركي الكامل من العراق في نهاية هذا العام والذي أعتبرته شخصياً هزيمة كاملة للولايات المتحدة ،وفشلاً في تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد ،ولبقاءها في منطقة النفط الكبرى لـ [2] 50-60عاماً .ولا بتحقيق أهدافها الخمسة كما حددها ديك شيني نانب الرئيس ورامزفيلد وزير دفاعه وبول وولفتزوكيل البنتاغون للسياسة وهي :
أ . تطهير ما تبقى من ركام وتصحيح ما أرتكب من أخطاء لإدارة بوش الأب حين ترك لصدام حسين تعزيز قوته وقدراته وذبح خصومه بعد حرب الولايات المتحدة – العراق الأولى ،عام 1991.
ب. تحسين الموقف الأستراتيجي لأسرائيل بإزاحة قوة عسكرية كبيرة ومعادية لها .
ج .بناء ديمقراطية عربية ستشكل نموذجاً يحتذى به بين دول عربية صديقة أخرى مهددة الأن بأنقسامات و أضطرابات داخلية وبالذات مصر والسعودية .
د .السماح بأنسحاب قوات الولايات المتحدة من السعودية(بعد 12عاماً)وحيث وضعت لمواجهة العسكرية العراقية ، من جهة ولأن تلك القوات كانت مصدراً لمعادات الأميركان وكتهديد للنظام .
هـ . لأيجاد مصدر نفطي صديق لأسواق الولايات المتحدة ،ولتقليل الأعتماد على نفط السعودية،الذي قد يتعرض لتقلبات وضياع [3].
وأضفت هدفاً سادساً من عندي هو:
و. تحجيم العراق عربياً وأقليمياً لكثرة ما سببه كما ترى الولايات المتحدة من مشاكل لنفسه ولجيرانه ولمصالح الغرب النفطية. ولعل من حق ممثل شركات النفط الأميركية تكرارعبارات الجنرال غورو إبان الحرب العالمية الأولى في دمشق وعند قبر صلاح الدين الأيوبي ‘‘ لقد عدنا يا صلاح الدين ’’،وكلمات الجنرال اللنبي في القدس ‘‘ اليوم أنتهت الحروب الصليبية’’ .
يرى البعض أن الأنسحاب الأميركي وفي جميع الأحوال صوري ،فقد لاينفذ بشكل كامل،كما ويرى البعض أن الولايات المتحدة ستحتفظ بـ10ألاف جندي ،-ولو سراً ،أو بطريقة ما؟؟- بالأضافة الى عشرات الألوف من مرتزقة الشركات الأمنية ؛ومعظمهم إن لم يكن جميعهم من مقاتلي ‘‘القوات الخاصة ،الأشداء وحسني التدريب والقتلة’’ الأميركية والشيلية والجنوب أفريقية والبولندية على الأقل الى جانب المحطات السبعة لـ [4] CIA،وكل هولاء لن يسدوا مكان القوات المسلحة ،ولا حتى المتواجد منها في الخليج وفي الكويت بالذات .وكنت ممن يراهنون –وللأسباب أعلاه – على بقاء الأحتلال الأميركي للعراق،وقد لفت نظري تأكيد قرار الأنسحاب في وثيقة عسكرية/ سياسية مهمة ورفيعة المستوى،والتي تعد بمثابة مخطط وخطة عمل للقوات المسلحة الأميركية وصادرة من مقر وبتوقيع رئيس هيئة رئاسة أركان القوات المسلحة الأدميرال موللين في 8شباط 2011، وهي ‘‘ الأستراتيجية العسكرية الوطنية للولايات المتحدة الأميركية [5] 2011 ’’ . وفيها أمران :
الأول .الأعتراف بأن ‘‘العجز –المالي –القومي ’’فرض تأثيرات ومخاطر هامة على الأمن القومي .ص -
الثاني .وتحت عنوان فرعي ‘‘الشرق الأوسط الأوسع ’’.وجاء فيه:
‘‘ لأمتنا مصالح مهمة في الشرق الأوسط الأوسع.وسيظل النظام الأيراني هو التهديد الأشد والأخطر لأستقرار المنطقة .وهذا النظام يواصل العمل على تطوير أسلحة نووية وكذلك يواصل دعم المنظمات الأرهابية على طول الشرق الأوسط الأوسع .ولدعم وتطوير مصالح أمتنا ستتابع ‘‘القوات -الأميركية المشتركة ’’ التعاون الأمني و المساعدة في تعزيز القدرات الدفاعية لحلفاءنا وشركاءنا الأقليميين .وسنساند جهود مقاومة التغيير والجماعات والتنظيمات العسكرية الأقل من دولة /وسنقاوم أنتشار أسلحة الدمار الشامل والمواد المشابهة .وسنحافظ على تواجدقدرات [قوات ]مناسبة لحلفاءنا وشركاءنا الموثوقين لمنع أيران من الحصول على الأسلحة النووية .
وعن العراق : تمضي الوثيقة :
‘‘ تسعى أمتنا الى تحقيق شراكة بعيدة المدى مع العراق بما في ذلك شؤون الأمن .ويجب أن تواصل قواتنا المشتركة متابعة التحول إبان تغيير مركز ثقل مساعدتنا في العراق[ أنسحابنا]من شؤون الأمن الداخلي الى الدفاع الخارجي عنه .سنساعد في بناء قوات الدفاع العراقية بينما نراعي وبدقة وبحذر مصالح جميع العراقيين وكذلك جيران العراق .وسنساعد في تطوير العلاقات الأمنية بين العراق وجيرانه !!!!؟. ص-12 ’’ .
و عن دور الحلف الأطلسي ‘ الناتو’،تقول الوثيقة .سيعمل أعضاءه كعنصر توازن في محيطها ،الذي يمتد من الشرق الأوسط والى الشرق [بمعناه الأوسع والأبعد Levant]،وشمال أفريقيا والبلقان والقوقاز .وعن تركيا .يقول ‘‘يمكن أن تلعب تركيا دوراً حاسماً وبشكل فريد بهذا الخصوص ص-11-12’’.
2. أما عن هذا الفصل‘‘بغداد -7’’ التالية ترجمته ،فلولا أني أعرف بأني أترجم عن كتاب ظهر عام 2004،وربما أعد قبل ذلك حتى ،ولنقل بعام مثلاً ؟،لتساءلت هل يحاول مؤلف الكتاب نقل رؤاه وتحليلاته عما سيتوقعه للعراق عام 2010، و 2011،وما بعدهما، أو أنه يستند فيما يدعيه الى مصادر موثوقة وكما سيتضح لنا من خلال هذا الفصل ،لاسيما عن الدور الأيراني في مجالين :
الأول : المجابهة المدروسة والذكية جداُ لأهداف ومشاريع الولايات المتحدة.
والثاني : في تحديد مسار العملية السياسية في العراق ،حتى بدى وكأن أيران هي من أحتلت العراق عام 2003، لأنها تصرفت وكأن الدور الأميركي أنتهى بإسقاط صدام حسين ونظامه وسحب السلطة من السنة فقط ،أما عراق مابعد صدام فهو شأن أيراني بالكامل .
وقد روى لي مسؤول عراقي سابق أن أحد أعضاء مجلس الحكم زار أيران ليقف على مواقفها وما تريده في وللعراق ، سيما وأن وقت ترؤسه المجلس بات قريباً ،فأبلغه أحد كبار المسئولين في طهران أن عليه أن يعرض عليهم جميع قرارات مجلس الحكم قبل أصدارها ،وحين أعتذر لهم بأن ذلك خارج حدود قدراته ؟ ،قالوا له : لماذا طرحت الأمر أذاً ؟ أولاً ،ولماذا جئتنا أساساً ثانياً ؟؟. والكتاب كما يبدو يتحدث عن المصير النهائي للعراق أي وقتنا في يومنا هذا ومابعده .
ويبدو لي أن أيران هي الجهة الوحيدة التي وضعت تصوراً كاملاً وخطط عمل وحتى مفصلة إن جاز لنا القول لمسارات الأحداث إن لم تكن رسمت معظمها أو ساهمت بصنعها على الأقل .فأيران وبفهمها ووعيها التامين لطبائع الأشياء والصراعات المكشوفة وشبه العلنية في العراق قد نجحت بالمضي في مشروعاتها. فهنيئاً للدهاء الفارسي العريق الذي لم يجد أمامه سوى حفنة أقزام لم يقرأوا التاريخ ناهيك عن فهمه .ولعل أفضل ماحققته أيران في موضوعة الأنسحاب الأميركي من العراق ما أورده من نترجم عنه في ص-19 أدناه ،ولا أدري أكانت نبؤة أم حقيقة في الجيوبولتيك فقال:الأحتلال الأميركي سوف لن يستمر طويلاً ،وأن الخسائر [الأميركية ] الموهنة والأرهاب المتفاقم والمثير للأعجاب ،وكذلك [فأمتداد الحرب الى أسرائيل (باستخدام حزب الله)،والى السعودية (باستخدام بن لادن ) ،فسيجعل كل ذلك أستمرار الوجود الأميركي شيئاً لا يطاق .ويعتقد خبراء أيرانيون ،أن على الرئيس بوش أما الأنسحاب من المنطقة ،وألا سيتسبب بالكثير من مخاطر السخط العام و العلني، و أنقسام الرأي العام [الأميركي ] في عام أنتخابات رئاسية [2004] بسبب حرب لاطائل وراءها .وكما في ص-19أدناه.
ولطالما أعترفت أدارة بوش وبعده أوباما بالدور المركزي لأيران ، عراقياً وأقليمياً ؛وألا فما معنى اللقاءات الأميركية الأيرانية لبحث الموقف في العراق ،وما معنى ىتصريحات دون بايدن بالبحث عن رئيس وزراء عراقي يحتفظ بعلاقت جيدة مع طهران [6].
3. وتعرف أيران أن قوة أو مرحلة الأسلام الأولى كانت عربية وأمتدت منذ ظهور الأسلام كقوة أقليمية أو دولية بمعايير العصر وحتى نهاية العصر العباسي الأول في خلافة المتوكل تقريباً ؛ ثم شكل السلاجقة المرحلة الثانية ،أيام الصدام مع الأمبراطورية البيزنطية (معركة ملاذكرد1071م) والحروب الصليبية 1251م [سقوط عكا ،أخر المعاقل الصليبية] لتليها المرحلة العثمانية ما بين القرنين 16و20،.وقد حاول البعض الحديث عن صحوة أسلامية جديدة سعودية تارة وغيرها تارة أخرى ,ولكن يبدو لي أن أيران تريد قيادة الموجة الأسلامية الجديدة بعد أن أمتلكت كل مقومات القوتين العسكرية الدينية /الجماهيرية ومن يدري فلعل الوقت قد حان لمرحلة أسلامية أيرانية أو فارسية . وقد عزز ذلك فيها نجاح الثورة الأسلامية بقيادة الأمام الخميني فحققت تلك الثورة أنتصاراً على أعتى الأنظمة القمعية والصديق المقرب للولايات المتحدة التي كانت قد أحاطته بعناية لمة تحض بها سوى أسرائيل .الأمر الذي عزز ثقة أيران بقدراتها وبخططها و أستراتيجيتها ،ولم تثنها عن المضي في مخططاتها حربها مع العراق والتي تعد أطول حروب التأريخ الحديث ،إذ خرجت منها وهي أشد عزماً عما مضى ،ساعدها في ذلك دهاء وحكمة عريقين في مملكة أو أمبراطورية فارس من جهة ولهشاشة وضعف جميع الأنظمة الأسلامية المجاورة والقريبة ومن أصحاب المذهب السني ،ولعل أيران تسعى لتحقيق ماتريده من أنتصارات للأسلام ولكن وفق المذهب الأثني عشري أو الأمامية بعد أن فشل أتباع المذهب الأخر في تحقيق التقدم الأسلامي العالمي المنشود رغم قيادته لأربعة عشر قرناً ،ولكن قد ينكر البعض ذلك ويعده مجرد دعايات مغرضة يروجها أعداء ايران ،فهناك الكثير لما يدفع الى هذا الأستنتاج فأصابع أيران في العراق والبحرين ولبنان وسوريا وفلسطين(حماس ) واليمن (الحوثيين) والمطالبات المتكررة بأن الخليج العربي ،فارسي وأن مصر وليبا أيرانيات أو سيغدون قريباً كذلك وغير ذلك .وكما قال وزير خارجية البحرين على العربية فـ ‘أن ايران هي من تجلب لنفسها التهم’ .ثم يفرض السؤال الأكبر نفسه :لم تستميت أيران للحصول على السلاح النووي إن لم يكن لتحقيق هذه المكانة الدولية/لأسلامية .وأعتقد أن الخطاً الأكبر الذي أرتكبته أيران هو مشروعها النووي هذا،فما لم تتخلى عنه فستخسر الدور الأسلامي المرتقب من جهة وقد تكون أحد أسباب جر المنطقة الى حرب طائفية أقليمية وقودها العرب بالدرجة الأولى وربما أيران ...وأقول ربما أعتماداً على النهج الأيراني الأستراتيجي أو فوق الأستراتيجي !!؟؟.
2. لأن المشروع الأميركي لـ‘‘ غزو العراق ’’كان مجرد مشروع أنتقامي غربي رأسمالي أميركي لبلد أسلامي شرقي عربي نفذته ،أدارة بوش الأبن الخرقاء ،وجعلته – أي العراق - على قائمة الأرهاب،أنتقاماً للهجوم الكبير الذي تعرضت له في 11/9/2001.م وعن ذلك يقول ريشارد كلارك ‘‘ تعتقد غالبية الأميركان بذلك لأن أدارة بوش الأبن قالت له بأن لصدام حسين علاقة ما بهجوم القاعدة على أميركا .أعتقد الكثيرون بأن أدارة بوش قد حققت أنجازاً جيداً بمقاتلتها الأرهاب ، بينما وفي الحقيقة، ضيعت تلك الأدارة الفرصة للقضاء على القاعدة وعززت قوة أعداءنا بتورطها في عملية غير ضرورية على الأطلاق بغزوالعراق .فقد ظهرت ‘‘قاعدة ’’جديدة ،أقوى ومتنامية ،ويعود ذلك جزءياً لأفعالنا نحن ومالم نفعله .فهي –أي القاعدة –ومن جوانب عديدة خصم عنيد وأقوى مما واجهناه قبل 11/9،ومازلنا لم نفعل ما هو ضروري لجعل أميركا أكثر آمناً من أي تهديد [7]’’. ثم يمضي ريشارد كلارك،ليكن أكثر دقة ومحدداً بعض الجهات التي أخفقت في الوصول الى الأستنتاجات الصحيحة للمساعدة في بناء أستراتيجية أمنية واقعية للولايات المتحدة فيقول ‘‘لقد بات من الواضح وبشكل متزايد الحاجة الى تطوير وتحسين دقة ‘الرأي الأول ’ والأعلى،في جميع موضوعات الأستخبارات ؛والتحليلات التي تقدمها CIA. ولدينا الأن قائمة طويلة بفشل CIA ، بتحليل المعلومات ،وبما يكفي للأستنتاج بأن المنظومة الحالية غير مقبولة .وقد حان الوقت الأن لتحقيق توصيات العديد من المراقبين الجيدين بـ:نقل عملية تحليل الأستخبارات من CIA ،وأنشاء مكتب صغير ومستقل مع كادر متخصص وخبراء خارجيين .ص.252 ’’ .وأخيراً يخلص ريشارد كلارك رأيه ببوش الأبن بقوله ‘‘لقد فشل بوش بالعمل قبل 11/9،حول تهديد القاعدة رغم التحذيرات المتتالية فحصد في النهاية نجاحاً سياسياً غير متوقع رغم أتخاذه خطوات غير كافية ولاملائمة بعد هجمات 11/9، ،ثم شن حرباً باهضة وغير ضرورية على العراق عززت قوى الأصوليين و المتطرفين والحركات الأرهابية الأسلامية في العالم (المقدمة pp.x) ’’.
****************
مع أوائل حزيران/يوليو2003،تصاعدت وتائر الهجمات على الأميركان بسرعة .وكمعدل ، كان هناك هجوم واحد على الأقل يومياً ويتسبب بخسائر بشرية للولايات المتحدة ،أما الهجمات و الكمائن والأشتباكات وهجمات الرمانات والمقذوفات اليدوية التي فشلت بالأيقاع بخسائر بشرية أميركية فأكثر من أن تعد .ولبعض تلك الهجمات التي تجوهلت أهمية وأبعاداً أستراتيجية. وعلى سبيل المثال ،كانت طائرات ومروحياتالولايات المتحدة تتعرض وبأنتظام لضربات نارية إبان محاولاتها الأقلاع أو الهبوط في كل الأجواء العراقية – وعلى الأخص في بغداد والموصل وتكريت .وأعترف بعض مسؤولي الولايات المتحدة بأن ‘‘مطار بغداد الدولي سيظل مغلقاً بوجه الطيران التجاري (المدني) طالما تواصل أطلاق النار على الطائرات ’’. تحاصر قطعات أميركية يومياً وتقذف بالحجارة والقبضات المجموعة والشتائم والأهانات ؛كما تحرق أطارات عجلات تلك القطعات بأنتظام .بدأت الشعارات تظهر على الجدران في بغداد وفي كل مكان أخر وتتراوح مابين الدعايات الكبيرة -كـ‘‘يعيش الرئيس صدام حسين !’’،-الى شعارات أكثر تحديداً ً – مثل ‘‘ نقسم بالله بأننا سنقطع كل الأيدي التي تلوًح للجنود الأميركان الملطخين بدماء شهدائنا الأبطال ’’ .عكست تلك الأنشطة المعادية روح العداء والكراهية المتزايدة بين الشعب العراقي .وأكثر من ذلك فقد تطورت حرفية ومهارات المقاومة المسلحة ؛وفي أكثر المرات أن لم يكن في جميعها كانوا ينجحون بالهرب بعد كمين ناجح .وبنفس القدر من الأزعاج ؛تزايد أنحشار أناس أبرياء وسط تبادل أطلاق النار –وعلى الأخص حين يردٌ الجنود الأميركان على نيران العدو المقاوم .ورغم كل المقاصد والتوجهات كان العراق ينزلق نحو الصفحات التمهيدية لمقاومة مسلحة شاملة ؛وحملة حرب عصابات تشمل أقساماً كبيرة من أبناء الشعب العراقي .وأعلن أحد قادة المصلين الشباب ‘‘ نحن جميعاً مع مقاومة المحتلين ’’.ومضيفاً ‘‘ الأميركان محتلون .والمحتلون لا يمكن أن يمنحوا الشعب لا السعادة ولا الحرية ’’. وأعلن التعليق الأولي !!،عن موجة جديدة من الهجمات المعادية للأميركان ؛تشير الى أن صفحة جديدة في‘‘ الجهاد لأجل التحرير’’ قد بدأت ؛وتتضمن تعاوناً وثيقاً بين جميع العناصر[العراقية ]وبغض النظر عن الخلافات العقيدية والخصومات القديمة .
وفي أواخر مايس/أيار ،وعلى سبيل المثال ،أعلنت مجموعة تسمي نفسها ‘‘ القيادة العامة للقوات المسلحة للمقاومة والتحرير في العراق ،بأن ‘‘ نخبة من قطعات القوات المسلحة ؛و الفدائيين ولواء الفاروق – ‘الجناح العسكري للمقاومة الأسلامية في العراق ’-ومجاميع الحسين ،وأعضاء حزب البعث العربي الأشتراكي قد نجحوا بأسقاط مروحية أميركية في محافظة الأنبار[في الفلوجة] و قتل أربعة جنود كانوا على متنها’’. كان حشد هذه المجموعات معاً شيئاً رائعاً ومهماً وتشير الرسالة الى أن ألوية الفاروق الأسلامي السني ؛ومجاميع شيعة الحسين الموالية لأيران ،وقوات البعث ،و الفدائيين قد التحموا معاً وبتنسيق جيد .(سيظل الأصطدام المشار اليه فصلاً متميزاً؛ فقد حلقت المروحية UH-60،تحت وابل من نيران أسلحة خفيفة؛ فترنحت بشدة وأصطدمت بأسلاك كهربائية قبيل سقوطها ؛ولم يتضح حتى الأن ما أذا كان سقوطها بفعل النيران المعادية أو لخطأ أرتكبه قائدها في محاولته تجنب النيران الأرضية) . أدعى البيان آنف الذكر أن ‘‘ فيتناماً جديدة ؛أو (حرباً )أشد شراسة من فيتنام قد بدأت في العراق .وسوف لن تنتهي حتى خروج أخر محتل من أرض العراق ’’ .تعهدت القيادة العامة للمقاومة كذلك بأستخدام كل وسيلة ممكنة لمنع قوات الأحتلال من الأستفادة من نفط العراق ؛‘‘حتى لو كلفنا ذلك كل هذا النفط [وأثمانه]لحرق القوات الغازية ’’.
أصدرت أشد الجماعات الأسلامية جرأة بيانات مشابهة . وفي أعقاب هجوم 27 مايس/ مايو على قوات الولايات المتحدة في الفلوجة ،والذي قتل فيه جنديان أميركيان وجرح تسعة ؛جاءت أقوى و أكثر البيانات أهمية من ‘‘ المقاومة الشعبية في العراق ’’، والتي عرفت نفسها وعلى طريقة بن لادن كـ‘‘ حركة أسلامية جهادية ’’.كان قائدها الروحي هو الشيخ عبد العزيز الحٌميد ،أمام الجامع الكبير في الفلوجة .أصدر الشيخ الحٌميد أيضاً توجيهاً،أو أمراً [فتوى] بـ ‘‘شن الجهاد وفق قدراتها ضد الاًميركان كقوات محتلة ’’،وأعلن بأن ‘‘من الواجب على (جميع) المسلمين طرد (الولايات المتحدة)من العراق ’’. حتى لو كانات تلك المنظمات الأسلامية ‘‘ تتألف من شباب الـ‘فلوجة’فقط والذين لا علاقة لهم بحزب البعث ’’، ولكنهم من ‘‘أتباع الشريعة والباحثين عما وراء الجهاد [أي الأستشهاد]’’،وكذلك ‘‘من عدد كبير من المتطوعين العرب ’’ ،وأعلن بأن على جميع الأسلاميين التعاون والتنسيق مع جميع القوى المعادية للأميركان لتصعيد وأستثمار الجهاد وتحقيق طرد قوات الأحتلال .
ومع ذلك ؛واصلت الولايات المتحدة أصرارها على أن تلك الهجمات قد شنت من قبل أخر بقايا نظام صدام .وقال بول وولفتز وكيل وزير الدفاع الأميركي،أمام الكونكرس و‘‘هكذا سيكون الأمر إن كان لديك من 20-30ألف شرطي أمن (سري)- ممن عذبوا [أبناء الشعب ] ومجرمي الحرب – ومازال هولاء في الجوار ’’، ثم مضيفاً ‘‘ فلابد أنهم سيثيرون بعض المشاكل ومهاجمة الأرتال الأميركية العسكرية كل يوم .لذا لكم أن تتصورا ماسيفعلوه لتجريد العراقيين الموالين لنا من السلاح’’. وفي 1/حزيران-يوليو، أٌمرت القوات الأميركية للتهيوء لمواجهة ‘‘حرب عصابات تشنها الأقلية السنية التي مازالت مخلصة لرئيس الجمهورية صدام حسين’’ وأكد مسئولون من وزارة دفاع الولايات المتحدة بأن ‘‘جميع’’ هجمات المقاومة هي من صنع ‘‘المخلصين لصدام’’، و أن الهجمات الأشد أذىً وقتلاً تشن غرب العراق- وعلى الأخص في الفلوجة وهيت والرمادي .وأصرالفريق ‘مككيرنمان’ ؛القائد الأعلى للقوات البرية للأئتلاف بأن تلك الهجمات كانت جزءً من ‘‘مقاومة/عصيان من تدبير قادة حزب البعث الذين هربوا من بغداد خلال الحرب قي نيسان ’’.وعاكساً بذلك رأي واشنطن الرسمي ،فقد تنبأ الفريق مككيرنمان ،بأن جميع تلك الهجمات ستموت حالما يدرك من هم وراءها بلا جدوى أفعالهم . وأضاف مككيرنمان القول‘‘أرى أن ( تلك المقاومة ) تدبر ويخطط لها أعداءنا الذين خسروا مستقبلهم’’ـ لأنهم كانوا ‘‘جزءً من نظام صدام و ظلوا مرتبطين به’’. أستمر هذا التشبث و منذ البداية بألحاق كل شيئ بصدام حسين وحملة حرب العصابات المرتبطة البعثيين ،الأمر الذي منع السلطات الأميركية من تحديد وأدراك شدة و كثافة وتعقيد التحديات التي تواجههم .
مع ذلك ،وفي الوقت نفسه ،لم يكن بالأمكان مواصلة تجاهل تزايد الخسائر البشرية.ولكن البنتاكون قاوم للحاجة الى عدد أكبر من القطعات عما أفترض سابقاً . لقد قدرت الخطط الأصلية التي أعدت قبل الحرب الحاجة الى ‘100’ألف جندي أميركي فقط ومفترضة تخفيضاً سريعاً نسبياً لهذه القطعات أستناداً على عدة أفتراضات منها :بأن ‘‘العراقيين سيرحبون بالأميركان كمحررين (؛) وأن ليس للعراقين سوى تأريخ قصير من الصراعات العنصرية والطائفية’’؛ وأن دولاً عديدة ستسهم وسترسل قطعات لحفظ الأمن لكي تحصل على حصة في الخطط والمشاريع الهائلة والمجزية لأعادة الأعمار بعد الحرب .
مع أوائل حزيران/يونيو،ثبت أن القطعات المؤلفة من ‘145’ألف جندي أميركي و‘15’ألف جندي بريطاني غير كافية وبشكل مؤسف .وبدلاً عن أعادة فرقة المشاة/3،الى الولايات المتحدة أعيد أنفتاحها في منطقة الفلوجة وحتى آب/أوكست 2003،على الأقل ،بعد أن أرسل بعض عناصرها الى بغداد. ولعدم تمكن فرقة المشاة/4،[بقيادة الجنرال رايموند أوديرنو]من الأسهام في الحرب لتأخر وصولها ، فقد كلفت بواجبات حماية الأمن (مهام الشرطة) في القاطع السني الشمالي الممتد من تكريت الى كركوك وحتى الحدود الأيرانية . تركت فق مش/4، كذلك بعض قطعاتها في بغداد هي الأخرى. أما الفرقة المدرعة/1، وبعد سحبها من مهام حفظ السلام في البلقان فقد تولت السيطرة على بغداد مع (4)ألاف شرطي( أنضباط) عسكري .تولى مشاة بحرية (مارينز) الولايات المتحدة السيطرة على القسم الشيعي في جنوب العراق ؛بينما ظلت القوات البريطانية متمركزة حول البصرة. وفي النهاية فلم تشكل هذه القطعات ويا للأسف أكثر من قوة صغيرة تتولى مهام الشرطة لضبط بلاد بسعة العراق . كما لم تستطع قوات الولايات المتحدة المنتشرة على جبهة واسعة وعلى شكل قشرة رقيقة ؛ سوى تشكيل قوة(سلطة) في عدد قليل جداً من الأماكن .أما في باقي البلاد فقد أكدت القوات الأميركية وجودها جوياً؛ ومن خلال دوريات غير منتظمة .أدرك العراقيون هذا النقص وأستثمروه في أدارة وتفيذ الصفحة الثانية من جهادهم ضد الأميركان .
بات العراقيون الأن منظمون للحرب .ومع ذبول صدمة سقوط بغداد ،بدأت القوات المعادية للأميركان لحرب عصابات طويلة الأمد [8]Protracted. وخلال معظم شهر حزيران،ناضلت قوات المقاومة للحفاظ على قواها ؛بل وحتى صعدت من تواتر ضرباتها وعملياتها (الأرهابية) ضد قوات الأئتلاف .ألا أن تركيزهم الرئيسي أنصب على ترصين منظومة الدعم الشامل للصراع المقبل .أولت تلك القوى أهتماماً خاصاً لتجنيد وتدريب مجاهدين أضافيين وأنشاء منظومة قيادة وسيطرة على طول العراق؛وتفعيل شبكات أتصالات جيدة .كذلك بذل قادة المنظمات المحلية و الوطنية تقدماً كبيراً في الأشراف على وتحسين التنسيق مابين المنظمات العديدة والمتداخلة [جغرافياً أو تنظيمياً ].وفي الوقت نفسه ؛نشطت وتدريجياً شبكات جيدة النوعية حول العراق ، جالبة معها المزيد من الخبرات وخزين هائل من الأسلحة .
والأهم بعد،هو قرار صدام حسين بتنشيط الشبكة السرية‘‘اليوم الممطر rainy day ’’،[أبابيل]، أو ‘‘اليوم الموعود doomsday’’،اللتي أنشأها عام 1968!!؟،وفورعودة حزب البعث للسلطة في بغداد – فقد كانت ذكريات وعظات تجربة أسقاط الحزب المريرة سنة 1963،مازالت حية بعد –فشكل صدام هاتين المنظمتين [9] من المخلصين الأشداء في بغداد. مستهدفاً أستعادة قوة تأثير ونفوذ البعث في حالة وقوع أنقلاب جديد ،ثم تحولت المجموعة وتدريجياً الى منظمة سرية (تحت الأرض) وموازية للحزب مع تولي صدام زمام السلطة وفرض سيطرته شخصياً ،وفي النهاية تحولت الى منظمة دعم شبه عسكرية(مليشيا) لحمايته الشخصية.دربت وحدات هذه القوة الضاربة من قبل خبراء يوغسلاف و سوفييت على عمليات وفنون حروب الأنصار‘حرب الشعب’.وفي بدايات الثمانينيات 1980s،باتت تلك الوحدات جيدة التدريب ،حسنة التمويل ؛كقوات نخبة مع كميات هائلة من الأسلحة والأموال والأطعمة ووسائل أدامة ومتابعة لحرب الشعب على الطريقة اليوغوسلافية. وحالما أدرك صدام عمق وأتساع عداء واشنطن وعزمها على حربه في تسعينيات 1990s، قررأستدعاء خبراء من كوريا الشمالية مع أفكارهم الخاصة عن مقاتلة وشل القوات المشابه لقوات الولايات المتحدة لتدريب وتوسيع كوادر حزبه السري الموازي [أو البديل ].
ومع تزايد التوتر مع الولايات المتحدة ،وجه صدام الكثير من الموارد لحزبه السري هذا ؛ و تهيئته لمواجهة الأحتلال الأميركي الذي كان صدام يعتقد أنه سيقع عاجلاً أو آجلاً .أعد من يثق بهم صدام حسين جيداً لأية أحتمالات وشيكة وأصدر وصايا تحريرية الى كوادره على طول العراق .وفي ‘خطة الطوارئ السرية ’ التي أ صدرها ،‘مدير الأستخبارات العامة ’في ك2/يناير2003،الى الفدائيين ،يوصي الناشطين المشمولين بـ‘‘ أتخاذ جميع الأجراءات في حالة أسقاط الأئتلاف الأميركي –البريطاني -الصهيوني القيادة العراقية لا سمح الله’’. وتراوحت التعليمات من جعل جميع مدن العراق صعبة الحكم أوالسيطرة عليها من خلال عمليات ‘‘النهب و السلب وأشعال الحرائق في جميع الدوائر الحكومية ’’،الى توجيهات أستراتيجية بـ ‘‘التسبب بتدمير أو تعطيل ’’مصادر الطاقة الكهربائية و المياه؛وكذلك بقطع ‘الأتصالات الداخلية والخارجية ’[الوطنية والدولية].كما أبلغ الناشطون المعنيون بأختراق المؤسسات الدينية الشيعية و‘‘أغتيال رجال دين وخطباء المساجد وأماكن الصلاة’’ ،لأثارة عصيان ضد الأميركان . وكان عليهم أستهداف العائدين من الخارج لمنعهم من التعاون مع السلطات الأميركية . لقد روعيت هذه الخطة الطارئة التي أجملت هنا و في غيرها من الوثائق بدقة، و مورست منذ أوائل 2003. رغم أن صدام حسين لم يقرر ألا في أوائل حزيران فقط أن قواته [السرية] تلك قادرة وبكل دقة على البدء وادامة حرب شعبية حقيقية ضد الولايات المتحدة ،لذا نشطً وحدات حزبه الموازي السري بعدها مباشرة .
كان في صلب قرار صدام بالنهوض والتصدي !!،أدراكه أن ليس للولايات المتحدة ولا نتفة معلومات عن هروبه الحقيقي وأختفاءه ولا عن منظومة مخابئه وملاجئه .وعودة الى 1991؛و فور أنتهاء حرب الخليج الأولى[الثانية] فقد كان صدام قد قرر أن منظومة ملاجئه الحالية للأختباء و الهرب عديمة الفائدة. ونظراً لبناءها من قبل ألمان ويوغسلاف في الثمانينيات 1980s،فقد توقع صدام – بدقة وعن حق - بأن مواقعها واسرارها باتت معروفة للولايات المتحدة .وفي منتصف التسعينيات 1990s، وبعد مناقشات داخلية عديدة أستقدم صدام خبراء من كوريا الشمالية والصين ومجموعة بناءين لبناء منظومة منشئات جديدة كاملة تحت الأرض له ولحلقة مقربيه الداخلية ولوحدات الحزب السري الموازي .ولضمان السرية التامة ،فقد تم بناء تلك المنشئات الجديدة تحت الأرض – من ملاجئ، ومراكز قيادة ومواقع ومخازن للأتصالات على أيدي عمال من كوريا الشمالية .ونظراً لعدم مشاركة عمال عراقيين في ذلك ؛لم يعرف سوى القليل من العراقيين حتى بوجودها ،ناهيك .عن معرفة مواقعها و/أو أماكنها. وأكثر من ذلك كان الكوريون الشماليون قادرون على جعل تلك المباني وعملياً مما يصعب على وسائل الرصد الأميركي معرفتها وأكتشافها .تضمنت طرق بناءها ، حفر مداخل وفتحات صغيرة نسبياً في سفوح جبلية ، ومن ثم توسيع الفسحات التحتية عبر أنفاق و أستدارات متعددة ومعقدة من الداخل . ويتم أخراج الأتربة المتجمعة من الحفر ليلاً و تلقى في مجاري المياه القريبة لعدم ترك أية أثار تدل عليها .حفرت بعض تلك المنشئات تحت بحيرات قريبة ،لتقليل فرص كشفها أكثر وأكثر من قبل الوسائل المتعددة للولايات المتحدة !! .كان الكوريون الشماليون المتميزون بالتمويه رائعون في هذا المجال فجعلوا المداخل والمخارج قريباً من مجاري المياه ،وفي مناطق مغطاة بالكثير من الشجيرات والأعشاب . و خلال أواخر الـ 1990s، كان صدام وعدد محدود فقط من المقربين الموثوقين، يزورون تلك المواقع ؛مستخدمين زوارق صغيرة وعجلات خاصة لتجنب الأكتشاف .
من بين الملاجئ المخفية تحت أشراف الصينيين ،شبكة من مخازن أعدت على المدى البعيد (مستقبلية) لخزن مواد أستراتيجية من الأسلحة والمعدات بمافيها أسلحة دمار شامل لأيام طارئة و شديدة الخطورة على الوطن .وأبلغ عقيد عراقي سابق وحامل شهادة دكتوراه ،هرب الى الخارج عام 1999، ويعيش مختبئاً في أستراليا،أبلغ أنه يعرف شخصياً مواقع (5) ملاجئ ومستودعات سرية شيدت قرب بغداد والبصرة وتكريت. وشيدت ملاجئ أخرى مشابهة في أماكن صحراوية عميقة غرب العراق . ووفقاً لمنشق (هارب) عراقي أخر فقد جيئ بخبراء روس لفحص كفاءة التصاميم الصينية قبل الأمر ببناء المزيد من الملاجئ .كانت قمة الفحوص هي أبقاء الخبراء الصينيين داخل نموذج لأحد الملاجئ أثناء تعريضه لسلسة من الضربات والقصف من قبل الروس – خرج الصينيون مذعورين ومرتبكين ولكن دون أذى. كان العنصر الهام لتلك المخابئ هو عمقها وسماكة المباني المتعددة الطبقات فيها –وهي مهام معقدة تولى أقامتها الكوريون الشماليون . كما تم تغطية وتمويه منظومة التهوية المعقدة هي الأخرى ببراعة مما يجعل أكتشافها من الخارج صعباً للغاية. وأبلغ العقيد آنف الذكر أن الملاجئ الثلاثة التي زارها أواخرالـ 1990s، كانت مليئة بكميات كبيرة من الأسلحة التقليدية والأعتدة ؛وقنابل المدفعية وصواريخ سكود (GRAD 122mm) مجهزة برءوس كيمياوية؛مع وجود براميل (حاويات ) لعوامل كيمياوية .
وفي الوقت الذي تم تشييد هذه المخابئ في أواخر 1990s، لم تكن هناك سوى أشاعات كثيرة أو متميزة قليلاً عن وجود أشياء كهذه . كان معظمها نتف أستخبارات ناقصة وغير أكيدة وجاءت من مصادر ضمن دوائر أستخبارات حليفة للولايات المتحدة. ومن بين أفضل تلك المصادر أحد أفراد الحماية (بودي كارد)كان قد رإفق صداماً الى أحدى تلك المنشئات أكثر من مرة خلال عدة سنين .و لكن لم يكن بوسعه سوى أعطاء معلومات عامة عن موقع المنشأة ، وعجز عن تحديد مكانها بدقة من الصور الجوية .كان لدى الأستخبارات الأردنية تجارب مماثلة مع مصدر أخر.
ووفقاً لمصادر عديدة ،فقد بنى الكوريون الشماليون –مبانٍ تحت الأرض تضم أعداداً كبيرة من ملاجئ ومستودعات صغيرة للمستقبل تركز معظمها في منطقة الجزيرة في صحراء شمال غرب العراق ،وثلاث مجمعات كبيرة ،يحتوي كلاً منها على أعداد كبيرة من المنشئات التحت أرضية ، يرتبط بعضها بقنوات أتصال ،والبعض الأخر مكتفية بذاتها ومعزولة تماماً . يحتمل أن يكون مجمع منطقة ‘القائم ’الممتد مابين مدينة القائم وبحيرة القادسية الى الشرق ،هو الأول ولعله الأكبر . ووفقاً لمعظم التقارير !؟،فأن مقرات صدام الرئيسية وأماكن أختباءه أوائل عام 2003، كانت في ذاك المجمع .ويمتد المجمع الثاني من منطقة الرمادي الى بحيرة الحبانية جنوباً .ومن السهل نسبياً الوصول الى مركز بغداد من هذا الموقع عبر ضواحي غرب بغداد . ويمتد المجمع الثالث في مثلث تكريت ،سامراء والى البحيرة الجبلية في سلسلة جبل حمرين والى الشرق من المجمعين السابقين .وأكثر من ذلك فالمجمعات الثلاث تمتد في مناطق تواجد وتنقل لقبائل عربية سنية تتنقل عادة مابين العراق وسوريا والسعودية،ومعادية بشدة للأميركان ،وبهذا فهي مصدر موثوق لتأمين التنقلات .
خلال الأسبوعين الأوليين من حزيران 2003،كان الحزب ‘‘البديل!!؟’’ مجرد مصدر صغير للمعدات لأغلبية الشبكات المعادية للولايات المتحدة في قلب المناطق الشيعية ( وحيث تشكل الأستخبارات الأيرانية المساند الأكبر).كانت هناك كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات ومعدات التموين الأخرى من جيش القدس الشعبي ،والفدائيين وحزب البعث ،وحتى من الجيش العراقي [السابق] ،ومتيسرة لأستخدامها من قبل قوات المقاومة المحلية .كما يمكن الحصول على معدت أضافية بسهولة بتهريبها من سوريا عند الضرورة .لذلك ماكانت هناك من حاجة لأستخدام أياً من خزين المعدات جيدة الأخفاء تحت الأرض للحزب البديل/الموازي .
ولكن كوادر خبراء الشبكات السرية !!؟،وفروا خبراتهم للمقاومة وأوضحوا لهم كيفية تنظيم الخلايا السرية وضمان أمنها وتدريبها على أساليب وسياقات نصب و تنفيذ الكمائن ووفروا كلما يلزم عن طرق تصنيع القنابل للثائرين في كل العراق .ساعدت كوادر صدام جميع العناصرالتي أرادت مثل هذا التعاون والمساعدات بما فيها أكثر الشبكات الأسلامية الأشد جراءة في عداءها للبعث .وبالأضافة الى ذلك عرضوا تمويل أية منظمات بادرت في عداءها للأميركان .لعبت شبكات صدام دوراً أساسياً في تسهيل ومواصلة تدفق الأسلاميين المتطوعين – من السنة والشيعة معاً- من سوريا الى العراق.كان ضباط أستخبارات حزب البعث السري يدركون بأن العديد من شبكات الأسلاميين والشبكات المحلية شديدة العداء لصدام و للأميركان معاً ،ولكنهم عرفوا أيضاً حدود التعاون ضد العدو المشترك ورسموا حدوداً واضحة بين توفير دعماً كافياً لجعل عمليات تلك الشبكات أشد فتكاً،وبين نوع ومحاولات التدخل الذي قد يدفع بتلك الشبكات الى خيانة البعث أمام الأميركا ن.
وبالنتيجة فعند منتصف حزيران/يونيو ؛أمتلأ العراق بعدد لايحصى (هرماً) من شبكات وخلايا سرية حرة أو سائبة في علاقاتها وأتصالاتها ،تقودها دوافع عمل وعقائد(مبادئ) متعددة - أسلاميون ؛عرقيون (عنصريون) Ethnocentric؛ وبعثوية عشائرية وحتى شيوعية –وكلها ترتبط بخيوط واهية بشبكة من أصحاب المصالح والولاءات المحلية المحدودة؛عدى أتصافها ولو بدرجات متفاوتة بمعاداة لاشك فيها للأميركان مم . ورغم دور كوادر صدام في تولى مهام القيادة والسيطرة وشبكات الأتصالات ؛فقد وفر الأسلاميون أعداداً متزايدة من المقاتلين بما فيهم المجاهدين الأشد حماساً وتضحية .
****
ماكان لمعظم هذه الأنشطة أن تتحقق لولا دور سوريا كمساعد وكملاذٍ آمن معاً .كان المنفذون العراقيون تحت أشراف بشارالأسد الشخصية ،بينما تولى صهره ‘آصف شوكت’ جهود الرعاية و الدعم،كما تولى فراس طلاس،أبن وزير الدفاع السوري الأسبق [مصطفى طلاس]مسئولية الشبكات السرية لتوفير الأسلحة للعراقيين ،وتصدير النفط !.ويشير مجرد مشاركة القادة الثلاثة المذكورين الى أهمية موافقة سورية لدعم إن لم يكن لتصعيد حرب العصابات ضد الولايات المتحدة في العرا ق . وفي الحقيقة ففي صيف 2003،تم توسيع المقر الأمامي في ‘ ألبو كمال ’وخصص له عدد أكبر من ضباط الأستخبارات وضباط القوات الخاصة (المغاوير ). والأكثر أهمية بعد ،فقد أسس السوريون أتصالات أمينة من البوكمال مع الأركان العامة السورية ومع ‘‘،غرفة الحرب ’’ الخاصة ببشار الأسد في القصر الجمهوري .
واصل أتباع صدام في سورية ،وبكثافة الأعمال التنظيمية والأنشطة المناسبة في الملاذ الآمن . سهل السوريون التنقلات عبر الحدود لقادة وأمرين .وعلى سبيل المثال ،فقد عاد قصي صدام حسين من ليبيا (وربما أوائل حزيران/يونيو)عبر سوريا،وذهب عبد حمود السكرتير الشخصي لصدام الى دمشق لجمع معدات لصدام قبيل أعتقاله تماماً من قبل قوات الولايات المتحدة في منتصف حزيران .وسمح السوريون كذلك لمسئولين وضباط !؟،بعبورالحدود الى سورية وفق ما تقتضيه مهامهم – وأفادت بعض التقاريرغير المؤكدة بأخلاء عدة جرحى من المقاتلين الى سورية للحصول على خدمات طبية و جراحية أفضل . جلب أتباع صدام معهم الى سورية ثروة تقدر بمئات الملايين من الدولارات – بل بضعة بلايين وفقاً لبعض المصادر – من العملات الصعبة والذهب و المجوهرات ،وأستخدمت هذه الأموال للحصول على أسلحة خاصة، ولتوفير أعمال أسناد أخرى لحرب العصابات العراقية .
لعبت سورية كذلك دوراً رئيسياً في تجنيد وتدريب متطوعين أسلاميين لأية عمليات ضد الولايات المتحدة في العراق .جٌند العديد من أولئك المتطوعين في داخل سورية نفسها وكان عدة مئات منهم من المدارس السنية في دمشق وشمال سورية –وكلهم من الموالين وأتباع بن لادن والأخوان المسلمين – و‘متطوعون ’ أخرون من وحدات مغاوير( قوات خاصة )و أستخبارات سورية . كذلك فقد جندت الأستخبارات العسكرية مقاتلين من الفلسطينين والكرد من معسكرات الأرهابيين وضموا الى (تحت أمرة) قادة مقاتلي القاعدة الكبار لبدء عمليات تجنيد ضخمة في معسكرات ومخيمات اللأجئين في جنوب لبنان .كان معظم المجندين من المجاهدين الأسلاميين الفلسطينيين ؛بينما كان بعضهم من مقاتلي القاعدة الشجعان في حرب أفغانستان والشيشان .
ساعدت دمشق في تدفق جميع أسلاميً العالم عبر مطار دمشق الدولي ؛وقد توالى وصول المتطوعين من جميع أرجاء جنوب أسيا (وبشكل رئيسي من باكستان وأفغانستان )،و الشرق الأقصى (وبشكل خاص من أندونيسيا وماليزيا )والوطن العربي .وسمح مركز الأستخبارات العسكرية السورية القريب من سيطرة الحدود بدخول جميع من جاءوا للتطوع الى سورية دون وثائق سفر!!.ثم يؤخذ المتطوعون بعدها رأساً من المطار الى معسكرات تدريبية قرب ‘ تدمر’ وسط بادية الشام وحيث ينضمون الى اسلاميً سورية وفلسطين وفق مستوياتهم ونوعيات مهامهم . وكانوا يدربون مجتمعين ثم ينظمون في وحدات صغيرة من‘5 -12’ مجاهداً .كما يجهزون بكميات من الأسلحة الصغيرة ومتفجرات عالية الأنفجار و صواريخ مقاومة الدبابات (م/دب) لهم و للمجاهدين العراقيين الذين سيساعدونهم . ثم ترسل تلك الوحدات والخلايا عبر الحدود (عبر طرق ونياسم صحراوية غير مؤشرة ومعروفة للبدو الرحل فقط ) للألتحاق بمجاهدي العراق ولدعم الشبكات الجهادية هناك .وعند عبورهم الحدود يخبرهم السوريون عن كيفية الوصول directions، الى مناطق لقاء محددة مسبقاً والتي سيؤخذون منها الى القوات الأسلامية العراقية لتعزيزها. وفي أواخر حزيران/يوليو،تحوًل تواصل المجاهدون الى تدفق كبير كالسيل وذلك بعبور مئات المجاهدين كل ليلة .
بالأضافة الى تلك الأنشطة ،سمحت دمشق للأستخبارات الأيرانية بتجنيد وتنظيم وتسفير مقاتلي حزب الله الشيعة من لبنان مع أسلحتهم ومعداتهم الأخرى لتعزيز القوات الشيعية في جنوب العراق وفي مناطق بغداد الكبرى .عزز مقاتلوا حزب الله الشبكات المدعومة من أيران بمقاتلين من ذوي الخبرات التنظيمية والأرهابية العالية ،ومن ذوي الأهمية الفريدة لأمتلاكهم خبرات قتالية عالية أكتسبوها خلال قتالهم العنيف ضد أسرائيل في جنوب لبنان .
في 18حزيران/يونيوحصلت الولايات المتحدة على معلومات استخبارات موثوقة ومن الدرجة الأولى عن الدعم السوري للقيادة العراقية .أولاً ،فقد أعتقل السكرتير الشخصي لصدام؛عبد حمود التكريتي –والذي يعتبر أقرب المقربين من غير عائلة صدام له. إذ وبينما كان مختبئاً في منزل بسيط في تكريت كضيف غريب وغير معروف ؛غدر به بعثي كان يفترض به أن يأخذه الى المحطة الثانية في رحلته !!.وفي بداية التحقيق معه أصرعلى أن صدام حسين وولديه قد سافروا الى سورية قبيل أنتهاء الحرب حتى. ومن سورية ،أدعى عبد حمود بأنهم واصلوا سفرهم الى بلد ثالث
ووفقاً لعبد عبد حمود ،فصدام ومجموعته لم يسافروا الى ليبيا مباشرة .وبدلاً عن ذلك فقد طاروا من مدينة (منسك) في بيلوروسيا ،الى دمشق ،ومنها الى ‘تشاد’ ،لكي يصلوا ليبيا براً . فقد أرسل القذافي في الحقيقة رسالة –قوطعت أو ألتقطتها الولايات المتحدة -الى صدام يوصيه فيها بالوصول الى ليبيا براً لتجنب كشف الأميركان الذين يراقبون جميع الرحلات الجوية لهم .ومع ذلك ،فقد أثبت تفحص موجودات عبد حمود كذبه .ووفقاً لهوشيار الزيباري،ضابط الأستخبارت الأقدم الكردي والمشارك في العملية .فقد أعتقل عبد حمود عند عودته من سورية، وفي طريقه لمقابلة صدام أو شخصيات مهمة أخرى .والملفت للنظر وبقوة،أن عبد حمود كان يحمل معه مجموعة باسبورتات من روسيا البيضاء كان قد ألتقطها في دمشق لشخصيات عراقية مهمة –الأمر الذي يتناقض وأدعاءه بأن شخصيات مهمة سبق لها وأن غادرت العراق عبر سورية .
عرفت الولايات المتحد ة بأن خبرأعتقال عبد حمود قد أنتشر سريعاً. وأن العملية الكبرى في تكريت الهادئة وجوارها عموماً ،كانت كافية للفت الأنظار وأثارة الشائعات ،كما أفترض محللوا أستخبارت الولايات المتحدة بأنه وحال علم صدام أو‘عراقيون كبار’ بأعتقال عبد حمود ؛فأنهم سيحاولون بدورهم ترك العراق الى سورية قبل كشف خونة أخرون لأماكن أختباءهم .
في الأيام الحالية [عام 2004]،شنت قوات الولايات المتحدة المسئولة عن ضبط الحدود مع سورية هجمات متواصلة في المنطقة . ففي 9حزيران/يوليو وعلى سبيل المثال ،توقفت سيارة قرب نقطة سيطرة طريق أميركية قرب ‘القائم ’عند منتصف الليل . قفز رجلان من السيارة وقتلا جندياً أميركياً بنيران مسدس وجرحا أخرين ،ثم رميا عدة رمانات يدوية خلال هربهم .و خلال أنشغال القوات الأميركية بالعثور على المهاجمين –الذن أختفوا بأمان –كان بوسع العراقيون والسوريون تأمين مرور بضع مجموعات صغيرة عبر الحدود .لذلك وفي 18 حزيران/يوليو ،تولت قوات أميركية بقيادة ‘قوة الواجب/20’مراقبة الطرق الرئيسية المتجهة من والى سورية. وبعد أعتقال عبد حمود بوقت قصير ،لاحظت طائرة المنتقم predator، ‘بدون طيار UAV’،رتلاً صغيراً مسرعاً نحو قرية ’الذئب‘العراقية 70ميلاً جنوب ‘القائم ’.حاولت سمتية مسلحة ضرب الرتل ولكنها قصفت بدلاً عن ذلك مجموعة منازل وتسببت بوقوع عدة خسائر بين مدنيين .وفي الوقت نفسه؛واصل الرتل سيره السريع على الطريق المتجهة نحو الحدود السورية. وصلت وقتها سمتية تحمل عناصراً من القوات الخاصة،ثم أنضمت اليها طائرة A-130،مسلحة وعدة طائرات A-10 مقاتلة لمرافقة السمتية .
ووفقاً لمصدر لبناني كان قريباً من موقع الحدث ،فأن الرتل قد أشتبك ثانية وعلى بعد بضعة أميال من الحدود السورية وعلى الطريق السريع (الدولي)القائم –البوكمال . وبعد كشف الرتل للمطاردة الجوية أنقسم ال الى مجموعتين ،فسارعت عدة عجلات على الجانب العراقي من الحدود ،وأنطلقت ثلاثة سيارات أخرى لتلوذ داخل قرية ’دليم’ الى مكان آمن على الجانب السوري . وبينما واصلت طائرات A-10،مهاجمة وتدمير مجموعة الرتل داخل العراق ، واصلت AC-130،المرافقة لسمتية القوات الخاصة المطاردة داخل الأراضي السورية .أطلق حرس الحدود السوري النيران في محاولة لمنع الطائرات الأميركية من خرق الأجواء السورية ، فتصدت الـ AC-130،للموقع السوري بينما واصلت السمتية مطاردة الرتل ،وحين أقتربت منه أنطلقت نيران كثيفة بين القوات الخاصة الأميركية التي حطت على الأرض والقوات السورية [غريب هذا التركيز الأميركي على الحدود العراقية السورية وترك ماعداها ]. قدمت AC-130،أسناداً نارياً مدمراً،وحين أنتهى الأشتباك الشديد والقصير ،قتل مابين 25-30 سورياً ، وأسر خمسة ،ثلاثة منهم جرحى أحدهم برتبةعقيد في الجيش السوري. (أطلقت مصادر سورية الخبر في 30حزيران/يونيو). دمرت عجلات الرتل الثلاثة تماماً على بعد ميل واحد داخل الأراضي السورية .
كانت أهم نتائج أشتباكات 18حزيران/يونيو،هي الكشف الكامل للدورالمتزايد لبشارالأسد في الأنشطة المتعلقة بالعراق .ألتقطت كل من الأستخبارت الأميركية والأسرائيلية الأتصالات المضطربة والمتلاحقة مابين دمشق والبوكمال والقطعات الأمامية قرب قرية ’دليم‘ . وبعد ذلك مباشرة أكتشفت القطعات السورية في البوكمال فعاليات عسكرية أميركية غير عادية قرب منطقة البوكمال، وأستدعي بشار الأسد وجميع القادة المهمين الى غرفة الحرب في مبنى الأركان العامة السورية . وبعد تقويم الأزمة تسلموا وسريعاً السيطرة على القتال الناشب قرب الحدود العراقية .
أولاً ،أصدر بشار الأسد أمراً فورياً بهبوط جميع الطائرات وأيقاف حميع الأنشطة الجوية داخل سورية .وتم ذلك لمنع الأميركان من الأدعاء بـ‘تهديد’ القوة الجوية السورية للطائرات الأميركية والتحجج بذلك لشن عدوان وقصف أعمقين. ولكن الرئيس الأسد أمر وفي الوقت نفسه جميع القطعات البرية في المنطقة بالأشتباك مع الأميركان .وأصرت غرفة الحرب السورية على أستمرار القتال بغض النظر عن التقارير الواردة عن خسائر سورية ثقيلة بنيران A-130. وفيما عدا ذلك صمت السوريون بل وفضلوا حتى عدم التقدم بشكوى دبلوماسية عن أختراق القوات الأميركية الواضح للحدود[والسيادة ]السوريتين.وفي الوقت نفسه عززت القوات السورية مواضعها على طول الحدود مع العراق ورفعت مستوى أستعدادها . تصاعدت وبالمقابل المساعدة الفعالة لحرب العصابات [المقاومة] العراقية ضد الولايات المتحدة .
وفي الوقت نفسه تواصلت بل وتصاعدت أنشطة الولايات المتحدة العسكرية وتوسعت كذلك كرد فعل لتنامي المقاومة /التمرد الأرهابي .وفي أوائل حزيران/يونيو،شنت قوات أميركية عمليات مسح وأجتياح واسعة النطاق ضد التمرد/ المقاومة ،ولكنها كانت عمليات أنتقام ورد فعل أنحصرت أو تحددت بالمناطق التي تصاعدت فيها الهجمات .أكدت الأستخبارات الفقيرة للغاية المتيسرة لقوات الولايات المتحدة من جهة وعداء الشعب العراقي المتسع من جهة أخرى ،أكدتا ضألة نتائج عمليات الأجتياح تلك والتي سوف لن يأبه لها أحد . إذ يشعر العراقيون بأنهم ضحايا لا يؤبه لها و تحت وطأة الأساليب الوحشية والطاغية لقوات الولايات المتحدة ،وأن الكثيرين والكثيرين منهم يدفعون دفعاً الى مساعدة وتأييد المقاومة .
شنت أولى عمليات الأجتياح بعدة أفواج من فرقة المشاة/3،في 5حزيران/يونيو. كان الهدف هو مقاتلي حرب العصابات في الفلوجة والحبانية ،ووصف بعض مسئولي


عدل سابقا من قبل بشير الغزاوي في الإثنين ديسمبر 19, 2011 10:39 pm عدل 4 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بشير الغزاوي
عضو حزب البعث العربي الاشتراكي



عدد المساهمات : 969
تاريخ التسجيل : 01/11/2010

كتاب التاريخ السري لحرب العراق  بغداد الأنسحاب الأميركي من العراق(1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب التاريخ السري لحرب العراق بغداد الأنسحاب الأميركي من العراق(1)   كتاب التاريخ السري لحرب العراق  بغداد الأنسحاب الأميركي من العراق(1) Emptyالإثنين ديسمبر 19, 2011 10:14 pm

كتاب التاريخ السري لحرب العراق  بغداد الأنسحاب الأميركي من العراق(1) Hh7.net_13038940551
كتاب التاريخ السري لحرب العراق  بغداد الأنسحاب الأميركي من العراق(1) 927403809
كتاب التاريخ السري لحرب العراق - بغداد – 7.
مجرد بدـــــاية [1].
الأنسحاب الأميركي من العراق

منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
20/12/2011

ننظف المكان من الأميركان ’’. وعند هذه النقطة كان القتال في بغداد والفلوجة يقترب من سمات وشروط حملة حرب عصابات وليدة .كانت مفارز الهجوم تتمتع بحرفية عالية وتحضى بتعاطف شعبي واسع و كانت الهجمات الجديدة تقابل بترحاب قوي من الشباب المبتهجين الذين كانوا يحييون المهاجمين بفرح غامر ويمطرون العجلات المحترقة وجنود الولايات المتحدة بوابل من الحجارة .
تزايدت شجاعة المتمردين/المقاومين حوالي 10حزيران/يونيو،مع أنتشار شائعات حول بغداد ومناطق السنة بوجود صدام حسين في المنطقة .ووفقاً لتلك الشائعات ،والتي أكدها أحمد الجلبي في بغداد ،فقد شوهد صدام شمال بغداد وهو يوزع مقاديراً كبيرة من المال على مختلف المقاتلين الذين كانوا قد هاجموا أو كمنوا للأميركان وأوقعوا فيهم خسائر.ووفقاً للعديد من المصادر العراقية ،كان صدام يستقبل بحفاوة و ترحاب شديدين من قبل الجماهير .كان صدام يحضهم على قتل الأميركان وأقامة ‘‘ حمامات دم للغزاة ’’،واعداً أياهم بمكافأت مالية نظير كل جندي أميركي يقتل أو يجرح .وقيل أن صداماً كان بمزاج طيب وبدى واثقاً من نفسه –رغم عدم تيسر شاهد عيان ممن حضروا اللقاء،زادت الأشاعات حماس الجماهير في مدن العراق السنية الرئيسية ورفعت معنوياتهم وشجعتهم على المساهمة في الجهاد ضد الولايات االمتحدة .
في 12حزيران/يونيو،شنت الولايات المتحدة عملية ‘‘ ضربة شبه الجزيرة [10]’’، التي وصفت من قبل بعض مسئولي الدفاع الأميركان بأنها ‘‘العملية الأكبر للولايات المتحدة في العراق منذ أنتهاء العمليات القتالية في نيسان/أبريل 2003’’. وصفت القيادة الوسطى العملية بأنها جزء من ‘‘الجهد المتواصل للقضاء على الميليشيات المؤيدة لحزب البعث ،و للجماعات الأرهابية/المتمردة الأخرى ’’ . تولت قوة من (4ألاف)جندي من فق/101،محمولة (صولة) جوية ،وفق مش/4،تعززها مجموعة كثيفة من السمتيات ،والأسناد الجوي ودوريات نهرية ،الغارة على منطقة ‘ديالى – بلد ،وهي شريط أرضي يقع شمال غرب بغداد ويمتد على طول نهر دجلة وحيث حددت الأستخبارات وجود ‘‘معسكر عراقي لتدريب الأرهابيين ’’. وفي نهاية العملية تمكنت قوات الولايات المتحدة من قتل حوالي (70) مجاهداً وأعتقلت مايقرب من (400) مشتبهاً بهم- كان معظمهم من العراقيين مع متطوعين من السعودية والسودان واليمن وأفغانستان . كانت مقاومة المجاهدين إبان العملية شديدة جداً ؛ حداً دعت معه الى طلب الإسناد الجوي من المقاتلات F-16CG.أثبت المجاهدون قدرة على أدارة وتنفيذ عمليات دفاع جوي فعالة فأسقطواسمتية هجومية واحدة AH-64 ،وأخرى مقاتلة F-16CG .تم أنقاذ طاقم السمتية تحت نيران قوة عراقية كانت تقترب من موقعهم . أما قائد المقاتلة فقد قذف نفسه بأمان بعيداً عن مكان الأشتباك ،وأنقذ بعدها .كانت نظرة الجنود العاديين سيئة عن سير ونتائج العملية وقال جندي شارك فيها ‘‘لايبدو أنها حققت أو تركت أثراً كبيراً’’ و مضيفاً ‘‘ مازالت النيران تطلق علينا كل ليلة ’’.
ولكن مسئولين مازالوا يصرون على أن الولايات المتحدة،لا تواجه بعد مقاومة مركزية و منظمة في العراق،ناهيك عن خوضها حرب عصابات هناك قال بول‘جيري’ برامر، المنسق [الحاكم ] الأداري الأميركي في العراق ‘‘ نلاحظ وبالتأكيد بعض المقاومة المنظمة وخصوصاً في مناطق غرب وشمال بغداد ’’،ثم ومتابعاً ’’ولكنا لم نلحظ مايشير الى وجود قيادة مركزية وسيطرة وتوجيهات لتلك المقاومة الأن .هناك مجموعات منظمة، ولكنها صغيرة .وقد يمكن تواجد ‘5-6’، أشخاص يتولون شن هجمات معزولة ومتفرقة ضد جنودنا ’’.ولكن توالي الأحداث اللاحقة كذبت تلك الصورة الوردية .فقبل فجر يوم 13حزيران /يوليو وقع أنفجاران كبيران أحدثا عدة ثقوب كبيرة في خط نقل النفط العراقي- التركي الذي أعيد للعمل مجدداً ،والمخصص لنقل نفط كركوك الى الموانئ التركية على الأبيض المتوسط .لقد أشعل التفجيران نيراناً هائلة خلال النهار ،كما أن تكرار هجمات الأرهابيين وكمائنهم والألغام المبعثرة التي زرعوها على الطرق والمقتربات الى خط الأنابيب ذاك قد عرقلا جهود فرق الأطفاء وعمل ‘ فرق الأنقاذ’ لأطفاء النيران وأصلاح خط الأنابيب .
في 15حزيران/يوليو ؛شنت قوات الولايات المتحدة عملية مسح وتطهير رئيسية أخرى ؛و لكن في منطقة الفلوجة هذه المرة . بأسم ‘العقرب الأسبارطي ’حددت القيادة الوسطى CENTCOM، أهداف العملية بـ ‘‘مصادرة جيمع الأسلحة غير المجازة والقضاء نهائياً على التمرد/المقاومة ’’ في ‘‘المراكز السنية الثائرة غرب العراق ’’.وفي أوائل الصباح ،أطبقت قوة تعدادها ‘1400’ من جنود ل2، من فق مش/3،تساندها السمتيات على الفلوجة وبدأت التفتيش من بيت لبيت بحثاً عن المقاتلين والأسلحة .قال العقيد ديفيد بيركنز، أمر ل2 ‘‘أردنا التركيز على الناس الذين يتولون القيادة والسيطرة و يوفرون الموارد،و أعتقد أننا حققنا ذلك ’’. ولكن النتائج الحقيقية كانت مجرد فوضى وتشتت لاحدود لهما :فلم يعثر في التفتيش على أية أسلحة ،أما عن المقاتلين فقد ذاب جميع المجاهدين وأختفوا عن الأنظار آخذين أسلحتهم معهم .وكدليل على أستخفاف المقاومة بالأميركان فقد هوجمت المقرات العسكرية الاميركية في مدينة الرمادي القريبة ( والتي شٌنت عملية العقرب الأسبارطي منها ) بنيرانات الهاونات وحيث دمرت بعض المباني بفعل النيران [11][لم يقل متى!!؟] .
تشجعت قيادة المقاومة الأسلامية بفعل الزخم المتنامي للمقاومة .وفي 16حزيران/يونيو؛ و في ردة فعل على عمليات المسح والأكتساح وزعت[قيادة المقاومة]بياناً في مساجد و شوارع بغداد تدعوا فيه العراقيين الى قطع صلاتهم بالأميركان أوحتى التقرب منهم على الأقل ليتجنبوا الأصابة بجروح في حملات الجهاد المتزايدة .وتضمن البيان أيضاً ‘‘على العراقيين البقاء بعيداً عن جنود و دبابات وعجلات المحتل المدرعة ،كي يسمحوا لخلايانا الجهادية بتنفيذ عملياتهم الأستشهادية دون التسبب بخسائر بين المدنيين ’’،ثم أضاف البيان القول ‘‘سوف لن نشعر بالذنب لو أصيب أياً من مرافقي –أو المتعاونين –مع الأميركان أو قتل’’.
تواصلت وتيرة الأشتباكات بالتصاعد،وتزايدت بالمقابل معدلات خسائر الأميركان اليومية وفي العديد من المدن والبلدات ،غارت القوات الأميركية على البيوت والضواحي في الجوار في محاولة لتحديد أماكن ‘أتباع ومواليً صدام ’وللعثور على أسلحة .أعتقل كثيرون ،ولكن أطلق سراح معظمهم بعد وقت ليس بالكثير ؛وأستعيدت بعض الأسلحة .لكن وبعد تزايد الدمار الذي لحق بأملاك المدنيين ؛تزايدت مرارة وبغض أبناء الشعب العراقي للمحتلين و تواصل وباضطراد بالمقابل تزايد أنجذابهم نحو المقاومة المعادية للأميركان .كانت الأرتال الأميركية شمال بغداد تتعرض وبأنتظام للكمائن ،وجرح عدة جنود .هوجمت مواقع الحرس الأميركية المعزولة وتعرضت نقاط السيطرة على الطرق لنيران القناصة والى رشقات من نيران الأسلحة الخفيفة والرمانات والمقذوفات أحياناً .قتل عدد من الجنود وجرح أخرون في أشتباكات كهذه .
في 18حزيران/يونيو،فتحت القوات الأميركية القريبة من المقر الأداري لقوات الولايات المتحدة [ في المنطقة الخضراء] النارعلى مظاهرة للجنود السابقين في الجيش العراقي المطالبين بمرتباتهم .قتل أثنان من الجنود المتظاهرين وجرح كثيرون ،كان الجميع عزلاً وبلا سلاح .كانت قطعات الجيش الأميركي الأن ،قد وسعت عملياتها التعرضية ضد المشتبه بأنهم من الأرهابيين ومقاتلي حرب العصابات مرة أخرى،وفي خلال بضعة أيام أعتقلت قوات الولايات المتحدة ( 400) مواطن . ولكن تأكد أن ( 60) معتقلاً منهم فقط كانوا من عناصر المخابرات/الأستخبارات العراقية وفدائيً صدام أو الحرس الجمهوري ألا أن عملهم الأرهابي ضد الولايات المتحدة لم يكن مؤكداً .
بدأ قادة أميركان كبار يقلقون من ثقل وتعقيدات المشكلة. وقال اللواء [الجنرال] رايموند أوديرنو قائد فق مش/4،في أيجاز أجري يوم 18حزيران/يونيو عبر‘الفيديو’من بغداد ،‘‘ أعتقد أن هناك ثلاثة مجموعات مقاومة حتى الأن ’’،ومضيفاً‘‘في الأساس هناك مجموعة البعثيين السابقين من المخلصين لصدام ،وبعض الأسلاميين الأصوليين،ومن ثم بعض العراقيين العاديين الفقراء أو ممن يدفع لهم مالاً ليهاجموا قطعات الولايات المتحدة’’.وأكد وجود عدداً من المتطوعين من أيران و سوريا بين المعتقلين .ومع أن أعمال الأرهاب والمقاومة /التمرد ،كانت في تزايد،ألا أنه أقر بأن ما تواجهه الولايات المتحدة ليست حملة حقيقية لحرب عصابات ،لأن الهجمات كانت مشتتة و تبدو غيرمنظمة .وأكد جنرال أوديرنو أن‘‘هذه ليست حرب عصابات ،وليست حتى قريبة من حروب العصابات لأنها ليست منسقة، وليست منظمة ،ودون قيادة ’’.في الوقت نفسه ،أعلن ممثلوا و قيادي فدائيً صدام حملة تجنيد جديدة لضم مقاتلين جدد ضد الولايات المتحدة ،وأعلنوا عن حاجتهم الماسة والعاجلة لقوات أضافية لهجوم كبير ضد الولايات المتحدة .حققت دعوات التجنيد هذه نجاحات عظيمة وكبيرة في المناطق السنية .
ظلت الولايات المتحدة خلال صيف 2003،عاجزة عن المحافظة على مستويات أنتاج و تصدير النفط بوجه عمليات التخريب المتواصلة – وبضربات كبيرة كتفجير الأنابيب و المنشئات النفطية الى الجرائم البسيطة كسرقة وتخريب المعدات في المنشئات النفطية الكبرى .وعلى سبيل المثال ففي 20حزيران/ يونيو ،فجرت قنبلتان بالغتي التطويروالتعقيد بجهاز سيطرة من بعيدة ،فأحدثتا بدوريهما عدة تفجيرات أخرى أربكت وأوقفت تدفق النفط لبعض الوقت . أنتشرت القوات الأميركية على جبهة وأمتداد رقيقين لقلة المتيسر منها و بشكل يتعذر عليها معه فرض مراقبة قوية وكافية على خطوط أنابيب النفط الطويلة في أراضٍ وعرة ومتموجة حيناً وصحراوية حيناً أخر–وهي حقيقة أحسن العراقيون أستغلالها . وفي تلك الليلة ،أطلق المجاهدون قذائف RPGs،على محطة توليد الطاقة تحت أنظار دبابات وقوات الحراسة الأميركية .سببت تلك القذائف جبلاً من النيران طوال الليل ،كما قطعت التيار الكهربائي عن المدينة .
كان ذلك الهجوم فاتحة لموجة واسعة من الأرهاب/المقاومة أستهدفت البنى التحتية المدنية العراقية – أي محطات الطاقة ،ومحطات تعبئة الوقود ومنظومات الماء ومجاري المياه الثقيلة (القذرة) – لمنع سلطات الولايات المتحدة من توفير الخدمات الضرورية للشعب العراقي .و بالأضافة الى ما ألحقته حملة الأرهاب/المقاومة من تخريب في خطوط أنابيب النفط والمنشئات الأخرى،كان لهذه الحملة تأثير واضح على تزايد حالة اليأس والقرف في صفوف الشعب العراقي [12] . ومع أستمرار المشكلة ،تزايدت نفرة وعدوانية سكان المدن العراقية . وقال أنتفاض قنبر الناطق الرسمي للمؤتمر الوطني العراقي ‘‘حتى الأن ،فأن الجنود الأميركان باتوا أهدافاً سهلة جداً فهم كالبط الجالس على الأرض أمام المقاومين/ الأرهابيين ’’.
تواصلت الفعاليات على الجبهة السعودية بالتصاعد خلال شهر حزيران/يونيو.كان المجاهدون الأسلاميون السعوديون –المرتبطون عقائديا بأسامة بن لادن – نشطون في تصعيد التمرد/المقاومة في العراق والسعودية معاً،كما تزايد كذلك تدفق وتنقل الأسلاميين بين البلدين .وصلت أعداد متزايدة من المجاهدين الأسلاميين الى العراق لمقاتلة الأميركان ؛ وعاد كثيرون منهم الى السعودية بعد فترة قصيرة في ساحات القتال العراقية وقد تزودوا بخبرات قتالية وعزم شديد وأسلحة جديدة . وعند منتصف حزيران/يونيو كان عدة مئات من المجاهدين السعوديين يقاتلون بعد في العراق ،مع مقتل/أستشهاد عدة عشرات منهم .
وهنا ،باتت القيادة الأسلامية – على المستوين العالمي والسعودي معا – مقتنعة الأن ، بأن الجهاد في العراق سيكون ‘طويلاً ومتقطعاً [13] Protracted’ وكذلك تحدياً وأن ‘‘الجهاد لأجل بغداد أسلامية ’’ قد يغدو عامل تعبئة وتحشيد لكل العالم الأسلامي ،وبقدر ماكان من تأثير للجهاد الكبير في أفغانستان في الثمانينيات 1980s.عملت [الجماعة] الأسلامية السعودية لتعزيز تواجدهم وتأثيرهم على المدى الطويل في العراق .وقد بدأوا بوضع شبكة برامج طموحة ودعائية،بدءً من الجيب الأسلامي في الفلوجة . كان العديد من شيوخ الدين السعوديين المتميزين ومن أتباع بن لادن –ومن بين أشهرهم وبشكل خاص الشيخ ناصر العمر والشيخ صفار الحولي –اللذان كانا قد أوصلا توجيهاتهم ووصاياهم الى الأسلاميين العراقيين ؛وفي الوقت نفسه، كانت مجموعة من رجال الدين الذين تتلمذوا في السعودية وأغلبهم عراقيون ،مع بعض السوريين والمصريين وأعضاء ممن ولدوا في السعودية ،قد بدأوا السيطرة على العديد من مساجد المدينة [الفلوجة]مع تولي العراقيين منهم مهام أمامة الجوامع ،وتولي غير العراقيين مهام الدروس التعليمية والوعظ والخدمات .
وبالعمل من خارج المساجد واصلت الجمعيات الخيرية توزيع الأعانات المالية والأطعمة والمواد الضرورية الأخرى على السكان المدنيين .عرضوا كذلك تنظيم برامج تثقيفية ومهنية للفتيان ، تشتمل وبالأضافة على الأطعمة والمرتبات المالية – برامج تهدف في حقيقتها لأثارتهم للعمل ضد الولايات المتحدة ،ولأعطاء قادة الجماعات الأسلامية و في الوقت نفسه فرصاً لأختيار نابهين و نشطين جدد .وحال التأكد من متانة أرتباطهم ،تتم عملية أختيارنهائية للأكثر جودة منهم ،ليتم أرسالهم الى السعودية أو في دول عربية أخرى ليحضوا بتعليم أعلى هناك. تضمنت برامج التعليم الديني والروحي كذلك على تدريب على الأرهاب يشتمل على طرق أعداد وصنع القنابل .تولى العديد من الشيوخ الوعظ بقوة عن مناقب وأهمية العمليات الأستشهادية ضد القوات المحتلة للولا يات المتحدة .
في الوقت نفسه أستخدم الأسلاميون السعوديون بيوت وملاذات آمنة في العراق لأعادة تنظيم ، و أستيعاب المواد والمعدات الجديدة القادمة من أيران ،ولمواصلة عمليات تسلل مفارز جديدة الى غرب السعودية .وفي 4حزيران/يونيو ؛أعلنت السعودية حالة طوارئ عامة للتعامل والحد من التهديدات الأرهابية المتزايدة .وضعت جميع القوى والمراكز و الدوائرالأمنية بأعلى حالات التأهب ،بينما تولت دوائر مكافحة الأستخبارات حملة مراجعة وأعادة نظر في سجلات الأشخاص بحثاً عن أو لكشف مناصري ‘القاعدة ’وكشف الخلايا السرية (النائمة).وطوال الأسبوعين التاليين شنت قوات الأمن عدة عمليات بحث وتحري فأكتشفت بيوتاً آمنة ‘أوكاراً’ ،في مناطق الرياض والمدينة وعسير ونجران قرب الحدود مع اليمن .وعثر على براميل Drums،مليئة بمواد كيمياوية و متفجرات ،وجرى أعتقال أكثر من 1000(ألف )مشتبه بهم .غالباً ما تسببت حملات التحري و الأعتقالات والغارات الليلية في الرياض وجدة والمدينة بحدوث أشتباكات كثيفة وقتالات مابين الأرهابيين وقوات الأمن .قتل قائد [أرهابي]واحد على الأقل في أوائل حزيران/ يونيو ؛وعثر السعوديون في جيبه على رسالة خطية من أسامة بن لادن /مؤرخة بـ كانون ثاني/يناير2003.
في 14و15حزيران/يونيو،خاضت قوات الأمن السعودي أحدى أثقل أشتباكاتها على الأطلاق في حي الخالدية في مكة .قتل ضابطان سعوديان وجرح خمسة في تلك الأشتباكات .وقتل خمسة أخرين من الأسلاميين ؛لأن أنتحارياً حاول تفجير نفسه وسط قوات الأمن فتسبب بموت رفاقه بدلاً عن ذلك . تمكنت قوات الأمن في النهاية من أقتحام شقة تستخدم كـ‘وكر’حيث عثروا على 72قنبلة ،ومدافع رشاشة وأعتدة وأجهزة أتصالات لاسلكية ومواد كيمياوية لتصنيع متفجرات .ومع ذلك فقد تمكن أكثر من 30أرهابي من الفرار .
بعد التوصل لهذه الحقائق أكتشف السعوديون أن خلية مكة كانت تهيئ خططاً لعدة عمليات و محاولات أغتيال ؛أولاً في مكة ومن ثم ،وإن دعت الحاجة في المدينة وجدة و‘ منى’ ،و كذلك في جميع الأماكن التي خطط الأمير نايف [وزير الداخلية السعودي ،وولي العهد حالياً ]، لزيارتها في جولاته التفقدية والتفتيشية للتدابير الأمنية .أنقسمت القوة المرتبطة بالقاعدة الى خليتين بقوة ‘20’ عضواً لكل منهما .تدير كل خلية وكراً/ملاذاً آمناً منفصلاً مع خزين خاص من الأسلحة والموارد المالية. تنص الخطة على محاولة أحدى الخليتين تنفيذ عملية الأغتيال وتتولى الأخرى أما تسهيل تملص وهرب زمرة الأغتيال تلك ،أو لتنفيذ خطة بديلة و/أوأحتياط في مدينة أخرى .وفي خطة الأغتيال المقرر تنفيذها في مكة ،أنقسمت الخلية الأولى الى ثلاثة مفارز .الأولى :لأطلاق مقذوفات RPGs، وصواريخ واطئة الأرتفاع LAW،على سيارة الأمير .وحال توقف موكبه تقود المجموعة الثانية سيارة شديدة التفخيخ لهجوم أنتحاري على سيارة الأمير .تتولى المفرزة الثالثة حماية السيارة (القنبلة ) المفخخة ،وتشتبك مع قوات الأمن إن حاولت هذه التدخل .(وفي النهاية ،كانت خطتهم وهمية ومجرد لغو ؛إذ أقنعت أشتباكات مكة الأمير بإلغاء رحلته التفتيشية في الدقائق الأخيرة ) .
واصل السعوديون جهودهم للقضاء على الشبكات الأسلامية ؛وأعتقلوا حوالي 50مظنوناً . و جاءت نقطة التحول في 26حزيران/يونيوعندما أستسلم عبد الرحمن الفاكاسي الغامدي للسلطات السعودية .كان الفاكاسي مختبئاً في منطقة الـ ‘بريدة Buraida’،لكن وبعد تحذير قادة‘ بريدة’ بأن المدينة ستتعرض الى عملية تفتيش دقيقة للعثور عليه – ثم وبعد أعتقال السعوديون لزوجة الفاكاسي وتعريضها لعمليات تعذيب متكررة – أتصل الشيخ صفر الحولي وهو نفسه من نفس العشيرة بعائلة الفاكاسي ، متوسطاً تدبير أستسلامه مع الأمير محمد بن نايف .كان الأستسلام مشروطاً بإطلاق سراح الفاكاسي مع وعد بعدم ‘‘تعرضه لأي تعذيب ، وأن يحضى بمحاكمة عادلة ،ومحامياً للدفاع عنه ’’،وأن يضمن ذلك كله بكلمة[شرف ]من الشيخ الحولي نفسه .وجرت محاولة أخرى ومماثلة وإن بنجاح أقل . ففي 3/تموز/يوليو،أطبقت قوات الأمن السعودية على‘ وكر’ أخر في ‘الجوف ’ كان يختبئ فيه أكثر المطلوبين السعوديين أهمية– تركي ناصر الدنداني . فقتل خمسة ضباط شرطة في معركة ضارية تالية ؛لكن ومع التطويق السعودي ،فجرً الدنداني ومعه أرهابيين أثنين أخرين أنفسهم، فجرح عدة رجال أمن .
وسعت السلطات السعودية عمليات التطهير داخل المنظومة الأمنية نفسها .وبلغ عدد المشتبه بتعاطفهم مع الأسلاميين عدة ألاف .ولأدراكهم بتزايد النقمة الشعبية ،صعدت سلطات الأمن السعودية من أعداد الدوريات ونقاط السيطرة على الطرق في جميع المدن السعودية .ولاحظ رجال النخبة [علية القوم] تزايد الأدراك بعدم أستقرارالنظام ووهنه أزاء الأرهاب الأسلامي .
خلال صيف 2003، هرب العديد من الأرهابيين السعودين المطلوبين ، الى العراق وأنظموا الى المقاومين/المتمردين الأسلاميين .وأصبح لهم ،آخذين بنظر الأعتبار علو مكانتهم في العمل الأسلامي ،تأثيراً كبيراً على زخم ودوافع وأنشطة الشبكات الأسلامية العاملة في العراق . كما جلبوا معهم المزيد من الأموال للجهاد .لذا فلم يكن التزايد الملحوظ في عدد و نوعيات الهجمات الأسلامية أواخر حزيران/يونيو في العراق أمراً عارضاً أو عادياً . ويلاحظ كذلك وبشكل خاص تزايد أعداد ‘‘العرب الأفغان ’’-ومعظمهم من السعوديون والسوريون ؛ وكذلك من أقطار عديدة أخرى في العالم ،بما في ذلك الجزائر والشيشان – والذين ظهروا كمقاتلين قادة في الهجمات الأشد جراءة و ضراوة ضد قوات الولايات المتحدة .بدأ العديد من الجماعات المرتبطة بالقاعدة أصدار نشراتهم و بياناتهم وتعليقاتهم الدينية ،والتي تؤكد جميعها على تعاظم أدوارهم في الجهاد العراقي .
صدر الخطاب الأول عن ‘أفواج مجاهدي الجماعة السلفية في العراق’.وظهر في الورقة المرفقة بالبيان أعتذار عن التأخر في أصدار البيان قبل الأن ،مع ملاحظة بأن ‘‘القادة كانوا مشغولين بقيادة المقاومة ضد الأميركان في العراق فكان من الصعب أيصال هذه المعلومات ’’. تضمن الخطاب كذلك بياناً عقائدياً عن تأسيس وأهداف الجماعة ،و‘‘بعون الله ؛نعلن تأسيس الجماعة المجاهدة السلفية كجماعة سنية موحدة تحت الراية والعقيدة والتوجيهات السلفية ’’. وللجماعة ‘‘ ثقة وأيمان مطلقان بأن الجهاد في سبيل الله هو الطريق الوحيد والصحيح لأستعادة المجد والفخر والكرامة اللواتي أنتزعت من هذه الأمة العظيمة ’’.ووعدت الجماعة بأن ‘‘جنود الشيطان ،وأعداء الله ،سيرون منا ما سيؤرقهم ويرعب منامهم .وفي الوقت نفسه فسيرى أبناء الأمة الأسلامية ما سيبهجهم ، ويجعلهم يحسون بالأمان ويذهب غيض صدورهم بأذن الله وعونه ’’.
الملفت أن الجماعة نأت بنفسها عن البعثيين‘السابقين’ الذين وصفتهم بـ‘‘جند الطاغية و شياطين الظلام ....لقد أختفى ألاف البعثيين والفدائيين والحرس الجمهوري الخاص وأسلموا بلداً مسلماً لأسيادهم الأميركان’’.وبدلاً عن ذلك قررت الجماعة الأعتماد على الأسس الأسلامية الصافية. وأعلنت أفواج مجاهدي الجماعة السلفية في العراق في البيان عن ‘‘البدء بمشروع نموذجي جديد على غرار الجماعات الجهادية في ثمانينيات 80s،و تسعينيات 90s،القرن الماضي في بعض البلدان ’’. وذهبت الجماعة الى أبعد من ذلك بأقتداء أسطورة الجهاد الأفغاني بالثناء على ‘عبدالله عزام ’ القائد الروحي المبجل لأسامة بن لادن وبالتالي لجميع الأفغان العرب .
صدر بيان أسلامي أخر وملفت للنظر في 20حزيران/يوليو،على شريط فيديو عن ‘‘الجبهة الوطنية لفدائيً العراق’’.ويشير نص وصيغة شريط الفديو الى تأثير فلسطيني كبير .وفي الحقيقة ، كان ذاك الفيديو أول شريط يبث عن طريق القنال الفلسطينية –الأسلامية في لبنان . ومرة أخرى يؤكد البيان على السمة الأسلامية الدقيقة للجماعة ؛وبعدم صلتها بالبعثيين :
في رسالة من الجبهة الوطنية للفدائيين الى بوش وزبانيته henchman،:
لقد أخذنا على عاتقنا أن نعيد اليكم أجساد جنودكم الواحد تلو الأخر أنتقاماً
لأعمالكم الأرهابية والأستفزازية التي أرتكبتها قواتكم المتوحشة القذرة ،بما
في ذلك القتل العشوائي الظالم ومختلف الجرائم والأهانات لجميع السكان .
لقد تعهدنا أمام الله بضربهم ومهاجمتهم مرات ومرات ،وكل واحدة الأخرى
ستكون أشد وأقسى من السابقة التي وجهناها اليهم .وسيتم كل ذلك وبعون
الله وعزم وشجاعة أبناء وأعضاء جبهة الفدائيين هذه ،والتي لا أرتباط لها
ولا أية علاقة بالنظام السابق .لذلك سنقول لكم (أيها الأميركان) ،إن أردتم
حياة وسلامة جنودكم ،فليتركوا هذه الأرض الطاهرة.وبخلاف ذلك،فسننتقم
لكل عراقي قتلوه،أوأهانوه أو نهبوا وهدموا بيته.ولابد أن تعرفوا بأن
العراقيين قد خدعوا بأكاذيبكم حول تحرير العراق .
وفي أواخر حزيران/يونيو ،كان التأثير الأسلامي – السعودي واضحاً وجلياً في الخطب التييلقيها الأئمة في العديد من الجوامع في المدن العراقية السنية .وكان أحد أبرز أؤلئك الأئمة نفوذاً وشعبية هو الشيخ عبد الواحد الزوبعي ،الذي كان وفي خطبته ليوم الجمعة 20حزيران /يونيو،قد دعى الى تصعيد وتشديد الجهاد ضد الأميركان رداً على الموقف العدائي داخل الولايات المتحدة ضد العراق .لقد قال الشيخ الزوبعي أن ‘‘ الأميركيين كاذبون’’ ومضيفاً بعد ‘‘لقد كذبوا حين قالوا أنهم جاءوا لبناء العراق . فأن أستمر هذا التلفيق والأزدواجية ، فسيتواصل تزايد وتصاعد الهجمات ’’.
في الحقيقة كانت أعداد المجاهدين تتزايد ،كما تصاعدت ثقتهم بقدرتهم على السيطرة على الجهاد ضد الأميركان .وفي أوائل تموز/يوليو، قال مجاهد، سيعرف بأسمه ‘الحركي في حرب العصابات ’ بـ‘‘الأرهابي’’،وفي تقرير له عن الموقف العراقي ،أكد فيه على تنامي دور الأسلاميين في الجهاد وعن تضاءل دور صدام حسين :قال ‘‘ لأنني في العراق وأرى كل شيئ هنا ،وأريد أخباركم بأن ليس لصدام في الحقيقة علاقة في القتال .وهناك قلة فقط من البعثيين تشارك في الكفاح ،ولكن القسم الأكبر يتولاه بعض المجاهدين الذين دخلوا العراق ، ومن قبل بعض العراقيين الأبطال الذين رفضوا قبول وبقاء الأميركان على الأراضي العراقية ’’.
أدعى ‘الأرهابي’ بأن جميع العراقيين وبغض النظر عن[درجة] حقدهم على الولايات المتحدة ،قد نبذوا صدام حسين .فقد‘‘باع أتباع صدام البلاد ،وهم من سهلوا على الأميركان أحتلاله . فكيف يستطيع صدام حسين دعوة الشعب لمقاتلة ومقاومة المحتل بعد أن أهان هو نفسه،وأضطهد الشعب والبلاد لوقت طويل؟. لقد ولت مرحلة البعث ويجب ألا يصدق الشعب أكاذيب صدام بعد . ويعرف الجميع في العراق الأن بأن ما من عائلة واحدة في العراق قد تركت دون،أو لم تفقد أحد أفرادها (بسبب صداماً ونظامه )’’.وبدلاً عن ذلك فأن‘‘الشعب العراقي المسلم ’’ الذي يستمد الألهام و الحرص من الصحوة الأسلامية وروح الجهاد؛سينقذون أنفسهم من درن الأحتلال الأميركي .
في الوقت نفسه وبينما تسلطت الأنظار على التمرد/المقاومة السنية في العراق ،و على الأرهاب الأسلامي –السني في السعودية ،كانت أيران قد وسعت وبحكمة مكانتها وعززت قبضتها فيما سيطرت عليه في أرض شيعة العراق . طبقت طهران مقترباً شمولياً وذرائعياً أتجاه العراق : فعلى المدى البعيد ، كانت طهران قد ألتزمت [أو فرضت ]تحديد ورسم سماة عراق مابعد صدام من خلال حروب بالنيابة يشنها أتباعها by proxy . كان التقويم الكلي والشامل ضمن أيران هو أن :الأحتلال الأميركي سوف لن يستمر طويلاً ،وأن الخسائر [الأميركية ] الموهنة والأرهاب المتفاقم والمثير للأعجاب ،وكذلك [فأن أحتمال]أمتداد الحرب الى أسرائيل (باستخدام حزب الله)،والى السعودية (باستخدام بن لادن ) ،فسيجعل كل ذلك أستمرار الوجود الأميركي شيئاً لا يطاق .ويعتقد خبراء أيرانيون ،أن على الرئيس بوش أما الأنسحاب من المنطقة ،وألا سيتسبب بالكثير من مخاطر السخط العام و العلني، و أنقسام الرأي العام [الأميركي ] في عام أنتخابات رئاسية [2004] بسبب حرب لاطائل وراءها [14].
وعلى ضوء وهدى هذه التحليلات ،واصلت أيران تصعيد دعمها للحرب ضد الولايات المتحدة . كان الأيرانيون وكالسوريين يرغبون بمساعدة كل من على أستعداد لقتل جنود بريطانيين و أميركيين، ولكنهما كانا يفضلان وبوضوح مساعدة الجماعات الشيعية . وأكثر من ذلك ،و مع أستمرارتصاعد حرب أدارة بوش الكلامية المفرطة ضد أيران ،وبدء واشنطن مناقشة أسقاط نظام الملالي علانية ، تزايد عزم طهران على عدم أستبعاد أو تجاهل ،أية أحتمالات تكمن وراء أي تحرك للولايات المتحدة . كما أن تفجر تظاهرات الطلبة في طهران أوائل حزيران /يونيو، ألهبت تصميم الملالي على أفساد وأفشال أيأ من مبادرات الولايات المتحدة مستخدمة في ذلك التمرد/المقاومة العراقية الملتهبة فعلاً ،كوسيلة وأداة مفضلة . ‘‘ومهما يكن ،فهي (أي المقاومة/التمرد العراقي ) قائمة فعلاً. وهناك فوضى في العراق وبكل معنى الكلمة ومنذ أوائل نيسان/أبريل [2003]’’. وفي 23حزيران/ يونيو ،كتب المحلل السياسي التركي حسن أونال في صحيفة الزمان الأسطمبولية يقول ‘‘ وفي هذه الظروف ،فمن المستحيل (على الولايات المتحدة ) التعامل مع لأيران !!؟’’.
أتبعت طهران مسلكان في الصراع .فمن ناحية ؛فسيطالب المجلس الأعلى المتمركز في أيران بحل سياسي للأحتلال ،بينما سيثير،من ناحية أخرى وتدريجياً الضغط على الأميركان ،وسيظل مطلبه الأساسي أبقاء أيدي أية الله محمد باقر الحكيم (رحمه الله) نظيفتين تماماً .و من ناحية أخرى : ستساعد أيران الشبكات السرية في تصعيد التمرد –بمساعدة الأرهاب ضد الولايات المتحدة و مساعدة [ قوى]حرب العصابات على الأبتعاد عن البعثيين بطريقة ستدفع الى الحرب الأهلية و الفوضى معاً .وبجمع نتائج الحملتين ،يدعي خبراء أيرانيون ؛فسيكون العراق ،بلد عصياً على الحكم والسيطرة عليه من قبل الولايات المتحدة بينما ترسي أيران الأسس والقواعد التي ستمكن الأغلبية الشيعية من الأمساك بالسلطة ،تساعدها في ذلك أعدادها الكفيلة بذلك ،والدعم الأيراني .
تحققت الخطوة الأولى في تنفيذ الخطة ،حين أعلن المجلس الأعلى أنه سيترك أسلحته الثقيلة في أيران .وكما قال المرحوم عبد العزيز الحكيم لقناة الجزيرة ‘‘كان فيلق بدر يعمل ضد نظام صدام حسين والبعث المجرم .[لذا] وبعد أنهيار ذلك النظام ؛فما من مبرر لفيلق بدر للأحتفاظ بأسلحته الثقيلة .لذلك،قرر تركها .و يسعى فيلق بدر الأن للعمل في مجال الأعماروالبناء،والحفاظ على الأمن ،ودعم الشعب العراقي في مطالبه السياسية ببناء حكومة عراقية وطنية ينتخبها الشعب . ويسعى كذلك الى المساهمة الفعالة في تحقيق الأمن والأستقرار في مختلف المدن العراقية وبالأشتراك مع الشرفاء العراقيين الأخرين ’’. تحول الذراع العسكري لفيلق بدر الى مليشيات محلية تتولى ضبط الأمن . وقد تعدى هدف حملة جماعة المجلس الأعلى الى شبكة واسعة من الخدمات الأقتصادية و الأجتماعية ؛وأستخدام أعداد كبير ة من العراقيين في أعادة الأعمار وتوزيع أعانات غذائية و مساعدات طبية !!؟.وفرت أيران أموالاً طائلة ؛كما وصل خبراء أيرانيون كحجاج للمراقد و المزارات الشيعية المقدسة في النجف وكربلاء،وللمساعدة في تنظيم تلك البرامج والمشاريع .
في أوائل حزيران/يونيو ،بدأالمجلس الأعلى جهوده لتعبئة الجماعات الشيعية –أما لتصعيد الضغط على واشنطن لترك العراق ؛أولتفجير أنتفاضة شعبية بقيادة شيعية تهدف كذلك لطرد الولايات المتحدة بالقوة .أصدرالأعلام الشيعي تهديدات مهذبة وماكرة لسلطات الولايات المتحدة . ففي 5/حزيران/يونيو،وعلى سبيل المثال؛حذر‘ صوت المجاهدين’، بأن أستمرار الأمور على ماهي عليه قد يؤدي الى تفجر العنف .و‘‘من الواضح الأن أن الأدارة الأميركية قد تنكرت لوعودها بإعادة أعمار العراق وتشكيل حكومة عراقية أنتقالية قادرة على تحمل مسئولياتها نحو الشعب و الوطن .سيلقي توجهاً كهذا ظلالاً سوداء على الموقف في العراق . كما سيثير العديد من التساءلات عن الدور الذي تريد قيادة (أدارة) البيت الأبيض لعبه في العراق والشرق الأوسط عموماً ’’.وبينما كان تسريع تشكيل حكومة عراقية جديدة و أنسحاب أميركي سريع سيطفئان فتيل الأزمة ،فأن القرار الأميركي بالبقاء كقوة محتلة [15]، في العراق سيــ ‘‘ يدفع العراقيين نحو صفحة أو مرحلة مشاعر مختلفة والى القيام بأعمال قد لا ولن ترضي الولايات المتحدة ’’.
كان المتلقون الرئيسيون لهذا التأجيج هم شيعة العراق ،فهم من طٌلب منهم التهيوء لشن مقاومة مسلحة .ساهم آية الله الحكيم نفسه في الحملة بشكل غير مباشر،بتأكيده على،أن الحلول السياسية والأدارية التي تعرضها الولايات المتحدة لا أسلامية .وأعلن سماحته في خطبته ليوم الجمعة في 6 حزيران/يونيو،بأن‘‘ مقترح الولايات المتحدة بتشكيل مجلس عراقي لصياغة ‘مسودة دستور’ وأدارة شؤون البلاد هو أقتراح يرفضه الشيعة وترفضه الشريعة /و(القوانين) الأسلامية ’’. وأضاف الحكيم بأن ‘‘الحكم في العراق يجب أن يكون ديمقراطياً وفيدرالياً وأن يستند على مبادئ الشريعة الأسلامية ’’.
وفي 7حزيران/يونيو ،بث صوت المجاهدين خطاباً شديد الوضوح ؛تضمن وبقوة موقفاً معادياً للأميركان بأسم أبناء الشيعة .ومضى الخطاب بالقول أنه وفي فوضى مابعد الحرب فقد ‘‘أستيقظ العراقيون من كوابيس نطام الطاغية صدام الذي أطيح به وبأجهزته القمعية ليجدوا أن آلة الولايات المتحدة العسكرية تحتل وطنهم .وأستيقظوا كذلك ليدركوا بأن الأميركان يضمرون الكثير من الأحقاد ضد العراق والشرق والأسلام والعرب ،رغم أنهم لايظهرون تلك الاحقاد لتعارضها حالياً وسياسات الولايات المتحدة في المخادعة والتزييف ’’.وأكثر من ذلك ،وسعياً وراء مصالحها ‘‘ سارت الولايات المتحدة في أتجاه معاكس تماماً فأصطدمت مع أرادة الشعب العراقي وعزمه على بناء بلد حر ومستقل ويتمتع بحرية حقيقية ،وليستعيد كرامته وفخره وبأستقلال حقيقي وكامل .هذا الأختلاف بين أهداف الأدارة الأميركية في العراق ورغبات الشعب العراقي الحقيقية ستصل دون شك نقطة أصطدام وخلاف ،ومجابهة أحياناً ’’.
كرر الخطاب تحذيراته للولايات المتحدة بأن نقطة الأزمة وشيكة :‘‘لنكن صريحين مع الأميركان ،فأن واصل شعبنا تقديم المطالب بينما تتجاهلها الولايات المتحدة وتواصل فعل ماتريده ،فستكون اللحظة التالية هي لحظة الأصطدام مابين شعبنا وقياداته بل وحتى سياسيًه الذين يتحدثون مع الأرادة الأميركية من جهة، وتلك الأدراة ومن يمثلها في العراق من جهة أخرى.وتلك اللحظة هي الأخطر على المستوى الأمني والعسكري والسياسي ’’. وكي نتفهم حقيقة وجلية الأمر ،يواصل الخطاب القول بأن على الولايات المتحدة التعلم من ‘‘ التجربة البريطانية في العراق في الماضي ، حين أشعل العراقيون النار تحت أقدام الغزاة وحرموهم من التمتع بثروات العراق .لذلك سارعت بريطانيا الى أنهاء أحتلالها وأعلان أستقلال العراق قبل مستعمراتها الأخرى . وإن أرادت تجنب نشوب العديد من المشكلات جراءأحتلالها للعراق فعلى الولايات المتحدة الخضوع لأرادة الشعب العراقي وأمانيه بتحقيق أستقلالهم ونيل حريتهم ’’.و في ملاحظة أيجابية ،خلص البيان الى أقتراح مفاده أنه وحال أنسحاب الولايات المتحدة من العراق فـ ‘سوف لن ترفض بغداد التعاون مع الولايات المتحدة بخصوص النفط ’.
واصلت طهران وفي الوقت نفسه المضي في تدابيرها السرية الأرهابية قدماً– بقيادة مقتدى الصدر ،أو أداة أيران الأخرى للتأثير في العراق .وللعمل على منع البعثيين من السيطرة على حرب العصابات ضد الولايات المتحدة (وتولي القيادة بالتالي في بغداد بعد الحرب )وكذلك بدعم الجهود الأرهابية ضد الولايات المتحدة لحين شن الأنتفاضة الشعبية الشيعية ،و في 8حزيران/يونيو،[ورد في النص 8تموز/يوليو خطأ]وصل مقتدى الصدرالى طهران في زيارة رسمية لمدة أربعة أيام ، ألتقى خلالها هاشمي رفسنجاني ،وقاسم سليماني (قائد فيلق القدس )ورسميين كبار في مكتب خامنئي .عين آية الله العظمى سيد كاظم الحائري مقتدى الصدر كنائب له –وهو تشريف كبير للتغطية على عدم نيله ما يكفي من المعارف الدينية .
في طهران تعهد مقتدى بخطة عمل شاملة نيابة عن الأيرانيين .سيكون الهدف السياسي لجماعة الصدر الثاني : أنشاء حكومة عراقية وفق النموذج الأيراني في المنحيين السياسي والديني .و الهدف الرئيسي لهذه الجهود هو:جعل المجلس الأعلى للثورة الأسلامية، في العراق نسخة ‘ معتدلة ’وأكثر جاذبية أو تقبلاً من لدن الولايات المتحدة .وأن يعمل مقتدى وفي الوقت نفسه على تعزيز و زيادة نفوذ خامنئي بين النخب الشيعية في العراق .ووفق هذا السياق كان على مقتدى تنظيم جماعات شبابية لتشتيت أية أنشطة وفعاليات لأيتيً الله السيستاني و[محمد سعيد ]الحكيم ، اللذان ترى طهران أنهما يتعارضان ومصالح ومخططات الثورة الأسلامية .وقد تتدرج الأعمال المطلوبة ما بين تفريق الأجتماعات ثم صعوداً الى الأغتيالات ،وكما جرى للأمام الخوئي [أي أغتيال السيد عبد المجيد الخوئي في 10نيسان/أبريل 2003،في النجف].
والأهم بعد ،على مقتدى شن حملة شاملة تهدف الى أثارة مقاومة شعبية – مسلحة و سلمية معاً – ضد جميع وكل ما يمثل حضوراً للولايات المتحدة في العراق .هنا كانت التعليمات الأيرانية واضحة :على جماعة الصدر الثاني تنظيم شبكات سرية،على غرار حزب الله في لبنان ،وللعمل على جبهتين ، أ. أعمال أرهاب/مقاومة ضد الولايات المتحدة ، ب.أعمال تخريب وتشتيت تهدف الى دفع العراق نحو الفوضى والحرب الأهلية .ولتحقيق هذين الهدفين ،ستزود جماعة الصدر الثاني بالدعم الكامل ،والخبرات الضرورية والعملياتية من مراتب حزب الله وفيلق القدس .
عاد مقتدى الى العراق في 12حزيران/يونيو .وفي اليوم الذي سبق رحيله سلمه آية الله سيد كاظم الحائري الموارد المهمة والضرورية للمهام الصعبة القادمة ،كما زوده بـ : فتوى بالموافقة على قتل البعثيين وجميع العاملين على عودة صدام حسين . وأوضح الحائري في فتواه ،ما يعتقده سبباً للحرب ،وكذلك بوجهة نظره عن مشهد عراق ما بعد الحرب .وأعلن بأن سبب غزو الولايات المتحدة للعراق كان ‘‘ نيران الخصومات والحرب بين الظالمين أنفسهم ،أي بين أعتى المتبجحين المغرورين (الولايات المتحدة) و عميلهم المتطرف (صدام)،الذي لم يشهد له العالم مثيلا’’.
وبهذه الشكل فليس للولايات المتحدة علاقة بموضوع تشكيل الحكومة في العراق بعد،بل مع أحد ‘عملاءها’ فقط ،أي صدام نفسه .لذلك فالمصلحة الحقيقية للولايات المتحدة هي بإعادة نظام البعث، ولكن من دون صدام ،ولكن تحت سيطرة مشددة للولايات المتحدة .‘‘ لقد ترك المجرمون الأميركان البعثيين الصداميين ليعيثوا فساداً في العراق مرة أخرىودونما رادع ومتصدي .وهدفهم بعد الحرب هو وضع العراق تحت سيطرتهم المباشرة دونما وساطة من عميلهم ،وهذا هو ماحدث .فهدفهم أذن ليس تحرير العراق من قبضة البعثيين الصداميين .وهكذا بدأ عملاء صدام العمل على أعادة السلطة الى حزب البعث العراقي كي يضطهدونا (الشيعة)مرة أخرى ’’ .
واصل الحائري تحليل مضامين عضوية حزب البعث ،ومحدداً خمسة أقسام أو مجموعات منهم :
تتألف الأولى من الغالبية ،والذين أصبحوا أعضاءً في الحزب لأدامة مطالبهم
الحياتية أولضمان أمنهم وسلامتهم رغم رخص وضألة العيش الذي يحضى به
أحدهم تحت حكم صدام .ولم تتورط هذه المجموعة من الناس في جرائم ضد
الأمة!![الشعب ]العراقي .المجموعة الثانية :وتضم مجرمين تورطوا بأرتكاب
الجرائم ،أما بقتل وتعذيب مباشرين ،أو من خلال البحث والعمل على تصفية
المؤمنين وذلك بكتابة تقارير تؤدي الى [أعتقالهم ومن ثم ]موتهم ،أوسجنهم
أو تعذيبهم أو تشريدهم وما شاكل ذلك .المجموعة الثالثة: وتضم الصداميين
الذين بدأوا بأعادة تنظيم أنفسهم،وحتى تحت تسميات أخرى،آملين بعودة صدام
إن أمكن مما يعني أنهم يريدون التحكم بنا ثانية ،حتى دون صدام ،إن لم يستطيعوا
تأمين عودته . المجموعة الرابعة: وتضم أعضاء حزب البعث الذين بدأوا بتولي
مراكزاً في العراق بوجوه جديدة .المجموعة الخامسة : وتضم اولئك الذين بدأوا
العمل على أيذاء أبناء الشعب وتعريض حياتهم للخطر بأعمال أجرامية مثل قطع
التيارالكهربائي ،وتفجير الدور،والقتل وخلق المشاكل والأقتتال وأية أعمال أخرى .
بعبارة أخرى،يعتبرأعضاء المقاومة من البعثيين،والعراقيين المتعاونين مع سلطات الولايات المتحدة من أعداء الشيعة وكأعضاء نظام البعث .كان الحائري شديد الوضوح في تحديد عقوباتهم .‘‘المجموعات الأربع الأخيرة مثال حقيقي على الذين يقاتلون الله ورسوله ويفسدون في الأرض’’ . وحدد الحائري حكمه عليهم بـ ‘‘ وأستناداً الى ذلك ،فأصحاب المجموعة الأولى لايجب المساس بهم ،ولايجب أن يلحق بهم أي أذىً.أما المجموعات الأربع الأخرى فيحكم عليهم بالموت ،كي يغلق باب فسادهم ،وآذاهم ،والدمار الذي سببوه خلفهم ،وكي تتوقف والى الأبد محاولاتهم بأعادة صدام أو وضع البلاد تحت سيطرتهم من جديد ’’. وأصبحت فتوى آية الله الحائري أجازة وأطلاق يد مقتدى الصدر بالقتل .
في 21حزيران/يونيو ،وبسبب تصاعد مخاوف قوات الولايات المتحدة ،من اليقظة الشيعية أغارت تلك القوات على مبنى مكتب المجلس الأعلى في منطقة الجادرية في بغداد. كان التبرير الرسمي هو التأكد من عدم أختباء أرهابيين في المبنى- وفي الحقيقة فقد ضٌرب ثلاثة من أفراد الحرس وأعتقلوا ،كما عثر على بندقية كلاشنكوف واحدة فصودرت .وبعد ذلك ،وعلى كل حال أجرت القوات الأميركية تفتيشاً دقيقاً للمبنى وصادرت جميع أجهزة الحاسوب والأستنساخ وعدداً من أشرطة الفديو ، ففسرت طهران والمجلس الأعلى الغارة كأعلان أميركي للحرب على النخبة السياسية الشيعية .
كان الوقت بالنسبة للقيادة الشيعية قد حان ولأستعراض قوتهم وقدراتهم المتزايدة والمتصاعدة أمام الأميركان.وكهدف مناسب لذلك أختاروا وببساطة بعض العساكر البريطانيين لأنه من الأسهل والأسرع بالنسبة الى مركز العمليات في أيران الوصول الى منطقة البصرة،منها الى المناطق السنية وحيث تتمركز القوات الأميركية . كما أن لدى الأيرانيين كذلك عدة شبكات في منطقة البصرة وجوارها .لم تمضي هذه الأنشطة والتحركات الأيرانية دون رقيب ،فقد واصل بعض شيوخ العشائر تحذير القادة البريطانيين منذ بضعة أسابيع بأن ‘‘عصابات من المليشيات الأسلامية ،تدربوا و تسلحوا في أيران ’’وهم يعملون لتأسيس تواجد عملياتي لهم في جنوب العراق ،وعلى الأخص في القرى البعيدة حول ‘المجر الكبير ’– قضاء في محافظة ميسان- 90 ميلاً شمال البصرة .
وفي 24حزيران/يونيو ،وقعت حادثتان بطبيعتين مختلفتين في المجر الكبير ،وأستهدفت كل واحدة منهما توجيه رسالة خاصة الى السلطات الأميركية والبريطانية .
كانت الحادثة الأولى ،قنبلة قتلت 6من رجال ‘الشرطة العسكرية الملكية ’في وسط المجر الكبير ، والذين أرسلوا لتدريب قوة شرطة محلية .كان ناشطون موالون لأيران قد حرضوا القرويين على مقاومة قوة المظليين البريطانيين التي كانت تفتش البيوت ،بيتاً بيتاً بحثاً عن السلاح في المنطقة ،بحجة أنهم قد أهينوا من قبل غير مسلمين ،ولابد من تلقين البريطانيين درساً .وحال وصول رجال الشرطة الستة لتنفيذ منهج التفتيش المقرر،تجمع أكثر من 300،من جماهير القرى (الرعاع!! mob) حسني التسليح حولهم .سرعان ماترك رجال الشرطة المتدربين من العراقين البريطانيين لوحدهم .وبدأت الحشود بالصراخ وقذف البريطانيين بالحجارة ،وعندما واجه البريطانيون الحشود بدأ العراقيون أطلاق النار وقتلوا(2) منهم فوراً وفي الموقع .شق الأربعة الأخرون طريقهم قتالاً للوصول الى مركز شرطة قريب ،وحيث صمدوا لساعتين أخريين مع تزايد أعداد العراقيين في الخارج بسرعة .قتل شرطي بريطاني ثالث خلال تبادل أطلاق النار .
‘‘ كان جميع أهل المدينة في الخارج ’’،قال أحد متدربي الشرطة العراقيين الذين فروا،للمحققين البريطانيين فيما بعد . و‘‘ لم يكن ذلك هجوماً صغيراً .كان أشبه بالحرب ’’. وبعد نفاذ معظم عتادهم ، و لتركهم جهاز اللأسلكي الوحيد في عجلة الـ‘لاندروفر’التي تركوها هي الأخرى،قبل الثلاث الباقون من أفراد الشرطة البريطانيين عرض وساطة من كبار رجال القرية :أن يسلموا أسلحتهم في مقابل ممر آمن لهم؟؟ .وفي اللحظة التي سلموا فيها أسلحتهم ،أتم الحشد تطويقهم داخل مركز الشرطة وأعدموا فوراً. أوجز المقدم روني مككورت الذي تولى التحقيق في الحادث الأمر بأنه .‘‘ كان هذا هجوم بدون أثارة أو أستفزاز، أنه عملية قتل ’’.
الحادثة الثانية :وقعت في ضواحي المجر الكبير تماماً.وبدأت حين هوجمت دورية بريطانية من عشرة أفراد من الفوج الأول /كتيبة المظليين ،بأسلحة خفيفة وبضعة قذائف أر.بي .جي. جرح جندي مظلي بريطاني في الهجوم ،وشبت النيران في عجلتين .كانت نيران الكمين حتى عشوائية ومشتتة ولم يتقدم المهاجمون أكثر .أستدعت الدورية أنقاذاً سريعاً لأخلائها، فأرسلت سمتية ‘جينووك’ من القوة الجوية الملكية RAF،مع قوة ‘رد سريع’ ،مؤلفة من 20مظلي ،مع مفرزة طبية .
وحين أوشكت السمتية أن تحط على الأرض ،كانت أعداد المهاجمين الكامنين قد تزايدت كثيراً، و أمطروا السمتية وابلاً من نيران الأسلحة الخفيفة والرشاشات والقذائف الصاروخية.أصيبت السمتية أصابات بالغة ،وجرح‘ 7’،ممن كانوا على متنها ؛كانت جروح 3منهم خطيرة .واصل العراقيون وفي الوقت نفسه التقرب وتطويق الجنود المظليين على الأرض .ورغم تواصل الأضرار والنيران الكثيفة تمكنت السمتية من ألتقاط وأنقاذ جنود الدورية العشرة ،ولكن الدرس كان بليغاً : كان هذا كميناً أعدً بدقة ،و أستهدف أستدراج السمتية لأسقاطها بعد طلب الدورية للتعـزيزات لتلافي خسائرها الأولية [16].
أوضحت حادثتا 24حزيران/يونيو للبريطانيين بأنهم يواجهون عدواً قادراً وعزوماً في منطقة شيعية. وفي يوم واحد أظهر الناشطون الشيعة قدراتهم على أثارة هستيريا الفلاحين – التي تتوهج وتتفجر كأزهار اللايشنج lynching– بينما يشنون هجوماً عسكرياً واسع النطاق قرب ديارهم .تركت الحادثتان مجرد شكوك قليلة بوجود جنود محترفين وحسني الأعداد في أرض ومناطق الشيعة .
في 28 حزيران/يونيو ،أصدر السيد علي السيستاني فتوى قوية (رسمية؟؟) تحرًم المشاركة في صياغة دستور عراقي أو في أية أنشطة سياسية أميركية .وجاء في الفتوى أن‘‘ ليس لهذه السلطات (قوات ا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب التاريخ السري لحرب العراق بغداد الأنسحاب الأميركي من العراق(1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب التاريخ السري لحرب العراق يوسف بودانسكي - ترجمة السفير سليم الامامي ج11
» كتاب التاريخ السري لحرب العراق يوسف بودانسكي - ترجمة السفير سليم الامامي ج11
» كتاب التاريخ السري لحرب العراق يوسف بودانسكي - ترجمة السفير سليم الامامي ج11
» الأنسحاب الأميركي وتقسيم العراق وأعواد المشانق ...ترجمة سليم الامامي.
» كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملاك صدام حسين :: منتدى البحوث ودرسات-
انتقل الى: