ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملاك صدام حسين

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 39

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صلاح المختار
عضو جبهة التحرير العربية



عدد المساهمات : 147
تاريخ التسجيل : 27/12/2011

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 39 Empty
مُساهمةموضوع: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 39   اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 39 Emptyالأحد يوليو 29, 2012 10:12 am

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 39 552657368
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 39
صلاح المختار
تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج 9

بخلاف ما جرى في اوربا الشرقية من تغييرات سلمية تقريبا فان ما حصل ويحصل في الوطن العربي تميز باللجوء للعنف في اعلى اشكاله وحشية وضراوة ليس من قبل النظم الاستبدادية فقط، وهو امر ينسجم مع طبيعتها القمعية، بل من قبل من بعض المتظاهرين ايضا الذي مارس العنف والقتل والتعذيب، وهو امر لا ينسجم مع شعار (سلمية) الذي رفع، وتلك الظاهرة الملفتة للنظر بقوة سجلت بوضوح تام في اليمن وسوريا وليبيا والبحرين، رغم الانكار الساذج او المتساذج لها في اليمن والبحرين وسوريا ايضا حتى وقت متأخر، حصل هذا مع ان التدريب الامريكي للنخب على ما يسمى ب (الثورة السلمية) يطلب عدم استخدام العنف من قبل المتظاهرين.
والعنف تراوح بين قتل العشرات شهريا كما حصل في مصر واليمن والبحرين، او الابادة المتبادلة لمئات بل لالاف الناس كما حصل ويحصل في ليبيا وسوريا والعراق، وكانت تونس الاقل ضحايا لان انتفاضتها تميزت بانها الوحيدة العفوية في توقيت تفجرها فقط كما اثبتت الاحداث. وثمة ملاحظة مهمة جدا لا يجوز اهملها باي شكل وهي ان العنف والقتل العشوائي للمواطنين لم يكن من فعل الطرفين المتصارعين فقط بل كانت الكثير من حوادث القتل الجماعي او الفردي من عمل فرق موت مدربة وقناصة من المرتزقة تنتمي لشركات امنية امريكية او صهيونية دربت على القتل اثناء الازمات الكبرى لتهييج الرأي العام وتعقيد الصراعات وتبرير رفض التحاور مع النظام، وهذه حقيقة اثبتتها الاحداث من العراق الى ليبيا مرورا بمصر وتونس واليمن، حيث كان القتل العشوائي يتم بواسطة تلك الفرق من المرتزقة، واحيانا تقوم به فرق كوماندوس امريكية او اسرائيلية خصوصا حينما يتعلق امر القتل بابادة الخبراء العرب في مجالات حساسة مثل التكنولوجيا النووية او العسكرية، واخرها قتل اهم خبراء صنع الصواريخ في سوريا بدم بارد مع انه كان ثروة لسوريا كلها.
في الاقطار العربية اللجوء للعنف سببه واضح فالبلدان الاوربية الشرقية تختلف عن مجتمعاتنا فهي مجتمعات اندثرت فيها القبلية وبقيت تأثيرات الدين قائمة لدى بعضها ووصلت مرحلة المجتمع المدني، الذي يتعلم فيه الانسان مبادئ التعايش السلمي مع ابناء القبائل الاخرى كمواطنين متساوين وقبول التحكيم القانوني وحمايته وليس حماية وتحكيم القبيلة، بينما مجتمعاتنا مازالت، في غالبيتها، تتأثر وبدرجات مختلفة بالقبلية والعرقية والطائفية والعائلية لان بيئة التخلف فيها هجينة، فهي ليست مجتمعات مدنية خالصة وانما هي مجتمعات مدنية في طور النشوء ولم يكتمل تكونها بعد ودفعت فيها القبلية وعلاقات ما قبل الامة للخلف واضعفت فقط ولم تجتث من الجذور، كالعراق ومصر وسوريا، او هي مجتمعات ما قبل الامة والدولة الوطنية وتحكمها علاقات القبيلة والدين مثل اليمن وليبيا، فيكون طبيعيا بروز نزعة الثار والحسم بالقوة استنادا لتقاليد متوارثة. وهذه الحقيقة العيانية تعرفها امريكا واسرائيل معرفة كاملة لذلك فانهما تعمدتا اللجوء لتحريك واستغلال علاقات ما قبل الامة والوطنية لاعادة الاقطار التي تقدمت وتكونت فيها بدايات المجتمع المدني الى المرحلة السابقة لتحقيق الردة الى علاقات الماضي، كما حصل في العراق ومصر وسوريا، او انها عززت القبلية والتقاليد الاقطاعية كما حصل في اليمن وليبيا، والهدف الكبير اعادة العرب لعصر حروب داحس والغبراء حيث الحروب الاهلية تندلع بسبب قتل جمل او فرس ويذهب ضحيتها الالاف او المئات وتدوم سنوات وربما عقود. ويجب ان لا نهمل حقيقة بارزة وهي ان عنف بعض المعارضة احد اهم اسبابه الذاتية – البنيوية - عنف النظم وقمعها التاريخي للناس والذي ولد نزعات ثار متكونة بفضل الخوف لذلك ما ان تسنح فرصة للانتقام والثار حتى نواجه العنف المنفلت من كل ضابط ورادع في صور هي الاكثر بشاعة ووحشية كما رأيناه في مقتل القذافي وعمليات الابادة للمدنيين العزل في سوريا التي قامت ببعضها عناصر من المعارضة مثلما قامت عناصر من النظام بمثلها.
هنا برز التناقض الفاضح والساذج، او المتساذج، بين شعار (ثورة سلمية) وهو ما درب عليه بعض الشباب من قبل المخابرات الامريكية وبين استخدام هؤلاء للعنف في اسوأ اشكاله، كما حصل في اليمن والبحرين مثلا، لان العنف السلطوي كان احيانا رد فعل على عنف بعض المتظاهرين، وبما ان السذاجة السياسية موجودة لدى الكثير من المشاركين في التظاهرات فان شعار (سلمية) كان يبدو كأهانة لعقل ووعي من يراقب ويرى ويعيش ما يحدث ويعرف حقيقة ما يجري، بعيدا عن الدعاية السوداء لقناتي الجزيرة والعربية وغيرهما اللتان تشنان حملات كذب وتلفيق وتمثيل مشاهد عنف وقحة جدا كشفت وسلطت الاضواء عليها! وكانت ابرز مظاهر السذاجة او التساذج في شعار (سلمية) هو رفض بعض اجزاء المعارضة لاي حوار مع السلطة حتى عندما تكون مستعدة لتقديم التنازلات، كما حصل في اليمن والبحرين، فكيف تحل المشكلة سلميا، ومع من تحل سلميا اذا كان هذا البعض من المعارضة يرفض الحوار مع النظام؟ ولكي نرى بوضوح هذه السذاجة او التساذج علينا تذكر ان المعارضات في اوربا الشرقية تفاوضت مع النظام لاجل رحيله دون دماء.
10– اثبتت الاحداث التي عشناها ومانزال نعيشها ان النخب الشبابية التي دربت واعدت في معاهد الديمقراطية الامريكية كانت ساذجة سياسيا رغم انها كانت متعلمة وتعرف اصول استخدام الانترنيت وتتقن افكار ملقنة مثل الديمقراطية وحقوق الانسان والليبرالية...الخ. وتبدو سذاجتها مجسدة في واقع الحال حيث ثبت عجزها التام فبعد ان قادت عملية تفجير الانتفاضة في مصر انتقلت قيادة العملية الى يد رجالات السلطة نفسها والى الاخوان المسلمين المتحالفين مع العسكر بقرار امريكي لم يعد سرا، وكان تنظيم الاخوان في البداية ضد الانتفاضة الشعبية المصرية العظيمة. وهكذا عزل حتى الشباب التابع لامريكا ليس لانه عميل، وبعضهم طبعا عملاء، بل لانه ساذج سياسيا وبدون خبرات العمل الثوري، وافكاره العامة عفوية وغالبا فوضوية بالمعنى الشعبي للفوضوية وليس الفلسفي لها. لقد اثبتت التجربة ان امريكا تعمدت اختيار هذا النوع من الشباب الساذج سياسيا واحيان الامي سياسيا كما راينا ذلك في اليمن، لتحقيق اهداف خطيرة جدا. لذلك لا مفر من الاستنتاج بان النخب المتعلمة ونصف المثقفة اخطر من الاميين والغوغاء.
11 – ان تعمد تدمير القوات المسلحة وتفكيك اجهزة الدولة ومنع الوزارات من العمل كان جزء من الاعداد الامريكي لنشر الفوضى وانعدام الخدمات، فلقد كان بالامكان تحقيق التغيير واسقاط النظام ولكن بدون تدمير الدولة، خصوصا بدون تفكيك القوات المسلحة وقوى الامن، فمثلا كان ممكنا في العراق وسوريا واليمن وليبيا ابقاء اجهزة الدولة واستخدامها في حماية التغيير، وكانت امريكا تستطيع ضمان ذلك لانها بكل قوتها تقف خلف التغيير وستجد القوات المسلحة واجهزة الدولة الخدمية نفسها مضطرة للتكيف وتنفيذ ما يطلب منها مع اجراء تغييرات طفيفة في القيادات العليا. لكن الذي حصل هو التعجيل بانهاء دور القوات المسلحة وقوى الامن وتعطيل المؤسسات الخدمية كالكهرباء والماء والوقود والاكل..الخ، فسادت الفوضى والقتل والنهب وارتد المجتمع الى حالة اسوأ من شريعة الغاب، لانه لم تكن هناك اي شريعة تحكم فرق الموت والنهابة في اليمن والعراق وسوريا وليبيا، وراينا صورا كارثية ومأساوية لم يكن احدا يتصور انها ستحدث في اقطارنا. هل كان ذلك صدفة او خطأ عابر؟ وهل يمكن تجاهل حقيقة مقلقة وبارزة وهي ان ما يحدث، من قتل لالاف الابرياء وتخريب الامن والخدمات وتبديد الثروات وهي شحيحة اصلا في الاقطار المستهدفة، لم يخدم الا اسرائيل وامريكا وغيرهما؟
الحل التاريخي : ماهو؟
ربما يقول البعض بان ما حصل ووجود نخب شبابية قليلة الخبرة وقصيرة النظر على رأس الانتفاضة خصوصا في مصر ناتج عن غياب القوى الوطنية التاريخية المجربة وفشلها او تمزقها وتدهور جماهيريتها - ويجب ان نلاحظ بان هذا الطرح يحمّل القوى الوطنية المسؤولية ويبرئ امريكا وغيرها - فجاءت هذه النخب وملأت الفراغ فكان ما حصل عملا ناقصا وهو افضل من عدم تحقيق شيء. هذا المنطق ورغم وجود بعض الصحة فيه تبريري وخاطئ من حيث الجوهر وتنقضه الحقائق الميدانية التالية :
1 – نعم هناك قوى وطنية فشلت ولم تقدم شيئا، ولكن هل هذه كل الحقيقة؟ كلا فهي نصفها، اما نصفها الاخر فهو الذي يتم التعتيم عليه عمدا وتخطيطا باقتصار التركيز على تجارب فاشلة فقط مما يؤكد ان هناك مخططا للتعتيم على تجارب ناجحة وعظيمة وانموذجية في نجاحها بهدف شيطنة كل القوى الوطنية خصوصا تلك التي نجحت وانجزت ودحرت خطط التعجيز تلك، بدليل ان العراق ومنذ عام 1968 بدأت فيه وتبلورت على ارضه نهضة كبرى وغير مسبوقة عربيا وتم تغيير المجتمع جذريا، وكانت من اهم مظاهر النجاح العظيم انهاء الفقر والامية تماما وليس جزئيا، وكل منهما بمفرده كاف لجعل تجربة القوى الوطنية في العراق ناجحة بكل المعايير، فدلونا على تجربة انهت الفقر والامية كليا وخلال اقل من عقد من الزمان. ولتقدير قيمة هذين الانجازين نذكّر بان امريكا فيها اكثر من اربعين مليون امريكي يعيشون تحت خط الفقر حتى الان، وفيها امية حقيقية ومطلقة ونسبية حتى الان رغم انها اغنى واعظم دولة واكثرها تقدما.
كما ان النظام الوطني وضع حدا للتخلف العلمي والتكنولوجي وظاهرة الاعتماد الطفيلي على الغير وانشأ (جيشا) كبيرا من العلماء والمهندسين ووصل حدود اتقان الصناعة النووية، فقد اخترع طريقة ثالثة في تخصيب اليورانيوم وهي طريقة عراقية خالصة، وصنّع الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى ووضع صاروخا تجريبيا في مدار حول الارض، وهذا بحد ذاته نقلة نوعية في وضع العرب هزت امريكا والصهيونية ووضعتهما امام تحد خطير. ووفر النظام الوطني الطب المجاني والتعليم (الاولي والعالي) المجاني وهما انجازان عظيمان حررا الشعب من الخوف من المرض والتخلف...الخ، ولنعرف قيمة هذا الانجاز لابد من الاشارة الى ان امريكا ليس فيها طب مجاني ولا تعليم مجاني رغم ثراءها الفاحش، كما ان الضمان الاجتماعي في الاتحاد الاوربي يستقطع من الضرائب في حين ان مجانية التعليم والطب في العراق كانت ممولة من الدولة وليس من الضرائب. هذه بعض انجازات النظام الوطني البعثي التاريخية الكبرى وغير المسبوقة عربيا وليست كلها ونحن نكتفي بها لتأكيد ان تجارب القوى الوطنية الحزبية والسياسية ليست كلها فاشلة، بل لابد من التذكير بان النجاح في حالة العراق كان العامل الاهم في تبني امريكا والصهيونية واوساط اخرى ستراتيجية تدميره كليا واجتثاث مقومات نهضته وعواملها واداوتها عبر غزو شامل عد حربا عالميا بكل المقاييس، ولذلك لابد من التذكير دائما وبلا كلل بحقيق مهمة وهي العراق استهدف لانه حقق هذه الانجازات ونجح وتقدم وتجاوز عتبة التخلف ووصل بوابات نادي الدول المتقدمة، وليس لان نظامه كان ديكتاتوريا او نتيجة وجود اخطاء.
ان الحقيقة الساطعة التي لم يعد احد قادرا على اخفاءها هي ان الغرب الامبريالي والصهيونية لديهما خطط قديمة معروفة، احداها خطة بنرمان رئيس وزراء بريطانيا في بداية القرن العشرين وضعت بعد اكتشاف النفط العربي، تقوم على منع العرب من تحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي وانهاء الاستغلال والفساد والاستبداد وتحقيق الوحدة العربية او اي شكل من الاتحاد والتضامن الجاد بين العرب، لكي تقوم اسرائيل وتبقى وحدها (واحة تقدم وديمقراطية)، كما وصفها الغرب وكما وصفت نفسها طوال عقود، وتتجنب خطر العرب اذا تقدموا نهضوا وتحدوا وتحققت العدالة الاجتماعية، خصوصا اذا اتخذت العدالة الاجتماعية صيغة الاشتراكية التي تعد وطبقا لكل تجارب ما بعد انهيار الشيوعية الحل الوحيد الناجح لمشاكل الفقر والتخلف والامية والظلم.
لذلك علينا تذكر حقيقة لابد من تذكرها دائما كي لا نظلم انفسنا ونظلم من ضحى من اجل تحقيق النهضة والتقدم وهي ان تجارب النهوض العربي الناجحة او نصف الناجحة عمل الغرب، وخلفه وامامه وفوقه الصهيونية، على تحطيمها من الخارج بعد ان فشلت محاولات الافشال من الداخل، كما حصل للعراق بغزوه في عام 2003 بعد حصار كارثي طويل وتدمير كل شيء بصورة منظمة ومقصودة خصوصا اغتيال العلماء والفنيين والمثقفين والتكنوقراط والقادة السياسيين والعسكريين المجربين..الخ. وسجل التاريخ والواقع ان البعث نجح في تحقيق انجازات كبرى غيرت وجه العراق جذريا ودفعته ليحتل مركزا مرموقا في عالم التقدم العلمي والتكنولوجي والنهضة الاجتماعية والثقافية وتوفير الرفاهية لكل العراقيين، وهذه الحقيقة هي التي اجبرت امريكا والغرب ووراءهما اسرائيل على شن الحرب العالمية الثالثة على العراق والتي لم تشن على غيره، ولو لم يكن عراق البعث ناجحا بالمقاييس العالمية فهل كانت امريكا ومن اصطف معها تتحمل تكاليف اخطر الحروب واثقلها ماديا وبشريا؟
2 – الفراغ اذن نشأ نتيجة تنفيذ خطط معادية، سياسية واقتصادية وثقافية ومخابراتية، منظمة لافشال القوى الوطنية وتحطيم صورتها عبر تعجيزها عن تنفيذ مشاريعها وخططها، من جهة، وشيطنة هذه القوى وتنفير الرأي العام منها عبر تأليف الاكاذيب او تشويه الحقائق من جهة ثانية، كما حصل مع البعث في العراق تمهيدا للغزو، ونذكّر بقصص اسلحة الدمار الشامل والصلة بالقاعدة والمقابر الجماعية وقصة حاضنات الاطفال في المستشفيات الكويتية، وهي الاكاذيب التي استخدمت لشيطنة البعث والعراق وتسويق غزوه ولكن ثبت فيما بعد بانها كانت اكاذيب مدروسة. واخيرا فان القوى الوطنية ونتيجة لنقص الخبرة وهيمنة ثقافة الاقصاء عليها جميعها ارتكبت اخطاء كثيرة في مجرى عملها فعدت اخطاء كان يجب ان لا تقع مع انها اخطاء بشرية ونتاج تربية اجتماعية قديمة، ونحن البعثيون من بين من ارتكب اخطاء اثناء تسلمنا للحكم في بيئة عامة ملغومة بثقافة الاقصاء المتبادل والاحتراب الدموي بين القوى الوطنية كافة.
لذلك فان ملأ الفراغ بنخب شبابية، حتى لو افترضنا انها كلها وطنية، ناقصة التأهيل والتكوين الثوري ليس هو الحل بل هو مقدمة للحل المضاد اي تدمير الامة بفوضى العجز وغياب الرؤية الستراتيجية، خصوصا تكرار الاخطاء التي ارتكبتها القوى الوطنية وارتكاب اخطاء اكبر واكثر بسبب نقص التجربة والاعداد الاجنبي السيء لها.
3 – كما ان العدو المشترك (امريكا والصهيونية وايران) اعتمد ستراتيجيات بعيدة المدى، وليس هبات عاطفية قاصرة، بدأ تنفيذها منذ عقود بطريقة الخطوة بعد الخطوة ووصل الى النجاحات التي نراها بفضل تلك النظرة الستراتيجية لابد ان يكون خيارنا الرئيس هو العمل الستراتيجي الواضح الاهداف والمراحل وعدم انتظار معجزات فورية. فبعد ان انهكت او شرذمت اغلب القوى الوطنية في الوطن العربي من المحيط الى الخليج العربي، وشكك بها وبأهليتها للقيادة وشيطنت، واغتيلت مئات الكوادر الوطنية، لا مفر من خيار العمل الستراتيجي الشامل والجاد والطويل النفس والذي يقوم اولا، وقبل كل شيء، على توفير قاعدة النصر الاولى وشرطه المسبق وهو اعادة الثقة بين القوى الوطنية كلها (وطنية وقومية واسلامية) والاعادة في الواقع هي بناء للثقة تدريجيا وعبر النضال المشترك في مناخ ديمقراطي حقيقي يتجاوز الانانية الحزبية وثقافة الاقصاء ويعتمد معايير ديمقراطية شعبية حقيقية وليس اساليب قسر والحاق. واذا تعذر بناء هذه الجبهة الكبيرة فمن الضروري تمتين بنية الحزب وتطويرها في الاقطار العربية كي تتولى النضال حتى ولو بشكل منفرد وتقنع الاخرين عبر النضال بالالتحاق به في جبهة الشعب الموحدة. ان هذه القوى ليست فقط قوى وطنية بل هي ايضا قوى ذات خبرات عميقة وشاملة بقضايا البناء ومواجهة تحديات البناء للارض والانسان، ولديها جيوش من العلماء والعسكريين وخبراء الدولة والدبلوماسية، والاهم انها قوى عقائدية، او على الاقل، لديها منهج فكري يعد البوصلة الحتمية لتجنب الضياع في متاهات العفوية والفوضى التي نراها الان نتيجة عفوية شباب الانتفاضة، واخيرا وليس اخرا هذه القوى تعرف قيمة وجود ستراتيجية عمل تمنع الفوضى والعفوية وتضمن تنفيذ الخطط باقل الخسائر، وتلك من اهم شروط بناء نظام وطني ديمقراطي أئتلافي وتحرري في ان واحد بديل عن النظام الذي اسقط.
وعلينا ان ننتبه الى ان مطلب انشأء بديل عن القوى الوطنية التاريخية ليس اكثر من توريط متعمد في عملية خطيرة عبثية وفاشلة سلفا لان اي حزب او تنظيم سينشأ لن يكون الا استنساخا رديئا وشكليا ومزورا للقوى الوطنية التاريخية ولو باسماء اخرى والتي مثلت كافة التوجهات الفكرية والسياسية، لان الحزب، اي حزب، لابد ان يمثل فكرا او عقيدة معينة ويتميز بها وهو لذلك ليس تعبير عن رغبة فردية او كتلوية، بل هو ضرورة اجتماعية وسياسية وتاريخية حية. وهنا تظهر اهمية هويته الفكرية واهدافه المحددة كي لا تصبح عملية انبثاق الاحزاب مصدرا اخرا للتشرذم وتبديد طاقات الشعب. وتلك خطة رايناها تطبق في العراق بعد الاحتلال، حيث انه وزع ملايين الدولارات على الافراد والكتل لانشاء احزاب الفرد الواحد او الكتلة الصغيرة، فظهرت فجاة احزاب بلغ عددها اكثر من 300 حزب كلها متشابهة وليس بينها اختلاف حقيقي لانها مجرد اسماء فارغة!
وكان ذلك من ممهدات الافساد المنظم للافراد والشرذمة المبرمجة للجماهير المبنية على دعم نوازع الانانية الفردية القاتلة. واحزاب بهذه الطبيعة الخالية من الهوية الفكرية والتميز السياسي وتعبيرها عن مطامح فردية، مرضية غالبا، لا تستطيع سوى ان تقع في اخطاء شنيعة ومدمرة اكبر واخطر من اخطاء الاحزاب الوطنية، بينما الاحزاب الوطنية التي عرفت اخطاءها وحددتها بنظرة نقدية تصحيحية تستطيع تجنب تكرارها وتبدأ بعمل ناجح وصحيح وليس من الصفر، ولهذا السبب فان القوى المعادية تشجع الاحزاب التي نشأت مؤخرا على ارتكاب الاخطاء والخطايا، وهذا ما لاحظناه في العراق المحتل حيث كان الاحتلال الامريكي والايراني يزرع الفساد وينشره ويشجع وشراء الضمائر باسم الديمقراطية والتعددية السياسية.
من هنا فان مطلب تشكيل قوى جديدة لتملأ الفراغ ليس سوى تخطيط لارتكاب مسلسل اخطاء اكثر قتلا وتخريبا، وهذا هو المطلوب امريكيا واسرائيليا، اي تكرار نفس الاخطاء رغم تغيير النظم، لان ذلك يزرع اليأس من الحل الوطني الحقيقي ويمهد للحل الامبريالي – الصهيوني، اي القبول بالرضوخ لامريكا واسرائيل كحل عملي لابد منه.
وقد اثبتنا بما تقدم ان ثمة فرق بين حركة زلزالية واحدة ورد فعلها وحركات زلازل متعاقبة ورد فعلها المختلف نوعيا، فحينما يحدث زلزال واحد في بلد من العالم الثالث غير مستعد له تبدا حملة بشكل هبة نشامة واهل غيرة دون تحسب مسبق لمعالجة الاثار كلها، ويمكن في هذه الحالة النجاح لان الزلزال كان واحدا وانتهى ولم تبقى الا اثاره وفي هذه الحالة تكفي هبة النشامى لمعالجة اثاره، وتلك هي العفوية في العمل العام. ولكن ماذا يحصل حينما تكون هناك سلسلة زلازل متعاقبة ثانيها اقوى من اولها وثالثها اشد دمارا من ثانيها وهكذا دواليك؟ بالطبع سوف تستنزف نشمية وغيرة الناس وكرم اخلاقهم ويتعبوا ويتحولون من منقذين نشامى الى ضحايا يحتاجون هم انفسهم للعون بعد خراب بيتهم وانقطاع التيار الكهربائي عنهم وتلوث المياه في حنفياتهم الخ، وهكذا تحل الفوضى والجوع وتتفكك الدولة، او على الاقل تضمحل امكانياتها الخدمية والامنية ويبدأ اللصوص بالسطو المسلح وتتحول مراكز الشرطة الى مقرات للعصابات، ويكون الحل هو اما الموت او انتظاره، او الهجرة الى مكان بعيد فيه امن ولو نسبي، وهذه الحالة لاتواجه بالهبات العفوية للنشامى بل تعالج فقط بوجود مخطط شامل يحشد كل القوى لمواجهة زلازل متعاقبة تدمر اغلب الخدمات فيكون اول اهداف المخطط المحافظة على مصدر الحياة وهو الخدمات والطعام والطب والماء...الخ، ثم يعاد بناء ما دمر من طرق ومؤسسات وغيرها، وتلك هي الستراتيجية.
نحن نرى كيف ان اليابان وامريكا تخططان لمواجهة زلازل متعاقبة ومدمرة حتى لو كان احتمال وقوعها 1 % لان الامر يتعلق بمصير الشعب ومستقبل الدولة ولا يجوز المغامرة بمصائر الناس بعدم التدبر المسبق، لكن الكثير منا لم يصل بعد الى هذا المستوى من بعد النظر، ولعل ابرز الادلة هو ما يحدث، فالكثير من مثقفينا ونخبنا نسوا الف باء العمل الحديث وهو التخطيط البعيد المدى واستسلم هؤلاء نتيجة اليأس للحل المجهز لنا من قبل الد اعداءنا وهو الموت البطئ في الشتاء النووي المغلف بتسمية جميلة (الربيع العربي)، وهذا امر طبيعي، فهل يقدم لنا العدو المشترك الا الحلول المهلكة؟ وهل ما يجري منذ عام ونصف شيء اخر غير الاهلاك المنظم؟ وفي بيئة الاهلاك المنظم هل يصبح طلب تدخل خارجي امرا مذموما كما كان الحال قبل الشتاء النووي الحالي؟
يتبع.....
26/7/2012
Almukhtar44@gmail.com
الخميس 7 رمضان 1433 / 26 تموز 2012
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 39
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملاك صدام حسين :: منتدى التقرير ومقالات-
انتقل الى: