ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملاك صدام حسين

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بطرس توما
عضو جبهة التحرير العربية



عدد المساهمات : 166
تاريخ التسجيل : 05/11/2010

كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي Empty
مُساهمةموضوع: كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي   كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي Emptyالثلاثاء أبريل 19, 2011 7:02 am


كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي Wh_82969022
كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي
الفصل التاسع
–القسم الثالث [3]

17/04/2011
فيهم حضائر (مفارز) الموت المسؤولة عن ضبط وضمان أخلاص جميع الوحدات والقطعات الأخرى في بغدلد الكبرى . وأخيراً هناك مئات الألوف من بندقيات الصولة ؛والمدافع الرشاشة ؛وقاذفات RBG؛ ومن بين متسلمي الأسلحة كثير من كبار السن ممن شاركوا في الحرب ضد ايران .
ومع أن مختلف القطعات التي تجمعت في بغداد تبدو متشوقة للدفاع عن العاصمة؛ألا أن الجالسون في أعلى الهرم لا يشاطرونهم حماسهم ولا عزائمهم. ففي 1/نيسان؛بدأت حلقة صدام المقربة جداً تتفكك تحت ضغوط الحرب .ولعل أوضح دلائل الأعلان عن ذلك التردي المتزايد هو قرار تسلم قصي القيادة المباشرة للحرس الجمهوري في 2/نيسان .لقد تولى قصي زمام الأمور بسبب تزايد أنعدام ثقة صدام بقياداته العسكرية العليا . ولكن قصي هذا المغرور وغير المهيئ للقيادة العسكرية سرعان ما نفرً وأغاض جميع الحلقات [ القدمات والقيا دات] التي بأمرته بما فيهم غير المشكوك بولائهم من الضباط .ووفقاً لأراء بعض الجنرالات والعقداء ؛ فقد أصدر قصي أوامره الى وحدات أختصاصية معينة ’’ رغم عدم أمتلاكه لأية خبرات عسكرية‘‘ .
وفي وأحد من سلاسل أوامره العديدة دفع بألألاف من الجنود ؛وعلى الأخص من فق حمورابي حرس الجمهوري الى مناطق مفتوحة حول بغداد . ووفق أوامر قصي فقد تحركت قطعات الحرس الجمهوري تلك ؟؟؛برتلين نحو كربلاء والجانب الأخر من الفرات [الغربي] وتركهم معرضين للغارات الجوية الأميركية الوحشية التي قتلت معظم منتسبي الوحدات .تلك الأوامر ؛والتي يعتقد الضباط أنها صدرت بموافقة ومباركة صدام نفسه قد أضعفت الدفاع عن بغداد كثيراً وحينما كانت القوات الأميركية تقترب من بغداد .قرر العديد من القادة ؛آخذين بنظر الأعتبار ما أنتهت اليه الأوضاع ؛قرروا حماية قطعاتهم وأعادة أنتشارها بمعرفتهم هم بدلاً من تعريضها للقصف الجوي المريع .
والأن ؛وبعد تغلغل الشكوك الى نفوس كبار الضباط ومنهم وبعدهم الى الوحدات المقاتلة نفسها في كلٍ من جيب كربلاء وضواحي بغداد .لذا وتدريجياً بدأت مقاومة القطعات تقل وتتلاشى تدريجياً هي الأخرى؛ولم تعد تشن الغارات والكمائن ضد تقدم فل/5؛ ألا نادراً وبحمية وحماس أقل عن السابق .وبدأت التشكيلات الكبرى تنسحب الىداخل المدن مع القليل من الرمايات ؟؟.وتراجعت قطعات مهمة بعيداً عن الحشود الأميركية.ولم تقدم أية تفسيرات أو تبريرات لهذه التطورات ؛كما لم تجري اية أتصالات أو تصدر أية توصيات وتوجيهات واضحة أو معروفة أو وصلت الى علم الأستخبارات الأميركية أو غيرها .
وبنفس الدرجة ؛إذ وبعد الهجوم الأميركي على كربلاء ؛فقد أوضح تقرير الأستخبارات الروسية GRU؛ في 3/نيسان ذلك بـ ’’جاء الهجوم مباغتاً للقيادة العراقية ؛فكانت النتيجة : أن فقدت المقرات العراقية ( في كربلاء ) معظم منظومات أتصالاتها؛ففقدت بالتالي سيطرتها ولو جزئياً على قطعاتها .وأدى ذلك بالتالي الى تشتت القطعات التي كانت منفتحة على خط هجوم التحالف وفقدت تماسكها ولم تعد بالتالي قادرة على أنجاز مهامها الدفاعية ‘‘.
ألا أن هذه التطورات بين العراقيين لم تكن هائلة أو كبيرة جداً؛ولم تكن وببساطة نتيجة فقدان المواصلات . فتحت جنح الظلام ؛بدأت تشكيلات الحرس الجمهوري وتشكيلات أخرى رئيسية تخلي مواضها الأستراتيجية وذابت وبكل بساطة في المناطق الريفية .سارت جميع هذه التطورات على عكس ما كان يقال وعلى عكس ما نشر عن ’عزم وتصميم ‘ الضباط العراقيين أمام شاشات التلفزة ؛وتأكيدهم على مواصلة القتال والمقاومة .
لم يلق صدام حسين في 2نيسان ؛ خطابه المنتظر أمام التلفزيون العراقي ؛رغم تكرارالقول عن قرب ألقاءه لذلك الخطاب .وأخيراً ؛ألقى أحد المذيعين بياناً مبتسراً نسب الى صدام .راجت بعده وتواصلت أشاعات في بغداد وجوارها ؛بأن صدام وأقرب مقربيه قد تركوا بغداد وذهبوا الى سوريا؛أو الى مخابئ غرب العراق .
وبعد أدراكه لتزايد التوتر والضغوط والعصيان (وعدم الرضا) بين كبار جنرالات القيادة العليا؛ومع تزايد الموقف سوءً ؛ دعى قصي الى أجتماع عاجل لقادته المرؤوسين صباح 3نيسان ؛وقد أدى هذا الأجتماع الى تردٍ شد يد في العلاقة بين صدام وقصي معاًمن جهة والقادة العسكريين من جهة أخرى .فقد حضر قصي مرتدياً بذلة ورباطاً مدنيين بدلاً عن البدلة العسكرية ؛ومحاطاً بعناصر حمايه الشخصية ؛ثم [ويا للغرابة] وبخ قصي كبار الضباط الحاضرين . وقال الجنرال علاء عبد القادر قائد منطقة بغداد للحرس الجمهوري لروبرت كوللير من ’سان فرانسسكو كرونيكل ‘؛’’ لامهم قصي لخسارة الحرب ‘‘ رغم أن جنرال علاء؛هذا ’تجنب حضور‘هذا الأجتماع بنفسه ؛بل أناب كبير مساعديه حضوره والذي أوجزه بمجريات الأجتماع فيما بعد ؛ ثم مضيفاً ’’ بكى أحد كبار القادة؛ومن ثم قال ’ لقد قتل أفضل جنودي ‘ .لذا كره الجميع قصياً .ولكن قصياً كان محاطاً بحمايته؛وكان مصير كل من يرفض توجيهاته القتل ‘‘ .
أكد العقيد خالد الطائي ؛على التأثير المدمر لذلك الأجتماع الذي حضره؛ على أستعداد القيادة العليا للقتال. وقال عقيد خالد الطائي لروبرت كولير’’ لقد اصابنا الغثيان بسبب مافعله صدام وقصي [8]
‘‘؛ومضيفاً ’’ لقد تحدثنا فيما بيننا وأتفقنا على : أن من يريد مواصلة القتال فليقاتل كما يشاء؛وسنقاتل من أجل مستقبلنا ومن أجل أولادنا ولأجل العراق ولكن ليس لأجل قصي ولا حتى لصدام .أو أن بوسع من شائ منهم الذهاب الى بيوتهم ‘‘ .وكان هذا أخر لقاء بين قصي صدام حسين ونخبة جنرالات العراق؛رغم أن بعض كبار الضباط قالوا أنهم رأوا قصياً فيما بعد في بغداد .
باتت قوات التحالف تتقدم الأن بسهولة مشوبة بحذر وعدم أستقرار ,وفي 3نيسان وصلت وحدات المارينز الأمامية الى ناحية العزيزية ؛45ميلاً جنوب بغداد بوجه مقاومة قليلة أو حتى دون مقاومة .أما في الغرب [ذراع الكماشة الغربي] فقد وصلت الوحدات الأمامية لفق مش آلية/3؛مواضعها على مسافة 25ميلاً من بغداد. لقد تقدمت تلك الوحدات على عدة محاور قادتهم بعيداً عن مواضع ودفاعات تشكيلات عراقية كبيرة؛ ويصعب عليها الأن القيام بعمل ما .ووصلت عناصر أخرى من فق مش آلية/3؛جسر المسيب؛35ميلاً عن بغداد ؛دون مجابهة أية قتالات جدية أو مصاعب .كذلك لم تواجه القوات الخاصة الأميركية مصاعب جدية عند تسللها الى ضواحي بغداد .
وبعدمقابلتهم قصي ؛ بدأ كبار الضباط العراقيون يفكرون جدياً بالتعاون مع الولايات المتحدة.وبعد أن أستنتجوا ؛أو خلصوا الى أن كل شيئ ضاعوأنتهى ؛بات عليهم تقليل مساوئ المصير الذي ينتظرهم حال أحتلال الولايات المتحدة بغداد ؛ويريد هولاء الضباط كما يبدو أستغلال علاقاتهم وأتصالاتهم المعقدة مع الأستخبارات الأميركية.ففي عشية الحرب بدأت CIA؛وزميلاتها من خدمات استخبارات التحالف حملة أفساد وأرشاء .وما بدأ كقطرات في ك2/يناير؛وأقتصر على المناطق القريبة من الحدود الكويتية أصبح الأن وفي أواخر أذار؛وبعد بدى أندحار [النظام العراقي ] سيلاً أوفيضاناً. فمن أقام أتصالاً مع وكالات الأستخبارات الغربية بدأ بجلب زملاءه وغيرهم من القادة للأنضمام الى الترتيبات التالية وليحصل على مكافأت أكبر .
لقد عقدت الولايات المتحدة شبكة من الأتفاقيات مع القوات المحلية؛وعلى الأخص على المقتربات الشرقية الى بغداد؛ متوقعة أنهياراً عاماً وسريعاً للدفاعات العراقية حال أندلاع الحرب .ومع أن مبالغاً طائلة صرفت ؛ فقد فشلت الصفقات تماماً ولم تؤدي الى نتيجةما ؛وكما أتضح ذلك من عجز قوات المارين عن دخول أو أختراق دفاعات العمارة ومن ثم النفاذ منها نحو الكوت بسبب المقاومة العراقية الضارية .وفي جميع تلك الترتيبات آنفة الذكر ؛وعدت U.S؛بعدم ملاحقة القادة بعد المعارك شريطة عدم تورط أولئك القادة بجرائم حرب؛ولكن ولعدم تأكد العراقيين حول ما أذا كانوا سيحضون بالأمان في عراق ما تحت سيطرة U.S؛فلم يوافقوا في النهاية على تبديل ولائهم ,ومع ذلك ؛وفي 3 ؛4 / نيسان ؛أعيد بعض تلك التصالات فجأة ؛ولكن العراقيين هذه المرة أرادوا المضي فعلاً فيما وافقوا عليه .
كان الأتصال المثير والأكثر أهمية هو بالأتصال بالجنرال وكيل مسيري[9]؛صهر علي حسن المجيد (و المعروف أكثر بعلي كيمياوي ).وقد توصلت CIA؛ الى جنرال عقيل عن طريق عزالدين المجيد؛أبن أخ علي حسن المجيد والمقيم في لندن [حتى وفاته] .لم يكن لجنرال عقيل منصب قيادي ؛ولكنه من مجموعة جنرالات تعد الأقرب الى صدام وموضع ثقته لتنفيذ ’مهمات خاصة جداً ‘؛بمافيها مهام الأمن الداخلي ومهام دقيقة للغاية في الخارج . وعد جنرال عقيل[هــذا!؟] بأقناع أو ’’أن يجلب معه ‘‘فرق المدينة وحمورابي والنداء ونبوخذنصر ؛وكلها من من فرق الحرس الجمهوري المدافعة عن بغداد .ومع ذلك فأن جميع من أٌتصل بهم من الضباط كانوا على قناعة بأن أخلاصهم وولائهم لصدام موضع أختبار دائم من قبل فدائيي صدام لذا كانوا يتصرفون وفق ذلك .ويبدو أن جنرال عقيل نفسه لم يلتزم بالتعاون مع المحتلين كلية حتى أنهيار وحدات الخط الأول العراقية ؛وقد وجهت القوات الخاصة غارتين جويتين خصصتا لقتل علي حسن المجيد (وقد فشلت الغارتين رغم أقترابهما من تحقيق الهدف المرجو)؛كما حضيت الأشاعات التي ترددت عن فرار صدام من بغداد بشيئ من الجدية والأقناع.واخيراً؛وبعد أجتماع قصي بالقادة يوم 3نيسان؛أصبحت أتصالات جنرال عقيل أكثر جدية .
كان تحويل ولاء وقناعات جنرال ماهر سفيان التكريتي – أحد أحب أبناء عمومة صدام اليه والذي يشبًهه البعض بـ ’ظل صدام ‘ –هوأكبر أنجازات جنرال[ عقيل!؟ ] .عين جنرال ماهر سفيان ولنيله ثقة ومحبة صدام لقيادة ’على رأس ‘الحرس الجمهوري في منطقة بغداد وبهذا بات الحلقة الأهم في الدفاع عن بغداد .تميز جنرال سفيان -وكناتج عرضاني لثقة ومحبة أبن عمه [ صدام ]له بلاحدود – تميز هو الأخر وأولاده بالوحشية والقسوة.تضم حلقة جنرال سفيان المقربة اليه رئيس أسخبارات الحرس الجمهور الجنرال طاهر جليل حبوش ؟؛وجنرال حسين رشيد التكريتي الذي يعمل ولده سكرتيراً شخصياً لقصي .وعن طريق هذا السكرتير عرفت مجموعة سفيان بغضب قصي وعزمه على عزل كبار القادة الذين حملهم مسؤولية التخبط والفشل العسكريين .وحوالي 3/نيسان؛قرر جنرال سفيان و مجموعته أن صفقة مع الأميركان هي الشيئ الوحيد القادرعلى أنقاذهم من تحمل الحساب ومسؤولية أنهيار الحرس الجمهوري ؛وخشوا من أن بقاء النظام أو حتى أستمرار سيطرته على بغداد لبعض الوقت فأنهم ؛وقادة أخرون سيعدمون لأبعاد مسؤولية الأخطاء والتخبط المأساويين عن قصي وأداءه .قرر جنرال سفيان ؛آخذا هذا بنظر الأعتبار الأتصال بجنرال عقيل لتنشيط أتصالاته مع الأميركان مع أستعداد [جنرال سفيان] تسليم بغداد في الوقت والظرف المناسبين .
كانت القيادة الوسطى CENTCOM؛ وحتى آنذاك ما زالت تتمعن فيعواقب الهجوم على بغداد .لقد تقدمت U.S؛ و عملياً بجميع قواتها البرية الى الأمام ؛بينما ظل مايقرب من 100ألف من الوحدات النظامية والفدائيين العراقييين يقاتلون خلف الخطوط الأمامية للتحالف .أتفق الخبراء العسكريون الأميركان والبريطانيون على أن يكون الهجوم على بغداد بكماشة متعددة الأذرع على أن تشن تحت مظلة كثيفة من الضربات الجوية [10] .كانت الغاية هي تقسيم بغداد الى عدة قواطع او مناطق حرب .ويجب أن يكون القتال شديداً وطويلاً بعد فشل ترتيب أستسلامٍ منظم للقوات العراقية . وقال جنرال ستانلي مككريستال؛نائب مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة [ والمسؤول المباشر ومنسق عمليات القوات الخاصة ودوائر أستخبارات التحالف مجتمعة في العراق فيما عرف بالحرب السرية ]في 3/نيسان ’’ لا نتوقع دخول بغداد فجأة أو أن نحتلها بطرفة عين أوأي شيئ كهذا‘‘ومضيفاً ’’ وأستناداً لذلك سنتنبه بقوة الى قدراتهم الدفاعية على الأرض .فقد يتحولون الى مدافعين شرسين عن الأرض[11] فجأة ‘‘ .
في /4نيسان؛حٌشدت 3ألاف عجلة قتال أميركية للصولة النهائية على بغداد بعد أن قطعت مسافة تزيد على الـ 65 ميلاً في 36ساعة. وبينما كان الأميركان يتجمعون تفاقمت الفوضى بين القطعات العراقية داخل المدينة ؛وعلى الأخص تلك المنتشرة وسط مدينة بغداد.كانت بعض الوحدات تتحرك على غير هدى وبدون مهمة محددة أو حتى بتخويل من قياداتها العليا؛ أوقف بعض الأفواج والسرايا وببساطة دباباتهم وعجلات القتال الأخرى؛حيثما أتفق و جلس الجنود بانتظار وصول الأوامر.
لم تكن هناك مقاومة منظمة ولا حالات هرب واسعة النطاق .بينما أستمرت بعض الاشتباكات المتقطعة بوجه الوحدات الأمامية لفق مش آلية/3؛على حافات مطار صدام الدولي .لكن وفي مساء 4/نيسان؛حدثت ورطة [عراقية] جديدة .إذ وبينما كان يتوقع أن تتولى قوة من الحرس الجمهوري قوامها( 70) ألف جندي الدفاع عن مقتربات جنوب بغداد ؛أختفت هذه القوة أو ذابت هكذا وبكل بساطة. أوردت الأستخبارات الروسية GRU؛ في تقريرها ليوم /4نيسان ’’ لم تترد معنويات القطعات العراقية ؛ومازالت القيادة العراقية تسيطر على قطعاتها ‘‘.لذا فليس من سبب منطقي لأختفاءها ؛ولا نعرف الى أين ذهبوا ؛ولا أين ذهبت أسلحتهم –بما فيها الدبابات والمدفعية وعجلات القتال. وبسبب ولماوراء هذه الألغاز المحيرة والفعاليات المتضاربة أحياناً ؛ أعلن تلفزيون بغداد يوم 4/ نيسان؛عن الخطاب الذي طال أنتظاره لصدام.وكما كان في أخر خطبه ظهر صدام مرتاحاً وواثقاً من نفسه؛ولكي يؤكد أنه لم يهرب من العراق زار قطعاته في المطار وشدد عزمهم في مواصلة القتال . ووفقاً لأقوالأحد ضباط صف من مقاتلي الحرس الجمهوري الشجعان الذي كان في المطار وقتها؛فقد وصل صدام في سيارة نيسان بيضاء ترافقه درجتان ناريتان فقط مجهزتان بمدافع رشاشة .تسلق صدام ببذلته العسكرية سقف السيارة وخاطب القطعات ممسكاً بيديه مكبر صوت يدوي .ويذكر ضابط الصفهذا قول صدام وقتها ’’ إن كنتم تريدون الحياة فأذهبوا الى بيوتكم .ومن يتحدى الموت فليأتي معي‘‘. ثم تابع قائلاً ’’لم يترك ولا واحداً منا ‘‘.بعدها عقد صدام أجتماعاً لمدة 15دقيقة مع الضباط .
تحشد لواء القوات الخاصة/26؛- وهو الحرس الشخصي لصدام – في مطار صدام الدولي منذ3/نيسان.ولم تتضح مهامهم بعد ؛أكانت لحماية صدام أو أنهم جمعوا لواجب أخر .مع ذلك ففي مابعد ظهيرة ذلك اليوم ؛بدأت طلائع فق مش آلية/3؛تدخل المطار .أقاموا في البداية مجمعاً [ معسكراً ؛أو مرصداً ]صغيراً؟؟؛في الجانب البعيد من المدرج الرئيسي وعن القوات العراقية .
وفي أواخر ذلك اليوم ؛أظهر تلفزيون بغداد صدام حسين وهو يتجول في شوارع بغداد؛وقد راقب أثار الدمار الذي أحدثه القصف ومختلطاً بالجماهير .أستنتجت الأستخبارات أنه صدام الحقيقي وليس شبيهاً له ؛كما تأكد لها أستناداً الى مشاهد الدمار المحيطة أن شريط الفيديو صور في اليوم نفسه.وبعد الحرب أكد أحد مرافقي صدام ؛المدعو محمد خميس( Hamis)؛أن الذي تجول في شوارغ بغداد وتحدث الى الجماهير هو صدام حسين نفسه ؛وفي المساء هدد مسؤولون عراقيون بشن عملية كبرى خلال الليل على المطار؛ وستستخدم فيها قنابل مميتة وأسلحة غير تقليدية . وهددوا كذلك بأن ما من أميركي سينجو من الضربة [12].
وفي الحقيقة فقد دار قتال ضارٍ تلك الليلة في منشأت المطار :فقد هاجمت قوة مختلطة من 3أفواج حرس جمهوري ؛ومجاهدين – بينهم بعض الأنتحارين –الأميركان ود فعوهم بعيداً عن مباني المطار .دار القتال من مديات قريبة ( أشتباك قريب)؛وأستمر لـ(6 )ساعات تقريباً.وقد وصف ضابط الصف ( لعله آنف الذكر)القتال الشديد الذي دار في مباني المطاروالأحياء السكنية في الجوار والذي نجح العراقيون خلاله من تكبيد الوحدات البرية الأميركية خسائراً ثقيلة ( كبيرة) ولكنهم تكبدوا بدورهم خسائراً مماثلة بسبب القصف الشديد [13]؛وعلى الأخص حين ألقت الطائرات القنابل العنقودية[ المحرمة دولياً ].وأكد شهود عيان عراقيين أن صدام حسين قاتل بنفسه دفاعاً عن المطارسوية مع منتسبي ل/26 قوات خاصة ( لقد وزع ونشرالكثير من القصص عن ’بطولات‘ صدام ومخاطرته بنفسه طوال الأشهر التي أعقبت الحرب – وهناك دائماً أحتمال أن أحد بدلاءه هو الذي شارك في ذلك القتال– ولأن هذه الرواية قد أكدت من قبل العد يد من الجنود والضباط فلا يمكن أستبعادها نهائياً ) .
حافظ العراقيون على مواضعهم حتى نهار اليوم التالي ؛كما حافظ الأميركان على مجمعهم كذلك ؛وواصلوا مهاجمة العراقيين ومرققين صفوفهم . ومع طلوع النهار أجبر القصف الجوي وهجمات القوات البرية للتحالف العراقيين على الأنسحاب من معظم مباني المطار .ومع ذلك فقد فشلت محاولة أميركية بأختراق مخابئ وملاجئ صدام في النهاية البعيدة للمطار.والأن ؛فأن لوائين نظاميين وحوالي 2000؛من مليشيات البعث والمجاهدين يقاتلون ضد أقل من ألف جندي أميركي في المطار .
خلال 5/نيسان ؛دخلت بغداد 25/دبابة و20/عجلة برادلي (عجلة قتال مشاة )بغداد لأسباب أستراتيجية؟!؛ و كذلك لأظهار وأستعراض سيطرة الأميركان عسكرياً. تقدمت الوحدة من الجنوب ؛وأندفعت على طريق حلة –بغداد الى ساحة؟؛(أم الطبول )؛ثم أستدارت نحو مطار صدام الدولي .وبهذه الغارة (الغزوة) مرت هذه القوةمن حافات مزرعة الدورة ومجمع اليرموك اللذان يخفيان تحتيهما مخابئ ومجمعات سرية تحت الأرض ؛كذلك وخلال تجمع الحرس الجمهوري عند الحافات الجنوبية للمدينة .خاضت الدورية بضعة أشتباكات ؛ولكنها واصلت تقدمها .
وبينما كان الرتل الأميركي يتحرك خلال المدينة وبكامله تقريباً ودون حوادث؛أنفجرت قنبلة أنتحارية ؛إذ فجر أنتحاري نفسه قرب المطار ؛ وسمع القصف المدفعي على كل بغداد .تواصل الهجوم الأميركي في مركز المدينة ضد بقايا الحرس الجمهوري .كذلك تواصل قتال شرس في المدن التي أكتفت قوات U.S؛ بتطويقها بينما واصلت أندفاعها الى بغداد .وفي 5 نيسان؛لاحظت تقارير الأستخبارات الروسيةGRU؛ أنتشاراً غير أعتيادي لقوات برية عراقية؛وكانت تلك المجموعات المتفرقة (يضم أكبرها ما يصل الى 12ألف جندي ) تشكل ظرفاً أو تحركاً مسبقاً لهجوم مقابل عراقي ؛ولكن التفوق الجوي للتحالف أجهض المشروع‘‘.
مع ذلك ؛أعتبر القتال حول ولأجل المطار سابقة مهمة .وأكد ضابط عراقي برتبة عميد؛ الأهمية الحاسمة للمعركة كنقطة تحول في الحرب.لقد كان مقتنعاً بأن ’’ جنرالاً باع بغداد للأميركان ‘‘؛وقد بدى مرة ذاهلاً مرتبكاً فكأن نتائج معركة المطار أفقدته صوابه وتوازنه .وفي 6/نيسان؛ يتذكر العميد ’’أي يومان قبل سقوط بغداد؛ تسلمنا أمراً بتجاهل أي شيئ يصل من الأستخبارات /المخابرات ‘‘ .ومواصلاً ’’لقد حدث ذلك حين خسرنا المطار الدولي ؛الموضع الذي نعتبره أستراتيجياً؛ والذي دافع صدام عنه بنفسه ممسكاً مدفعه الرشاش بيديه ‘‘ .
وصف العميد السياق الأجمالي للأحداث التي قادت الى الأمر بالتخلي عن كل شيئ وصفاً حيوياً ودقيقاً :
قاتلنا طوال 18/يوماً؛ولكن كان لخسارتنا المطار تأثير حاسم .كانت الأوامر التي نتسلمها
مشوشة ومتناقضة لأسباب ليس أقلها أن صداماً وضع ولده قصي الذي لايعرف شيئاً عن
الأستراتيجية العسكرية على رأس سلم القيادة. وفي مناسبتين ؛أمر قصي بتحويل عدداً من
الفرق من شمال بغداد وفي كلتا الحاتين دمرت تلك القطعات .سادت الأيام الأخيرة فوضى عارمة.
كانت المدينة تستعد للدفاع عن نفسها : خنادق؛ أنفاق ؛تحصينات وأكياس رمل .ومع ذلك بدأت
الشكوك تساور سكان المدينة ؛ولم يفت ذلك صدام فهو (داهية[14]) . لقد خرج يتمشى على عادته؟؛
وأكثر من ذلك فقد قاتل في معركة المطار.لقد صمدنا 12ساعة؛ثم أنسحبنا ورأينا المئات من
البنادق المتروكة مع حقائب الظهر والبدلات العسكرية على طول الطريق الى بغداد .لقد جلب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي
» كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي
» كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي
» كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي
» كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملاك صدام حسين :: منتدى البحوث ودرسات-
انتقل الى: