ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملاك صدام حسين

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 معبر بيت لحم القدس – أذلال وأهانة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي
عضو حزب البعث العربي الاشتراكي



عدد المساهمات : 969
تاريخ التسجيل : 01/11/2010

معبر بيت لحم القدس – أذلال وأهانة  Empty
مُساهمةموضوع: معبر بيت لحم القدس – أذلال وأهانة    معبر بيت لحم القدس – أذلال وأهانة  Emptyالأربعاء نوفمبر 17, 2010 9:02 am

معبر بيت لحم القدس – أذلال وأهانة
15/11/2010


الساعة هي الواحدة والنصف صباحا, بداية الأسبوع الأول من شهر تشرين الثاني, البرد القارس لم يتسلل بعد. الشوارع المؤدية الى معبر بيت لحم القدس خالية وصامتة تماما , تسير السيارة حتى تلامس جدار الفصل العنصري القريب من قبة راحيل في بيت لحم, هناك يقع معبر 300 ألأسرائيلي شمال مدينة بيت لحم المخصص للعبور من مدينة بيت لحم الى القدس, على مساحة من الأرض تم مصادرتها من أراضي مدينة بيت لحم وهي امتداد للأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها في العام 1967, على الرغم من وجود حاجز عسكري في تلك المنطقة منذ العام 1992, الا ان المعبر وبشكله الحالي قد تم افتتاحه في الخامس عشر من تشرين الثاني عام 2005. بائع القهوة يعد أغراضه التي احتفظ بها بمنتهى العناية على عربة ثلاثية العجلات, وعلى مقربة منه رجل قد تخطى الأربعين من عمره وقد بدأ هو وابنه بعرض بضاعتهم على الواح خشبية – تونة, سردينة, لبنة, قطع محليات من مختلف التشكيلات, زجاجات ماء, مشروبات وماشابه. الكل بانتظار قدوم مئات العمال التي ستعج بهم المنطقة المحاذية للحاجز بعد وقت قصير .
اما ابو محمد فقد كان قد وصل قبلي الى المنطقة, أعد نفسه جيدا, لبس ملابس شتوية دافئة لتقيه نسمات ما بعد منتصف الليل الباردة, جلس على حجر مرتفع على رصيف الشارع, بعد ان وضع عليه كرتونة في محاولة لأتقاء برودة ذاك الحجر الأصم, يبدو عليه انه قد تخطي الخمسين ببضع سنوات. سألته ما الذي يدفعك للقدوم الى الحاجز في مثل هذه الساعة, كانت ابتسامته ساخرة واستعلائية جدا, وقال حتى اتجنب فوضى الزحام غير المحتمل الذي سيحدث بعد قليل, اضاف سيصل من لايحترم الكبير ومن لا يحترم الدور بعد قليل وسترى ما لا تحبه, أجبته انه الأحتلال الذي يدفع الناس الى هذه الحالة, فلماذا يحترم الناس قوانينة, أجاب بسخرية بادية أكثر مما سبق وقال "من فاز في المعركة فهو الذي يفرض قوانينه, واذا قدر لنا الفوز فلنفرض قوانينا".
ابو محمد يعمل منذ أكثر من عقدين في منطقة من القدس الغربية لا تبعد سوى 30 دقيقة مشيا على الأقدام عن معبر بيت لحم, ابو محمد ليس الشخص الوحيد الذي يصل مبكرا الى هذه الدرجة هربا من قسوة عنف التزاحم , كذلك فان ن.ط, في الخمسين من عمره وأب لستة اطفال ,و - م. أ, - واثنين آخرين معروفين بأنهم من اوائل العمال الذين يصلون الى المعبر عادة ما بين الساعة الواحدة والواحدة بعد منتصف الليل, وبحوزتهم قطع كبيرة من الكرتون أعدت جيدا لان تفترش الأرض بها, اما للنوم او ألأسترخاء, انتظارا لأن يبدأ الجنود بادخالهم الى نقاط التفتيش الداخلية والتي لن تبدأ قبل الساعة الرابعة صباحا في أحسن الأحوال. ن.ع الخمسيني يصل الى عمله في منطقة قريبة من بيت حنينا ما بين الساعة الخامسة والخامسة صباحا بعد ان أمضى اربع او خمس ساعات ( المسافة ما بين المعبر ومنطقة عمله 15 كم تحتاج الى اقل من نصف ساعة في السيارة) هناك في ورشة البناء يأخذ غفوة أخرى على فرشة قد أعدها مسبقا ثم يفيق الساعة السابعة مبتدءا يوم عمله الطبيعي. أما ابو محمد فقد تجنبني مستسخفا اسئلتي ومعتقدا انه لا يوجد ما يؤمل من الكتابة عن ما يعانيه العمال الفلسطينيين وهم يهانون ويذلون على معابر الأحتلال, لأنه يعتبر ما يجري هو الثمن المستحق للهزيمة.
سيارات العمومي بدأت بالوصول بوتيرة أكبر واسرع, المنافسة في السرعة واضحة, كل سائق يحاول ايصال حمولته قبل الآخر, طمعا بموقع أقرب في المنطقة المعدة لأصطفاف العمال, كل عامل يحمل كرتونة تحت ابطه ويركض سريعا ليحجز مكانا في الدور ويرتاح قليلا على فراشه الكرتوني, البعض القليل يتوقف ليشتري القهوة او الشاي, او بعض مما رخص ثمنه ليكون طعاما له فيما بعد, كل ذلك يجري بسرعة هائلة لأن التأخر لبضع دقائق تعني ان هنالك عشرة او عشرين شخصا قد سبقوك في الأنتظار.
على مسافة 70 مترا وبعرض متر واحد يمتد ممر تم بناؤه بأعمدة وقضبان حديدة ومسقوف بالزينكو,وعندما تنظر اليه عن بعد تعتقد بانه صمم ليسجن من بداخله. هذه هي المسافة التي سيتم التزاحم والحشر والقتال بها في الدقائق القادمة, بل ان زحمة دور العمال تمتد لعشرين مترا خارج هذا الأنبوب المعدني, اما المنطقة في مقدمة الدور و الملاصقة الى المدخل الأول من بداية عملية الفحص والتفتيش فقد اسماها العمال الصالون ( مساحتها ما يقارب 10 متر مربع – 3.50 طولا و3 أمتار عرضا). الساعة الثالثة كان الممر الحديدي قد امتلىء بالعمال الذين افترشوا كراتينهم, بعضهم قد غفى, البعض الأخر يشترى القهوة والمحليات من الباعة المتنقلين السائرين بمحاذاة الممر الحديدي, فجأة يقف المنتظرين, تتعالي الأصوات, تزاحم قليل, أعتقد البعض ان الجنود الأسرائيليين قد بدأو بادخال العمال, لكن ذلك لم يكن صحيحا, جلس من جلس على الأرض, والبعض بقي واقفا مسندا رأسه على احدى اعمدة الجدار الفولاذي محاولا استكمال غفوته.
يقف هناك ف.ع في الخمسين من عمره اب يعيل خمسة أفراد, يبدو عليه التعب وألأرهاق من بداية النهار, يعمل في القدس الغربية لدى متعهد فلسطيني, يتقاضى يوميا 150 شيكلا, يصرف منها ما يقارب 40 شيكلا مابين مواصلات, سجائر وبعض الأكل, كان قد اعتاد سابقا ان ان يحضر معه بعضا من أكل المنزل في محاولة للتوفير من الصرف اليومي, قال لم يعد ذلك ممكنا لسببين الأول انه وبسبب التزاحم والتدافع لا يمكن الأحتفاظ بالكيس الذي يحتوى الأكل, وان حصل وكنت قويا ومحظوظا وأحتفظت به فانك تواجه التأخير في عملية التفتيش الدقيقة التي يقوم بها الجنود الأسرائيلين الذين لأيأبهون و لايعبئون بأهمية ان يقوم العامل الفلسطيني بتوفير بعض الشواقل . أما ح.ت الأربعيني والذي يعمل في قطاع البناء فانه يتقاضى 215 شيكلا يوميا اضافة الى ان مشغله الأسرائيلي يوفر له المواصلات ذهابا و ايابا من معبر بيت لحم, سألته, هل من الأفضل ان يكون المشغل عربيا أم اسرئيليا ؟ كان السؤال غبيا بعض الشيء حسبما بدا له, فالمشغل العربي يدفع أجرا اقل بكثير , يمارس ضغطا اكبر على العامل خلال يوم العمل, كما أن بعض المشغلين العرب قد يقوموا بخصم 50 شيكلا يوميا من أجر العامل في حال تغيبة تحت ادعاء انها تمثل تكلفة استصدار التصريح مقابل يوم العمل الواحد, بمعنى آخر فان بعض العمال الذين قد يتأخرون او يعجزون في المرور عن المعبر سيخسرون 200 شكل ( مئة لانهم لم يعملوا اصلا و خمسون شيكلا خصما اضافيا من صاحب العمل, ضريبة استصدار التصريح ؟؟). أحد العمال أضاف "انني اشتريت التصريح الذي كان من المفترض ان تكون مدته 3 أشهر بمبلغ 6000 شيكل, ولكن وبعد أن استخدمته لمدة اسبوعين, تم ايقافي على التفتيش و ابلاغي بأن التصريح الذي بحوزتي قد تم الغاؤه من الأدراة المدنية, ونكتشف مؤامرة قد احيكت من قبل بعض العاملين الأسرائيليين في الأدراة المدنية مع متعهدين فلسطينيين , وبالتالي استصدار أعداد من التصاريح الجديدة وبيعها للعمال الفلسطينيين".
الرابعة صباحا هي ساعة الذروة في كل شيء, كل العمال قد وقفوا, لم يعد هنال اي فرصة للأغفاء, التنبه هو سيد الموقف, الممر الحديدي كأنه علبة سردين, ألأجساد متلاسقة تماما بكل ما يعني ذلك من معنى, يقول أحد العمال من السهل ان تسمع ان احد العمل قد اصيب بالتواء في يديه او رجله بسبب التزاحم ( الذي يصل في بعض الأحيان الى مناوشات, اما بالأيدي او بالشتائم) الجنود الأسرائليين أدخلوا فوجا يقارب المئة عامل, يتم تفتيشيهم ببطء,ودون اي اعتبار لساعات انتظارهم الطويل, بل وفي أحيانا كثيرة يتلذذ بعض الجنود والمجندات باستخدام الكلمات النابية حسبما قال لي اكثر من شخص " كان بودي ان أرى بأم عيني ماذا يحصل في الطابور الداخلي و فقط سمعت بعضا من صراخ الجنود وضحكاتهم غير المبررة, والتي لا تحمل الا ألأذلال والاهانة للعمال, لكني لا أملك تصريح بحوزتي". الأزدحام هو سيد الموقف, لكن التدافع توقف بعض الشيئ, فالممر أخذ كفايته من أجساد العمال, فجأة ومن فتحة على مقربة من سطح الممر ولا تزيد مساحتها عن 50سم ارتفاعا و 30 سم عرضا بدأ بعض العمال الشباب اقوياء الجسد بادخال انفسهم, وغير مكترثين بالسباب والشتائم من قبل باقي العمال, حتى انهم القوا باجسادهم على رؤوس و أجساد العمال المتلاسقين جسدا بجسد بحيث شكلت رؤوسهم وأكتافا سطحا جديدا, كان كل هم المتسلقين هو ان يكونوا في المواقع المتقدمة من الطابور, اما الجندي الأسرائيلي الذي يقف على بعد أمتار, فلم يرتجف لما يجري, وبدا لى وكأنه خالي من اية احاسيس انسانية وغير مكترث بالأنهاك الذي ينال من العمال .
على الرغم من وجود اثنا عشر شباكا قد اعدت خصيصا للفحص ألأمني ( التصريح, البطاقة الممغنطة, اضافة الى بصمة خماسية لليد اليمنى) الا ان شباكين وأحيانا ثلاثة فقط هى التي تستخدم وهذا ما يمثل ضغطا اضافيا على العمال ويشعر كل عامل بانه من الممكن ان لا يصل في هذا اليوم او ذاك الى مكان عمله, والذي يجب ان يكون قد وصله قبل الساعة السابعة صباحا, سواءا أكان موقع العمل في تل ابيب او في مشارف القدس, وبالتالي يضطر العمال الى القدوم المبكر في ساعات الفجر الأولى الى المعبر, و بهذا فان يوم عمل العامل يمتد تبعا لبعد المعبر عن مكان سكنه وساعة وصوله للمعبر وعودته للبيت, فمن يصل المعبر الساعة الثانية صباحا ويعود للبيت الساعة السادسة مساءا, فقد امتد يوم عمله لمدة 14, او 16 ساعة يكون منهكا ولن يكون قادرا على التواصل مع بيته واطفاله و توفير احتياجاتهم الأخرى عدا عن لقمة العيش تلك المغمسة بالأذلال والمهانة.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معبر بيت لحم القدس – أذلال وأهانة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملاك صدام حسين :: قسم المقالات والتحليل الاخباري-
انتقل الى: