ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملاك صدام حسين

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (3)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صلاح المختار
عضو جبهة التحرير العربية



عدد المساهمات : 147
تاريخ التسجيل : 27/12/2011

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (3) Empty
مُساهمةموضوع: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (3)   اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (3) Emptyالأربعاء يناير 04, 2012 1:14 pm

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (3) 552657368
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (3) 927403809
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (3)
منتدى هديل صدام حسين
صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج

ان قول غاندي ب(ان هولي وود اعظم انجازات امريكا) وتفضيلها على كل انجازات امريكا الكثيرة في عصر الصناعة الثقيلة صحيح رغم انه قاله في مرحلة بداية هولي وود ولم تكن قد وصلت بعد الى ما وصلت اليه الان من تقنيات معقدة ومذهلة تخلق صور او مخلوقات بشرية وغير بشرية غير موجودة في الطبيعة تبدو كالحقيقة تتحرك كالانسان وتتكلم كالانسان وتقوم بكل ما يقوم به الانسان بل اكثر انها تتصرف بطريقة يعجز الانسان عن التصرف بمثلها، ومسلسل (هاري بوتر) وفيلم (افاتار) مثالان معروفان على هذا الانجاز الفني المدهش والمثير. وهذه التقنيات اصبحت ممكنة فقط في عصر المعلوماتية الذي اعقب عصر الصناعة، وهي تقنيات تربك عقل الانسان وتجعله حائرا بين تصديق ما يراه او تكذيبه، فالصورة حية تماما يراها ويتأثر بها ويكاد يلمسها لكنها ليست حقيقية على الاطلاق! في حين كانت هولي وود حتى السبعينيات عبارة عن اداة تسلية او اثارة عامة تعتمد على ممثل حقيقي يعيش بيننا.
من هنا فان السؤال الذي يطرح نفسه دون اي استئذان من احد هو : ما هي الاسس التي اعتمدت عليها السينما والاعلام في التأثير على البشر خصوصا قدرتها صنع صورة لامريكا تضمن تحقيق غسل دماغ جماعي وايجاد من يعتقد بانه ينتمي لامة وهوية عظيمتين رغم انهما غير موجودتين من جهة، واقناع الدول الاخرى والراي العام العالمي بان امريكا امة عظيمة وقوية ومتماسكة وليست مجتمع مهاجرين لم يصبح بعد امة من جهة ثانية؟
دعونا نستعرض بعض الملاحظات الاساسية التي تسلط الضوء على كيفية عمل السينما في امريكا واسباب تأثيرها على عامة الناس ونخبهم والاهداف الحقيقية التي تريد امريكا تحقيقها من وراء ذلك.
فكرة عامة : تميزت السينما الامريكية منذ نشأتها بانها سينما وظيفية لها واجب محدد، وهو امتاع مجتمع مشغول بهموم العمل الكثيف والمتعب بطوله وعقلنة اساليبه التي كانت تترك العامل منهكا كليا وعاجزا عن التفكير العميق، فجاءت التسلية لتكون فرصة راحة من عناء العمل ومشاكله وكأنها عملية تزييت جيد للالة وصيانة لها كي لاتخرب ويفقد رب العمل ثمنها، وفي هذه المرحلة كانت الافلام تشكل وسيلة امتاع في المقام الاول لمجتمع عمال يستغل رب العمل طاقاتهم للعمل حتى اخر قطرة وبلا اي تساهل ورحمة. ومن هذه الافلام افلام الكاوبوي او الغرب الامريكي – الويسترن - والعصابات (المافيات) والحرب مع الهنود الحمر والمغامرات، كطرزان وفلاش كوردن وقاهر الجواسيس وروبن هود وزورو وافلام المصارعة الامريكية – مصارعة كاذبة تمثيلية لكنها مثيرة جدا – وافلام الحب وقصص الهجرة الى امريكا. ومن بين اهم انجازات السينما الامريكية المذهلة افلام كارتون القديمة والمثيرة والتي لم تجذب الصغار وحدهم بل جذبت اغلبية كبار السن وذلك لروعتها وقدرتها الفائقة على الاضحاك مثل توم وجيري ودونالد دوك وباباي... الخ.
ولكن هذه السينما كانت تحاول الى جانب الامتاع صنع صورة للامريكي مخطط لها ومطلوب ايجادها وزرعها في وعي ولا وعي الامريكي لتعويض ظاهرة فقدان الهوية الوطنية، فلجأت السينما الى طرح صورة للامريكي على انه يعيش في مجتمع الرفاهية والفرص التي يندر وجودها في البلدان الاخرى، فسيارته اكبر من اي سيارة في اي بلد واستهلاكه للطاقة والطعام واللحوم والفواكه اكثر من اي شعب في العالم وبنسبة تتجاوز نسبة سكان امريكا في العالم بكثير، والحياة سهلة...الخ. وهذا النمط كان كافيا لاقناع مئات الملايين من الناس في البلدان الاخرى بالاضافة لزرع فكرة لدى سكان امريكا بان وجودهم فيها هو الخيار الرائع الافضل من اي خيار اخر. وبرزت الافكار التي كانت تروجها تلك الافلام بوضوح ومنها :
1- اعتماد الليبرالية الفردية التي غلبت الفرد ومصلحته وحريته على الجماعة، فامريكا مجتمع يقوم على حماية الحرية الفردية في السكن والتكلم والاختيار والعزلة، وتلك بيئة تناسب مهاجر ترك بلده الاصلي لانه كان مضطهدا ومسحوقا اقتصاديا من قبل الكل او الجماعة فكانت الفردية ردا على الاضطهاد.
2- تضخيم انجازات امريكا – وهي هائلة طبعا - في كل مجال ونسبها ل(للعبقرية الامريكية)
3- فتح ابواب الفرص للجميع بغض النظر عن المنبت الاجتماعي والخلفية مع ملاحظة وجود تمييز عنصري ضد السود والاقليات. ولذلك فان الامريكي الابيض يشعر بان وجوده في امريكا هو فرصته الوحيدة في العيش الذي يطمح اليه.
4- دعم هذه الامتيازات المادية الكبيرة بتقديم صورة خيالية غير واقعية عن الامريكي، فالامريكي بطل ومنقذ للبشرية ويحارب الشر نيابة عنها، ويتدخل ضد الاشرار تطوعا وحبا بالحرية...الخ كل ذلك من اجل غرز فكرة ايجابية عن الامريكي تجعله متميزا عن غيره من ابناء العالم وبذلك يشد الامريكي الى فكرة تفوقه على الاخرين في كل شيء فتنشأ لديه فكرة انه ينتمي لامة وشعب حقيقيين ومتفوقين. ان امثلة كثيرة تعكس هذا التوجه المخطط ومنها شخصيات سوبرمان الامريكي الطيب المنقذ للبشرية وليس لامريكا وحدها. والرجل الحديدي Iron Man والرجل العنكبوت Spiderman وروكي ورامبو والفتاة الخارقة وانديانا جونز...الخ، ان هذه الافلام والمسلسلات كانت تعطي الانطباع بان الامريكي شخص بطل وخارق للعادة في بطولته وانسانيته ودفاعه عن الخير ضد الشر، وهو ذكي ويستطيع هو وليس غيره من الامم الاخرى حل كل الالغاز والمشاكل التي تتعرض لها البشرية. وبفضل هذه الصورة النمطية للامريكي كما تطرحه الدعاية الامريكية تكونت سايكولوجيا امريكية عدوانية بصورة متطرفة تقوم ليس على حب البشرية كلها، كما تدعي السينما الامريكية، بل على الانانية وحل مشاكل امريكا على حساب الاخرين خصوصا وان التفوق الامريكي المادي يمنحه (الحق) في غزو الاخرين ونهب ثرواتهم التي (لا يعرفون) كيف يسخرونها لخدمة الانسان!
لكن هذه الصورة اصطدمت بواقع ان الامريكي في الحياة العادية انسان مثلوم السايكولوجيا لانه بلا تاريخ وبلا هوية حقيقية وتظهر هذه الثلمة حالما يتعرض للموت والهزيمة في حروب امريكا، وكانت فيتنام هي الواقعة الاولى التي فضحت تزوير هولي وود للشخصية الامريكية لان الجندي الامريكي هزم هناك شر هزيمة ومرغ انفه في الوحل رغم التفوق الامريكي الكببير على فيتنام، وجاء غزو العراق ليطلق رصاصة الرحمة على صورة البطل الامريكي الذي لا يقهر بعد ان جعلته المقاومة العراقية يقع ضحية كوابيس مرعبة حتى وهو يقظ وفي منتصف النهار كما ورد في مذكرات الكثير من الضباط والجنود الامريكيين.
ومن الضروري ملاحظة ان تأثير السينما على الناس كان مذهلا لدرجة ان عددا ضخما من الناس لم يكن يميز بين البطل على الشاشة والممثل كانسان واقعي بلا بطولة ولا اوهام، وهذا التأثير لم يقتصر على صغار السن والذين مات بعضهم حينما القى بنفسه من شباك بيته مرتديا عباءة مثل سوبرمان لانه كان مقتنعا بانه سيطير مثل سوبرمان، بل شمل حتى كبار السن، وفيما يلي نماذج من هذا التاثير الخطير والمدمر لوعي الانسان :
أ– التأثير على الصغار : يجب ان نذكّر بان اغلب الافلام الشهيرة تبدأ بنشر قصص مسلسلة ومصورة في مجلات اطفال مثل شخصية مارفل الكارتونية وباباي اللتان تحولتا الى فلم عادي فيما بعد، وهذا يؤشر حقيقة ان الاعداد لزرع هوية يبدا منذ صغر الامريكي، وثمة حوادث لا تحصى لخلط الاطفال بين البطل السينمائي والممثل العادي، وقد نشرت صحيفة بريطانية خبرا مثيرا عن طفلة في مدرسة ميريديان الابتدائية في ضواحي جرينتش جنوب شرقي لندن،اسمها بياتريس ديلاب عمرها 9 سنوات كتبت رسالة الى الممثل جوني ديب بطل فيلم (قراصنة الكاريبي) طلبت فيها منه مساعدتها وقالت في رسالتها له (نحن مجوعة من من القراصنة الصغار ولدينا مشكلة في التمرد ضد المدرسين ونحب جدا ان تاتي لمساعدتنا)، وكان الممثل جون ديب في لندن واستلم الرسالة وقام بزيارة المدرسة وهو مرتد لزي القرصان سبارو كما ظهر في الفيلم والتقى بالطفلة والصغار الذين فرحوا باللقاء بالقرصان الذي سحرهم في الفيلم وهم متيقنون انهم مع قرصان حقيقي وليس مع ممثل، ولذلك قال لهم من الافضل ان لا نقوم بتمرد اليوم لان الشرطة في الخارج تراقبني، وطبعا صدقوا ذلك لان القرصان سبارو لا يكذب ابدا!
ان ما تعكسه هذه القصة ومثلها الاف القصص، يؤكد بان السينما غيرت تربية الاطفال في الغرب بصورة وحشية وحرمتهم من البراءة وجعلت فكرة الـتأمر والتمرد تستحوذ على عقولهم الصغيرة نتيجة التاثر بافلام مشحونة بالعنف والقتل المصحوبين باثارة متعمدة تجعلهم عاجزين عن التمييز بين الصواب والخطأ وهو ما دفع طفل الى قتل طفل اخر من اجل الموبايل! والاخطر من كل هذا ان الطفولة ورطت في تفكير خيالي ولا واقعي وهي لم تتكون بعد عقليا ووعويا فيكون لدينا جيل من اطفال عاجزين عن التمييز بين الواقع والخيال، وهكذا وبتوالي واستمرار التأثر بافلام معدة لتغيير النفوس وقولبتها بطريقة محددة عدوانية وسلطوية وعنصرية تنتج امريكا بشرا عدوانيين عنصريين متعالين على الشعوب الاخرى رغم انهم بلا هوية حقيقية!
ب– التأثير على الكبار : ان التأثير لم يقتصر على الصغار فحتى الكبار والمثقفين وقعوا تحت شعور طاغ بان ما يروه في السينما هو واقع وليس تمثيلا، في نزوع تعويضي بائس ومرضي واضح وهو الحنين للبطل غير الموجود في الواقع الامريكي المر. يقول احد المعقبين في منتدى في الانترتيت (لم استطع الاحتفاظ باسمه مع الاسف) : (راندي باوش أستاذ في الحاسب الآلي والمماثلة الافتراضية بجامعة كارنيجي ميلون الأمريكية، اشتهر راندي بمحاضرته التي أسماها “ المحاضرة الأخيرة ” والتي ألف على إثرها كتابا يحمل نفس العنوان يصف حالته بعد إصابته بسرطان البنكرياس ويأس الأطباء من حياته، والدروس التي استقاها والتي من أهمها تحقق أحلامه في الصغر ومساعدة الناس في تحقيق أحلامهم. كان راندي معجبا في صغره بمسلسل “ ستار تريك ” والبطل ويليام شاتنر أو Captain Kirk كما يصفونه في المسلسل. كان راندي يحلم بالمشاركة في المسلسل في صغره وهو ما تحقق له عام ٢٠٠٨ عندما علم القائمون على فيلم “ ستار تريك ” برغبة راندي فاستدعوه للمشاركة في الفيلم وأهداه ويليام شاتنر صورته في المسلسل وعليها توقيعه ورسالة منه لراندي أنه “ لا يؤمن بالسيناريوهات التي لا تفوز ” رفعا لمعنوياته وهي الكلمة التي كان Captain Kirk يرددها في المسلسل). يتابع المعقب قائلا بصواب تام (أن يعجب طفل صغير بممثل فهذا لا يعني أي شيء، لكن أن يكون هذا الممثل “ بطلا ” في عيني طفل صغير، وحلما أن يشارك في نفس المسلسل يكبر معه حتى الأربعينات من عمره – اي ان الحلم بقي اكثر من 30عاما يحتل مخيلته - فهذا أمر يستحق التوقف عنده كثيرا. لطالما كانت السينما - بالنسبة للأمريكيين بالذات - مجالا خصبا للتأثير ودفع الناس باتجاه تبني رؤية ما. كلنا يعرف نظرية ‘ البطل الأمريكي الخارق ’ الذي ينتصر على الأشرار دائما ويصنع المجد لأمته، هل هذه الرؤية موجودة مثلا بالنسبة للسينما العربية؟). انتهى الاقتباس.
ووصل البؤس الامريكي في مجال الهوية والحاجة للبطولة الى حد تصوير الرئيس الامريكي كبطل يقاتل بعضلاته وليس بعقله فقط، ففي فيلم (طائرة الرئيس) يستولي الاشرار على الطائرة لكن الرئيس، ويمثله هاريسون فورد نفس بطل مسلسل انديانا جونز، يقاتل الاشرار برشاش وينتصر عليهم في النهاية، كما ان فيلم (يوم الاستقلال) يصور الرئيس طيارا مغوارا يقاتل مخلوقات فضائية بطائرته وينتصر عليهم! ان تصوير الرئيس في هذه الفترة كبطل يقاتل ليس سوى محاولة لدعم صورة الرئيس التي بدات بالانهيار منذ فضيحة ووترجيت وتورط الرئيس نيكسون فيها بالكذب وبدأ حملة لتحطيم صورته وكان تحطيم صورة الرئيس ضرورة امريكية بعد ان برز رئيس قوي كاد ان يتجاوز (اتفاقية الجنتلمان) وهو جون كنيدي الذي قتلته المخابرات الامريكية وتقرر بعد ذلك منع وصول رئيس قوي اخر فرأينا رؤوساء ضعفاء جدا مثل مزراع الفستق جيمي كارتر والممثل الساذج رونالد ريجان، ولكن، وبعد انهيار الكتلة الشيوعية، وجدت حاجة لرئيس قوي ومحترم وموضع ثقة الامريكيين ولكنه يجب ان يكون أيضا ساذجا او اسير عقائد ايديولوجية، لقيادة امريكا بقوة واقتدار من اجل غزو العالم بعد بدء انهيار الكتلة الشيوعية في عام 1989 والبدء بهذه العملية من العدوان على العراق في عام 1991، لذلك كان لابد من اعادة رسم صورة الرئيس الامريكي وجعله بطلا مغوارا وعنودا وايديولوجيا حتى لو كان غبيا مثل بوش الابن.
ج– والتأثير الذي تحدثه السينما الامريكية لم يقتصر على الامريكيين فقط فقد شمل العالم كله، واعرض بعضا من مقال لكاتب عربي هو وصف حاله وشخص تاثير الافلام علينا، فتحت عنوان (تصفيق للبطل الأمريكي) كتب كامل نصيرات يقول بعد مشاهدة عدة افلام امريكية دفعة واحدة وهو في الخامسة عشر من عمره في دار سينما (ستة أفلام بنص ليرة..يعني عرض متواصل..ما زلتُ أذكر أحد الأفلام كالحلم..فيلم أمريكي حربي..كلّو خلعات وبكوس وكفوف..الفيلم مليان فشك..ومليان جثث..ومليان ليل..كان الفيتناميون مْشَنعين بأبو إللي جاب الأمريكان (هيك كان بالفيلم الأمريكي)..وكلما ظهر بطل الفيلم الأمريكي..تقوم السينما وما تقعد من التصفيق والتصفير وألفاظ تجرح الأذن..!!..هل فهمتم ماذا أحكي..استوعبتم الموقف جيّداً..؟؟ أُعيد مرّة أخرى..وركزوا شوية.. البطل الأمريكي يقتل الفيتناميين ونحن نصفق له ونصفِّر! رائحة السينما أكثر من كريهة..ريحة بني آدمين من خمسة شهور مش متحممين..ريحة عرق وعرق..ريحة آغو..ريحة كل شيء عفن.. إلا رائحة الوجع العربي..غابت عن هذا المكان..!!) ويواصل قائلا : (وكبرتُ..وكبر معي تشتّتي..فهمتُ كل شيء..وبقيت نقطة عالقة في دماغي...كيف نسب ونشتم أمريكا على مدار الساعة ومدار النَّفَس..وما زلنا ندخل السينما ونصفق ونصفِّر للبطل الأمريكي..؟؟!!..) هنا يشخص الاستاذ كامل مشكلة خطيرة وهي اننا نصفق للامريكي حينما يقتل الاخرين كانما نصفق له وهو يقتلنا كما فعل في العراق دون انتباه الى اننا ندعم القتل والعدوان بتأثير سحر السينما وسايكولوجيا التأثر بالبطل! وتلك اخطر امكانيات هولي وود.
5 - اشار الدستور الامريكي مبكرا الى ان امريكا لديها رسالة للعالم وهي نشر القيم الامريكية في الحرية الفردية والليبرالية والنظام الرأسمالي المفتوح، وهذه الاشارة كانت البذرة التي نمت منها فكرة تزعم امريكا للعالم كله، والذي عبر عنه جورج بوش الاب في عام 1989 حينما كان رئيسا لامريكا بقوله (ان القرن القادم سيكون قرنا امريكيا).
6 - تعمد تعظيم امريكا في الاغاني والمسرحيات والبحوث وتنمية الاحساس بعظمتها لدى الاطفال والشباب. ويعبر عن هذه التربية في ترديد الامريكيين باستمرار (انني امريكي) بتعال وفخر وتحد احيانا للاخرين. هذه التربية تعززها القوانين الامريكية التي تمنع تسليم الامريكي للعدالة في بلد اخر حتى لو قتل وانتهك القوانين وتدخل امريكا وممارستها الضغوط الشديدة لاطلاق سراح الامريكي عندما يرتكب جرما في الخارج، مما يزيد من النزعات العدوانية الامريكية.
7 - تصوير الغزوات الامريكية على انها حرب ضد الشر وممثليه الذين يهددون امريكا ونمط حياتها الفريد ومحاولة تثبيت فكرة وجود عالمين : عالم الشر وعالم الخير وحتى افلام الكارتون كانت مزدحمة بهذه الافكار.
بهذه الاساليب وغيرها، وفي فرن الرفاهية والتفوق على العالم الذي لا يذيب او يزيل بل يغير شكل وطبيعة تربية وتأثيرات ما قبل امريكا، نشأت فكرة ان امريكا امة من طراز خاص افضل من غيرها وانها مسؤولة عن انقاذ البشرية بذكاء ابنائها وشجاعتهم...الخ وكانت فترات الحروب، التي بلغت اكثر من 40 حربا خاضتها امريكا منذ نشوءها ضد شعوب اخرى، وهو رقم لم يتفوق عليها فيه احد في التاريخ الحديث، عبارة عن نزهات لان امريكا الشابة والقوية والمتفوقة كانت تتحمل تكاليف تلك الحروب ولا يشعر بثقلها وتحدياتها المواطن العادي، خصوصا وان الانخراط في الجيش اختياريا وليس اجباريا.
ولكن جاء وقت كشف المستور بغطاء السينما والتوهم فحروب فيتنام والهند الصينية في الستينيات فتحت ثغرات كبيرة في الجدار النفسي والاجتماعي والاقتصادي الامريكي، وازدادت هذه الثغرات كبرا بعد توقف امريكا عن الغزو والتوسع الامبريالي مؤقتا في السبعينيات والثمانينيات، نتيجة هزيمتها وتفجر ازماتها البنوية وكان ذلك عاملا خطيرا دفع الى التوقف المؤقت هذا، خصوصا وان مجتمع الرفاهية والامان اخذ بتبخر تدريجيا مع دخول النظام الراسمالي في امريكا مرحلة الشيخوخة، وهو امر متوقع.
لذلك وجدت امريكا نفسها بمواجهة مفارقة خطيرة : فهي تتقدم نحو تحقيق (حلم القرن الامريكي) بدون رادع دولي لكنها فقدت صورة الامريكي البطل والخارق في شجاعته بعد ان راي العالم امريكا بكل عنفها المفرط ضد العراقيين وقوتها العسكرية غير المسبوقة وامكانياتها التكنولوجية الفريدة واموالها التي تطبعها بلا حدود عاجزة عن مواجهة المقاومة العراقية رغم انها يتيمة وبلا دعم من اي قوة اقليمية او دولية! فهل تتيرك الفرصة تمر وهي فرصة لن تتكرر وانتظرتها امريكا عقودا طويلة؟ ام تفعل شيئا ما لتتمكن من التقدم والتخلص من ارث الازمة البنيوية التي تضخمت بعد عام 2006 نتيجة كارثة تكاليف غزو العراق الهائلة والتي بلغت اكثر من ثلاثة تريليونات دولار وهو رقم فلكي ومرعب؟ الجواب كان الحل الوحيد هو تولي هولي وود القيادة فعليا لخطط امريكا الخارجية والداخلية وتراجع القبضة الحديدية للقوات المسلحة وتقدم اليد الحريرية لهولي وود التي وضعت في حالة انذار تحت قيادة المخابرات الامريكية مباشرة هذه المرة! هل من المعقول ان تتولى هولي وود قيادة امريكا؟ وكيف؟
يتبع......
25/6/2011
Almukhtar44@gmail.com
منتدى هديل صدام حسين
الخميس 28 رجب 1432 / 30 حزيران 2011
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (3)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملاك صدام حسين :: المنتدى الفكري والثقافي***(حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية) :: مقالات ودراسات حزبية-
انتقل الى: