بشير الغزاوي عضو حزب البعث العربي الاشتراكي
عدد المساهمات : 969 تاريخ التسجيل : 01/11/2010
| موضوع: في العلاقات العربية - الأميركية السبت ديسمبر 11, 2010 11:21 am | |
| في العلاقات العربية - الأميركية 2010-12-11 موقع جبهة التحرير العربية لم تجد الولايات المتحدة ضرورة للتشاور مع شركائها العرب في الملف النووي الإيراني. رفضت مطالبتهم بالانضمام إلى محادثات جنيف. اعتبرتهم موافقين على ما يتوصل إليه الكبار وطهران من اتفاقات، حتى لو اتفقوا على تقاسم النفوذ في المنطقة العربية كلها، أو حتى لو وصلوا في مفاوضاتهم إلى طريق مسدود ولم يبق أمامهم سوى اللجوء إلى الحرب، واستخدام قواعدهم وأساطيلهم المنتشرة في المنطقة، وعمّ الدمار والخراب الديار العربية، وانتشرت الأوبئة وامتلأت الأجواء بالأشعة النووية المنضبة وغير المنضبة. وللعرب تجارب كثيرة مع هذا السلوك الأميركي. بعد أن تتخذ واشنطن القرار، تبدأ مرحلة إقناعهم بالانضمام إليها، والأمر لا يطول حتى يقتنعوا. هذا ما حصل في حرب الخليج الثانية، عندما انضمت كل الدول العربية إلى قوات التحالف لإخراج الجيش العراقي من الكويت. وهذا ما حصل عندما اتخذ بوش الإبن قرار احتلال العراق، وهو قلب العالم العربي. بعد ساعات قليلة من اتخاذ ذلك القرار، بدأت وفود الديبلوماسيين تصل إلى العواصم العربية لإقناعها بضرورة المساعدة في الغزو. ما زالت صور وزير الخارجية كولن باول، وهو ينتقل من عاصمة إلى عاصمة، تلوح في الأفق. وما زالت ابتسامات رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ماثلة في الأذهان، وهو يروج أكاذيب الإدارة الأميركية، بعدما أضاف إليها أكاذيبه، ليقنع العرب بضرورة التخلص من صدام حسين الذي يشكل خطراً عليهم، اكثر من الخطر الإسرائيلي. ومثلما لم تجد واشنطن ضرورة لدعوة العرب إلى المفاوضات مع إيران، لم تجد ضرورة لاستشارتهم في المسألة الفلسطينية. نصبت نفسها مسؤولة عنهم وعن الفلسطينيين. تجاهلت المبادرة التي أقروها في بيروت بالإجماع. لكنها كلما احتاجت إلى مزيد من الضغط على الفلسطينيين كي يقبلوا طروحاتها الإسرائيلية لجأت إليهم. وبعدما رضخ الرئيس باراك أوباما لنتانياهو، واعترف بهزيمته في معركة، هي أصلاً معركة أميركية داخلية، برهنت إسرائيل أنها الطرف القوي فيها، سيتوجه أركان إدارته إلى العرب ليضغطوا على الفلسطينيين مرة أخرى، كي يستمروا في المفاوضات العبثية، ويعتبروا ما حصل في مصلحتهم. ها هم الفلسطينيون يلجأون إلى لجنة المبادرة. ونستطيع الإستنتاج أن اللجنة، في معرض حرصها على عباس، ستنقذ ماء وجه أوباما أولاً وتحوله من مهزوم أمام نتانياهو إلى مفكر استراتيجي، يعرف مصلحة الفلسطينيين أكثر مما يعرفونها، وأكثر من العرب مجتمعين. كل هذا يحصل أمامنا منذ عشرات السنين من دون أي مقابل، ونعود إلى تكراره فينعكس خلافات في ما بيننا، وحروباً أهلية، ومزيداً من الانقسام والتشرذم. في المقابل لا تقدم إسرائيل شيئاً. حتى في حرب الخليج الثانية، كان كل المطلوب منها عدم التدخل كي لا يوصم العرب بتنفيذ برنامجها، وفي كل مرة تخرج منتصرة علينا، وتكافأ ببلايين الدولارات والمساعدات والتنسيق العسكري، والانفتاح على محيطها أكثر. قد يكون من المفيد التمعن في العلاقات بين واشنطن وأنقرة التي تقول لها لا عندما تتضارب توجهاتها مع مصلحتها الوطنية. وتنخرط في مشاريعها عندما تتوافق مع هذه المصالح. فهل نفعل أم إن الأمر متروك لأجيال لم تولد بعد؟
| |
|