ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملاك صدام حسين

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (18)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صلاح المختار
عضو جبهة التحرير العربية



عدد المساهمات : 147
تاريخ التسجيل : 27/12/2011

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (18) Empty
مُساهمةموضوع: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (18)   اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (18) Emptyالأربعاء يناير 04, 2012 8:29 am

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (18) 552657368
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (18) 927403809
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (18)
منتدى هديل صدام حسين
صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج
مثل عالمي

حينما نتحدث عن خواتيم (ربيع العرب) علينا ان نشير الى مجموعة من الملاحظات الاساسية والتي تهمل غالبا اثناء البحث والدراسة والجدل، ومنها ما يلي :
1– الفرق بين المشروع والخطة : نعم ثمة عملية تغيير في بعض الاقطار العربية ولكن هل التغيير هدف بحد ذاته؟ ام انه وسيلة للوصول الى اهداف اخرى؟ بالطبع التغيير هدف، لكنه مرحلي وسيط لانه وسيلة من اجل الوصول للبديل، فما معنى اسقاط نظام اذا لم يكن من اجل بديل اخر؟ لذلك فان التغيير ليس الهدف المطلوب بحد ذاته وانما المطلوب هو التغيير الذي يحقق الاهداف المرسومة بتعاقب حتمي. هنا نجد انفسنا بازاء ضرورة لا يمكن تجاهلها وهي ان التغيير لكي يكون نافعا يجب ان يستتبع بتنصيب البديل مع وجود القدرة على تحقيق ذلك، وبخلافه فان التغيير يصبح لعبة روليت روسية، اي انتحارية، او على الاقل مقامرة غير مضمونة النتائج.
والان هناك من يتحدث عما يجري وهو يخلط بين المشروع الثوري والثورة، وبين الهدف المرحلي وبين الهدف او الاهداف النهائية، وهذا خطأ لان المشروع ليس ثورة وانما هو نية تحقيق ثورة، والمعيار الذي يحدد هل حصلت ثورة ام لا، ما يتحقق في الواقع المعاش وليس الاحلام والرغبات، من هنا فمن الضروري التمييز بين المشروع والرغبة فالمشروع يبقى طموحا الى ان يتحقق، وهذا يختلف عن حالة وجود خطة تفصليلية (ستراتيجية) حيث يعرف الثائر طريق سيره ومحطات توقفه او الانتقال الى مسار اخر. يجب التأكيد على ان ما حصل حتى الان هو انتصار اولي تحقق في تونس ومصر فقط بالنجاح في تحقيق الهدف المرحلي والوسيط وهو اسقاط النظام، لكنه نجاح يواجه الان مقاومة قوى الردة التي تمسك بمفاتيح السلطة لمنع تحقيق الهدف الاخر الذي لابد ان يعقبه لتكون هناك ثورة وهو انشاء نظام وطني بديل حقا.
ان القيادة العسكرية في القطرين الشقيقيين تونس ومصر تحت (رعاية) ونظر امريكا منذ استلام السادات وبن علي للسلطة، فمصر ليست بلدا صغيرا كي تتركه امريكا لقرار السادات ومبارك واول مظاهر التدخل لضمان السير في الاتجاه الامريكي المخطط هو الامساك بيد حديدية بالقوات المسلحة والعناصر الفعالة في اجهزة الامن والمخابرات، لانها هي القادرة على الحسم في مراحل الازمات، كما اثبتت تجرية الانتفاضة المصرية الكبرى، وهذه الحقيقة تجلت في الغاء المجلس العسكري ولاءه لمبارك، القائد الاعلى له وللقوات المسلحة لعدة عقود، بمجرد تخلي امريكا عنه، وهذا المجلس سيلغي ولاءه لاي رئيس او مسؤول كبير حالما تطلب امريكا منه ذلك.
تذكروا ان عددا ليس بالقليل من الضباط الكبار قد تم (احتواءهم) تماما، بكل ما تعنيه كلمة احتواء من تدرجات، من قبل امريكا اولا بتنظيم دورات تأهيلية مهنية عسكرية لكنها كانت تستبطن تدريب استخباري ايضا، او عبر وكالات تجارية وشركات (وهبات) مالية للقوات المسلحة تبلغ اكثر من مليار ونصف المليار دولار سنويا. وبما ان المجلس العسكري هو من استلم الراية من مبارك وواصل نفس طريقه السياسي فان ما حدث في مصر هو مشروع ثورة تمت عرقلته وربما سيجهض، الا اذا نجح المناضلون في مصر في فرض ارادتهم ونجحوا في اكمال المسيرة وفرضوا نظاما وطنيا نظيفا بديلا فعندها يمكن التأكيد بان ثورة قد حصلت بالفعل، اما الان فان ما حصل ويحصل هو نضال ثوري من اجل الثورة اتخذ شكل انتفاضة شعبية هي الاعظم في التاريخ الانساني كله نتيجة المشاركة الجماهيرية الواسعة فيها وعفوية هذه المشاركة.
وهنا يجب ان نتذكر ايضا، وان لانغفل ابدا، حقيقة تحدد طبيعة ما يحدث وتقرر مساره الرئيس –حتى الان– وهي التالية : لقد اكدت وثائق ويكيليكس واعترافات المسؤولين الامريكيين وبعض الشباب وما نشرته صحف ومصادر امريكية واوربية كثيرة، أشرنا لبعضها في الاجزاء السابقة من هذه الدراسة، بانه يوجد في صفوف الشباب والقوى السياسية الكثير من (خيول طروادة) الامريكية اعدت بعناية ودربت بدقة على كيفية استلام الحكم في معاهد (الديمقراطية) و(حقوق الانسان) وغيرها ودربوا على اساليب الاتصالات في الانترنيت وغيره وانشاء شبكات وتنظيم العمل ضد النظم والتظاهر الجماهيري، والاعتماد على وجود الظلم الفادح الذي تتعرض له الجماهير واستغلاله من اجل تحشيدها خلف هذا النوع من الاشخاص لكي تتم عملية اسقاط النظام بقيادة وجوه كسبتها امريكا سلفا. وهذه الحقيقة تطرح حقيقة اخرى وهي ان امريكا ليست ساذجة او عفوية في عملها كي تترك تطور الاحداث لعناصر او قوى معادية لها او غير مرتبطة بها.
ويترتب على هاتين الحقيقتين امر خطير يقرر مستقبل ما يجري : ان الحسم من قبل قوى وطنية حقيقية ليس مهمة سهلة بوجود هكذا مخططات، من جهة، ونتيجة لضعف وتناثر التنظيمات الوطنية من جهة ثانية.
ان اقرب مثال لما يجري في تونس ومصر هو مشروع نيل شهادة الدكتوراه فحينما تدرس للحصول عليها فانت طالب دكتوراه وليس دكتورا، وتصبح دكتورا فقط حينما تحصل على الشهادة بعد انهاء الدراسة، وهذا ينطبق على الفرق بين الثورة والطموح الثوري او المشروع الثوري، مع ملاحظة ان الثورة اكثر تعقيدا وصعوبة بكثير من نيل الدكتوراه. وهنا وفي ضوء ما تقدم من حقنا ان نتساءل : هل يجوز وصف كل من رفض وتظاهر بالثائر؟ قد يقول انسان غير مثقف نعم لانه يجهل تعقيدات العملية الثورية، ولكن حينما نأتي لمثقف او مناضل عريق فالمفروض فيه انه يعرف معنى الثورة وشروطها، ولهذا فانه حينما يخلط بين الثورة والانتفاضة يقع في فخ التبسيط، اذا افترضنا حسن النية، او انه وقع ضحية قصر النفس فاستسهل تحديد الامور خلافا لواقعها، اما اذا كان له هدف اخر فاننا نواجه خلدا نائما – اي جاسوس - او انتهازيا طموحه الاكبر السلطة وليس الثورة.
2– ما الضرر الناجم عن الخلط بين المفاهيم؟ هل هو مجرد قضية نظرية او سفسطة كلامية؟ كلا انه ليس مجرد مسألة نظرية ولا هو سفسطة كلامية، ان الضرر الاهم هو ترويج انطباعات مربكة والدفع باتجاه مواقف خاطئة استنادا لما روج من مفاهيم، فمثلا حينما يقول البعض هذه ثورة ويرد الاخر بانها انتفاضة او ردة – حسب الحالة الواقعية - وليست ثورة فان الخلافات تنشب بين وطنيين وتمزقهم الامر الذي يضع الجماهير في حيرة كبيرة لانها ترى الطلائع تتناقض وتختلف مع انها يجب ان تكون واعية وتعرف وتعي ومتفقة فيما بينها، وهذا هدف مطلوب امريكيا، فتدخل الصراعات في متاهات الغموض والتناقض، وهكذا يمكن امرار المفاهيم والاوصاف المعادية للتحرر من قبل الاستعمار واجهزته، فقناة الجزيرة مثلا، ورغم انها قناة اعتى النظم الرجعية تبعية لامريكا واداة امريكا الاخطر، فانها اخذت تصدر شهادات (الثورة) وتحدد من هم (الثوار) ومن هم (الوطنيون) وتمنح عملاء الموساد صفة (مفكر)!!!
ولعل من اخطر مظاهر خلط المفاهيم، وما يترتب عليه ويرتبط به، هو ترويج فكرة (ان امريكا ركبت الموجة لان الثورة بالاصل عمل جماهيري خالص فوجئت امريكا به وصدمها)، لذلك قررت ركوب الموجة وتوجيه الاحداث نحو اهداف تخدمها! وهنا لابد من الانتباه بشدة : فاذا كان المقصود بركوب الموجة من قبل امريكا هو انها عرفت بما يختمر في قلوب وعقول الشعب فسارعت الى تفجير الانتفاضة قبل وقوعها لاجل السيطرة على مسارها وتحديده، فنعم امريكا ركبت الموجة، اما اذا كان المقصود هو انها لم تكن تعرف بما يحدث وفوجئت بالانتفاضة وارادت أستغلالها بتغيير اتجاهها فهذا خطأ فادح لان امريكا هي من خطط للاحداث وهي من فجرها – باستثناء تونس – وهي من يمسك بالخيط القوي الذي يحدد مسار الاحداث، وثمة عشرات الوثائق منها ستراتيجة امريكا المنشورة والتي تؤكد على احداث تغييرات ديمقراطية في الوطن العربي ومانشرته ويكيلكس واعترافات ومواقف المسؤولين الامريكيين والاوربيين وما كتبه عشرات الصحفيين الغربيين كلها تؤكد ان امريكا هي من خطط وفجر ويسيطر. فقط استعرضوا ما حصل في كل الاقطار العربية ستصلون لنتيجة واحدة وهي ان من يقول ان امريكا تفاجئت كالذي يخدع نفسه، او كالذي يريد خداع الاخرين لاخفاء التخطيط الامريكي لما يقع.
لاول مرة في تاريخنا المعاصر تتبنى امريكا بقوة وبوضوح موقف دعم اسقاط الانظمة والذي مر بمراحل متعاقبة محسوبة بدقة من قبل المخابرات الامريكية، بدأت بالمطالبة الامريكية بتحقيق اصلاحات بسيطة وعندما استجاب النظام وقرر تحقيق الاصلاح، كما في تونس ومصر واليمن وسوريا، رفع سقف المطالبة وصارت مطالبة باصلاحات عميقة وشاملة وجذرية. واخيرا وحينما كشف النظام نقاط ضعفه وتخلخلت اجهزته واهتزت هيبته وزاد تشجيع الجماهير على التحدي بدأت امريكا بالضغط المباشر لتنحي مبارك وبن علي وصالح والاسد، وكانت تلك عملية تدرج مخابراتي منظم ومقصود به تخدير النظام ومنعه من الاقدام على خطوة انتحارية اذا عرف منذ البداية ان الهدف الحقيقي هو ازاحته ومحاكمته. وهذه الحقيقة تدحض الرأي القائل بان امريكا كانت لاتعرف ما تريد او انها غيرت مواقفها. وكل العالم يعرف تصريحات اوباما وهيلاري كلنتون التي كانت تملي على مبارك وبن علي ما يجب فعله، والتي وصلت حد المطالبة بالاستقالة الفورية وبلا اي ابطاء.
3– مالفرق بين خطأ وخطأ اخر؟ يمكن للانسان البسيط ان يخطأ في الوصف دون تحميله مسؤولية عدم الدقة او الخطأ، لكن الطبيب اذا اخطأ عندما شخّص المرض ووصف الدواء فانه قد يقتل مريضه او على الاقل يلحق به الاذى، والطبيب وظيفته هي ازالة الاذي وليس صنعه، هنا نواجه خطـأ شخص مختص وعارف ولهذا فان الامر يصل حد الاتهام بارتكاب جريمة، لانه قتل فردا او اصابه بضرر. وهذه الحقيقة تضعنا امام قضية خطيرة جدا وهي ان السياسي، خصوصا القائد والمثقف، اذا اخطأ في الوصف والتقويم فانه يهدد حياة ملايين الناس وليس فردا واحدا كما قد يفعل طبيب قليل الخبرة، فعندما يختار حزب او قائد موقفا ما فانه يؤثر بواسطته على ملايين الناس وربما يؤدي الى كوارث عامة، فهو لذلك اخطر من طبيب ساذج او ناقص الخبرة بكثير جدا.
4– هل كل علاج مناسب للاستعمال؟ ثمة علاجات طبية كثيرة اكتشفت لكنها اهملت لانها قاتلة او لانها تترك اثارا جانبية خطرة، في حين انها تعالج امراضا قاتلة، والسبب هو ان المنطق يقول بان المطلوب هو الشفاء من المرض وليس دفعه للتفاقم الى حد الخطر او القتل، وفي السياسية تنطبق نفس القاعدة، فاي علاج يؤدي الى تفاقم الحالة وزيادة اضرارها بدل حلها هو حل مرفوض تماما، وما يجري الان يقدم لنا صورة مرعبة لما يوجد في الواقع من اعمال بشعة جدا خصوصا في ليبيا وسوريا، واقل منها في اليمن، كما ان ما يجري في مصر من تصعيد مخيف للفتن الطائفية وغيرها يؤكد بان ما يجري ليس عملية تغيير نحو الافضل بل هي عملية دفع الاقطار العربية الى محارق خطيرة جدا اخذت الجماهير الان وليس غدا تعاني منها بقوة وتهدد حياتها وامنها. فهل الثورة المطلوبة تحمل في احشاءها المصائب للناس العاديين؟ ام انها عملية تخليصهم من الظلم والاستبداد؟
لنقبل الارقام المقدمة من ليبيا رغم انها اقل بكثير من الارقام الحقيقية للضحايا : ان مقتل اكثر من خمسين الف ليبي حتى الان وجرح خمسة اضعاف هذا العدد مؤشر مخيف لما ينتظر ليبيا، لان هذه الدماء في مجتمع قبلي سيكون لها اثار خطيرة منها شق المجتمع واشعال فتيل الثأر والانتقام الان ولاحقا، ناهيك عن تعقيدات الوضع ومنها وجود الاستعمار في ليبيا بقوة، ووجود قوى متناقضة بشدة يريد كل منها السيطرة المنفردة على السلطة وليس بينها قاسم مشترك سوى اسقاط القذافي، فهل مستقبل ليبيا يبعث على التفاؤل؟
واذا نظرنا الى سوريا فانها ستواجه كارثة مستقبلا اشد هولا مما تواجهه الان من كوارث، فالقتل المتبادل بين النظام ومعارضيه يقدم لنا صورة عن حجم ونوعية الاحقاد الموجودة والتي وجدت الان واضيفت لما كان موجودا، لدرجة ان القتل اصبح عبارة عن عمليات تمثيل بالجثث لا حدود لبشاعته، وسقط الاف السوريين حتى الان ومن المنتظر سقوط اعداد اكبر، فهل هذه الحالة حالة ثورة خصوصا وان طلب تدخل الاستعمار الغربي اصبح واضحا وصريحا؟ هل اسقاط النظام السوري، بكل ما قيل عنه وبكل ماهو عليه، يستحق ان تواجه سوريا هذه الكوارث مع ان بالامكان العثور على حل اخر يجنب سوريا هذه الكوارث المرعبة ويوصل لتغيير النظام باقل الخسائر؟
اما في اليمن فان الاحداث تتجه لكارثة انسانية اكبر مما يحصل الان، فالقبيلة هي السيد وهي انقسمت بنسبة تصل للنصف تقريبا بين مؤيد ومعارض والعائلة انقسمت ايضا والحارات انقسمت وهكذا اصبح اليمن عبارة عن معسكرين بينهما توازن قوى، او توازن رعب، واضح جدا ويستحيل الحسم فيه ولكن ستقح ضحايا اكثر مما وقعت عند قيام الثورة اليمنية عام 1962، ونشب صراع بين الملكيين والجمهوريين، وليس بين القبائل، اما الان فان اليمن يشهد انقسام جميع القبائل، ولذلك فلا حسم بالسلاح ابدا وان استخدم للحسم فانه كارثة بشرية ووطنية تنتظر اليمن الذي سيزيل كلمة سعيد من بين اوصافه، وهو ما نصلي لله ان لا يحدث.
اذن هل هذه هي الثورة والتغيير السلمي؟ ولصالح من يحدث كل ذلك وهو لا يفضي لاي حل وطني في سوريا واليمن وليبيا وغيرها؟ هل يجوز استخدام علاج يقتل المريض بدل معالجة المرض؟
5– عند رفض المفهوم التقليدي للثورة ما هي معايير الثورة اذن؟ الا يؤدي ذلك الى فوضى هائلة بين صفوف المنتفضين؟ وما هو البديل المفهومي؟ انه المفهوم العفوي للثورة وهو لن يفضي الا الى نفس النتيجة التي وصلت اليها الانتفاضة الفرنسية وانتفاضة شباب اوربا وامريكا الشمالية في الستينيات، وتلك هي من اهم دروس التاريخ، اما حاليا فان ما يحدث في مصر وتونس ينبهنا الى خطورة الاعتماد على العفوية ووجود هدف واحد فقط هو اسقاط النظام دون التفكير بكيفية اقامة البديل، الان مثلا وبعد ان مجد وبولغ في مدح المجلس العسكري في مصر من قبل المنتفضين الشباب هناك من يتهمه من بين هؤلاء الشباب بانه الوجه الاخر لمبارك، فهو لم يلغي حالة الطوارئ بل عززها بعد الهجوم المبارك والضروري على السفارة الاسرائيلية، واكد بان اسرائيل ما زالت كما في عهد مبارك (تابو) لايجوز مسه ابدا! والغاز مازال يتدفق على اسرائيل والفساد مازال بلا حل بل بلا مؤشر لوجود اي حل، والعلاقات مع امريكا في افضل احوالها، والفقر زاد واحياء السكن في المقابر مازالت هناك، فهل هناك تغيير حقيقي؟
لقد ادت احداث مصر وقبلها تونس الى فتح (صندوق باندورا) - وهو الصندوق الذي يضم كل الشرور حسب الاسطورة اليونانية - وهنا نلاحظ اهمية وخطورة الفرق بين الثورة وبين الانتفاضة العفوية، فالثورة تخطط اول ما تخطط لمنع فتح صندوق باندورا وتحكم غلقه كاحد اهم اهدافها، ولكن افتقار الانتفاضة العفوية للتخطيط الشامل للثورة وفقر الوعي الستراتيجي والسياسي وغياب التنظيم الجماهيري الفعال الواحد، او الموحد، يقود الوضع الى فتح صندوق باندورا رغما عن الجميع.
6– شروط اصدار الاحكام الحاسمة : كل الشعوب العريقة خصوصا العرب والصينيين حذروا من الوقوع في خطأ اصدار احكام والانسان تحت ضغوط عديدة، مثل الجوع والبرد والغضب وضغط الحاجة البايولوجية للتفريغ والنعاس والتعب...الخ، لكي لا يتأثر من يصدر الحكم في محكمة بحالته فيظلم بريئا او يبرئ مجرما. هذه الحقيقة التاريخية تطرح سؤالا منطقيا وهو : لماذا حددت الشعوب العريقة شروط من يصدر قرارا او حكما؟ ان الاصل في صواب المواقف والاحكام هو سلامة حالة من يصدرها نفسيا وجسديا وتوفر البيئة المطلوبة لاصدار حكم سليم وبلا ضغط بيئة معينة تخرج القاضي عن مفاهيم العدل والانصاف. الان احد اهم تكتيكات امريكا تكتيك اخراج الانسان العربي من طبيعته واجباره على التفكير تحت ضغوط هائلة ولا تحتمل وتفوق قدرة البشر على تحملها الى ما لانهاية، والديكتاتورية والفقر الشديد والقهر القاسي للانسان من هذه الضغوط المصنعة، وما يجري الان يحدث والضغوط غير الانسانية تطوق الانسان من كل جهة وتجعله عاجزا عن الاختيار الحر، فتأتي احكامه متأثرة بواقعه المر والصعب جدا.
وما علينا عدم نسيانه ابدا هو ان امريكا هي من نصب اغلب الانظمة الحالية وهي من حماها وادام وجودها وهي من شجعتها على الفساد والاستبداد وهي من زرعت كل مظاهر الاضطهاد والافقار، لذلك فان من المستجيل تجاهل هذه الحقيقة التي وضعت الانسان العربي في زاوية خانقة وهو في حالة تفرض عليه اصدار احكام خطيرة. وهنا نعود الى نظرية حافة الموت التي تطبقها امريكا من اجل دفع ملايين الناس، الجائعين للخبز والحرية او كلاهما، لاتخاذ مواقف انفعالية اضطرارية فتقبل هدفا واحدا او ناقصا لكنه يتعلق ببؤسها واضطهادها، وتترك بقية القضايا، خصوصا قضية ان امريكا هي السبب الرئيس في بؤسها وشقاءها! وهذه الحالة تشبه حالة سجين يتعرص للتعذيب الشديد لذلك فانه اذا وجد سجانا اقل قسوة ويقدم له الماء بعد جولة التعذيب يتقرب منه وينسى انه سجان مثل الاخر الذي يعذبه وقد يكون نفس السجان الذي يقدم له الماء هو من يعذبه لكنه اقل شراسة من الاخر.
ما هي هذه الحالة؟ انها حالة وضع درجات للسوء فيقبل السوء الاقل مقابل التخلص من السوء الاشد، وهذه هي حالنا الان : امريكا عرضتنا لبؤس قاتل لعدة عقود وحينما بدأت بطرد رجالاتها من الحكم من اجل تنصيب اخرين لم يتلوثوا بعد وجدنا في امريكا صديقا رغم ان هذا (الصديق) مازال يبيد العراقيين والفلسطينيين والليبيين! لقد نفست ضغوطات عقود من الزمن والتي كانت تخمّر فكرة الثورة الجذرية واستبدلتها بانتفاضة تم قمعها والسيطرة عليها، وهكذا علينا ان ننتظر عقودا اخرى كي يتراكم الضغط مرة اخرى وينتج شروط حدوث الثورة الحقيقية! هل ترون اللعبة؟ من المستفيد؟ انه امريكا التي برأت نفسها من كل جرائمها وتحولت من عدو الى صديق بنظر البعض، رغم ان الحقيقة يعرفها الجميع وهي انها هي من فرض علينا الديكتاتوريات والفساد والاستبداد.
لقد حدث انفجار هائل رفع الغطاء الثقيل عن انفاسنا وسرب اغلب الضغط القديم، وسمح لنا بالتنفس ولو مؤقتا وشعرنا بالراحة، كمن يغرق وتتاح له فرصة استثنائية لرفع راسه ولو للحظات للتنفس ثم يغطس مرة ثانية، لكننا نواجه وسنواجه اثار الانفجار وهي نثارات الدم والنار والاشلاء الممزقة هنا وهناك، ووليدها الطبيعي ثأرات المستقبل التي تغذيها حمامات الدم الذي يسفح الان، وتزداد صعوبة تحقيق الاستقرار المطلوب للوصول الى الفهم السليم عندما نجد ان علينا ان نخوض سباقا ماراثونيا لتنظيف بيتنا واعادو ترتيبه مع اننا لا نمسك بالسلطة والثروة التي تمكننا من تحقيق ذلك!
يتبع.
13/9/2011
Almukhtar44@gmail.com
منتدى هديل صدام حسين
الثلاثاء 15 شوال 1432 / 13 أيلول 2011
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (18)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملاك صدام حسين :: المنتدى الفكري والثقافي***(حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية) :: مقالات ودراسات حزبية-
انتقل الى: