اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 27)

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 27)
منتدى هديل صدام حسين
صلاح المختار
تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج
مثل عالمي
ان الامور بخواتميها
مثل عربي
4 – ماهو المعيار الاساسي للخطأ والصواب؟ كل العالم، قديما وحديثا، وكل من لديه حد ادنى من الوعي بما في ذلك الاطفال، يعرفون معنى المثل العربي والحكمة العربية الشهيرة : (ان الامور بخواتيمها)، فلا قيمة للنوايا ولا اهمية للادعاءات ولا للبرامج والستراتيجيات بحد ذاتها، بل القيمة، كل القيمة، والصواب، كل الصواب، في النتائج التي يصل اليها البشر فردا او جماعة اثناء عمله من اجل تحقيق نواياه واهدافه وبرامجه...الخ. فكم من ذوي النوايا الحسنة وعدوا بافضل النتائج، وكم من الاحزاب والكتل قدمت برامج زاهية ومبهرة بما تضمنته من اهداف رائعة، ولكن في النهاية فان الحكم المطلق الصواب هو المبني على النتيجة وعلى ما يتحقق فعلا في الواقع. هل هناك خلاف على هذا الامر؟ لا احسب ذلك اذا كنا نتحدث مع عقلاء ومنطقيين، فحتى اكثر الناس عنادا لا يتجرا على انكار هذه الحقيقة التي تبناها البشر منذ ملايين السنين وصارت احدى اهم قواعد الحياة السليمة وحكمه التي تميز بين الحكيم والناضج وبين الساذج الغر.
وفي ضوء ما تقدم نطرح السؤال المركب المركب التالي : ماذا تحقق في الواقع بعد اكثر من عشرة شهور على بدء ما سمي من قبل المسؤولين الامريكيين رسميا ب (الربيع العربي)، والتسمية الصحيحة له هي الشتاء النووي العربي بكل الاثار الكارثية للشتاء النووي؟ هل تحققت اهداف الوطنيين من الكتل الجماهيرية التي انتفضت ضد الديكتاتوريات والفساد ام تحققت اهداف امريكا والصهيونية في نشر الفوضى والحروب الاهلية العربية ومنع وعزل الكتل الوطنية التي ضحت من اجل التغيير وتسليم السلطة في تونس ومصر وليبيا لرجالات الغرب المعروفين؟ الجواب لا يقدمه الا الواقع المعاش، وليس العناد والانانية خصوصا اذا تغذت على زاد معرفي فقير لانهما تقودان الى المهالك وحرق الشخص، ومهما كان الجواب مرا او صادما لمن اعلن اهداف كبرى وظن انه قادر بفضل الاف الناس على تحقيقها متجاهلا، او ربما جاهلا، ان هناك جهات مخططة لعبت دورا حاسما في الاعداد لما يحصل وهي التي تتحكم في مسار الاحداث وليس الجماهير المنتفضة.
في العشرة شهور الاخيرة انقبلت الامور راسا على عقب تماما ووصلت الى الحالة التي وصفناها وحددناها بدقة تامة، فلم تتحقق اهداف الجماهير ولا طلائعها الوطنية المنتفضة في التغيير الحقيقي المنشود بل تحققت اهداف بقايا النظم التي اسقطت وهي بقايا تابعة لامريكا والنيتو دون ادنى شك. دعونا نتناول الامر موضعيا.
ماذا حصل في تونس؟ الان تجري عملية واضحة لتسليم الحكم لتيار ظلامي يتستر بالاسلام لكنه تابع لامير قطر علنا وممول منه، والذي هو بدوره دمية بيد امريكا واسرائيل كما اثبتت الوقائع والاعترافات، وبمشاركة علمانيين تابعين لفرنسا، اما الشباب الذي ضحى وقاد الانتفاضة التونسية التاريخية، التي كان لها الفضل الى جانب المقاومة العراقية، في تفجير الغضب الشعبي العربي واحياء الامل ببزوغ فجر عربي جديد، فقد استبعد بصورة منظمة وواضحة تماما واستبدل نظام علماني فاسد ومستبد وتابع بزمر اسوأ منه. فهل يعترض احد على هذه الحقيقة العيانية والمعاشة؟
وفي مصر حصل ما هو اسوأ فقد استولى قادة جيش مبارك والسادات، وهم مدجنون كليا من قبل امريكا واسرائيل وكانوا حماة فساد النظام وكامب ديفيد والتطبيع مع اسرائيل، على السلطة وارتكبوا مجازر لم يتجرأ حتى حسني مبارك على اتكاب مثلها ففي حادثة واحدة قتل مؤخرا اكثر من 30 شهيد مصري وجرح اكثر من 500 اخرين، وتجري عملية منظمة، تماما مثل تونس، لنقل السلطة لتيار اسلاموي اكثر ظلامية وخطورة من التيار الاسلاموي التونسي، واخر انجازات هذا التيار انه اعلن رسميا انه سيشن حملة لا رحمة فيها على العلمانيين والتقدميين في مصر ويضع حدا لدورهم! هذا الكلام قيل قبل ان يستلم هؤلاء السلطة فتخيلوا ماذا سيفعلون عند اسلامها؟ بالتاكيد الانموذج المغرق في الوحشية واللااخلاقية الذي قدمه (ثوار) النيتو في ليبيا سيكون مثيل له في مصر وربما اسوأ منه فعلى الاقل اسلامويوا ليبيا لم يهددوا بسحق خصومهم قبل استلام السلطة.
ولعل ابرز تعبير عن الوضع الحالي في مصر هو رسم كاركتيري نشر في جريدة مصرية مؤخرا فيه مفرمة لحم ادخلت فيها افعى ضخمة كتب عليها نظام مبارك وخرجت منها مجموعة افاعي كتب عليها الحكام الجدد.
لم يتحقق اي هدف من اهداف الانتفاضة الشعبية في تونس ومصر، والديمقراطية التي تجري تحت عباءتها الترتيبات حاليا ديمقراطية المال ومن يملك الاعلام، والتيارات الاسلاموية لا ينافسها احد في هذين المجالين لان امريكا هي التي ارادت ان يكونوا اثريا بالمال الخليجي وغيره ولم تجفف منابعهم المالية، كما فعلت بصرامة مع التيار القومي العربي المقاوم في العراق، وبقيت ملايين الدولارات تتدفق عليهم شهريا بلا رقيب وسنفسر لماذا، ومن ينكر هذا ليقل لنا ماذا تحقق من الاهداف؟ واين (شباب الثورة) الذي اختفى من المشهد وحل محله تيار اسلاموي كان ضد الانتفاضة عندما بدأت لكنه ما ان ادرك من خلال العمل المباشر مع امريكا ان النظام سيسقط، حتى اعلن تاييده للانتفاضة واخذ يدعي انه قوتها الاساسية، وكانت قناة صهاينة قطر الجزيرة هي التي تولت تلميع هذه الجماعة ونسب الانتفاضة المصرية لها، فدفع هذه التيار الى الواجهة علنا وبلا لف او دوران. ويجب ان لا ننسى ما كشف النقاب عنه من قبل الاعلام الامريكي والاوربي حول دعم الغرب الاستعماري التيارات الاسلاموية لاجل ايصالها للسلطة والاجتماعات التي جرت علنا في القاهرة وغيرها بين ممثلي امريكا وهذا التيار.
ولذلك لابد من طرح السؤال المركب التالي : ما معنى دعم امريكا ودول اوربية التيارات الاسلاموية ووقوفها ضد التيار القومي العربي بثبات واستمرارية منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى الان؟ هل يدعم الغرب الاستعماري طرفا ما اذا لم يكن هذا الطرف مستعدا وضامنا لتحقيق الاهداف الجوهرية للغرب الاستعماري؟ تذكروا ما قلناه مرارا ان امريكا ليست جمعية خيرية كي تساعد العرب على التحرر من انظمة كانت طوال اكثر من نصف قرن تدعمها، فهي دولة امبريالية جوهر سياساتها الخارجية هو النهب والسطو على ثروات الاخرين والاثراء على حساب موت الملايين، ولذلك فالمنطق يقول بانها حينما تدعم طرفا ما فمن الاكيد انه اما عميل لها او انه قدم لها الضمانات بتحقيق الاهداف الامريكية الاساسية، ومصداقا لتلك الحقيقة لم يكن اعلان التيار الاسلاموي المصري مرارا مؤخرا انه سيحافظ على التطبيع مع اسرائيل صدفة بل هو جزء من صفقة تسليم السلطة.
فهل حدثت الانتفاضة واستشهد العشرات وجرح الالاف من اجل ايصال هذا التيار للسلطة ليعيد انتاج مأساة وكوارث الصراعات الطائفية التي سوف تدمر الجميع وتقسم الاقطار العربية وتمحي الهوية العربية ان نجحت الفتن؟ انظروا دائما الى العراق وما جرى فيه من جراء فرض امريكا احزاب اسلاموية طائفية (شيعية وسنية) على العراق فقد احرقت هذه الجماعات الظلامية الاخضر واليابس فيه بدعم امريكي كامل رغم ان القوة الاساسية في الحكم تحت الاحتلال تابعة لايران، هل كان ذلك صدفة؟ ام ان امريكا كانت تعرف سلفا ان هذه الكتل اذا تمكنت افنت غيرها سواء كان عدوا او صديقا، وانها سوف تدمر كل ما بني فوق الارض من عمران وتمزق كل مابناه الانسان خلال قرون من علاقات اجتماعية طيبة ومستقرة؟ اما ليبيا فمؤخرا اعلن رسميا ان النفط الليبي اخضع مجددا لسيطرة الشركات الغربية الامريكية والاوربية، وهذا بحد ذاته كاف لتاكيد ان ما جرى في ليبيا غزو استعماري صريح من اجل الاستيلاء على ثروات ليبيا مباشرة. ان ليبيا وتونس ومصر تدخل عصر الفتن الطائفية البغيضة بفضل عدم فهم اليات العمل السياسي وقواعد تطور الاحداث، اما سوريا فان الطائفية التي زرعت جذورها عمدا منذ ستينيات القرن الماضي فقد اصبحت المحرك الرئيس لما يجري وهو امر يخدم مباشرة قوى الاستعمار.
نعم الانتفاضة في تونس ومصر اطلقت المارد الجماهيري واسقطت حاجز الخوف لدى الشعب ولكن، وفي ظل التغييب المنظم والتفتيت المتعمد للقوى الوطنية المنظمة، فان وسائل السيطرة، الاعلامية خصوصا، وغسل الامغة كفيلة بشق الشعب والعثور على من يؤيد المجلسين العسكريين في تونس ومصر خصوصا في مصر وفي غيرهما بالاضافة لتكوين قاعدة دعم للتيار الاسلاموي، وبذلك تتم عمليه احتواء الشباب وتصفية نفوذهم ودورهم تدريجيا. اليس هذا ما حصل؟ مرة اخرى نعم امريكا سحبت الجلبي (العميل احمد الجلبي الذي اصبح رمزا للخيانة الوطنية على مستوى العالم لانه حرض امريكا على غزو العراق) من الواجهة في مصر وتونس وليبيا وغيرها ودفعت بدلا عنه التيار الاسلاموي لتحقيق اقصى حد من الخراب والفوضى والدمار في الاقطار العربية.
ان الاعتماد على كتل لم تشهر عمالتها علنا ورسميا كالجلبي، وتشجيع هذا التيار على اثارة حروب داخلية طائفية وعرقية وايديولوجية، هو ثمرة الاستفادة من تجربة فشل غزو العراق، والذي كان احد اسبابه انه دفع الخونة الى الواجهة ومثلوا الغزو علنا، لذلك فمن البديهي ان تستبدل امريكا الوجوه واساليب العمل وتحاول حماية رجال المهام التخريبية كي يكملوا واجبهم دون عزل واحتقار الشعب لهم، وليس اكثر اثارة وتاثيرا من استخدام اسم الاسلام وسيلة للغزو والسيطرة في مرحلته الحالية.
ولكن لنتذكر ان امريكا تدخل بعض شباب الفيس بوك الان دورات اعداد، كما حدث في العراق، حينما ادخلت امريكا العملاء من المعارضة العراقية دورات تدريبية في اكثر من بلد اوربي، كي يكونوا جاهزين عندما تحرق ورقة التيارات الاسلاموية وتقصى عن السلطة بعد قيامها باعمال تشيطنها وتعزلها حتى عن اقرب مؤيديها، وعند ذاك ترسل امريكا شباب الفيس بوك المدرب والمؤهل الى اقطارهم ليحلوا محل الاسلامويين الذين استخدموا كاداة لتصفية القوى الوطنية التقدمية التي تشكل القوة الاساسية التي تخشاها امريكا لسبب بسيط وواضح وهي انها قوى توحد الشعب بفضل تغليبها للرابطتين الوطنية والقومية على ماعداهما وهما رابطتان توحدان ولا تفرقان، كما اثبتت التجارب الحديثة منذ الخمسينيات وحتى نهاية السبعينيات، بينما التيارات الاسلاموية فيها عناصر طائفية وهي عناصر مسيطرة واكثر نفوذا من غيرها واول ما يترتب على وجودها في السلطة هو تحويل الفتن الطائفية التي اثارتها سابقا الى حروب اهلية تضمن تحويل الصراعات من صراعات تحررية ضد الامبريالية والصهيونية، كما كان الحال منذ الخمسينيات، الى صراعات بين ابناء الوطن الواحد وهذا ما يحدث الان في مصر التي لم تعرف الطائفية والعنف الطائفي الا بعد صعود التيار الاسلاموي فيها بواسطة السادات، وذلك من اهم اهداف الصهيونية المعلنة.
ان ما حصل في ليبيا ومصر وتونس كاف لاثبات ان النتائج الفعلية تتناقض مع الاهداف المعلنة للشعب خصوصا الشباب، وان من قطف الثمار هو تيارات انتهازية طفيلية ليس لها صلة اصلا بالانتفاضة ولكن عفوية الانتفاضة وافتقارها للتخطيط الستراتيجي والتنظيم الجماهيري المتمرس والقادر على فرض ارادته سمحا للانتهازيين والطفيليين بقطف الثمار. ومن بين اخطر ما كشفت عنه الشهور العشرة الماضية ان اغلب من كان يرفض التدخل الاجنبي من بين المعارضين للنظم العربية غيروا مواقفهم وقبلوا بالتدخل الاجنبي واخذ اغلبهم يطالب به مباشرة او تحت غطاء اخر، اما غطاء تركي او غطاء الجامعة العربية، وهم طبعا يعلمون بان تركيا عضو حلف النيتو كايران تماما لديها اطماع توسعية معروفة في ارض العرب وهي تحتل الاسكندرون وغيرها، وتعلن نخبها كلما واجه العراق ازمة ان كركوك والموصل جزء من تركيا، ويمكننا الاستدلال على تجذر هذه النزعة التوسعية من خلال اعلان اردوجان علنا بان سوريا جزء من تركيا! كما ان لدى نخب منها ثأرات مع العرب نتيجة اتهامهم بالمساهمة في اسقاط الدولة العثمانية. وموقف هؤلاء المعارضين مثل الذي يحرم الخمر لكنه يضعه في قنينة كولا ويشربه، فتركيا والجامعة العربية جزء من المنظومة الاستعمارية الغربية لذلك فان من قبل بتدخل تركي ومن فوض الجامعة العربية حق التدخل في سوريا وقبلها في ليبيا ومن دعم (ثوار النيتو) في ليبيا كل هؤلاء يشربون خمر الخيانة ولكن بقنينة كولا!
واخيرا لابد من الاعلان بانني تلقيت الكثير من الرسائل التي قال فيها مرسلوها انهم يعتذرون على اعتراضهم على ما كتبت بخصوص سايكس بيكو الثانية، وانا افتخر بانني من اول طرح هذا الموقف في شباط/فبراير من هذا العام والكتابات منشورة وموجودة، فهؤلاء خالفوني الرأي بشدة وبعضهم قريبون جدا مني، واكدوا ان ما يحصل هو ثورات شعبية وليس سايكس بيكو الثانية، ولم ادخل في جدل بيزنطي مع احد، لان العواطف كانت ساحقة وجارفة، بل واصلت تحليل ما يجري وتقديم تفاصيل دقيقة اكدت احداث الشهور العشرة الماضية انها صحيحة مائة بالمائة. ومن الطريف الواجب ذكره انني حينما اكدت ان ما يجري هو سايكس بيكو الثانية في وقتها كان السيد محمد حسنين هيكل يصف في بداية الاحداث وما يجري بالثورات ويدعمها، لكنه وبعد حوالي عشرة شهور اعترف بان ما يجري هو سايكس بيكو الثانية مستعيرا حرفيا تعابيري ذاتها، ومن يريد التاكد من ذلك ليراجع حلقات هذه الدراسة المنشورة في الكثير من الشبكات والصحف والمنتديات، خصوصا في شبكتي البصرة والمنصور المناضلتين، فهي تحسم امر من قدم الوصف اصلا والتقويم الصحيح لما يجري ومن نقل عني دون ذكر كتاباتي!
هؤلاء الاصدقاء قالوا بان الوضع كان معقدا جدا ومشوشا جدا لذلك خلطوا بين النوايا وبين الواقع واحلوا تمنياتهم محل الواقع المعاش المناقض لتلك الاماني، وكانت النتيجة هي قيامهم بالمشاركة في دعم مخطط لم يضعوه هم ولا وضعته قوى وطنية على الاطلاق! الحمد لله الذي سمح بتكامل صورة الاحداث وزوال الغموض في نهايات الاحداث وتاكد الجميع تقريبا ان ما حدث لم يكن ثورات شعبية بل انتفاضة حصلت في تونس ومصر تم اغتيالها، وبقية الاحداث كانت عبارة عن تنفيذ دقيق ومباشر للخطة الامريكية الصهيونية المسماة رسميا وعلنا ب(الفوضى الخلاقة) والقائمة على اشعال فوضى مدمرة في كل الاقطار العربية بصورة متدرجة تمهيدا لتقسيمها وانهاء الكيانات الوطنية لتلك الاقطار. مع اعادة تأكيدنا بان الجماهير والشباب الذي اسقط النظامين في تونس ومصر قاموا بعمل وطني حقيقي وبدوافع وطنية لاشك فيها، كما ان قسما من المعارضة في سوريا يمثل ارادة الشعب السوري وهو القسم الذي رفض التدخل الاجنبي بثبات وبلا تردد او غموض لان مطاليب الشعب السوري مشروعة ومن الحتمي الاستجابة لها باسرع وقت لتجنب انزلاق سوريا الى حرب اهلية مفتوحة خططت لها امريكا والصهيونية وتنفذها فرنسا وبريطانيا عن طريق تركيا والعبيد الاذلاء في الجامعة العربية.
الان الاغلبية الساحقة من المناضلين العرب ومن مختلف التيارات يرون ان ما حدث ويحدث هو ثمرة مباشرة لمخطط استعماري صهيوني استغل الفساد والديكتاتورية وفتح المجال امام الجماهير، بعد دفاع مستميت عن الانظمة، لاسقاطها ولكن بقيادات تابعة لامريكا ومعدة اعدادا جيدا لانشاء الشبكات وتنظيم الاعتصامات والاحتاجات وصولا لاسقاط الانظمة، وهذا التطور مهم لان يحفظ وحدة الوطنيين العرب ويسمح بتعاونهم من اجل وضع ستراتيجية قومية لمواجهة هذه المؤامرة الصهيو- امريكية.
لقد تاكد الصواب التام للحكمة التالية : اذا تجرد كل انسان من العواطف المضللة التي تظهر عندما يكتشف انه كان مخطئا فانه سرعان ما سيعترف بالخطأ، كما اعترف اصدقاء لي، لان (الاعتراف بالخطأ فضيلة)، فشكرا لمناضلين عززوا جوهرهم النضالي بنقد الذات بشجاعة. يتبع.
28/11/2011
Almukhtar44@gmail.com
منتدى هديل صدام حسين
الاثنين 3 محرم 1433 / 28 تشرين الثاني 2011