في ذكرى استشهاد صدام حسين

في ذكرى استشهاد صدام حسين
يوم الثلاثاء الموفق 16/11/2010:
بقلم: ركاد سالم الامين العام لجبهة التحرير العربية
كان لك موعد مع القدر، مع التاريخ، كانوا صغاراً امام عظمتك مأجورين امام وطنيتك، مرتدين امام ايمانك الذي لا يتزعزع بالله وبالقضية والوطن، كانوا جبناء امام شجاعتك، هتفت لفلسطين حرة عربية. كنت صلباً رفضت ان تساوم واصريت على المقاومة، رفضت الحياة مع الاحتلال، واخترت الموت مع الحرية، خافوك رئيساً وارتعدوا منك شهيداً، فأنت القائد والمجاهد والشهيد صدام حسين.
ملحمة من البطولة والفداء خطها في لحظاته الاخيرة، لم تنل من صلابته قساوة المحتلين، ولا هز عنفوانه تحدي الشامتين، وامام هدوئه ارتعدت فرائص المنفذين، واثق الخطوة، منتصب القامة، واضح النبرات، مبتسماً امام نهاية هي بداية لصراع الامة مع محتليها، فرحمة الله تتغمدك يا ابا عدي.
ارادوا لك نهاية تشفي صدور اعدائك، فجعلتها وقفة عز كادت الاعداء وخلدها الاوفياء في الامة. كانت وستبقى نبراساً لرفاقك في التضحية والايمان وحب الاوطان. ارادوا بها دفع العراقيين الى الاستسلام فكان لوقفتك الحافز والدافع لمتابعة المسيرة والمقاومة، افشلت بوقفة عزك خطط الاعداء، وبشاعة الاحتلال، وانطلقت سواعد مناضلي الامة بقيادة البعث لتصنع فجراً جديداً لامة مجاهدة، هزم الاحتلال، واعترف اعداؤك بانتصارك، فغادروا مهزومين مقهورين، بعدما اتضح زيف ما ادعوا وبؤس ما خططوا واصطدمت اهدافهم بإرادة العراقيين القوية التي لا تهزم بقيادة عزة ابراهيم.
وها هم الان يدرسون ويخططون من اجل وضع سيناريو يبعد عنهم الهزيمة ويقيهم ستر الانهيار الذي بدأوا يعانون منه. ويستر عظائم خسائرهم بعدما منوا انفسهم بالربح الوفير.
كنت مع فلسطين واهلها، فجعلت لهم ما للعراقيين، وقفت الى جانب التحرير والعودة، فوفيت الوعد وصدقت العهد وكسرت عنفوان الخصوم، وبإرادة لا تلين، وقبل ذلك قلت كلمتك المشهورة «ليس هناك مدفع او بندقية تقاوم الا وبها شيء من العراق».
ورغم الحصار المفروض وما يمر به العراق من ضنك وضيق. كان لكم ما اغاظ الخصوم. حين وقفتم مع انتفاضة شعب فلسطين واجزلتم العطاء لعوائل الشهداء والمصابين، واعدتم بناء ما تهدم بفعل الاحتلال من بيوت، وفتحت الجامعات امام الاف الطلبة المحتاجين.
خالد يا ابا عدي في ذاكرة كل بيت من بيوت فلسطين.
كنت دائماً الى جانب منظمة التحرير ممثل فلسطين الشرعي والوحيد، وقدمت العون في جميع الاوقات، حتى في حصار بيروت وطرابلس، وحاربت المؤامرات التي تستهدف فلسطين القضية والشعب والهادفة الى ايجاد بدائل لارادة الشعب الفلسطيني، وعندما اقترحت زحف الجيش العراقي وفك الحصار عن بيروت زاد الخصوم عدوانهم وهجومهم على البصرة.
وفي العام 73 منعت سقوط دمشق وانهيار الجبهة الشمالية، عندما زحف الجيش العراقي بدباباته على الساحة ليوقف الزحف الاسرائيلي باتجاه دمشق. كنت صابراً كأيوب، فيك نخوة هاني ابن مسعود في يوم ذي قار وبسالة خالد وتدبيره في اليرموك، وعظمة طارق وحكمته في الاندلس، تآمروا وحشدوا، خافوا من صدقك وتوجسوا خيفة من وطنيتك، واليوم ادركوا انهم هزموا ولحقت بهم المذلة هدموا النصب، ودمروا الجداريات ومزقوا الملصقات.
ونسوا ان لك تمثالاً في ضمير كل مناضل وجدارية في بيت كل مقاوم، والاطفال تحمل اسمك، وصورك رمز لا يغيب عن ذاكرة كل مجاهد.
المجد لك في عليائك والى جنات الخلد يا ابا عدي.
ركاد سالم
الامين العام لجبهة التحرير العربية