الوقت يداهم المالكي؟ / احمد صبري

الوقت يداهم المالكي؟ / احمد صبري
2011-06-02
صحيفة الوطن العمانية
بعد خمسة ايام تكون مهلة المئة يوم التي حددها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للإصلاح السياسي ومحاربة الفساد قد انتهت.

وبانتهاء المئة يوم فإن المتحقق على أرض الواقع لا شيء ما يضع حكومة المالكي أمام اختبار صعب أمام خصومه الذين رأوا في التزامه بفترة المئة يوم فرصة لممارسة الضغوط عليه وإظهاره بالعاجز عن تنفيذ وعوده.

والمالكي الذي اضطر لتحديد هذا السقف الزمني للإصلاحات كاستجابة لمطالب المتظاهرين واستباقًا لتفويت الفرصة على خصومه لاستغلال الحراك الشعبي الذي شهده العراق كان يراهن على عامل الوقت لمواجهة التحديات التي داهمت حكومته غير انه وقع في المحظور.

فلم تتوقف المظاهرات التي تطالب بالإصلاحات ووقف هدر المال العام يقابلها استمرار التدهور الامني بغياب وزراء يقودون الوزارات الامنية وتلويح بعض حلفائه وحتى خصومه بالانسحاب من الحكومة وتعليق مشاركتهم بالعملية السياسية.

ويبدو ان حلفاء المالكي ونقصد المجلس الاعلى والتيار الصدري اللذين استطاعا بأصواتهما في مجلس النواب تجديد ولايته هم في مرحلة اعادة النظر بتحالفهم معه، وما استقالة نائب رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي القيادي في المجلس الاسلامي الاعلى الا مؤشر على ذلك فيما وضع التيار الصدري رئيس الحكومة في موقف حرج عندما استعرض قوته في شوارع بغداد.

اما خصوم المالكي فإنهم يدفعون باتجاه سحب الثقة من حكومته بعد اخفاقها في تلبية مطالب المتظاهرين خلال مهلة المئة يوم.

وما بين الحلفاء والخصوم يقف المالكي ضعيفا ووحيدًا في اختبار صعب ربما يدفعه الى احد الخيارين فإما تقديم استقالة حكومته او الدعوة لانتخابات مبكرة والخياران هما بكل الاحوال لا يضمنان للمالكي فرصة اضافية لإعادة ترتيب تحالفاته من جديد بعد سلسلة الإخفاقات التي منيت بها حكومته.

وبتقديرنا أن المالكي يسعى لمواجهة بعض حلفائه وخصومه بالتأكيد على ان مسؤولية الاخفاقات لا يتحملها وحده لأن حكومته هي حكومة شراكة وطنية ينبغي ان تتوزع المسؤولية على اطرافها وليس يتحملها طرف واحد.

ومن هذا المنطلق يسعى المالكي للحصول على فترة زمنية اضافية لتحقيق ما عجز عن تحقيقه خلال المئة يوم الماضية.

غير ان المالكي لا يدرك ان خصومه وبعض حلفائه لا يمنحونه طوق النجاة مجانًا لأنهم ببساطة يسعون ايضًا إلى تقليص هامش المناورة لديه في محاولة لإضعافه أمام الرأي العام.

ومهما كانت المعطيات السياسية المتوقعة التي ستفرزها معادلة صراع القوى بين حلفاء وخصوم المالكي فإن رئيس الحكومة لن يخرج منها سالمًا خصوصًا وأن استحقاق تقرير مصير بقاء قوات الاحتلال يطغى على المشهد السياسي ما يضيف عبئًا اضافيًّا إلى احماله الثقيلة التي ستضعه في دائرة المواجهة والمساءلة من حلفاء الامس قبل خصومه الذين يتربصون به.
والسؤال .. هل ينجو المالكي هذه المرة .. أم ان الوقت ادركه ؟؟