كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي

كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي
الفصل التاسع
–القسم الثالث [6]
17/04/2011
الأسرائيلية أعضاء الكنيست الأسرائيلي من أن 80%من المواضع المشتبه بكونها مواضع لأسلحة دمار شامل WMD؛؛وصواريخ بالستيقة قد حددت مواقعها شمال غرب العراق !؟؛ومازال علينا تدقيق ذلك؛ ناهيك عن سيطرة قوات التحالف عليها .وأكثر من ذلك ؛هناك دلائل متزايدة عن تكثيف الفعاليات العسكرية العراقية في بعض تلك المواضع .
في 8نيسان ؛سلم الجنرال سفيان التكريتي [!!؟] وزملاءه ماوعدوا به وذلك ؛بأمر قطعاتهم بوضع أسلحتها . أصدر جنرال سفيان أوامره بذلك لأعتقاده بان صدام قد قتل بالقصف الأميركي في اليوم السابق ؛ لذلك فلا جدوى بعد من مواصلة أية مقاومة أو دفاع.أصدر جنرال سفيان ؛أمراً شفوياً؛ أكده طاهر جليل حبوش وجنرال حسين رشيد ؛وهما أقرب حلفاء سفيان . حدد اللواء مهدي عبدالله الدليمي؛أحد قادة بغداد العسكريين ؛ عضواً متأمراً أخر مع جنرال سفيان هو – قائد فدائيي [ صدام] جنرال عبد الرشيد؟؛شقيق الفريق حسين رشيد . ووفقاً لقناعة اللواء مهدي؛ فأن عبد الرشيد ’’ مرر معلومات للأميركان ‘‘كي يؤكد لهم بأن ’’ الحرس الأمبراطوري لصدام والمؤلف من 100ألف مقاتل سوف لن يتدخلون ‘‘ .
وفي أواخر ذلك اليوم ؛شوهد جنرال سفيان ومايقرب من العشرين من أفراد عائلته في مطار بغداد الدولي وهم يمتطون طائرة أميركية هيركلييس C-130؛ أخذتهم الى مكان غير معروف .ولحماية جنرال سفيان ؛أعلن مسؤولون أميركان نبأ وفاته قبيل خمسة أيام من تركه البلاد ؛وأوردت واشنطن بوست في 13نيسان – وهو اليوم الذي أفش ويب سليت انباء Internet؛أسرائيلية باسم DEBKAfile؛ قصة خيانة وهرب جنرال سفيان . فقالت الواشنطن بوست ’’ وفي نقطة أو لحظة معينة (2نيسان )؛حاول لواء عراقي ؛هو سفيان التكريتي مغادرة بغداد فوصل مباشرة الى نقطة تفتيش للمارينز فقتل وسط صليات نيران الرشاشات حين حاول تخطي نقطة السيطرة ومواصلة السير ليتجاوزها ‘‘ .وبالأضافة الى ذلك ؛لاحظ اللواء الركن مهدي الدليمي أن أسم جنرال سفيان لم يظهر على القائمة الأميركية لأسماء وصور أكبر وأخطر المسؤولين العراقيين المطلوبين .و بدلاً عن ذلك ؛أوردت القائمة أسم برزان الغفور سليمان المجيد كقائد للحرس الجمهوري الخاص .
بدءً عند ساعات ماقبل فجر 9 نيسان ؛أندفعت دوريات ووحدات ثقيلة أميركية عميقاً في بغداد؛ والغاية التي توختها هذه العملية هي توسيع ومد سيطرة الأميركان على المراكز المهمة في العاصمة .تقدمت تلك القطعات ببطء خوفاً من حرب المدن ومفاجئتها ومطباتها.أرسلت فق مش آلية/3؛دوريتين-واحدة الى الحي الذي قصف مؤخراً والثانية الى خط دفاع الحرس الجمهوري على طول شاطى دجلة وصولاً الى خط المباني والقصور الرئاسية .كما جاءت من الشمال دوريات فق/101صولة جوية وأندفعت نحو قاعدة ومطار المثنى العسكري ومحطة السكك الحديدية لبغداد. شنت فق1/مارينز؛هجومين رئيسين : بدء الأول من قاعدة الرشيد الجوية جنوب بغداد وتقدم نحو مقر الدفاع الجوي ؛ومحطة كهرباء الرئيسية؛ وعلى طول نهر دجلة لينتهي أمام فق مش آلية/3؛.وكان الهجوم الثاني على شكل مجموعة دوريات بداًت من أتجاه الشمال الشرقي في محاولة لأختراق حافات مدينة صدام (الصدر الأن ).واصلت الوحدات خلال ذلك جهودها لتحد يد المنافذ الموصلة الى منظومة الممرات والأنفاق تحت الأرض ؛والملاجئ والأماكن السرية التي تستخدم من قبل أعوان صدام والمقربين اليه ؛لكن دون جدوى .
في ما بعد الظهيرة؛وبينما بدى وكأن الدوريات قد حققت غاياتها ؛عمت الفوضى وعلى حين غرة وبدت أعمال نهب وشغب في كل بغداد التي باتت عصية على الخضوع للنظام ؛ولايمكن السيطرة عليها . دبر أو أستثيرهذا الكم الكبير من الفوضى ونضم من قبل ناشطين وقادة بعثيين ولكنه لم يؤثر البتة على القوات الأميركية التي تحيرت وبدت عاجزة تماماً عن أتخاذ أية أجراءات وأكتفت بمراقبة مايجري وبغداد تتمزق من حولهم .وشهد مساء ذلك اليوم (9نيسان) أسقاط تمثال صدام حسين المقام في ساحة الشهيد (الفردوس ) أمام دهشة [ بل وبمشاركة ]كم كبير من القوات الأميركية .كانت حركة رمزية كبيرة وذات دلالات بعيدة و عميقة ؛ومنها أعادة الأسم القديم للساحة نفسها ؛فقد أعيدت تسميتها بساحة الفردوس .ورغم عمليات النهب واصلت الدوريات الأميركية تجوالها في معظم أقسام بغداد .ومع ذلك ماكان الأميركيين قادرون ؛أو بالأحرى راغبين في فرض النظام [والثاني هو الأرجح]؛وأيقاف عمليات السلب والنهب والقيام بأي شيئ أخر عدى السياقة السريعة وأطلاق النار [18]. لكن وكما كان جنرال سفيان قد وعد؛ فأن العناصر الرئيسية من الحرسين الجمهوري والخاص –ويشكلون بمجموعهم 70/و100ألف على التوالي؛ مع أسلحتهم ومعداتهم الثقيلة من ( دبابات ؛وعجلات قتال ؛ومدفعية ؛وقاذفات صواريخ )وقنابل وأسلحة الدمار الشامل –قد أختفوا بغمضة عين . ولم يبذل الأميركان أية جهود لمعرفة وتحديد أماكنها .
مازال صدام ومقربيه أقوياء ويسيطيرون في بغداد .وقد أبلغ محمد خميس (Hamis )؛أبلغ (يويشيرو كاواي ) عن أيام صدام الأخيرة في بغداد. وعودة الى مابعد ظهيرة 8 نيسان؛فقد ظهر صدام وقصي وعبد حمود الى العلن من مخبأ سري .ثم ألتقوا مع مجموعة من حراسهم الشخصيين بمافيهم خميس للتمشي في شارع الأعظمية في منطقة (al-bamiy) البامية [ هكذا وردت] .وأندفعوا مسرعين من هناك الى بيت آمن في ضاحية الجمارة ( al-Jamra)المجاورة لمدينة صدام (الصدر حالياً ).ظلوا هناك لمايقرب من ساعتين .وشعر صدام بالثقة حداً تمشى معه خارج البيت عائداً الى (البامية )ليتحدث الى الناس .وأخيراً عاد صدام والمقربين منه الى البامية .ثم أمر حراسه لأنزاله وقصي وعبد حمود قرب بيت لم يروه قبل ذلك - بيت لم يسبق للحراس الشخصين تحديده كبيت آمن .سيبقى صدام في هذا البيت لعشر ساعات قادمة .
في صباح 9 نيسان ؛وحوالي (:am4 )الرابعة فجراً؛ترك صدام وقصي وعبد حمود وبضعة حراس شخصيين الدار وذهبوا الى ساحة عنتر القريبة (في الأعظمية ).لقد تنقلوا بست عجلات غير مرقمة .لكنهم أكتشفوا وهم بعد في الجوار أن عدة دوريات عسكرية أميركية – الأرجح أنهم من المارينز –تجوب المنطقة . فاستداروا مسرعين وعادوا الى ضاحية (الباميا ) .بعدها قاد صدام المجموعة الى جامع أبي حنيفة لأعتقاده بأن القوات الأميركية سوف لن تدخل وتفتش الجامع .وبعد أن بقوا في الجامع لحوالي ساعة ؛تحركت المجموعة ثانية .
قاربت الساعة الأن الـسادسة صباحاً( am: 6 )؛وكان صدام وقصي وعبد حمود في السيارة الأولى التي تقود الرتل الصغير؛تليها وقريباً منها جداً سيارة تحمل القليل من الحراس الشخصيين .قاد العجلات الأربع الأخرى جنرال رشيد رئيس الحراس الشخصيين ؛ووكانت تسير على مسافة قصيرة عن سيارة صدام .كان خميس في أحدى تلك السيارات.ثم أندفع الرتل نحو الكاظمية ؛وقاد صدام الرتل حول منعطف (أستدارة )؛ثم فوجئوا جميعاً بمرأى رتل أميركي متجه نحوهم رأساً. فأتجهت صيارة صدام والعجلات الأخرى وباستدارة شديدة داخل أحد الشوارع الجانبية الى اليمين وتحت أنظار الأميركان . وكما قال خميس عن ذلك ليوشيرو أكاي فقد نجا صدام بأعجوبة .توقفت السيارات الأربع الأخرى وتركت الرتل الأميركي ليمر .وبعدها اكد جنرال رشيد للمجموعة ’’ أن الرئيس خرج سالماً .وبوسعكم الذهاب الى بيوتكم ‘‘. كما عاد خميس نفسه الى بيته في بغداد ومنها غادر بسيارته الى تكريت حيث قضى تلك الليلة .
في أخر يوم 9/نيسان ذاك ؛تمشى صدام ثانية في شوارع بغداد؛مختلطاً ومتحدثاً مع مؤيديه والمعجبين به واعداً إياهم بالنصر .كما سجل صدام أخر خطبه التلفزيونية ؛ولكنه كان متأخراً جداً ليحضى بإذاعته في تلفزيون بغداد .الا أن نسخةغير مرتبة ( Raw) ؛عرضت ليلة 18/19نيسان من قناة الجزيرة .كان خطاباً ذا طابع ديني جداً؛تخللته الكثير من المفاهيم الشيعية .وتحدث فيه عن الغدر والخيانة –ضده وضد العراق .كرر صدام وبشكل ملفت للنظر مصطلح (الغفلة ghafla)[لعل المقصود الغيبة]؛والتي تعني أختفاء النبي ؛حتى موعد ظهوره ؛ ثانية .
في الصباح التالي (10نيسان )؛دخل صدام مسجداً في الأعظمية مع قصي وعبد حمود .وسرعان ماتجمع الكثير من السكان لتحيته؛ ولكن صدام والمجوعة الصغيرة المرافقة له لم يتوقفوا للتحدث الى الجموع .وكان ذلك أخر ظهور علني لصدام حسين .وحوالي منتصف النهار عاد خميس الى بغداد وأتصل بحارس شخصي اخر ممن يعرفون بأماكن تواجد صدام .إذ كان صدام وقصي وعبد حمود مختبئين عندها في دار صغيرة في منطقة الداودي (في الكرخ ) ؛حيث ظلوا هناك لعدة أيام دون أن يغادر أحدهم الدار .
ثم ؛وفي صباح 13 نيسان ؛قرر الرجال الثلاثة ترك الدار بمحض أختيارهم .وفي اللحظة الأخيرة أستدعى صدام حراسه الشخصيين وودعهم .ويتذكر خميس أن صدام قال لهم ’’ أنتهى عهدي . وأعرف الى أين علي الذهاب الأن ‘‘.منح صدام خمسة ملايين دينار لكل حارس شخصي .ثم أمتطى قصي وعبد حمود سيارة مرسيدس وذهبوا .وقال خميس ليوشيرو أكاي ؛أن ذلك كان أخر عهده بصدام وأخر مرة رأه فيها .
ومع ذلك وبقرد أهتمام واشنطن ؛فقد أنهار/أنتهى النظام رسمياً في 10 نيسان .وقال محمد الدوري مندوب العراق في الأمم المتحدة ؛في نيويورك ’’ أنتهت اللعبة ‘‘ .ومع ذلك مازالت الفوضى عامة في بغداد وظل النهب والأقتتال حائلان دون فرض الأميركان لأي نوع أو قدر من السيطرة .
ومازال المخلصون لصدام –بعد تشكيلهم لميليشا بالتعاون مع المجاهدين العرب الذن أندسوا في صفوفهم- يسيطرون على غرب بغداد. وفي جامع الأعظمية الكبير (جامع أبا حنيفة (رض ) –خاضت قوات ؛U.S؛قتالاً ضارياً مع مفارز محلية من الحرس الجمهوري الخاص.وفي ساحة عدن (مدخل الكاظمية ) القريبة؛أصطدمت قطعات أميركية مع قوة عراقية مدرعة؛الا أن طائرات أباشي [19]AH-64؛وتعزيزات ثقيلة أخرى دمرت دبابتين وثلاث ناقلات أشخاص مدرعة قبل أختفاء باقي القوة العراقية في الشوارع القريبة الآمنة .أما في حي المنصور فقد قصفت الطائرات الأميركية تجمعات المجاهدين .
مع ذلك فقد واصلت القوات الموالية لصدام أقامة وأدارة حواجز الطرق .ومع المساء ؛كانت القوات الأميركية قد أنسحبت من المناطق التي تواصل فيها القتال وأستأنفت الطائرات القصف ؛الذي أوقع العديد من الخسائر بين المدنيين العزل ؛وعلى الأقل وسط الجموع التي أنحشرت بين المتقاتلين ووسط نيرانهم .ساهمت الوحدات الأميركية في عدد قليل من الأشتباكات الضارية للسيطرة على بعض المباني المهمة وسط بغداد .وفجر أنتحاري واحد على الأقل – من المجاهدين السنة – نفسه قرب مجموعة مارينز خارج فندق فلسطين وسط بغداد ؛فقتل ضابطاً وجرح ثلاثة رجال .وفي مدينة الصدر ؛فجر أنتحاري أخر – كان شيعي محلي –فقتل سبعة جنود مارينز كانوا بمهام دورية .وفي منطقة الدورة جنوب بغداد ؛قتل 21عراقياً على الأقل وسط القصف و النيران المتبادلة خلال الأشتباكات بين الفدائيين والقطعات الأميركية .
كان الموقف في جميع أنحاء العراق متشابهاً وعصياً على السيطرة أو الحسم .كما واصلت القوات الموالية لصدام أحكام سيطرتها على معظم شبه جزيرة الفاو ؛ومرافق ومباني مدينة العمارة .ومازالت القوات الموالية لصدام تحكم سيطرتها على مثلث سامراء- تكريت – رمادي .أما الموصل وكركوك ؛وهما أكبر مدن شمال العراق فما كانتا تحت سيطرة قوات التحالف بعد .والأهم والملفت للنظر بعد ؛أن منطقة القائم ومافيها من منشئات أسلحة الدمار الشامل مازالت بعيدة عن سيطرة الولايات المتحدة ب.كان هناك العديد من الأسئلة – الأسئلة التي ظلت الأدارة الأميركية تتجنبها –حائمة ودون أجابات شافية : لماذا توقفت قطعات عراقية عديدة عن القتال فجأة ثم أختفت ؟؛أين منتسبي وأسلحة ومعدات حوالي (25) فرقة عراقية ؟؛لم تستسلم تلك الفرق ؛ ولم تتخلص من معظم أسلحتها- بما فيها بعض المعدات الثقيلة كالدبابات ؛والمدفعية وناقلات الأشخاص المدرعة وأسلحة الدمار الشامل .بل أختفت فجأة وببساطة .فأين ياترى ذهب القادة العراقيين وكبار الضباط ؟.
ترجمة السفير سليم الأمامي[/size]

» كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي
» كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي
» كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي
» كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي
» كتاب السباق الى بغداد ترجمة السفير سليم الامامي