طياف الشهيد صدام حسين

ا
طياف الشهيد صدام حسين!!
موقع"جبهةالتحريرالعربية
اذا كان الشهيد صدام حسين المجيد قد غاب عنا جسداً وحضوراً فإن أطيافه الرمزية قد بقيت بيننا دلالة على حضوره الغامر ورسوخ تجربته القومية في عقلنا وتجسده في كل تطلع قومي الى التغيير والانتقال بالامة العربية الى صعد جديدة•
وأطياف الشهيد صدام حسين ليست أطيافاً اسطورية انما هي أطياف واقعية تجسدت في مشروع قومي كبير ساهم الشهيد صدام في بلورة عناصره وبناء معطياته والدفاع عنه حدّ الاستشهاد•
اننا اذن نتحدث عن شهيد ومشروع وعن قائد وثورة وعن سياسي وفضاءات، ومناضل وتجربة وعن بعثي عرف حقيقة الانبعاث واسلامي له اجتهاداته في العقيدة وعن رجل دولة كرس حياته من أجل بناء الدولة القومية وعن رئيس دولة يعرف لحظة الانتقال من الحكم الى المقاومة•
ان هذه وغيرها من المعطيات اجتمعت في تجربة الشهيد صدام حسين وشكلت منه فضاءً للتفكير وحافزاً للقراءة المغايرة ونموذجاً معرفياً يمكن تحويل معطياته الى درس قومي لابد من الابتداء في قراءة فصوله بعيداً عن الاعلام المتصهين المضاد ومجابهة للحملات والكتب الكثيرة التي تناولت حياة الشهيد وسيرته وتجربته من منظار مضاد للعروبة ويخدم مهمة المشروع الاستعماري في بلادنا•
اننا ونحن نكتب مجدداً عن الشهيد صدام حسين نطمح الى اجتراح قراءة جديدة عنه تبتعد في مضمونها عن الأسطرة والجنوح الفكري وتضع تجربته في سياقها الصحيح لكي تصبح هذه القراءة مدخلاً ومجالاً للفهم وحافزاً على اشتقاق العناوين والمبادئ الكبرى في هذه التجربة بغية تجسيدها في حياة الامة ومواصلة مشوارها في البناء والعطاء ومواجهة المشاريع الاستعمارية•
وارى بأن افضل مداخل القراءة في حياة الشهيد صدام حسين وابرز الاطياف في تجربته التي نريد وضعها امام العقل هي طيفه البعثي لأن هذا الطيف او البعد في حياته يشكل المنطلق الاساس الذي حكم عقل وتجربة صدام حسين، لقد بدأ الشهيد صدام حسين من البعث فكراً ومبادئ وقيماً وتقاليد نضالية، وجسد ذلك في مسارات حياته كافة ولم يحد عن هذه السياقات البعثية وانما سعى الى بلورة مفاهيمها ومعطياتها في الحياة الواقعية حتى وصل بذلك الى نقطة ان البعث هو الفداء وافتداء الامة بالنفس والمال والولد حتى تنبعث اليقظة الجديدة وحتى تولد البدايات القومية والعناوين الجديدة للنضال•
لقد جسد الشهيد صدام حسين بذلك- اي الاستشهاد من اجل الامة- كل المواصفات التي تحدث عنها مؤسس البعث ميشيل عفلق في مقالة "عهد البطولة" التي وضعت عناوين للمناضل البعثي ورسمت صورته وهو يتحدى ويجترح البطولات ويقدم على الحياة، فالآن (كما قال عفلق) "تبدأ صفحة جديدة، صفحة الذين يجابهون المعضلات العامة ببرودة العقل ولهيب الايمان، ويجاهرون بأفكارهم ولو وقف اهل الارض جميعاً ضدهم ويسيرون في الحياة عراة النفوس هؤلاء هم الذين يفتتحون عهد البطولة"•
"حياة هؤلاء ستكون خطاً واضحاً مستقيماً لا فرق بين باطنها وظاهرها ولا تناقض بين يومها وأمسها فلا يقال عن احدهم "نعم انه سارق ولكنه يخدم وطنه" ولا يقودون في الصباح مظاهرة ويأكلون في المساء على مائدة الظالمين، الصلابة في الرأي من أجلّ صفاتهم فلا يقبلون في عقيدتهم هوادة ولا يعرفون المسايرة•
فإذا رأوا الحق في جهة عادوا من أجله كل الجهات الاخرى وبدلاً من ان يسعوا لارضاء كل الناس أغضبوا كل من يعتقدون بخطئه وفساده، انهم قساة على انفسهم، قساة على غيرهم، اذا اكتشفوا في فكرهم خطأ رجعوا عنه غير هيابين ولا خجلين لان غايتهم الحقيقة لا انفسهم واذا تبينوا الحق في مكان انكر من أجله الابن أباه وهجر الصديق صديقه"•
لقد حفظ الشهيد صدام حسين هذا الدرس الاول من المقال الاول الذي بدأ فيه طريق البعث وحاول دائماً ان يكون قريباً من هذه الصورة، صورة البعثي صاحب الرسالة، وسعى في كل مراحل حياته ان يكون مجسداً لمبادئ البعث الكبرى وتشهد مسيرته انه لم يطمح يوماً الى قيادات ورئاسات وامجاد سلطوية فقد عمل لعدة سنوات نائباً لرئيس الجمهورية لم يحاول خلالها ان يعتدي على سلطات رفيقه او يسلبها منه وانما جسد في وصوله الى الرئاسة كل صور النبل والاخلاق عندما تنازل له الرئيس عن السلطة وكان ذلك اول انتقال اخلاقي للسلطة في التاريخ الحديث•
وكانت مبادئ البعث تضبط مسارات حياته وقراراته ولم يتناقض في تمثل وتجسيد هذه المبادئ وكان دائماً يقدم الضمير البعثي على غيره من الخيارات، وهذا الضمير البعثي هو فهم الشهيد الدائم بضرورة العودة الى المبادئ عندما تنشأ التناقضات وتصطرع الرؤى وتتقاطع الاراء، فالعودة الى المبادئ هي بمثابة الاحتكام الى القيم والمثل البعثية الرئيسية والمكونة للشخصية البعثية، وبهذا الاحتكام تهدأ الاندفاعات وتتلاقى الرؤى، وقد جسد الشهيد صدام ذلك تجسيداً دائماً في رؤيته للتناقضات وكيفية حلها والانتصار عليها، ولذلك عمل دائماً على ان يضع العناوين المبدئية لكل تحركات وسلوكيات الافراد والدولة حتى تكون هادياً ومرشداً لكل فعل يقوم به الافراد والحكام•
المبدئية - الرسالية صورة رافقت حياة صدام حسين وبدأها بفهم عميق لمعنى البطولة وعهد البطولة ومارسها اثناء النضال والحكم، وبعد الانتقال من الحكم الى المقاومة وعندما وقف يوم استشهاده مردداً ببطولة نادرة: عاشت فلسطين•• عاش العراق•• عاشت الامة!!