رسالة الرفيق صدام حسين الى الرفاق اعضاء القيادة القطرية بتاريخ 28/7/1984

رسالة الرفيق صدام حسين الى الرفاق اعضاء القيادة القطرية بتاريخ 28/7/1984
منتدى هديل صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
ايها الرفاق اعضاء القيادة القطرية المحترمون
بعد التحية...
لقد علمت ان عدم انطباق وصف ((بدون انقطاع)) على بعض الرفاق في جملة منح الرفاق ممن مضى عليهم خمس وعشرون سنة، بدون انقطاع، شارة الحزب، قد وضع الرفاق المعنيين في حالة نفسية سلبية، وقد نبهني هذا الامر الى ما يستوجب ان نفكر مليا في اثار هذا الموضوع على مسيرة الحزب، وعلى رفاق نقدر نضالهم، ونعتمد عليهم في بناء العراق العظيم، وفي النضال من اجل ان تصبح كل مبادئ الحزب حقيقة ملموسة...
انكم تعرفون ايها الرفاق من ان اساس التفكير في منح شارة الحزب، لمن مضى عليهم فترة خمس وعشرون سنة، قائم على تعزيز تقاليد الحزب في حياته الداخلية، بما يزيده قوة واقتدارا.
وحيث ان التقاليد، هي حالة المفاهيم والقيم التي تؤمن بها الجماعة او الغالبية فيها في الاقل، ان كانت عائلة او حزبا او شعبا، والتي تشكل مهمازا اساسيا في حياتها في الفعل والتصور، وان تكون ذات ثبات نسبي قابل للتطور...
اي ان التقاليد لكي تكون بموجب هذا الوصف، كما يؤمن حزبنا، يجب ان تتضمن فائدة ملموسة للوسط المعني.
وبالنسبة لحزبنا فان اي تقليد لكي يكون مفيدا لابد ان يرتبط بهدف او اهداف معلومة، تدخل مدخل اليقين في ضمائر وعقول صانعي التقاليد والعاملين على هديها وبما يقوي مسيرتهم للحاضر والمستقبل.
ان تطبيق هذا التقليد عن طريق فعالية منح ((الشارة)) وعلى اساس ((بدون انقطاع)) سيلحق ضررا ما بحزبنا وسيجعل قسما من ذخيرتنا الحية، الكادر المتقدم و الرفاق الاخرين، في وضع نفسي امام عوائلهم وشعبهم ورفاقهم، لا يتوقعون منا ولا نريده لهم، وهم الذين اعتادوا ان يغرفوا من كل التدابير التي نقوم بها، ما يستحقونه من العز والفخار..
انكم تعرفون ايها الرفاق طبيعة التعقيدات التي مر بها الحزب، او مرت به قبل الثورة،وان تلك التعقيدات او القسم الاغلب منها، ومن مخلفاتها قد غسلته امواج القادسية والمسيرة الصافية النقية لحزبنا في السنوات الاخيرة الماضية، مما جعل الحزب حالة واحدة اجماليا وعلى مستوى التفاصيل، واصبح عطاء الانسان البعثي في المسيرة المستقيمة المتصاعدة، يحسب بموجب مقاييس دقيقة تمنع التداخل واختلاط الوان، وجعل الجميع قادرا على ان يقدم كل ما يستطيع تقديمه من جهد و تضحية، وانتهت والى الابد ان شاء الله تلك الظروف التي مرت بحزبنا التي منعت رفاقنا من ان يقدموا كما يجب، او كما يتمنون، او جعلت البعض الاخر يتكئ عليها.
وفي هذا الميدان لا اريد ان ابرر الانقطاع عن الحزب في فترة النضال السري، لانه ليس من حقي ان افعل هذا، وليس من صفاتي ان افعل هذا، وبما ينحرف بالمقاييس الصحيحة للعمل الثوري.. ولكنني مضطر لان افسر جانبا من الماضي بقدر ما يعطي الحاضر اقتدارا افضل لتقوية اي لبنة ضعيفة في جدارشخصية البعثيين، ان كان ما يتعلق منها بالماضي او بالحاضر.
انكم تتفقون معي بان مرحلة القادسية جزء حيوي من مرحلة النضال السري في اصعب مراحله، وان تباينت الحالتان في موضوعات مفهومة لي ولكم.
ولذلك فان من ينجح في مرحلة القادسية على مستوى التماسك والعطاء الفكري والنفسي والنضالي، فلا ينبغي ان نثلم شخصيته، وانما نعاونه على مواصلة المسير الى ناصية المجد والثبات على قمتها.
ولكي نوازن برؤية مبدئية صحيحة، وبفعل ثوري مفيد لمسيرتنا على طريق بناء التقاليد، ومن دون اخلال بالسجل التاريخي لاي منا، أرى ان نرفع جملة ((بدون انقطاع)) من جملة منح الرفاق الذين مضى علي ارتباطهم بالحزب خمس وعشرون سنة شارة الحزب.
وعلى هذا الاساس ابلغت امانة سر القطر لاستدعاء كل الرفاق اعضاء الكادر المتقدم من العاملين في حزبنا، ضمن القطر او في مكاتب
القيادة القومية، يوم غد صباحا لينالوا جميعا شرف شارة الحزب.
وارجو ان يتفهم الرفاق هذا الامر كما عهدتهم.
ولكم تحياتي ولرسالة امتنا الخلود.
في الثامن والعشرون من تموز 1984
دار الحرية للطباعة – بغداد
منتدى هديل صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
1405هـ - 1984م