بشير الغزاوي عضو حزب البعث العربي الاشتراكي
عدد المساهمات : 969 تاريخ التسجيل : 01/11/2010
| موضوع: الشعوب العربية بين ظلم الحكام والتشبيح والبلطجة الثلاثاء يناير 14, 2014 10:24 pm | |
| الشعوب العربية بين ظلم الحكام والتشبيح والبلطجة شعوب العربية بين ظلم الحكام والتشبيح والبلطجةبقلم: أسامة القاضيالشعوب هي أساس الشرعية في تأسيس الدول والدساتير، وهي التي تعين الحكام لقيادة بلادها للتطور والنمو والنهضة وتدفع أُجورهم ورواتبهم ومكافآتهم، وتعين الجيوش لحماية الحدود من أي إعتداءات خارجية، وتعين الشرطة لحماية الشوارع والطرق والسهر على تنفيذ القانون. هذا يعد الطبيعي في كل أنحاء العالم إلا عند العرب وبالذات الشعوب المسلمة.لا أعتقد أن ظلم وجرم القادة العرب وحكوماتهم يمكن مقارنته فيما سجل التاريخ على مر العصور بغيرهم من الحكام. والحقيقة هي أننا قرأنا في تاريخ الأمم، عرب وعجم، أن معظم شعوب العالم قد تعرضت للظلم أو القمع أو النهب في فترات متقطعة نظراً لما كانت تعانيه من إحتلال أو جهل أو حروب. ولكن أن يقوم الحاكم بإعلان الحرب على شعبه بإطلاق الجيش بأسلحته الثقيلة والشرطة والقناصة والبلطجية أو الشبيحة، فيقتل منهم الألاف ويدمر البلاد بعد نهبها ثم يريد أن يخرج هو وأهله وأموال الشعب التي نهبها سالم آمن بدون محاكمة، هذا ما قد لا يُصدق إذا روي حتى في القصص الخرافية، ولكنه واقع في البلاد العربية ذات الغالبية المسلمة.والأدهى من هذا أن هؤلاء الحكام يتبارون في أساليب القتل والإجرام والتدمير حينما تطالب الشعوب بالحرية والعدالة. فنسمع منهم من قال: لن أسمح للشعب بتجاوز الخطوط الحمراء أو سنضرب المحتجين بيد من حديد، وآخر يقول: الشعوب عبيد الحكام، وثالث يقول: أنا خلقت هذا البلد وأنا سأحرقه، و سمعنا السفيه الذي تساءل فقال ما معناه: كيف يحق يلتسن أن يدك شعبه بالدبابات في روسيا، وكيف يحق للصين سحق المتظاهرين في العاصمة، وكيف يحق لأمريكا تدمير الفلوجة في العراق، وأنا لم أستعمل مع الشعب الليبي القوة بعد ولكنه حقي ولسوف أستعملها لقتل الشعب، ثم يتآمر مع الصهاينة لشراء أسلحة ثقيلة لقتل الشعب بالألاف، ويحرق معامل ومخازن البترول ويسمم مياه الشرب، ويستأجر المرتزقة من خارج البلاد لقتل شعبه.نحن نشاهد أمام أعيننا جرائم يرتكبها الحكام العرب ضد الشعوب الأبرياء العُزَل بعد تعريض الشعوب لسنين من الذل والقهر والفقر، فبينما نسمع منهم طوال هذه السنين أنهم يحافظون على أمن الدول وعزة الشعوب نراهم يستخدمون الجيوش والشرطة فقط لقتل وقمع الشعوب، نراهم يتآمرون مع العدو الصهيوني أو الشيعة لقمع مطالبات الشعوب بالحرية والديموقراطية والكرامة، نراهم يستأجرون المرتزقة والبلطجية والشبيحة لقتل الأبرياء وترويع الآمنين، نراهم يدبرون الفتن الطائفية وإشعال الحروب الأهلية بين طوائف الشعب الواحد، نراهم ينهبون المليارات من أموال الشعوب ويسرقون أراضي الدولة ويبيعونها لأنفسهم للتربح، نرى كل هذا ثم نرى ونسمع أنهم بمجرد نجاح الثورات يطلبون الخروج الآمن هم وزويهم والأموال التي نهبوها وبدون أن يتابعهم أحد!وهنا لا يجب أن نغفل أن هناك من الحكام العرب الذين إما يساعدون إخوانهم من الحكام القتلة في قتل الألاف من شعوبهم، وإذا ما نجحت الثورات بالإطاحة بهم فهم يطالبون بعدم محاكمتهم والكف عنهم وتهريبهم وزويهم بأموال الشعوب، ويهددون بمعاقبة الشعوب إذا أصروا على المحاكمة! والله يا أخوة إن هذا لشيءٌ غريب عجيب، فلا حياء عندهم ولا شرف، فهم لا يتخذون في المؤمنين إلاً ولا ذمة. نقول لهؤلاء إخسأوا وتعساً لكم، وإن غداً لناظره قريب! ألم نكن شهوداً على هؤلاء الحفنة من القتلة والمجرمين وهم يقتلون مئات الألاف من العرب المسلمين؟ ألم نشهد على تآمرهم مع الصهاينة لقتل الشعب الفلسطيني وتدمير مساكنهم وإحتلال أراضيهم وطردهم من بيوتهم؟ ألم نشهد على تآمرهم ومساعدتهم للعدوان الصليبي الغاشم على العراق وأفغانستان؟ ألسنا الآن شهوداً على المذابح التي يقوم بها القتلة في اليمن وليبيا وسوريا؟ بلى نحن شهوداً وسنحاسب على سكوتنا على قتل العُزَل الأبرياء والتنكيل بهم، وسنسأل على سكوتنا على الظلم والذل والمهانة، والساكت عن الحق شيطان أخرس.يجب أن نتساءل عن أسباب تعرضنا لهذه الفتن ووقوعنا في هذه الكمائن، ماذا فعلنا كي نستحق كل هذه الإبتلاءات؟ الجواب سهل للغاية وممتنع عن أي شبهات: ألا وهو رفضنا الدائم والدءوب لدين الله وشرعه.حينما كنا متمسكون في الماضي بالشريعة لم يكن لمجرم أو قاتل أو سارق أن يحاول إختراق الشعوب المسلمة مهما علا شأنه، لأنه كان يعرف تماماً أنه يُعرض نفسه للحساب والحدود: مثل القتل لمن قتل عمداً أو خان البلاد وتواطأ مع الكفار، أو قطع يد السارق (ليس من يسرق ليأكل أو يطعم زويه ولكن لمن يسرق المليارات ويدفع الشعوب للفقر ويزيد العناء)، أو إلى الصلب من خلاف للمجرم الذي يقطع الطريق ويغتصب النساء الطاهرات وحقوق العباد. لم يجعل الله هذه الحدود الشرعية للشماتة والتفشي كما يعتقد البعض وإنما وضعها لحماية الشعوب المسلمة وغيرها ومنع ترويع الآمنين.وكيف لنا كشعوب مسلمة أن نطالب بالحرية والعدالة والمساواة وليس لدينا سبل تحقيقها ونطالب بإبطال الشريعة التي تكفل لنا هذه المطالبات، ثم أنْ لنا أن ننشد الكرامة والعِزة برفض الشريعة ونحن نعلم يقيناً أنه من المستحيل تحقيقها إلا بالإلتزام بالشريعة، هل نسينا قول الصحابي لما سُئل من أنتم فقال: "نحن كنا قوماً أذلاء فأعزنا الله بالإسلام، فمن إبتغى العزة في غير دين الله أذله الله".شكوانا أيها الأخوة والأخوات ليست وليدة السنوات الأخيرة فقط، بل هي تمتد بإمتداد عنادنا مع الله وإستخفافنا بدينه وشريعته. ونسمع الآن مزاعم تردد: "أن الدين لله والوطن للجميع" أي أنه لا دخل لله بالوطن ولا بسياسات، أو أن الدين في المساجد أما خارجها فيمكننا تعطيل الدين، وهذا طبعاً هراء لا يستحق أفضل من وصفه هكذا، كما نسمع ترديد الشعر القائل: "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر"، والجواب هو أن القدر لم ولن يستجيب إلا بطاعة الله مسير الأقدار ومسبب الأسباب، ونسمع أيضاً من يدعي بأن "الإسلام هو الحل" بدون تفسير لمعنى الكلمة في هذا الموضع، ولكن لو سألته عن تطبيق الشريعة يقول ... لا ... نريدها دولة مدنية، فيمزج بين مدنية الدولة وتعاليها على شريعة الله. وليست المزاعم التي نسمعها أو نرددها الآن لتُغنينا عن دين الله أو تمنع عنا ظلم وجور الحكام فيما إذا أبطلنا الشريعة. لن أطيل في محاولة شرح أن مقصد الشارع سبحانه وتعالى فيما شرع كان بقصد حماية الدين والنفس والنسل والمال والأرض (الوطن) والعرض وغير ذلك، فالشريعة هي الأمن والأمان للشعوب والأوطان. كما وأرد على من يدعي أنه لا يمكن تطبيق الشريعة لأنها متوقفة (جامدة) بينما المجتمعات تتطور، بأن مصادر الشريعة تسمح بالتطور مع تطور المجتمع والحاجة للتشريع، كما وأن فيها من الليونة والرحمة ما يمكننا توقيف بعض الحدود في حالات الطواريء كالمجاعات والكوارث، ولكنها المأمن الوحيد الذي لا بديل له في ردع المجرمين والقتلة واللصوص والبلطجية والشبيحة وإبعادهم عن بلادنا وعن شوارعنا وعن أولادنا، والله أعلى وأعلم. | |
|