الرفيق/ محمد محمد الزبيري الأمين القطري المساعدفى حوار مع "رسالة البعث": حزب البعث قطر اليمن أدى دوراً مهماً فى الدفاععن قضايا اليمن الوطنية والقومية بقلم/
متابعات البعث
نشرت صحيفة "رسالة البعث" حواراٌ شاملاٌ مع الرفيق/ محمد محمد الزبيري الأمين القطري المساعد لحزب البعث والأهمية ما جاء فيه من قراءة لتاريخ البعث ودوره الوطني والقومي نعيد نشرة كاملاٌ لقد أدى حزب البعث العربي الاشتراكي دوراً مهماً في الدفاع عن قضايا اليمن الوطنية والقومية، وفي خدمة أهداف أمتنا العربية .
ولإلقاء الضوء على مسيرة حزب البعث في اليمن وإبراز دوره في الساحةالسياسية اليمنية خصوصاً والساحة العربية عموماً. التقينا الرفيق محمدالزبيري الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي- قطر اليمنليتحدث عن بدايات البعث في اليمن، وأبرز محطاته النضالية لاسيما المحطةالأولى من عام 1950 وحتى ثورة أيلول 1962 .
_ حبّذا لو تتحدثون عن نشأة حزب البعث العربي الاشتراكي _قطر اليمن.
كانت البداية الأولى لنشوء حزب البعث العربي الاشتراكي في اليمن عندماقدم إلى عدن من دمشق المناضل المرحوم موسى الكاظم للتدريس فيها حاملاً معهدستور البعث الذي أقرّ في مؤتمره القومي الأول المنعقد في 17/نيسان عام1947م ، وتبعه الأستاذ المرحوم محمد أحمد نعمان، والأستاذ المناضل عبدالله فاضل، والأستاذ المناضل أحمد محمد حيدر.
وتدلّ تواريخ الأنشطة على البداية الفعلية لنشاط البعث في اليمن عام1950م بعد عودة عدد من الرفاق الدارسين في سورية والعراق والقاهرة.. حيثكانت رياح البعث وتأثيراته واسعة على مستوى الساحة العربية ونضالاته ضدّالاستعمار والرجعية والتجزئة والتخلف .
نودّ أن تتحدّثوا عن مسيرة الحزب في اليمن، وأبرز المحطات الرئيسة في هذه المسيرة؟
لقد أسهمت هذه النواة في إيقاد شعلة البعث في عام 1950م في عدنوحضرموت، وقد امتدت مرحلة التبشير لأفكار الحزب حتى عام 1957م، وتركزتشعاراتها على :
1- الدعوة للتحرر من الاستعمار البريطاني.
2- إقامة الوحدة والديمقراطية.
3- الربط بين قضية الوطن شماله وجنوبه والدعوة لوحدته.
4- العمل على بلورة الحس الوطني والقومي لدى المواطن.
وعندما تبلور مفهوم العمل التنظيمي بقواعده وأسسه المتعارف عليها،أسّس الأستاذ المناضل محسن أحمد العيني في النصف الثاني من عام 1975م أولحلقة حزبية في عدن، تكوّنت من الرفاق ( عبدالله فاضل، محمد سعيد المسواط،أبو بكر الحبشي، محسن العيني، عبد القادر عسقلان " فلسطيني" وترأسها عبدالله فاضل لفترة قصيرة، ثمّ انتقلت مسؤوليتها إلى الرفيق محسن العيني .
وفي بداية عام 1957م أسّس الرفيق الدكتور عوض عيسى بعد عودته مندراسته الجامعية في الجمهورية العربية السورية واستقراره بالعمل بمستشفىالمكلا، وكذلك الرفيق علي عقيل يحيي أول حلقة في حضرموت انضمّ إليها عليسالم الغرابي. أما في شمال اليمن، فكانت البدايات الأولى عام 1956م بعدعودة عدد من الدارسين في الأقطار العربية والذين أرسوا اللبنات الأولىللبعث، من أبرزهم(محسن العيني، يحى جغمان، عبد الله الكرشمي، عبد العزيزالمقالح ) وغيرهم.
وقد اتسم نشاط البعث في هذه المرحلة بأسلوبين هما:
الأول : أسلوب العمل السري في التنظيم الحزبي.
الثاني: الأسلوب الواجهي عبر النضال الشعبي الجماهيري الواسع المتمثلبالأطر النقابية والسياسية والنوادي .. وغيرها من الأشكال والأطر الواجهيةالتي عمل البعث من خلالها. وباعتبار أن تاريخ البعث لصيق بكل الأحداثالوطنية، فإنه ليس بالمستطاع في هذه العجالة تناوله بشكل متكامل، مماسيضطرنا إلى اختزاله في محطات .
أبرز المحطات النضالية في تاريخه:
المحطة الأولى: نضال البعث قبل ثورة / أيلول/ 1962م في الشمال، وقبل استقلال الجنوب عام 1967م .
إن بروز الحزب بفكره المتميز وسلوك مناضليه، وقدرتهم على العطاءوالبذل، وحماسهم وصدقهم في طرح أفكارهم ومبادئهم، قد جاء ردّاً عملياً علىكل الطروحات التي تتزاحم في الواقع آنذاك، واستجابةً تاريخية وموضوعيةلأماني شعبنا وطموحاته في التحرر والاستقلال. كذلك لاقت هذه الأفكارقبولاً وانتشاراً في أوساط كل الشرائح الاجتماعية المختلفة، وتركّز نضالالبعث ونشاطه خلال هذه الفترة في العمل النقابي، باعتباره الأرضيةوالقاعدة المهمة، والشريحة الجديدة والنامية والقوة الفاعلة التي تمكّنتمن خلالها مناهضة الاستعمار البريطاني، والتأليب ضدّ النظام الكهنوتيالإمامي في الشمال، وكان من أبرزها:
أ- لم شتات النقابات العمالية المتفرقة التي بدأت أنشطتهاوتكويناتها بشكل فعلي منذ عام 1953م بتوحيد النقابات العمالية بإطارتنظيمي واحد وقيادة واحدة ونظام واحد وأهداف عامة واحدة، ذلك هو (المؤتمرالعمالي ) الذي تأسس في عدن عام 1956م بفعل تواجد البعثيين في مختلفالنقابات والسيطرة على قيادة المؤتمر العمالي، حيث كان أول رئيس للمؤتمرالمناضل الرفيق عبد القادر الفروي .
ب- تعديل دستور المؤتمر العمالي عام 1960 الذي طابق في كثير من موادهدستورَ البعث، ورفع شعار ( اليمن الطبيعية ... يمن واحد ... شعب واحد) .في الوقت الذي جعل من أهداف المؤتمر العمالي أهدافاً عربية، مؤكداً في ذلكعلى وحدة النضال القومي .
ج- أسس البعث عام 1964م في حضرموت النقابات والاتحادات والجمعياتالعمالية ( كاتحاد الصيادين ، ونقابة سائقي السيارات، ونقابة الموانئ،ونقابة موظفي البنوك) .. وغيرها. وربطها بالمؤتمر العمالي في عدن .
- ما أهداف البعث في تلك المرحلة؟
لقد انصب نضال البعث على تحقيق هدفين:
الأول: إنهاء الحكم الكهنوتي الإمامي في الشمال بوسائل وأساليب نضاليةمتطورة وجديدة قياساً بما كان سائداً، وذلك لإحداث تغيير جذري بإقامة ثورةشعبية عسكرية مما استدعى عملاً سياسياً دؤوباً في مختلف الأوساط مع نشرالوعي بينها، وخلق روابط التواصل وحشد قدرات القبائل وتفعيل دورها فيمعارضة الإمام، والدفع بالطلبة في مقدمة العمل السياسي والوطني، والإسهامالفاعل في الانتفاضة الطلابية التي حدثت في 11 ديسمبر عام 1961م في صنعاءوتعز. كما سعى البعث بالحوار السري والاتصال بمختلف العناصر الوطنيةبالقوات المسلحة إلى تشكيل تنظيم الضبّاط الأحرار الذي تأسس في ديسمبر عام1961م والذي كان بترتيبه مشابهاً إلى حدٍّ كبير للهيكل التنظيمي للبعث،وتبوأ مناضلوه قيادة هذا التنظيم والتخطيط والتحضير للثورة التي فجروها في26/ أيلول عام 1962م، حيث أعلن بيان الثورة من التنظيم المدني، صاغهالرفيق المناضل صالح الحبشي مسؤول التنظيم في الشمال، وألقاه الرفيق محمدعبد الله الفسيل، وقد اختارت أغلبية التنظيم الرفيق حمود الجائفي عميدالكلية الحربية رئيساً للجمهورية، وبإحجام الجائفي عن ذلك، اضطر تنظيمالضبّاط الأحرار إلى اللجوء للزعيم عبد الله السلال، وبوصول القواتالعربية (( المصرية )) ربط السلال ما بين القاهرة وصنعاء في شراكة مصيريةمكّنت من إيفاد الجائفي للقاهرة ممثلاً لليمن في القيادة العسكريةالمشتركة. وبإعلان أول مجلس قيادة ثورة شارك فيه ثلاثة عناصر بعثية هم:
(عبد اللطيف ضيف الله – علي عبد المغني – محمد مطهر زيد ) . وشكّلتأول حكومة بحضور متميز للبعث، وبحقائب وزارية هامة من ذلك: الأستاذ محسنالعيني وزيراً للخارجية، وعبد اللطيف ضيف الله وزيراً للداخلية، وعبد اللهالكرشمي وزيراً للبلدية والشؤون القروية، محمد سعيد قباطي وزيراًللمغتربين .
الثاني: مقاومة الاستعمار البريطاني.
عمل البعث من خلال التعبئة الشعبية النقابية الطلابية والعماليةوغيرها، ومناهضة المشروعات الاستعمارية والسلاطين والرابطة، وكذلك مشروعاتالاتحاد الفيدرالي اتحاد الجنوب العربي، عمل على تمزيق مشروعات فصل الشمالعن الجنوب، ولعب دوراً في تأسيس الجمعيات القروية في عدن للملمة أبناءالقرى الشمالية، وكذلك تأسيس الأندية الثقافية والاجتماعية والرياضية،وأعطى المرأة دورها في المجهود الوطني بتشكيل جمعية المرأة العربية، كمالعب دوراً في إقامة تحالف وطني حيث تم تشكيل التجمع القومي عام 1960م،والذي ضمّ المؤتمر العمالي والاتحاد اليمني وحركة القوميين العرب بهدفتوحيد الجهد الوطني ضدّ الاستعمار البريطاني.
ما هو دور البعث في النضال ضدّ الاستعمار؟
لعب البعث دوراً مهماً في قيادة الانتفاضة الطلابية التي اندلعت في 8شباط 1962م وعمّت عدن وتردد صداها في حضرموت ولحج وأبين وجعار ضدّالسياسات الاستعمارية، وتعنّتها في بعض المدارس وتحديداً في ثانوياتالبنات في خور مكسر، وتمخّض عن هذه الانتفاضة قيام الرابطة الطلابيةالعربية عام 1962م التي كانت قياداتها بعثية، وتحاور عملها في حدود العملالطلابي، وسعى المؤتمر العمالي لاحتضانها، وقد شكّلت منعطفاً في النضالالتحرري ضدّ الاستعمار البريطاني، الذي توّج بالزحف الخالد يوم 24 أيلول1962م لتتهيّأ الظروف نحو أشكال نضالية أخرى متطورة بانتهاج الكفاحالمسلح، والذي بدأ بانفجار قنبلة المطار التي استهدفت المندوب الساميالبريطاني، وبعودة المجاميع التي دفع بها البعث(المؤتمر العمالي) للتطوعبالحرس الوطني للدفاع عن ثورة 26 أيلول 1962 في شمال الوطن، اصطدمتبالنقاط العسكرية البريطانية في منطقة ردفان معلنة الشرارة الأولى لثورة14 تشرين الأول عام 1963م، وسقوط عدد من جنود الاستعمار مما دفعه للقيامبشن هجمات عنيفة استهدفت تدمير القرى وتشريد المواطنين..
بادر عناصر حركة القوميين العرب مستغلين التقارب الوثيق بينهم وبينالقوات العربية المصرية في اليمن إلى تبنّي الكفاح المسلح، وإعلان تشكيلالجبهة القومية، مستفيدين من الخلاف القائم بين البعث والقوات المصرية علىخلفية الانفصال بين مصر وسورية، ما أشّر إلى بداية أزمة وطنية حقيقية لعبتالمخابرات المصرية دوراً فيها بتشكيل الطرف الآخر في المعادلة الوطنية،منظمة تحرير جنوب اليمن المحتل عام 1965م، زاد من ذلك إقدام المخابرات علىحلِّ الجبهة القومية ودمجها ومنظمة التحرير في جبهة التحرير عام 1966م،كبديل للشكلين، وظلّ البعثيون محافظين ومتمسكين بالمؤتمر العمالي، لكنتصاعد الصراع بين أطراف العمل الوطني، خلّف الكثير من شهداء البعث الذينتمّت تصفيتهم بدم بارد.
وقد مارس البعث الكفاح المسلح من خلال قيادته للفرق العسكريةالمنضوية تحت لواء جبهة التحرير، ومن أبرز تلك الفرق: فرقة الأمن العامالتي كان يقودها الشهيد عبد الواسع علي محمد، وفرقة شمشير والتي كانيقودها محمد علي سالم الدوي، وكذلك المنظمات المقاتلة التابعة للتنظيمالشعبي، مثل: منظمة الفتح التي قادها الشهيد أحمد سكران حتى أوائل 1967م.
وفي عام 1966م وبعد انعقاد مؤتمر عدن في دار سعد كان لا بدّ من تبنّياتجاه واضح بإنشاء منظمة مقاتلة في وجه الاستعمار تكون بمثابة الجناحالعسكري للبعث، ورغم اختلاف وجهات النظر بين المؤتمرين، إلا أن الموضوع قدحسم بالاجتماع الموسّع الذي انعقد في مدينة المنصورة بعدن في أواخر ديسمبر1966م، مع التأكيد على ضرورة السعي لفتح الحوار مع الفصائل الأخرى لتشكيلجبهة وطنية تضمّ كل الفصائل، ومع بداية عام 1967م انطلقت المبادرةالسياسية والعسكرية، وبدأ الإعداد الفعلي لتشكيل الجناح العسكري والذيسمّي " طلائع حرب التحرير الشعبية " وتسلم الرفيق المناضل الشهيد أحمدسكران قيادته ..
ورغم سعي البعث إلى لمّ كل الفصائل في جبهة واحدة وإدانته للاقتتالبينها، إلا أن الاستعمار البريطاني قد دفع إلى انحياز الجيش الاتحاديلصالح الجبهة القومية، واستكمال مغادرة السلاطين، وتسلّم الجبهة القوميةلمختلف المناطق وصولاً لاستلامها السلطة منفردة في 30/ نوفمبر /1967م .
* ما دور البعث في اليمن في قيام ثورة أيلول وإعلان الاستقلال؟
حاول السلال أن يوازن نفوذ البعث بالاعتماد على الوجود المصري الكثيفوعلى حركة القوميين العرب، فقام بسلسلة إجراءات ضدّ مواقع البعثيين فيإدارة الدولة، إلا أن إجراءاته لم تستطع إبعاد نفوذ البعثيين بحكم سيطرتهمعلى كثير من المفاصل، وتحالفهم مع معارضي السلال، لاسيما مع حركة الأحراربزعامة محمد محمود الزبيري، والقاضي عبد الرحمن الأرياني، وأحمد محمدنعمان، مما دفع السلال إلى الأمر بإغلاق مقر حزب الشعب الاشتراكي واجهةالبعث في الشمال، ولكن الأمر بقي حبراً على ورق ولم ينفذ.
وبانعقاد المؤتمر الأول للبعث وتصعيد العمل المسلح في الجنوب، كان البعثيون يقومون بدور مشهود في التعبئة السياسية والشعبية من خلال:
- دفع البعث إلى عقد مؤتمر عمران من 1-9 أيلول 1963م بهدف تطويقالسلال نهائياً وعزله، وإحضار مندوب عن حزب الشعب الاشتراكي، وضابط بعثيممثل لتنظيم الضّباط الأحرار هو الملازم مثنى حضيري للمؤتمر، وانعكس هذاالتحالف ما بين البعث وبين حركة الأحرار في قرارات المؤتمر التي أكدت ( أنمؤتمر عمران يتابع بفخر واعتزاز موقف المؤتمر العمالي وحزب الشعبالاشتراكي في الجنوب اليمني )، وقد قرر المؤتمر تحويل مجلس الشيوخ إلىمجلس تشريعي مؤقت تحت اسم مجلس الشورى اليمني، إلى أن يتم تشكيلهانتخابياً وإلغاء المحاكمات الثورية العسكرية، وتشكيل جيش شعبي من 28 ألفمقاتل، وإعادة النظر في الرتب العسكرية التي منحت منذ قيام الثورة ...إلخ.
وأيد مجلس الوزراء ومجلس الرئاسة قرارات المؤتمر مما اعتبر اعترافاً شرعياً بها وأوفد مندوباً إلى القاهرة لإعلام عبد الناصر بذلك .
وحين عاد السلال في 23/أيلول /1963م حاول احتواء القرارات، فأعلن قادةحركة الأحرار (الزبير والنعمان والجائفي) في 2 كانون الأول 1964ماستقالتهم ، ولجأ الزبيري إلى برط مع فريق من الضبّاط البعثيينوالسبتمبريين المتأثرين بالبعث، وكان من أبرز مرافقيه: المناضل محمدعبدالله الفسيل، وأصدر من هناك صحيفة (صوت الوطن) وانصبّ جهد الزبيري علىتجديد مؤتمر عمران، إلى أن اغتيل في الأول من أيار/مايو 1965م.
- في 17 نيسان 1965م اضطر السلال إلى تكليف الأستاذ أحمد محمد نعمانبتشكيل الحكومة التي شغل فيها الرفيق المناضل محسن العيني وزيراً للخارجية.. وعقد البعث بالتنسيق مع الأحرار الدورة الثانية لمؤتمر خمر من 2-5 أيار1965م برئاسة القاضي الأرياني وسمّي بمؤتمر السلام، ووضع دستوراً مؤقتاً .
- أدى فشل اتفاقية جدة في 24 آب 1965م ما بين عبد الناصر والملك فيصلإلى دفع البعث لعقد مؤتمر الجند من 20-23/ 1965 م، ومنع ممثل السلال منإلقاء كلمة فيه، وجدد هذا المؤتمر تمسكه بقرارات خمر والتمسك بالنظامالجمهوري والدفاع عنه.
- وقّع الرئيس عبد الناصر والملك فيصل إثر نكسة الخامس من حزيران1967م اتفاقية الخرطوم التي قررت تشكيل لجنة ثلاثية من: ( العراق ، المغرب، السودان) لتسوية المسألة اليمنية على أساس انسحاب القوات المصرية مناليمن، ووقف المساعدات العسكرية السعودية لجميع اليمنيين .. وقد أدانالبعث الاتفاقية واعتبرها هزيمة للثورة والنظام الجمهوري، وأن انسحابالقوات المصرية قبل تشكيل جيش يمني سيؤدي إلى حرب أهلية من جديد، وقد دفعالبعث بجماهيره ومحبي النظام الجمهوري لتسيير مظاهرات احتجاجية عند وصولاللجنة الثلاثية إلى صنعاء في 3 تشرين الأول 1967م، والتي أدت إلى فاجعةبقتل المتظاهرين لأعداد من الجنود المصريين، وتنصّل السلال من ذلك، فزادمن الغليان الجماهيري والمطالبة بمغادرة اللجنة الثلاثية، وترافق ذلكبعودة المعتقلين في السجن الحربي بالقاهرة، ومما ضاعف من وتيرة العملالسياسي انسحاب القوات المصرية وإخلاؤها للمواقع دون تنسيق مع القيادةاليمنية، الأمر الذي عجّل بإحداث تغيير سياسي يوم 5 تشرين الثاني 1967م.
* كيف واجه البعث هذه الأحداث وماذا فعل؟
- قاد البعث في الـ 5 من تشرين الثاني عام 1967 م أحداث التغيير السياسي باتفاق بين الأطراف التالية المشاركة، وهي:
أ- رجالات ثورة 1948، ضبّاط سبتمبريون .
ب- المشايخ الجمهوريون ، ضبّاط وطنيون من ذوي الرتب الصغيرة .
ج- شخصيات وطنية.
د- ومن الأحزاب.
* ما دور حركة القوميين العرب؟
- شاركت حركة القوميين العرب في الأحداث مشاركة فعالة من خلالكوادرها العسكرية ، وقد عبّر عن ذلك تكوين مجلس الدفاع بعد حركة نوفمبركهيئة قيادية عليا للقوات المسلحة ضمت قيادات عسكرية من كل الأطراف، وقدألقى البيان الأول الأستاذ يحيى الشامي الذي كان يشغل منصب عضو قيادةالحزب، فيما كان يسمى بالشمال، إضافة إلى أحمد حسين الجرادي أمين سرالقيادة، وعضوية أحمد ضيف الله العزب، وعبد الحافظ ثابت نعمان .. ولقدهدفت هذه الحركة إلى ملء الفراغ الذي خلّفه انسحاب القوات المصرية مناليمن، وإعادة الألق لثورة 1962م، والتعبير عن رفض القوى الوطنية لمهمةاللجنة الثلاثية المشكلة في قمة السودان بغرض إجراء استفتاء حول رغبةالشعب في نظام الحكم، وبمجرد القيام بهذه الحركة شهدت اليمن تكالباًرجعياً عليها، بهدف إجهاضها حيث شهدت صنعاء حصاراً استمر 70 يوماً، وقدسعت كل القوى الوطنية بقيادة البعث لتشكيل المقاومة الشعبية للدفاع عنصنعاء والنظام الجمهوري، وتمكّنت خلالها القوى الوطنية من فك الحصاروالانتصار للنظام الجمهوري.
* ماذا فعلت قيادة الحزب آنذاك؟
استمرت قيادة الحزب السابقة حتى يوليو 1968م، حيث انعقد مؤتمر الحزبالثالث في الشمال، وحضر هذا المؤتمر مندوب عن القيادة القومية في دمشق،وقد انتخبت قيادة للبعث تكونت من: عبده علي عثمان أميناً للسر، وعضويةكلٍّ من يحيى الشامي، أحمد ضيف الله العزب، علي محمد هاشم، عبد الرحمنمهيوب. إلا أن أحداث 23-24 آب 1968م التي سميت بالأحداث الطائفية والتيكان من ورائها حركة القوميين العرب، قد أدت إلى مواجهات عسكرية بين القوىالمدافعة عن الخط الجمهوري، تسبّبت في ضعف الحركة الوطنية، ودفعت للقبولباتفاقية السلام عام 1970م بين الملكيين والجمهوريين، وأسفرت عن تقاسمالسلطة التي أفضت بنتائجها إلى تعزيز تسلط القوى الثالثة وتسلمها لمقاليدالأمور، مستغلة تناقضات وصراعات القوى الوطنية، ما أتاح ضربها واعتقالعناصرها النشطة في نفس الوقت منذ 30 تشرين الثاني 1967م كان النظام في عدنيضع جلّ اهتمامه على الشطر الشمالي ليكون امتداداً سوقياً له .. وهذامادفع إلى احتراب الشطرين في عام 1972م وانصياعهما لمبادرة التوسط العربيبموافقتهما على اتفاقية القاهرة في 28 تشرين الأول 1972م، والتي وقّعتهاالحكومتان، فيها أقرّ مشروع الوحدة بين الشطرين، والتي لعب الحزب دوراًأساسياً ورائداً لإنجاحها وإخراجها بالصيغة التي تمّ التوصل إليها وفقبيان القاهرة وإعلان طرابلس المكمل له الموقّع من رئيس الشطرين في 28تشرين الثاني 1972م .
وبعيداً عن وجهة نظر الشطرين حول الوحدة، فقد شهدت فترة ما بعد الحربالأهلية تغيرات سياسية داخلية، كان للبعث دور وطني رائد في مقارعة تياراتالانحراف والتآمر والتصدي لطوابيرها العميلة في عموم الساحة، فارضاً نفسهمن خلال مواقفه النضالية المشرّفة، فأدان الحرب والتخريب، وعمل بفاعليةعلى طريق إيقافها، واتخذ من اتفاقية الوحدة مرتكزاً لنضالاته لإعطاء هدفالوحدة مضامينه الحقيقية، والارتفاع بالعمل الوطني الموحد إلى المستوى،وبعد أقل من عام على الحرب الأهلية، كان البعث قد تمكّن بالفعل من تصدّرالعمل الوطني، وتتويجه بقيام الجبهة الوطنية الديمقراطية متجاوزاً كلالخلافات، واضعاً في اعتباره احتفاء كل القوى الوطنية في مواجهة المؤامراتوالهجمة الشرسة التي استهدفت كل ما هو وطني وثوري بحيث تحققت خلالهانجاحات واضحة، ورفع شعار إسقاط الحكومة التي وقّعت صك التنازل في آذار1973م.
- عقد البعث مؤتمره القطري الأول في منتصف عام 1984م ليمثل نقلةنوعية في نشاطه التنظيمي، وإنجازاً تاريخياً لنضالاته رغم العديد منالصعوبات التي واجهها البعثيون نتيجة مقارعة نظام الشطرين من عام 1970وحتى عام 1984م لهم، وتمكّن المؤتمر من تحديد مسار البعث الاستراتيجي،ورسم نهجه الهادف إلى إقامة نظام وطني ديمقراطي وحدوي. - وتركزت هذهالاستراتيجية على نهج واحد هو النضال السياسي الشعبي الديمقراطي، واتخذتأساليب عدة لتنفيذها من أهمها :
أ- الحوار السياسي بين الأحزاب.
ب- رفض العنف واستخدام القوة في العمل السياسي.
ت- رفض التكتلات التي من شأنها إحداث تصدّع في الجدار الوطني.
ث- إيجاد أرضية وطنية مناسبة للتحالفات الوطنية.
ج- اعتبر البعث أن مهام المرحلة مسألة تهمّ كل اليمنييّن.
**_ ما رؤية البعث حول الوحدة؟
* الرفيق الزبيري : لقد انطلقت رؤية البعث من أن التجزئة والتخلفيهيّئان الجو الملائم الذي ينشط فيه الأعداء، معتبراً التجزئة والتشطيرالعدوين الرئيسين للوحدة، وأكد على النضال المطّرد ضدهما، والعمل الحثيثمن أجل إنهاء هذه الحالة لإدراكه بأن الوحدة اليمنية هي التي توفر شروطتجاوز حالة التجزئة، على اعتبار أن الوحدة في معناها ومستواها تحتل مكانةالثورة في فكر البعث ونضاله، ومن هذا المنطلق عمل الحزب على :
1- التعبئة الجماهيرية ضدّ التجزئة وإدانة المسؤولين عنها. واعتبار الوحدة هدفاً استراتيجياً يناضل من أجله كلّ الخيرين.
2- الوقوف بحزم أمام التداعيات السياسية والأمنية والعسكرية ورفع شعار (( الوحدة في وجه الحرب)).
3- الدفع بلجان الوحدة لإنجاز مهامها.
4- لعب الحزب دوراً في صنع الوحدة بتقريب وجهات النظر وإزالة المعوقات.
5- تمكّن من الحيلولة دون تمكين العناصر غير الوحدوية من استغلال التغييرات التي من شأنها الإبقاء على التجزئة.
6- إزالة المخاوف التي كانت تشكل هاجساً يومياً لدى بعض أفراد السلطة.
7- الربط منذ وقت مبكر بين الوحدة والديمقراطية.
8- رفع البعث شعار المشاركة الشعبية في صنع الوحدة لحمايتها وأكد علىإبعادها عن الصيغ الرسمية من خلال إصداره للعديد من المنشورات والبيانات،آخرها البيان الصادر في 12 نيسان 1990م.
9- بعد إعلان 30 تشرين الثاني 1989 وظهور مؤشرات نحو تحقيق الوحدةبطريقة فوقية، قام الحزب بمبادرة وطنية سياسية دعا فيها الأحزاب والشخصياتالوطنية للاصطفاف لتشكل القوة السياسية الثالثة في اليمن والتي سميتالتجمع الوطني الذي صدر عنه العديد من المشروعات والطروحات، وتمكّن من قطعالطريق على أية محاولات لـتأجيل قيام الوحدة.
10- ممارسة الضغط على السلطتين بهدف عدم تأجيل الوحدة ، وإسقاط المحاولات الهادفة للالتفاف على الديمقراطية.
_ الحفاظ على الوحدة اليمنية:
** احتفل اليمن خلال هذا العام بالذكرى العشرين لقيام وحدته، ما دور البعث في المحافظة على أركانها واستمراريتها ؟
* الرفيق الزبيري: لا بدّ لنا ونحن نحتفل بالذكرى العشرين لقيامالوحدة في اليمن، وتحديد دور البعث في المحافظة على أركانها واستمراريتهاأن نستعرض بشكل مختصر ظروف تحققها وشروط إقامتها.
لقد كان للظروف الدولية وانهيار الكتلة الشيوعية، والتصفيات الداخليةبين أركان وتكتلات الحزب الاشتراكي اليمني، وتصاعد التوتر بين شطري اليمن،والصراع بين سلطة الشمال والقوى السياسية فيه، أثر كبير في التعجيل بقيامالوحدة اليمنية وتسارع خطواتها بعاملين:
الأول : عامل القوة أي فرض الوحدة بالقوة العسكرية.
الثاني : غياب الجماهير عن المشاركة في إقامتها.
أي أن اتفاق الوحدة قد تمّ بين السلطتين، والتي بطبيعة الحال ستتضمنحلول وتسويات ومعالجات ضمنت للسلطتين مصالحهما، وانعكس ذلك من خلالالتقاسم وتوزيع المهام والمناصب مع الاستئثار بكلّ مقاليد السلطةومؤسساتها، ووضع كهذا أدى إلى إبعاد جماهير الشعب وقواه الوطنية والكفاءاتوالمهارات عن موقع الفعل والتأثير، وقد تسبب هذا التقاسم في إعاقة حركةالدولة وانتشار حالة السلبية والفوضى والمحسوبية والفساد، وتكوين مراكزالقوى بالاستناد إلى المؤسسات العسكرية والأمنية .. في الوقت نفسه جرىتغييب القوى الوطنية الأخرى في الساحة وإضعافها وتفريخها، مما ساهم فيتصاعد حدة التنافس وغياب قوى التوازن، أي أن الوحدة فقدت منذ الوهلةالأولى المنظمات الجماهيرية والشعبية الحامي والمدافع عن الوحدة، إذ إناستقطاب واصطفاف القوى الوطنية صمام الأمان الخالق للتوازن السياسي.
ووفقاً لما سبق، فقد سعى البعث للتنبيه في بياناته وأدبياتهومشروعاته قبل وبعد قيام الوحدة من مخاطر الأسلوب الذي تمّ فيه تحقيقالوحدة، الذي ستؤدي إلى اختلال أركان الوحدة وبروز الثغرات التي ستنفذمنها القوى المعادية، وطالب بضرورة التحالف الوطني في جبهة وطنية عريضةلحماية هذا المكسب العظيم .
_ دور البعث في المحافظة على الوحدة:
ومع هذا فقد لعب حزب البعث دوراً كبيراً في تحقيق الوحدة والحفاظ عليها تمثَّل في :
1- استمرار تفعيل دور الأحزاب والتنظيمات السياسية في رص الصفوف وتجاوز الأخطاء التي نجمت عن التقاسم.
2- إعطاء المنظّمات الجماهيرية من نقابات واتحادات دوراً فاعلاً منخلال إشراكها في مختلف النشاطات الجماهيرية والسياسية الهادفة إلى خلققاعدة شعبية واسعة تدافع عن الوحدة ومكتسباتها.
3- المساهمة بشكل فعال في الاستفتاء على الدستور من أجل ترسيخ مقومات الوحدة .
4- القيام بالحوار والمشاورات مع شريكي السلطة بغرض خلق أجواء إيجابية بينهما والتنبيه باتجاه الممارسات الخاطئة الضارة بالوحدة.
5- سعى الحزب إلى إطفاء الحرائق الناجمة عن تفاقم الأزمة بينهما.
6- قيامه بإعداد الكثير من المشروعات السياسية، منها:
أ_ ميثاق العمل السياسي فيما بين كافة الأحزاب.
ب_ المشاركة في إعداد برامج البناء والإصلاح والإدارة.
جـ_ مشروع التعديلات الدستورية.
7- المساهمة في إعداد وثيقة العهد والاتفاق في محاولة لإيجاد وثيقة وطنية تكون أساساً للحكم.
_ اللقاء المشترك والمحافظة على الوحدة:
إلا أن تصاعد الأزمة وفقدان الثقة بين الطرفين قد عجَّل بحرب صيف1994م وأوجد اصطفافات وطنية جديدة، منها ما هو مع الوحدة، ومنها ماهو معالانفصال. فيما ذهب البعث لتشكيل تحالف وطني من أحزاب خارج السلطة كانت فياصطفاف الوحدة إلا أنه سرعان ما أنفضّ التحالف على أثر أزمة بين الطرفينلتفرّد المؤتمر الشعبي بالسلطة، وإلغاء حليفه الآخر والعمل على تضييقالهامش الديمقراطي بمصادرة حقوق الأحزاب والسعي لإضعافها وتفريخها، وتسريحكوادرها من مؤسسات الدولة وإحلال البدائل غير الكفوءة، ما ساعد على انتشارالفساد والمحسوبية ونهب المال العام، وهنا سعى البعث للحوار مع التجمعاليمني للإصلاح والمؤتمر الشعبي لإيجاد تحالف وطني على برنامج إصلاح إداريطرحه رئيس الجمهورية إثر الانتخابات الرئاسية، وبمجرد فوزه ضرب بهذاالبرنامج عرض الحائط .
فكان خيار البعث للحفاظ على مقومات الوحدة فضَّ التحالف مع السلطة،والسعي للاشتراك مع القوى الوطنية في المجلس الأعلى للمشترك ببرنامج يهدفإلى الإصلاح الشامل بعد أن نفدت كل خياراته مع السلطة، وبعد وصول اليمنإلى حالة افتراق.
** ما دور الحزب في حلّ المشكلات الراهنة التي يمر بها اليمن ؟
* الرفيق الزبيري: لتوضيح رأي الحزب حول الخطوات اللازمة رسمياًوشعبياً لحلّ المشكلات التي تستهدف الوحدة لا بدّ من إلقاء نظرة ولو بصورهسريعة على طبيعتها، وتتمثّل في:
- القضية الجنوبية.
- حرب صعدة.
- المظاهر الاقتصادية.
وفق هذه الصورة رأى البعث أن الأزمة اتسعت أركانها بحيث لم تعد قضيةحزب بعينه بقدر ما هي مسؤولية وطنية تخصّ كل الشعب اليمني، فدعا منذ 1994ملتوسيع قاعدة التحالف الوطني وفتح أبواب الحوار كوسيلة سليمة لحلّ كلقضايا المجتمع .
_ وثيقة الإنقاذ الوطني:
إلا أن مخرجات الحرب وتعقيداتها واستمرار الفرز السياسي وتفريخالأحزاب وتمزيقها، قد ضيّق من الهامش الديمقراطي، وصعّب من إيجاد الحلولوالمخارج، فكان لا بدّ للبعث حفاظاً على الوحدة الانضمام لأحزاب اللقاءالمشترك لتشكيل ضغط قوي على السلطة والقبول بالحوار لإيجاد معالجاتحقيقية. وأمام تهرّب السلطة شكلت أحزاب اللقاء المشترك لجنة تحضيريةللحوار الوطني وإخراج القضية الوطنية من إطارها الحزبي إلى إطارهاالجماهيري والشعبي، والتي أعدت من خلالها وثيقة هامة تحت مسمى رؤيةالإنقاذ الوطني شخصت فيها الأزمة، وحددت المعالجات التي تركز أهمها في :
أولاً : المهام والمعالجات الإنقاذية العاجلة لوقف الانهيار:
1- تهيئة الأجواء والمناخات السياسية وتتركز في:
أ- الإيقاف الفوري لنهج القوة والعنف والحروب الأهلية، وعسكرة الحياة السياسية والمدنية، والعمل على إعادة حقوق أصحاب المظالم .
ب- وقف الحملات العسكرية والاعتقالات والملاحقات، والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين.
ت- إلغاء كافة القوانين والقرارات والأوامر المقيدة للحقوق والحريات.
ث- رد الاعتبار لحق المواطنة المتساوية.
2- إزالة آثار حرب صيف 1994م وإجراء مصالحة وطنية شاملة.
3- معالجة آثار كل الحروب والصراعات السابقة.
4- وقف نزيف الدم في صعدة.
5- معالجة قضايا الثأر والعنف المحلي.
ثانياً: بناء الدولة الوطنية الحديثة من خلال :
بناء الدولة الديمقراطية الحاضنة لقيم الحرية والعدالة الاجتماعيةوالاستقلال الوطني والمؤسسي على قاعدة اللامركزية، الذي يحقق الشراكةالوطنية في الحكم والثروة لكل اليمنيين من خلال :
أ- تطوير شكل الدولة على قاعدة اللامركزية وفق خيار الحكم المحلي كماورد في وثيقة العهد والاتفاق أو خيار الفيدرالية أو خيار الحكم المحليكامل الصلاحيات.
ب- إقامة نظام الحكم البرلماني ويتحدد من تكوين السلطة التشريعية علىأساس نظام المجلسين ( مجلس النواب ومجلس الشورى) ويكون رئيس الجمهوريةرمزاً للدولة ووحدتها ينفذ المهام المحددة في الدستور، ويتم انتخابه كل 5سنوات، وتعتبر الحكومة هي السلطة التنفيذية في الدولة، وتخضع لها كلمؤسسات الدولة عدا تلك المؤسسات التي تتمتع بالاستقلال.
جـ- إصلاح السلطة القضائية بإعطائها الاستقلالية واستكمال بنيتهابانتخاب المجلس الأعلى للقضاء، واستحداث محكمة دستورية، وإنشاء قضاءإداري، وحظر إنشاء المحاكم الاستثنائية.
د- إصلاح المنظومة الانتخابية وذلك بالأخذ بنظام القائمة النسبية، وضمان حيادية اللجنة العليا للانتخابات واستقلالها.
هـ- إصلاح الإدارة ومكافحة الفساد.
و- إعادة الطابع الوطني للقوات المسلحة.
ثالثاً: الإصلاحات الاقتصادية: وتتضمن إصلاح السياسات المالية وإصلاحالسياسات النقدية، وضمان عدم تخلي الدولة عن وظائفها، وإجراء إصلاح تربويوتنفيذ استراتيجية، وطنية للتنمية الثقافية .
رابعاً : النهوض بالمرأة اليمنية بتعزيز مكانتها في المجتمع .
خامساً : إصلاح السياسة الخارجية – إعادة صياغة السياسة الخارجية علىقاعدة الشراكة الوطنية والاستقلال والسيادة وحماية الأمن والدفاع عن قضاياأمتنا العربية والإسلامية.
_ آليات مشروع الإنقاذ:
وقد حدد مشروع الإنقاذ آلياته وفق ما يلي:
1- اعتماد آلية الحوار الوطني الشامل، وتشمل هذه الدعوة:
أ- دعوة أطراف الأزمة الوطنية في محافظة صعدة والمحافظات الجنوبية وفي الخارج لحوار وطني جاد.
ب- دعوة السلطة لتكون ضمن الحوار.
جـ- الإعداد لمؤتمر وطني واسع التمثيل.
2- اعتماد آلية النضال السلمي الوطني الديمقراطي.
3- اعتماد آلية الاتصال النوعي والتعامل الفكري والإعلامي.
4- آليات الإدارة والمتابعة الفعالة وفق برنامج زمني.
هذه الرؤى كانت نتيجة لنقاشات طويلة، وكان البعث أحد أركانها، وقدجاءت ملبية لطموحاته وأهدافه وتنسجم مع رؤيته لإخراج اليمن من أزمتهوالحفاظ على الوحدة.
- دور البعث في صياغة الحل الأنسب:
** كيف يرى البعث بناء الحل ؟
* الرفيق الزبيري: كان البعث منذ تأسيه قد وضع صورة النظام السياسيالمعاصر الذي يجب أن يكون عليه اليمن كمنظومة شاملة، وبنى عليها نضالاتهحتى فجر ثورة 26 أيلول 1962م، وخطّ أهدافها الستة التي مثلت أسس لبناءدولة اليمن المعاصرة، وعلى ضوئها ظلّ الحزب يبني عليها، ويدافع عنمضامينها، ويحارب الخارجين عنها رغم قساوة المعارك التي خاضها، ومثّلتإعادة تحقيق الوحدة اليمنية فيصلاً في تاريخ اليمن ساهم الحزب في بناءقواعدها ولعب دوراً في صياغة أفكارها وقوانينها وتشريعاتها وأنظمتهاودستورها.
وهو اليوم يقيم التحالفات الوطنية للضغط باتجاه تحسين الأداء المؤسسيوكشف الفاسدين، ويعمل مع المعارضة لتحقيق إصلاح النظام السياسي والانتخابيوالاقتصادي وتطويره على أساس مؤسسي وديمقراطي يلبي حاجة المواطن ويكفلالشراكة والتوزيع العادل للثروات واستقلالية السلطات الثلاث، وبناء دولةالقانون دولة المؤسسات لخلق استقرار سياسي وتبادل سلمي للسلطة.
ويسهم البعث من خلال بياناته ومنشوراته ومؤتمراته وصحيفته الناطقةباسمه وموقعه الالكتروني في توعية المواطن حول القضايا الأساسية والوطنيةوربطها بالقضايا القومية على اعتبار أنه جزءٌ من هذه الأمة، مما يمكنه مناستيعاب ظروف المرحلة وإفرازات التحديات، والدفاع عن حقوقه ومصالحهالوطنية والقومية.