بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بيان سياسي صادر عن حزب البعث
العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية
في الذكرى الرابعة لاستشهاد القائد الرمز صدام حسين
اغتيال شهيد العصر صدام حسين هو اغتيال للقضية الفلسطينية. فقد وقف الشهيد إلى جانب شعب فلسطين في نضاله من اجل تحرير أرضه، أمّده بالسلاح والمال والرجال، وعزز صمود الثورة الفلسطينية في كافة المراحل وقف إلى جانب عوائل الشهداء والجرحى وأعاد بناء البيوت المهدمة، كان يؤمن إيماناً راسخاً بان توجه العرب إلى فلسطين يحرر فلسطين ويوحد الأمة العربية، كانت فلسطين قضيته الأولى هتف باسمها إلى جانب الشهادتين في أخر لحظات حياته. واليوم يفتقد شعبنا الشهيد القائد و هو في أحلك أيام مسيرته فقد تخلت الأنظمة العربية عن القضية الفلسطينية ورهنتها إلى أميركا، التي بدورها رهنتها للقرار الصهيوني، يفتقد شعبنا القائد الرمز صدام حسين بعدما امتنعت الأنظمة العربية بكل قدراتها وما تملك عن مساعدة شعب فلسطين ورهنت ذلك إلى ما تقدمه دول الغرب من فتات الموائد. شعبنا الفلسطيني الذي وضع صورة شهيد العصر في كل بيت وبنى في كل مدينة نصب، وفي كل قرية شعار وأكد الشهيد القائد باق فينا، خالد في سواعد المقاتلين وأقلام الكتبة المؤمنين، خالد كزيتون فلسطين وجبالها. خالد في ضمير كل مؤمن بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر. اغتيال الشهيد الرمز صدام حسين هو اغتيال للعراق بكل ما فيه، هو اغتيال لجيش المليون جيش فلسطين هو اغتيال للعلم والعلماء هو اغتيال للنهضة الشاملة، والعمران الشامخة، هو اغتيال للوحدة الوطنية العراقية التي ارسى دعائمها الشهيد القائد، وهو اغتيال لأهدافه في العراق العظيم الذي بناه بالإيمان بقدرة الشعب، أعاد ثروات الشعب العراقي لأهله فضرب احتكار الغرب وأمم النفط ووزع الثروة على الشعب فأوجد في كل بيت عز بعد فاقه. واليوم يفتقد أهلنا في العراق الشهيد القائد والمعلم بعد أن دمّر الغزو الهمجي الأميركي البريطاني كل شيء في العراق ودمروا وحدته بنشر بذور الطائفية التي قسمت العراق إلى دويلات وأخرها ما أعلنه برزاني في المطالبة بحق تقرير المصير للأكراد وهي بداية تقسيم العراق إلى دويلات أثنية وطائفية. يفتقد شعبنا العراقي الشهيد الرمز بعدما استولى الغرب وإيران على ثروات العراق وأهمها النفط. يفتقد شعبنا العراقي الشهيد القائد الذي يعيش اليوم حالة الضعف بعد القوة والنهضة التي كانت في عهد الشهيد . يفتقد شعبنا في العراق اليوم شهيد العصر صدام حسين بعد أن دمرت مصانعه التي بناها وخربت المستشفيات التي أقامها واحتكروا العلم والعلاج بعد أن أباحه الشهيد لجميع أبناء العراق حتى لكافة من سكن العراق. لكن الفجر لا شك آت، فهو قادم بإرادة المقاتلين الذين فرضوا الهزيمة على الجيوش الغازية التي أعلن اوباما عن انسحابها مهزوماً في نهاية العام القادم. الفجر آت بعد ما فرض أبناء البعث بقيادة المجاهد الكبير الأمين العام عزة إبراهيم إرادة العراق على المحتلين وأعوانهم من خدمة العدوان الأميركي الإيراني. الفجر آت بآلاف الشباب العراقي الذي يردد القسم في كل مناسبة حزبية ليؤكد إن البعث باق كبقاء انهار العراق وجباله ونخيله. صحيح أن الغزاة الأميركيين وعملائهم الإيرانيين قد دمروا كل شيء في العراق ليسهلوا عليهم ابتلاعه لكنهم لن يستطيعوا تدمير انهار العراق وجباله وسوف يعيد أبناء البعث بناء العراق كما أراد له الشهيد أن يكون. اغتيال الشهيد الخالد في ضمير الشعب صدام حسين هو اغتيال للأمة العربية. فالعراق بقيادة الشهيد الخالد كان درع الأمة العربية ورمز عنفوانها وقدرتها. كان جيش العراق القوي المقتدر هو جيش الأمة العربية والمدافع عن حياضها، شارك في كافة معارك الأمة وحمى دمشق من السقوط في حرب عام 73. قدم العراق بقيادة الشهيد صدام للأمة العربية كل ما يعزز قدراتها ويساهم في نموها وازدهارها دون استثناء، فرض دورية مؤتمرات القمة أن تعقد سنوياً من اجل تقدم الأمة العربية على طريق ليس لحل خلافاتها وحسب وإنما على طريق وحدة قرارها أمام الهجمة الصهيونية الإيرانية بزعامة أميركا التي تستهدف الأمة العربية جميعها. آمن الشهيد الرمز بأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، وبأن امة الأنبياء والعظماء قادرة على تحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية. واليوم تفتقد امتنا العربية الشهيد المجاهد صدام حسين بعد أن أصبحت أميركا قدر الأنظمة العربية وإسرائيل غايتها. تفتقد امتنا العربية الشهيد صدام حسين بعد أن غزت ريح المذهبية الصفراء القادمة من إيران امتنا العربية فلم تعد معركة الأمة مع أعدائها ولكن بين أبنائها. وما يحصل في العراق، وفلسطين ولبنان والصومال والسودان واليمن، إنما هو نتيجة لغياب قوة الردع التي كان يمثلها العراق بقيادة شهيد العصر صدام حسين. تفتقد امتنا العربية صدام بعد أن هزلت إرادتها وضعفت قوتها وسلمت أمرها لأعدائها، فالصهاينة يسوحون في البلاد العربية ويحضرون المؤتمرات الإقليمية والدولية وكأن إسرائيل أصبحت القطر الشقيق. تفتقد امتنا العربية اليوم باستشهاد أبو عدي القائد الذي يمثل الرمز لجماهير الأمة، الذي يمثل إرادتها في الصمود والتصدي والذي يجسد آمالها في امة عربية كريمة وشعب عظيم. أيها الرفاق، يا أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد واليوم يصل المفاوض الفلسطيني إلى طريق مسدود وكما توقع له ذلك الرئيس الشهيد المجاهد صدام حسين في العام 2000 في حديثه مع قيادة جبهة التحرير العربية بان سارقي الأرض لا يمكن أن يتوصلوا إلى حل مع أصحابها لأنهم يعرفون أن صاحب الأرض وإذا رضي بالجزء إلى حين فسوف يعود للمطالبة بكل ما سرق. وهو فعلاً ما يمارسه العدو الصهيوني سابقاً وحالياً فهو يستمر في مصادرة الأراضي، وهدم البيوت، وبناء المستوطنات، وتهويد القدس. كما رفض العرض المغري الذي قدمته أميركا من اجل وقف مؤقت للاستيطان مدة ثلاثة اشهر مقابل 20 طائرة 35 اف إضافة إلى ضمانات سياسية وامنيه واقتصادية عديدة فالعدو الصهيوني يريد تغيير الواقع على الأرض لفرض بقائه واستمراره غير مؤمن بحلول مفاوضات وإذا قبل بالأخيرة إنما هو لمجرد تغطية للاستمرار في مخططاته وهذا ما بات واضحاً، فالمفاوضات وخلال عشرين عاماً لم تصل لأية نتيجة، والمجموعة العربية أو لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، بدل أن تتوجه إلى وضع خطة ذاتية لمواجهة الصلف الإسرائيلي والضعف الأمريكي امام اسرائيل قررت التوجه إلى مجلس الأمن والمؤسسات الدولية وهي لا تعدو أن تكون الوجه الأخر لأميركا وحلفائها والنتيجة معروفة سلفاً. لكن ما قاله ميتشل بأن الدول العربية جميعها طالبته باستمرارأميركا في جهودها. رغم وصولها إلى طريق مسدود يفضح حقيقة هذه الأنظمة. إن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، ورضوخ أميركا أمام التعنت الإسرائيلي ليس نهاية الطريق أمام شعب عظيم كشعبنا الفلسطيني وأمة مجيدة كأمتنا العربية، إن وحدة النضال في العراق وفلسطين ضد أعداء الأمة العربية من صهاينة وفرس وحلفائهم الأمريكان هو نقطة البداية في إيجاد مرتكز لكافة قوى الثورة في وطننا العربي. إن وحدة النضال هذه كفيلة بكشف كافة التزييف والتزوير الذي يحصل في منطقتنا العربية من اجل تمرير المؤامرة الصهيونية الفارسية الأميركية. أن وحدة النضال في العراق وفلسطين سوف تشكل منعطفاً أمام كافة القوى في الوطن العربي للانضواء تحت لواء هذه الجبهة، أن استمرار التفاوض ليس قدرنا وإنما مقاومة الاحتلال وبكافة أشكاله حق لشعبنا كفلته كافة القوانين الدولية وهو السبيل إلى إعادة رسم الخارطة من جديد ووضع الأمور في نصابها الصحيح وفضح العابثين في ساحة النضال ، إن إقامة الوحدة الوطنية بتوحيد شطري الوطن كانت ولا تزال مطلباً جماهيرياً كما أن المبررات بعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود أصبحت غير ذات قيمة، فبوحدتنا نسقط كافة الذرائعأمام الأنظمة التي اتخذتها وسيلة للتخلي عن مسؤولياتها، والعبث بالساحة الفلسطينية تحت شعارات واهية. علينا تكثيف نضالنا في وجه الاحتلال ومشاركة كافة جماهير شعبنا وقواها وفصائلها في المقاومة الشعبية المتصاعدة يومياً والتي تبرز بشاعة الاحتلال وإجراءاته العنصرية كما تؤكد الوجه المشرق لعدالة قضيتنا كقضية تحرير، فنحن الشعب الوحيد في العالم الذي لا زال يعاني الاحتلال. كما أن اعتراف البرازيل والأرجنتين وبوليفيا يؤكد أن هناك تحولاً دولياً في تفهم قضية شعبنا لذا نرى ضرورة النضال نحو مزيد من اعتراف دول العالم بوجود دولة فلسطين على ترابنا الوطني بعاصمتها القدس. في ذكرى استشهادك سيادة القائد هو يوم بعثك من جديد في كل مناضل من اجل حق وكل مجاهد في سبيل قضية وكل متطلع للتحرر من قيود الاحتلال والعدوان.
المجد لك في عليين إلى جانب الشهداء والقديسيين والهزيمة لأعدائك أعداء أمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني
حزب البعث العربي الاشتراكي و جبهة التحرير العربية
|