مصادر دبلوماسية: الجهود الأميركية لإستئناف المفاوضات تعرضت

مصادر دبلوماسية: الجهود الأميركية لإستئناف المفاوضات تعرضت
25/11/2010

القدس- الزيتونة- نقلت صحيفة "معاريف" الصادرة اليوم عن مصادر أميركية قولها إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعهد أثناء لقائه مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في نيويورك قبل نحو اسبوعين أن في اثناء اشهر التجميد الثلاثة سيحل تقدم "ذو مغزى" في مسألة الحدود في المحادثات مع الفلسطينيين.

وقالت الصحيفة إن ما يعوق الان التوقيع على وثيقة التعهدات الأميركية التي ستسمح باستمرار التجميد واستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين هو التخوف من عدم تحقق ثلاثة اتفاقات تمت بين نتنياهو وكلينتون شفويا. الاول هو تعهد نتنياهو بتقدم حقيقي في مسألة الحدود، لافتاً إلى أن الادارة الأميركية ستسمح لنتنياهو بان يقول للجمهور في اسرائيل بان هذه المسألة ستبحث بالتوازي مع مسائل جوهرية اخرى، الا أنه لا يمكنه أن يعد بان يضمن بان يتم البحث في مسألة الترتيبات الامنية قبل كل شيء، الامر الذي من شأنه أن يضعضع التأييد له في اليمين. ويحتاج نتنياهو الى دعم واسع أساسا قبيل البحث في المسائل الجوهرية كالقدس واللاجئين، ولكن من ناحية الامريكيين، دون التعهد بالبحث في مسألة الحدود منذ فترة التجميد، لن تكون صفقة.

والأمر الثاني الذي يعيق إستئناف المفاوضات هو تعهد الولايات المتحدة بتزويد اسرائيل بعشرين طائرة من طراز اف 35. لكن من المحتمل أن يقوم أعضاء في الكونغرس من الحزب الجمعوري ومن أجل مناكفة اوباما والتوفير على دافع الضرائب الامريكي، من شأنهم ان يعارضوا تحقيق هذا التعهد. وعليه فان نتنياهو يسعى للوصول الى اتفاق شفوي مع الامريكيين على نوع من الخطة البديلة في حالة الا تتمكن الادارة من تحقيق هذا الوعد وذلك كي يتمكن من اقناع وزراء المجلس الوزاري باقرار الاقتراح الامريكي.

العائق الثالث، حسب الصحيفة، هو اسرائيلي داخلي، إذ إن حركة شاس لا تزال تطالب نتنياهو بان يعرض تعهدا امريكيا خطيا لعدد وحدات السكن التي سيكون ممكنا بناؤها في القدس المحتلة في اشهر التجميد. والامريكيون كفيلون بان يوافقوا على البناء في الاحياء اليهودية، وان كان لا يصدر تعبير علني عن ذلك من خلال نشر العطاءات او اقرار المخططات للايداع. ولن تشمل الوثيقة الامريكية ذكر لتواجد اسرائيلي بعيد المدى في غور الاردن، ولكن اسرائيل ستطرح ذلك في المستقبل.

الباحث والخبير في شؤون المفاوضات في الشرق الاوسط دافيد مكوفسكي عرض هذه القضايا أول أمس في معهد واشنطن. وحسب اقواله فان "نهج الادارة هو أنهم معنيون جدا بالعمل المشترك مع نتنياهو. الامريكيون يبحثون عن أحد ما يركضون معه، مثلما في قصة دافيد".

إلى ذلك، قالت مصادر دبلوماسية اوروبية ودولية لـصحيفة "الأيام" الفلسطينية إن الجهود الاميركية لاستئناف المحادثات المباشرة تعرضت لنكسة شديدة، وربما قاتلة، خلال الأيام القليلة الماضية..

واستندت هذه المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، الى تقارير من عواصمها لتؤكد انهيار الجهود الاميركية. وقال احد الدبلوماسيين لـ"الأيام": حتى نهاية الاسبوع كانت الأمور مبشرة، وكانت رسالة المسؤولين الاميركيين متفائلة وتؤكد أن كل شيء على ما يرام، وأن التفاهم الاميركي – الاسرائيلي حول تمديد تجميد الاستيطان قد انجز وسيعلن خلال أيام ما سيفتح الابواب امام استئناف المفاوضات المباشرة.

ويضيف: غير أن كل شيء تغير خلال أيام قليلة، ومع بدء الاسبوع الحالي (يوم الاثنين) اختفت نغمة التفاؤل، ولم يعد أحد من المسؤولين الاميركيين في وزارة الخارجية أو فريق السناتور جورج ميتشل يتحدث عن امكانية تحقيق انجاز قريباً.

وتوافقت روايات المصادر على ان انتكاسة الجهود الاسرائيلية تعود لمطالب جديدة تقدم بها نتنياهو اثارت غضب وانزعاج واشنطن.
ووفق هذه المصادر فإن هذه المطالب تتمثل في النقاط التالية:
1 – في حين تسعى واشنطن الى تجميد فعلي وهادئ للاستيطان في القدس المحتلة فإن نتنياهو طالب بأن تنص بنود الوثعلى أن حكومته ستواصل النشاطات الاستيطانية في القدس خلال فترة التجميد.
2 – طالب نتنياهو بأن يكون واضحاً في التفاهمات أن اسرائيل ستواصل النشاطات الاستيطانية فور انتهاء مدة التجميد (90 يوماً).
3 – طالب نتنياهو بعدم تحديد قضية الحدود بشكل خاص كموضوع للتفاوض خلال فترة التجميد، بل ان يتم الحديث عن أن المفاوضات ستتطرق الى جميع القضايا الاساسية ودون التزام بانجاز شيء محدد حول الحدود خلال شهور التجميد.

وقال الدبلوماسي لـ"الأيام": لقد كان لهذه المطالب وقع الصاعقة على المسؤولين الاميركيين، ما وفر ذخيرة لبعضهم ممن كان تحفظ على سخاء ثلاثة شروط إسرائيلية واشنطن غير المسبوق في مكافأة نتنياهو، ووجد في الشروط الاسرائيلية الجديدة تأكيداً لسلامة تحفظاته. وأضاف: يشعر كثيرون في واشنطن ان نتنياهو تجاوز كثيراً من الخطوط. ويقول: لن يعترف الاميركيون بالفشل وسيواصلون الحديث عن مواصلة جهودهم وثقتهم في استئناف المفاوضات.

غير ان الواقع يقول ان جهودهم دخلت نفقاً مظلماً لا يدري أحد متى ستخرج منه هذا اذا تمكنت من الخروج