ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملاك صدام حسين

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 28)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صلاح المختار
عضو جبهة التحرير العربية



عدد المساهمات : 147
تاريخ التسجيل : 27/12/2011

عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 28) Empty
مُساهمةموضوع: عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 28)   عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 28) Emptyالأربعاء يناير 04, 2012 3:34 am

عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 28) 552657368
عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 28) 927403809
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 28)
منتدى هديل صدام حسين
صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج
مثل عالمي
حينما يتحكم اليأس
5- احدى اكبر مشاكلنا، وعيوبنا بنفس الوقت، هي اننا كعرب نفكر بمنطق بسيط وغير معقد في الاطار العام، ينسجم مع درجة تطور مجتمعاتنا العربية التي خرجت لتوها من مرحلة التفكير السابق للرأسمالية، انه مزيج غير متفاعل من القبلي، البدوي، الطائفي، العرقي، المناطقي، الاقطاعي والاسطوري...الخ، وادخلت قسرا عالما غريبا عليها تماما بطرق تفكيره وانماط حياته ونوعية القيم التي تتحكم به، لانه عالم نشأ في ظل رأسمالية غريبة عن الحالة العربية. ان الرأسمالية وبحكم اعتمادها على التنافس المتحرر من القيود، خصوصا الاخلاقية، تطور نمطا من التفكير المعقد والحاد الذكاء، فنتيجة للصراع من اجل البقاء في مجتمع لا يرحم من لا يملك المال ويسحقه بقسوة فان الانسان يتحول الى الة بحث عن لقمة ونجاة من الموت او التشرد، وحينما يعثر عليها فانه يبقى اسير خوف من فقدانها نظرا لاستمرار التنافس المفتوح النهايات، فحتى اكثر البورجوازيين ثراء يخشى ان يستيقظ صباحا ليجد انه فقد ثروته ورمي في قارعة الطريق، لذلك وكرد فعل غريزي فانه يراكم الاموال ويصبح جمعها وسيلة لضمان مستقبل غامض ومقلق. وبما ان كل راسمالي يتحول الى الة جمع المال بكافة الطرق المشروعة وغير المشروعة فان بيئة الراسمالية تصبح بيئة معادية لكل ماهو انساني واخلاقي تسود فيها روح الغدر والتأمر بين الرأسماليين، وهكذا يصبح العثور على افضل الطرق لحماية النفس والمال وتحطيم المنافس جوهر وسائل التعامل في المجتمع.
لقد طور الانسان في ظل الرأسمالية اعظم وسائل الابداع، الخيرة والشريرة، واصبح عدم ضمان البقاء محفزا جبارا لاختراعات واكتشافات مذهلة لم يشهد الجنس البشري مثيلا لها، وتحول الانسان من انسان بسيط وطيب الى انسان خطر الذكاء ومتوحش الجوهر. وحينما تضع الرأسمالي الامريكي بمواجهة العربي العادي نجد ان طريقة التفكير متناقضة تماما في كل شيء، فالعربي مازال يعيش في مجتمع العائلة القوية والقبيلة ذات الروابط الرحمية والدين دين التراحم والتواد، والصلة القومية مازالت توفر تعاطفا بين العربي والعربي الاخر، والدعم في ظل هذه القيم للاخر وعدم سحقه بلا رحمة من سمات هذه المجتمعات، لذلك فان الفقير والمعدم في الوطن العربي لم تتطور لديه ملكة الصراع حتى الموت مع الاخر من اجل الاستحواذ على المال وحرمان الاخر منه بأي طريقة ومهما كانت طبيعتها لا اخلاقية ولا انسانية. نعم هناك صراعات، نعم هناك تنافس من اجل المال لكنه لم يصل بعد الى الدرجة المعقدة التي وصل اليها الانسان في ظل الراسمالية، خصوصا اشكال وطرق تصفية الخصم والمنافس.
في هذه المواجهة بين عقل تطور بحدة لاجل البقاء وهو العقل الامريكي والاوربي، وبين عقل لم توجد بيئة تجبره على التطور بحدة تأمرية شرسة وهو العقل العربي فبقيت لديه ضمانات دعم او حماية اجتماعية اهلية (وحكومية احيانا) بان لا يموت جوعا ولا يسحق حتى حينما يواجه الفقر، لذلك لم يكن مضطرا لتطوير وسائل صراعه لتصل درجة تعقيد وخطورة الانسان الامريكي، فكان طبيعيا ان يستطيع الامريكي والاوربي خداع وتضليل العربي بحكم تقدمه الهائل في انماط التفكير وما اوجدته من تكنولوجيات مادية متقدمة وادوات قهر واختراق كالمخابرات البالغة التقدم.
ومن مظاهر هذا التقدم والتفوق علينا ظاهرة التخطيط الستراتيجي لدى الغرب وانعدامه او ضعفه الشديد لدينا، فهناك يخططون لنصف قرن او اكثر ويتابعون التنفيذ جيلا بعد جيل بلا انقطاع، والجيل الجديد يكمل ما بدأه الجيل الذي سبقه، فتكون النتيجة تحقيق الاهداف المرسومة واحدا بعد الاخر، في تتابع عقلاني مقصود، وبين تحقيق هدف وتحقيق هدف اخر فاصلة زمنية مقصودة من اجل تضليل عقل الضحية، البسيط وغير المعقد والذي لم يطور ملكاته الهجومية المخططة والمبرمجة، بجعل الضحية يعتقد بان ماحصل كان امرا لا صلة له بما سيحصل بعد عقد من الزمان او اكثر.
ان النخب اليهودية المتطرفة والباطنية، وفيما بعد الصهيونية، مثلا خططت منذ اكثر من الفي عام للاستيلاء على فلسطين تحت شعار (العودة لارض الميعاد)، وكانت الاجيال اليهودية الاسبق تعلم الاجيال اللاحقة كل شيء حول هذا الحلم الاسطوري حتى تحقق بعد اكثر من الفي عام، وهذه طريقة غريبة علينا نحن ولم نألفها او نطور مثيلا لها. وكذلك الرأسمالية في اوربا وامريكا الشمالية طورت لنفسها خططا للسيطرة على الاسواق والامم الاخرى، وعرف العالم ان الغرب الرأسمالي يخطط لنصف قرن وعلى الاقل ربع قرن، راينا بريطانيا تخطط منذ نهاية القرن التاسع عشر وبعد اكتشاف النفط العربي للسيطرة على منابع النفط فاصدرت وعد بلفور ودعمت انشاء الحركة الصهيونية لتكون اطارا تنظيميا يدعم التوسع الاستعماري الغربي واختارت فلسطين (وطنا قوميا لليهود) في عام 1897 في اول مؤتمر لها في سويسرا. ولم تقتصر ظاهرة التخطيط البعيد المدى على الصهيونية والغرب فحتى جيراننا في ايران وهم شرقيون مثلنا، طوروا نمطا من التفكير البعيد المدى منذ الفتح الاسلامي لبلاد فارس، حيث عقدت النخب الفارسية المتطرفة العزم على الانتقام من العرب لتدميرهم امبراطورية فارس، من خلال اختراق الاسلام وشقه بفتنة عمياء تدور حول (حق ال البيت في الحكم) واعادة عقارب الزمن 1400 عام لتبدأ مرحلة الحروب بين المسلمين انفسهم ثم بين العرب انفسهم بعد تقسيمهم الى شيعة وسنة، وهكذا يتحقق الهدف الذي تبنته النخب القومية الفارسية منذ 1400 عام وهو (تدمير ملك العرب).
اذن خصومنا واعداءنا الرئيسيين الثلاثة (الغرب الاستعماري والصهيونية والصفوية الفارسية) لديها القدرة على التخطيط الستراتيجي البعيد المدى بينما نحن نفتقر لهذه الميزة. وحتى حينما اجبرت البيئة اللاانسانية التي خلقتها الحروب والازمات والعدوانات على العرب منذ عام 1948 بعض النخب العربية على تطوير خبرات وانماط تفكير متقدمة واجهت اشكالا مختلفة من التأمر عليها لتصفيتها او شيطنتها وزجها في صراعات مع نخب عربية اخرى. وهكذا واجهت النخب العربية التي تعلمت وفهمت لعبة العدو المشترك في التخطيط البعيد المدى وارادت تخطيط عملها المواجه للاعداء واجهت خطة اغراقها المستمر بازمات ومشاكل ما ان تنتهي واحدة حتى تفجر عشرة امثالها من اجل اعاقة هذه النخب وارهاقها واجبارها على التراجع والاستسلام او العزلة.
ماذا يحصل في بيئة اختلاف مستوى التفكير الستراتيجي بين طرفين متصارعين؟ هنا تكمن مشكلتنا الستراتيجية التي اعاقت او هدمت كل خطوة خطوناها الى امام وهي مشكلة اننا لا ننظر ابعد من الصورة التي نراها الان اما ما بعد الصورة وما سيجري في الغد فلا ننظر اليه بل نرفض ذلك غالبا، واذا اراد بعضنا المتقدم في وعيه الستراتيجي ان ينظر لما بعد الصورة ويحاول توقع او فهم ما سيحصل في الغد وما بعد الغد فانه سيواجه سيلا من الازمات التي تجبره على الالتصاق بالصورة التي نراها فقط لاننا في حالة سباق مع الزمن من اجل النجاة من كوارث تطاردنا. انظروا الى حال الامة منذ اقامة الكيان الصهيوني وحتى الان ستجدون تطبيقا لما ذكرته في السطور السابقة. منذ عبدالناصر، وقبله محمد علي باشا، وحتى صدام حسين واجه العرب مشكلة التخريب المنظم لاي مشروع نهضة قومية ووطنية وزج المشروع، رغما عن رواده، في معارك اما جانبية او لم يختارها بهدوء وبعد دراسات متأنية : عبدالناصر وضع في زاوية حرجة اجبرته على ارسال قواته لليمن كي تسحق طاقات مصر، وصدام حسين اجبر على دخول الكويت نتيجة التأمر الوقح لحكام الكويت كي تبدأ عملية تهديم الانموذج الناجح والعظيم الذي بناه البعث في العراق. وفي الحاتين حالة عبدالناصر وصدام حسين كان العدو لديه خطط ستراتيجية بعيدة المدى بينما كنا نلهث خلف الاحداث غالبا ونرد عليها بخطوة انية وبلا خطة تمتد لعقد او عقدين من الزمن، كما فعلت وتفعل الصهيونية والراسمالية الغربية والصفوية الفارسية.
باستخدام هذا التفوق في طرق التفكير يحاول الغرب والصهيونية اجبار العرب على تغيير مواقفهم تجاههما وتحطيم الخطوط الحمر التي رسمها العرب في نصف القرن الماضي ومنها ان امريكا والصهيونية هما مصدر اغلب كوارثنا ومن ثم لابد من خوض نضال مستمر ضدهما حتى استعادة اراضينا المحتلة وتحرير ثرواتنا المغتصبة، فهل نجح الغرب والصهيونية؟ هنا نتناول ما يحصل منذ بداية هذا العام.
دعونا نتذكر احدى حقائق الواقع العربي وهي حقيقة ان الاغلبية الساحقة من العرب يؤمنون بان امريكا والصهيونية مسؤلتان عن اغلب كوارثنا العامة، وهي حقيقة جعلت امريكا عاجزة عن كسب عدد يكفي لدعم سياساتها فاصبح من يدافع عن امريكا يوضع فورا في خانة الخيانة الوطنية العظمى، وهذا امر طبيعي جدا لان تحمل الغرب بقيادة امريكا والصهيونية مسؤولية كوارثنا يفضي الى تلك النتيجة. وحينما انهار السد الذي كان احد اهم عوامل منع التوسع الامريكي الصهيوني في الوطن العربي بزوال الاتحاد السوفيتي وانكماش الصين، بقي السد النفسي العربي المتكون عبر الام ومعاناة عداء امريكا لنا، وبما ان الوطن العربي هو اهم مركز للطاقة العالمية، وهي دم الحياة العصرية، فان السيطرة الكاملة وغير المهددة على الوطن العربي خصوصا منابع النفط اصبحت، واكثر من اي وقت مضى، احدى اهم اهداف امريكا في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الباردة، الامر الذي طرح مسألة حاسمة : وهي كيف نغير سايكولوجيا العرب المبنية على رفض امريكا والصهيونية ونجعلهم يتقبلون امريكا وقيمها ومنطلقاتها الفكرية واهدافها التوسعية بالاضافة لقبول التطبيع مع الكيان الصهيوني؟
الجواب كان بتحطيم الخطوط الحمر العربية وفي مقدمتها انهاء رفض امريكا وقيمها ودورها وقبولها بهذه الطريقة او تلك وطمر الماضي العدائي بيننا وبينها، لكن امريكا مطالبة من اجل الوصول الى هذا الهدف الحيوي بتغيير قواعد لعبتها معنا، فالانظمة التي تسلطت علينا واضطهدتنا وسرقت اموال الناس كانت مدعومة من قبل امريكا او صنيعتها ومشجعتها على الفساد والافساد والاستبداد، وكان هذا الدعم هو احد اهم اسباب معاداة السياسات الامريكية، لذلك كان لابد من تغيير الموقف من انظمة مكروهة ومعزولة.
كما ان السبب الاخر للعداء لامريكا هو دعمها غير المشروط لغزوات الكيان الصهيوني وعدواناته على العرب، لذلك كان لابد من تغيير ولو ظاهري في الموقف من هذا الامر، وفي ضوء ما تقدم فان المصالح الستراتيجية الامريكية والصهيونية كانت تفرض تبني خطتين خطة اولى هي (نشر الديمقراطية في الوطن العربي) للتخلص من الارث الثقيل للانظمة العربية والتحرر من تهمة دعمها، وبالطبع فهذا مجرد شعار فارغ لا مقابل له على ارض الواقع، وخطة ثانية هي تبني حل الدولتين اي الاعتراف العربي الكامل باسرائيل مقابل اقامة كيان فلسطيني مقزم ومجرد من اي قوة وتأثير يعزل العرب عن اسرائيل ويستوعب اللاجئين وينهي المطالبات العربية بالارض المحتلة، وهكذا تستطيع امريكا العثور على من يدعمها علنا ويدافع عن مصالحها بلا خوف من اتهامه بانه خائن.
هل تكتيك دعم امريكا تغيير الانظمة العربية هدفه، اذن، تجميل وجه امريكا والصهيونية لاجل تأهيلهما لدخول بيوتنا واقطارنا بلا عوائق شعبية؟ وهل حقا تريد امريكا اقامة الديمقراطية في الاقطار العربية؟ ام انها تمهد لتسليم السلطة عبر انتخابات بيئتها استثنائية ومرتبكة ومربكة ينتفي فيها الاستقرار، وهو من اهم شروط قيام الديقراطية الحقيقية، الى تيار اسلاموي، كما يعرف كل مطلع، انشأته بريطانيا في عشرينيات القرن الماضي من اجل التصدي للشيوعية والتيارات القومية العربية وفرخ تنظيمات كلها طائفية؟
الجواب مزدوج وواضح وهو :
اولا : ان الديمقراطية محرمة على العرب من قبل الغرب والصهيونية، والديمقراطية التي نعنيها هي تلك التي تجري في ظل اوضاع طبيعية وبلا تاثيرات مصطنعة تخلقها الازمات والصراعات او تاثير الاعلام والمال، وعندها واذا توفرت هذه الشروط فان الشعب سينتخب من يمثله حقا ويحقق امانيه ويحافظ على حقوقه المادية والاعتبارية وتلك حالة مرفوضة من قبل الغرب والصهيونية لانها تقود الى تحرير الارض والثروات وطرد الاستعمار ومصالحه غير المشروعة، فهل يعقل ان تساعد امريكا والصهيونية على اقامة ديمقراطية تفضي الى هلاكهما او على الاقل هلاك مصالحهما الاستعمارية التوسعية؟ بالطبع كلا. لذلك فالحل الديمقراطي الامريكي في الوطن العربي هو حل ينبثق من بيئة الازمات الساخنة التي تقولب اتجاهات قسم من الراي العام بطريقة لاتعبر عن مصالح الشعب الحقيقية وانما تهتم بتحقيق الامن والاستقرار وانهاء الفوضى وغياب الخدمات او ضعفها وانتخاب من يعد بتحقيق ذلك حتى بدون اي ضمانات.
ثانيا : ان الوظيفة الوحيدة الممكنة لتيار اسلاموي طائفي، وكما اثبتت تجربة نصف القرن الماضي، هي تمزيق الشعب شر ممزق لانه في بنيته وتكوينه الايديولوجية طائفي ولا يفرخ الا الصراع الطائفي بين المسلمين انفسهم، حسب طوائفهم، ومع العرب غير المسلمين من اجل اشعال حروب الطوائف والاديان، ولدينا تجربة العراق المحتل الذي كانت التيارات الاسلاموية الركن الاساس في نشر هدف الاحتلال وهو اثارة الفتن الطائفية، وتجربة مصر في ظل السادات ومبارك والمجلس العسكري الحالي حيث تشهد مصر بروز وضع خطير جدا لم يكن مألوفا فيها وهو الصراع القبطي - الاسلامي والصراعات الاسلامية - الاسلامية مثلا بين السلفيين والصوفيين. هذان المثالان يؤكدان ان التنظيمات التي تتستر بالدين لابد ان تكون طائفية وتفرق الشعب خصوصا وانها تتعمد ادانة الرابطتين الوطنية والقومية، اللتان توحدان الشعب على اساس مبدأ المواطنة المتساوية وبغض النظر عن الدين والاصل الاثني، وبما ان اهم اهداف الصهيونية والغرب هو اشعال الفتن الطائفية والعرقية في الاقطار العربية فان خير من يحقق هذا الهدف هو التيارات الاسلاموية الطائفية سنية او شيعية وهو ما رأيناه بوضوح بالغ في العراق ومصر الان. وهنا يكمن جذر دعم الغرب للتيارات الاسلاموية حتى لو كانت بريئة من اي ارتباط مشبوه بمخابرات اجنبية، فهي الضمانة الاساسية لاشعال الفتن وتسليمها السلطة تحت غطاء ديمقراطي شكلي ليس سوى فتح ابواب جهنم لتدخل الصراعات الطائفية المميتة منها.
الطعم القاتل
منذ مطلع هذا العام نرى ملايين الناس تبتلع الطعم القاتل، فهي تحت ضغط فساد واستبداد الانظمة وافقارها للشعب وجدت بصيص ضوء في نهاية نفق انتظار طويل محكوم باليأس، ولذلك قررت اغتنام هذه الفرصة (فلعل النظام يسقط ويأتي نظام مهما كان سيئا لن يكون اسوأ من النظام الحالي)، وهي ترى ان امريكا تقف معها في الضغط على النظام بل تقوم بتخييره بين الرحيل او العقاب الصارم، لذلك تحرك شيطان التبرير الذي يوسوس في صدور الناس قائلا : هيا لنستغل هذه الفرصة ونعمل مع امريكا لاسقاط النظام فامريكا كما يبدو تبدلت واصبحت تؤمن بالديمقراطية، والدليل انها تطالب اسرائيل بقبول حل الدولتين، الامر الذي ينسف اسباب كرهنا لامريكا.
هنا تزاوج شيطانان : شيطان الرغبة الحميمة في التغيير وشيطان تجميل امريكا من خلال المكياج الجميل الذي وضعته على وجهها (دعم التغيير واقامة كيان فلسطيني) فما الضرر من الاستفادة من امريكا والجماهير قادرة على التغيير لاحقا وطرد عملاء امريكا؟ اذا اردتم معرفة سبب غياب اي شعار معاد لامريكا في الاحداث العربية كلها باستثناء العراق فان الامر مرتبط بهذين الشيطانين اللعينين، الاول يرى املا في امريكا والثاني يجمل وجهها بينما هناك شيطان ثالث يقبع في اكثر المناطق ظلاما في نفس الانسان وهو شيطان خداع الذات بان هناك امل بان يصبح الشيطان ملاكا وان نستطيع حلب الثور، وان نغير الماء ونجعله روبة (زبادي)!
في الشهر العاشر للاحداث مازلنا نجد هذه الشاطين الثلاثة وهي تعبث بنا وبمصيرنا وتجر البعض رغما عن موقفه القديم ليقف تحت علم امريكا! الم يتغير موقف الكثير ممن ناهضوا امريكا عند العدوان على العراق في عامي 1991 و2003 فاصبحوا الان لا يجدون حرجا في الاصطفاف مع النيتو؟ الم نجد معممين يغيرون كل معاني المنطق ويهملون الذاكرة التي تعرف ان الخيانة درجة واحدة ومن المستحيل تقسيمها الى درجات بقولهم ان الخيانة درجات بعضها مقبول وبعضها الاخر مرفوض وقدموا ذلك باسم الله كما يفعل كل الطغاة الذين اضطهدوا الشعوب باسم الكنسية والله؟ الان اصحاب (الكنائس الاسلاموية) يسيرون على خطى الكنسية في اوربا حرفيا ويبتزون الناس باسم الله، ويفتون باباحة الخيانة الوطنية العظمى كما فعل زملائهم في العراق عند دخول قوات الاحتلال؟
من المشاهد التي كنت اتوقعها مشهد احد الاسلامويين الذين كانوا لا يكلون من شتم امريكا ورجالاتها والنيتو ودوله، وكانت ابرز سماته الصوت العالي المقرف وتنائر اللعاب من فمه وهو يشتم امريكا، لكنه الان يرقص بكرشه الضخم على وحدة ونص للنيتو ولم تعد كلمة امريكا تثير لديه حماس رفضها كما كان قبل ربيع الغضب والكوارث، بل اصبح يفتي ل(الربيع العربي وللثوارت الاسلامية ولسقوط الطغاة)، ومتناسيا ان البديل ليس سوى احمد الجلبي الذي زرعته امريكا في كل قطر سواء ظهر ببدلة افندي او بعمامة السيستاني او جبة يوسف القرضاوي. هذه هي مصيبة التفكير المسطح والبسيط وهو يقابل تفكير امريكا المعقد والخبيث : الانجرار لتبني ما لم يكن هذا الانسان يتصوره حتى في الكوابيس وهو انه يصطف مع امريكا ويتبنى شعارتها وينفذ اهدافها في نشر الفوضى الهلاكة في الاقطار العربية وهو يرقص مبتهجا بموت الاف العرب بيد عرب اخرين! اليست تلك هي ذروة المأساة؟
يتبع..........
6/12/2011
Almukhtar44@gmail.com
منتدى هديل صدام حسين
الثلاثاء 11 محرم 1433 / 6 كانون الاول 2011
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 28)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملاك صدام حسين :: المنتدى الفكري والثقافي***(حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية) :: مقالات ودراسات حزبية-
انتقل الى: