ملاك القدسي عضو جبهة التحرير العربية
عدد المساهمات : 299 تاريخ التسجيل : 05/11/2010
| موضوع: حوار الأستاذ المناضل الرفيق: علي الريح الشيخ السنهوري عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي و أمين سر قيادة قطر السودان الأحد فبراير 13, 2011 2:36 pm | |
| حوار الأستاذ المناضل الرفيق: علي الريح الشيخ السنهوري عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي و أمين سر قيادة قطر السودان لصحيفة أخبار اليوم ﴿ الحلقة الخامسة ﴾ تحية إجلال وإكبار لشهيد الأمة العربية والاسلام صدام حسين ورفاقه وكل شهداء العراق تحية لشعب العراق وجيش العراق الذي حقق نصر ٨/٨/١٩٨٨م الشهيد محمد احمد الريح عضو مجلس قيادة انقلاب هاشم العطا لم يكن لديه علم بالانقلاب! فاروق حمد الله لم يكن راضياً عن الانقلاب وتردد كثيرا في الحضور للخرطوم في البعث حتى اللحظة .. لم نفكر فى استلام السلطة انما خطتنا الانفتاح على الجماهير عبدالخالق محجوب كان يعلم ان السفير العراقى لم يكن يملك هذه الصلاحية هذه رواية انتحار محمد احمد الريح عضو مجلس الثورة للحركة بعد فشل الانقلاب في الحلقة الماضية .. نفى الاستاذ على الريح السنهورى امين سر البعث ان يكون الراحل فاروق حمدالله بعثيا .. الا انه اشار الي انه ثورى تقدمى .. ومن اصدقاء البعث .. وفي حلقة اليوم نستجلى الظروف والملابسات التي جعلت من البعث متهماً في قضية حركة هاشم العطا واسرار اخرى جديدة حول هذه الحركة المثيرة للجدل .. فالى حديث الاستاذ علي الريح السنهورى عن هذه الوقائع والاتهامات والاشاعات الكاذبة . اتهام البعث بالانقلاب : فى الحلقة الماضية .. نفيتم ان يكون الراحل فاروق حمد الله عضواً في حزب البعث ..(وهو احد قادة انقلاب هاشم العطا) وبالتالى نفيتم مشاركتكم في هذا الانقلاب .. رغم ان هناك وقائع ومؤشرات منها ان اذاعة بغداد اذاعت خبر الانقلاب قبل بيان هاشم العطا للاعلام .. ثانياً: ان هناك طائرة عراقية كانت تحمل وفداً بعثياً للخرطوم وعلى متنها عضو القيادة القومية لحزب البعث الراحل محمد سليمان عبدالله التعايشى واحد قيادات حزب البعث العراقى سمير النجم ( وقد نجا من حادث سقوط هذه الطائرة) و الواقعة الاخري هو اجتماع الراحل عبدالخالق محجوب مع القائم بالاعمال العراقى بالخرطوم طارق العاني في منزل في الخرطوم وطلب عبدالخالق محجوب موافقتة علي تولى احد البعثيين السودانيين الوزارة في حكومة انقلاب هاشم العطا .. فما هو تعليقكم علي هذه الوقائع .. ودلالاتها ؟! استمع السنهورى لكل هذه الوقائع بهدوء وتركيز .. دون ان يبدو على ملامحه اى تغيير وانزعاج وأجاب بثقة .. وبنبراته الهادئة الواثقة : كما ذكرت لك في الحلقة السابقة فالبعث لم تكن علي علاقة بالانقلاب . حزب ابعث كان يعلم ان هناك تنظيما معارضا لنظام نميرى . يقوده فاروق حمدالله . وهذه ليست من المعلومات السرية لانه بعد اجراءات 61 نوفمبر 0791 واقالة بابكر النور وفاروق حمد الله وهاشم العطا . فقد تحولوا الى معارضة لهذا النظام . معرقتنا بوجود تنظيم يعمل داخل القوات المسلحة . لا يعنى معرفتنا بالانقلاب . لانه كما ذكرت لك ان الصراع كان دائرا منذ 61 نوفمبر 0791 بين نميرى وبين هذه المجموعة . وبالطبع لهذه المجموعة قاعدتها داخل القوات المسلحة. قصة الوفد العراقى : الوفد الذى قدم من العراق او الذى كان في طريقه من العراق الى السودان بقيادة الشهيد محمد سليمان الخليفه باعتباره عضو القيادة القومية وسمير النجم عضو قيادة قطر العراق . وكانت مهمة الوفد هى التعرف علي الوضع الجديد في السودان وجد مطار الخرطوم مغلقا. ولم يحدد في ذلك الحين موقف تجاه التغيير الذى حدث باعتبار ان هذا التغيير شأن داخلى ولكن كان لابد من معرفة طبيعة هذا التغيير واتجاهاته وما يمكن ان يترتب عليه من تداعيات في المنطقة العربية : وانت تعلم انه في ذلك الحين كانت المنطقة تعج بحركات التغيير في ليبيا والعراق والمغرب وفي غالبية الدول الافريقية وامريكا اللاتينية . كان هناك مد ثورى تحررى في كل بلدان العالم الثالث وكانت هذه البلدان سواء العربية او الافريقية تتأثر ببعضها البعض وان ( شي جيفارا) المناضل اللاتينى كان له تأثير حتى علي جنوب شرق آسيا وهكذا كانت حركات التحرير تتفاعل مع بعضها وتتأثر ببعضها البعض ولذلك كان شئ طبيعي ان يأتى وفد للتعرف علي واقع الاحداث في السودان .. هذا من ناحية .. اسرار جديدة : من ناحية ثانية .. اعتقد انه بعد مرور قرابة الاربعين عاما علي هذه الحركة من الممكن التحدث عن بعض الجوانب التى لا ادرى ان كانت المعلومات حولها قد تسربت من قبل ام لا .. من المعلومات التى كانت لدينا ان المرحوم فاروق حمد الله . لم يكن راضيا عن حركة 19 يوليو وتردد كثيرا في الحضور للخرطوم لانه باعتباره قائد التنظيم فقد قامت الحركة من خلف ظهره وبالتالى هذه تعكس نوعاً من الخلافات داخل الحركة بين مجموعة فاروق حمد الله وهى مجموعة مؤثرة لانها هى التي تمتلك قاعدة في الاسلحة الضاربة ( بالذات في الحرس الجمهورى) والتى لعبت دوراً كبيرا في انقلاب 19 يوليو وبين المجموعة الاخرى بقيادة هاشم العطا وبابكر النور . وهذا الخلاف ينعكس علي العلاقات بين الفصائل الوطنية والتقدمية . واعتقد ان احد اهداف الوفد الذى كان فى طريقه للخرطوم هو ازالة الخلافات القائمة بين الاطراف التقدمية وهذه الخلافات نحن في حزب البعث العربى لم نكن طرفا فيها ، كانت علاقاتنا جيدة بمختلف الاطراف بعبد الخالق محجوب عليه رحمة الله وبالفصائل القومية والوطنية والتقدمية . عبد الخالق والسفير العراقى : بقيت نقطة اجتماع الراحل عبدالخالق مع السفير العراقى او القائم بالاعمال انذاك وهى اخر المؤشرات فماذا لديكم في هذه النقطة؟! لم يكن مطروحاً علي الاطلاق ان يناقش عبدالخالق محجوب السفير العراقى حول ترشيح احد البعثيين للوزارة لان عبدالخالق محجوب كان يعرف جيدا ان السفير العراقى لايمتلك هذه السلطة ولا هذه الصلاحية كانت لعبدالخالق محجوب عليه رحمة الله علاقات قوية بالقيادة القومية ويعرف ان هذا الشأن من صلاحيات قيادة الحزب في السودان والقيادة القومية في الوطن العربى وليست من صلاحيات السفراء لان السفير يتحدد وضعه وصلاحيته بدرجته الحزبية فقد يكون السفير عضوا عاملا في الحزب او عضو قيادة دنيا وليس هو عنصراً مختصاً في هذا الامر لذلك هذه الشائعة ليس لها نصيب من الصحة شأنها شأن بعض الشائعات الاخرى .. حول دور مباشر للعراق او لحزب البعث في التحرك لاسقاط نظام نميرى . معارضة البعث : - صحيح ان حزب البعث كان حزباً معارضاً لنظام نميرى وبشكل خاص بعد مواصلة هذا النظام بعد اجراءات 16 نوفمبر محاولة بناء تنظيمات فوقية مثل كتائب مايو وغيرها .. للحلول محل التنظيمات الشعبية الطوعية المنبثقة عن الجماهير بشكل طبيعى. مايو طرحت نفسها في البداية باعتبارها ضد القوى الرجعية وضد الاستعمار وقوى التخف ولكنها سرعان ما تدحرجت الي موقف ضد القوى الثورية نفسها وضد قوى التقدم وهذا شأن الانقلابات العسكرية التى يقودها ضباط وطنيون متحمسون لانقاذ بلدهم ولتصحيح الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وما ان يصلوا الي السلطة حتى يجدوا انفسهم معزولين لعدم وجود تنظيم شعبي يسندهم فيستعيضوا عن ذلك بالاجهزة الامنية لحماية النظام وتتضخم عندهم الهواجس فيروا في كل رأى مخالف عملاً مضاداً لهم .. وينتهى بهم المطاف لاعلان موقف معادٍ لكل الفصائل والحركات السياسية وهذا ما فعله نظام نميرى آنذاك ... هذه التنظيمات الفوقية مثل الاتحاد الاشتراكى السودانى الذى تشكل آنذاك والذى بدأت بذوره بكتائب مايو الخ لا يمكن ان تجذب قوى مؤمنة .. ذات فكر واحد وانما تجذب مجموعات متنافرة كل واحد منهم له دوافع مختلفة . منهم المخلصون ومنهم الانتهازيون وهى لايمكن ان تتحول الي بديل حقيقي عن الحركة الشعبية وتجربة الاتحاد الاشتراكى في مصر خير مثال .. حينما اضطر جمال عبدالناصر الي ان ينشئ تنظيم سرى داخل الاتحاد الاشتراكى ( تنظيم طليعى) حتى يضطلع بدور العمل الثورى . من عناصر منتقاة تشكل قلبا للاتحاد الاشتراكى وتشكل القاعدة الحقيقية التى يستند عليها النظام . وتم انشاء هذا التنظيم بشكل سرى حتى لا يصير اطاراً جديداً للانتهازيين والنفعيين وغيره .. واستدرك القائد جمال عبدالناصر ان بناء تنظيمات بواسطة اجهزة الدولة لايمكن ان يكون بديلاً عن الحركة الشعبية التى تنبثق عن ارادة الجماهير الطوعية. لم نرغب استلام السلطة.. اذن هذا مدى صراعنا وخلافاتنا مع 25 مايو ورغم ذلك لم نكن نتطلع لاسقاط هذا النظام من خلال انقلاب عسكري وكنا نعتقد ان الطريق امامنا كقوى ثورية عربية طويل يحتاج الي عمل واسع وسط الجماهير لتعبئة الجماهير في الاتجاه الصحيح ( وليس لاستلام السلطة) فنحن في حزب البعث الى اليوم لم نفكر في استلام السلطة ولاتزال خطتنا الاساسية هى الانفتاح علي الجماهير وتوسيع قاعدة الحزب بلى .. لقد ضلع حزب البعث في حركات لاسقاط انظمة ولكن هناك فرق بين العمل علي اسقاط نظام وبين العمل علي استلام السلطة . هناك شروط لابد ان يتم وفقها ومقتضيات لم تتوفر الي الان .. هي التى تجعل حزب البعث يتطلع الي انتزاع السلطة .. علي كل حال فيما يتعلق بصراعنا مع نميرى في تلك الفترة كان الصراع يأخذ ابعادا وطنية تتعلق باستعادة الديمقراطية وأبعاد قومية هى الدفاع عن الثوابت القومية والوطنية . الى جانب يتعلق بالصراع الاجتماعى ايضا.. النضال من اجل تحقيق الاشتراكية لان الديمقراطية في مفهومنا يجب ان ترتبط ويكون لها مضمون اجتماعى تقدمى والا سوف تكون معزولة ولا تعبر عن ارادة الجماهير .. وبالتالى نستمر في الدوران في الحلقات المفرغة التى ظلت بلادنا تدور فيها الي يومنا هذا . نحن فوجئنا بالانقلاب : من كل ذلك .. هل يعنى هذا انكم لم تكونوا كحزب بعث علي معرفة بانقلاب هاشم العطا .. وحينما اعلن البيان الاول في اللحظات الاولى منه كيف جرت الاحداث لديكم..؟ - نحن سمعنا بيان 19 يوليو كما سمعته جماهير شعبنا وفوجئنا به كما فوجئت به الجماهير .. وبما اننا كنا نناضل من اجل تصحيح الانحرافات التى جرت في نظام 25 مايو كان من الطبيعى ان نرحب بهذا التطور ولكن مع قدر من التحفظ والقلق .. لانه من اليوم الاول خرج الشيوعيون الي الشارع باعتبار ان حركة 19 يوليو تعنى استلام الحزب الشيوعى للسلطة في البلد وهذا ليس صحيحاً لأن حركة 19 يوليو بحكم تكوينها.. داخل تنظيم الضباط الاحرار.. كانت حركة وطنية ديمقراطية . هى حركة فصائل متعددة .. وكان الهدف هو اعادة الديمقراطية وحتى اذا كانت ببعدها الثورى . وليس تسليم السلطة لحزب من الاحزاب وحتى من الناحية التكتيكية فخروج الشيوعيين للشارع بهذه الطريقة كان مستفزاً للجماهير بل كان مستفزاً حتى لاقرب حلفائهم .. لانه خلال هذه التظاهرات بدأ التنافر في طرح الشعارات .. بدأ الشيوعيون يطرحون شعار ( اممية لاقومية) وكان رد فعل البعثيين والقوميين والناصريين ان طرحوا شعار ( قومية لا اممية) وحدثت اصطدامات بالرغم من ان قيادتى الحزبين كانتا علي وفاق ولم يكن هناك صراع بينهما.: وقيادة الحزبين كان المرجوم عبدالخالق محجوب يقود الحزب الشيوعى وفي جانبنا كان المرحوم بدرالدين مدثر والاستاذ شوقى ملاسى - الله يعطيه الصحة والعافية - هما الذين تربطهم علاقة وثيقة بعبد الخالق محجوب ويتفاوضون معه حول مستقبل البلد . ونحن عملياً لم نشارك في الانقلاب وعندما خرجنا الي الشارع خرجنا لطرح رأينا . ورفعنا شعارات الديمقراطية .. شعارات ديمقراطية في الشارع وفى الكلمات التى القيناها .. وانا تحديدا القيت كلمة في تجمع جماهيرى في الابيض طالبت باعطاء الديمقراطية لكل القوى الثورية والحركة النقابية ورفض الديكتاتورية واستخدام الاجهزة الامنية في مواجهة الحركة الشعبية والاعتماد علي الحوار الخ .. لا اذكر تفاصيل الكلمة ولكن هذه العناوين الاساسية التى كانت تشكل خطاً للحزب .. ولذلك نجد ان حزب البعث العربي الاشتراكى في تحليله لحركة 19يوليو اعتبرها مغامرة جريئة وشجاعة ولكنها .. لم تراعِ اشياء اساسية لم تراعِ ان الازمة لم تكن قد نضجت للقيام بهذه الحركة . هذا هو رأينا ورأى المرحوم الشهيد فاروق حمد الله ايضاً .. وكان فيها استعجال من قبل الحزب الشيوعى لتسلم السلطة وزمام الامر.. بينما لم يكن يمتلك لاهو ولا القوى الثورية كامل القدرة للانفراد بالسلطة في بلد لازال الواقع فيه كما تعرف في تلك الفترة .. وموازين القوة في ذلك الحين وطنياً وقومياً .. وانها لم تكن تمتلك البرنامج القادر علي تعبئة ولف الجماهير حول الثورة وكما ذكرت الطريقة التى خرج بها الشيوعيون الي الشارع عزلت حركة 19 يوليو من اللحظة الاولى من الشعب حتى عزلتها داخل القوات المسلحة ترتيب غريب لمجلس الثورة ! من المعلوم ان اخاك المرحوم محمد احمد الريح كان مشتركاً في هذه الحركة ..بدرجة عضو مجلس قيادة الثورة .. فهل لم تكن تعلم علي الصعيد الشخصى بانه مشترك في الانقلاب ؟! لا .. ( قالها بكل ثقة) ولا حتى اخى الشهيد محمد احمد الريح الشيخ هو نفسه لم يكن لديه علم بالانقلاب .. اين كان في تلك الفترة ؟! - كان في سلاح المهندسيين في دورة عسكرية بلغ بالحركة بعد قيامها ! وتم استدعاؤه .. وعين عضو مجلس قيادة الثورة . وكان الترتيب بابكر النور وهاشم العطا ومحمد احمد الريح ثم فاروق حمدالله .. وكان ترتيب المجلس نفسه ترتيب غريب ...كان الشهيد محمد احمد الريح يتمتع بعلاقات قوية بهذه المجموعة وبجعفر نميرى نفسه وبمجموعة قيادة ثورة 25 مايو ولكنه بعد 16 نوفمبر انحاز الي مجموعة تنظيم الضباط الاحرار.. كان له رأيه في تطورات مايو وهذا الرأى ينسجم مع رأينا ورأى عبدالخالق محجوب.. وكانت تربطه علاقات قوية بعبد الخالق محجوب .بابكر النور وهاشم وهذه المجموعة (وبمايو بشقيها) ولكنه لم يشارك مشاركة مباشرة في انقلاب 19 يوليو وقد يكون ذلك بسبب انغماسه في الدراسة. محمد احمد الريح لم يكن بعثياً: هل كان تعيين الراحل محمد احمد الريح مفاجأة لكم في عضوية مجلس قيادة الثورة ؟! - لم تكن مفاجأة .. لانه كان يحمل رتبة كبيرة وهو دفعة فاوق حمدالله وهاشم العطا .. ولكنهم صاروا اعضاء مجلس قيادة ثورة مايو فلم تتم ترقيتهم من رواد الي مقدمين ولانه كان خارج مجلس قيادة ثورة مايو تمت ترقيته الي مقدم وكان له رأى في التطورات التى شهدتها حركة مايو وكان رأيه ينسجم مع رأى القوى المعارضة لمايو داخل القوات المسلحة. هل كانت لديه اى ميول نحو البعث ؟! - لا اقول ميول نحو البعث لان الشهيد محمد احمد الريح بدأ يتكون في مقتبل شبابه قبل نشوء حزب البعث في السودان .. وكان في ميوله اقرب الي الحزب الشيوعى منه الي حزب البعث ! هل حاولت تجنيده في حزب البعث ؟! لا .. هو اخى الاكبر وكان ناشطا في القوات المسلحة منذ عهد عبود وشارك في القوة التى ذهبت الي الكنغو والي غيرها فلم يكن متواجداً كثيراً في السودان ثانياً كان فارق العمر كبيراً بيننا . قصة استشهاد محمد احمد الريح : دعنا نسمع قصة استشهاده بعد فشل الحركة الانقلابية وهو الوحيد الذي تم تسليم حثمانه لعائلته قصة استشهاد محمد احمد الريح كانت مفخرة لكل السودانيين لانه صمد في مبنى القيادة العامة . رفض ان يستسلم .. أمر المجموعة التي كانت حوله بالانسحاب باعتبار ان الحركة قد فشلت .. ولكنه رفض ان يسلم المعقل وهو القيادة العامة التى كان مسؤولاً عنها .. وبقى معه ضابط صف واحد وظلا يقاتلان الي ان قتلا بدانة من دبابة كانت تضرب الموقع الذى كانا يتمترسان خلفه . قرأت في الصحف من بعض الضباط الذين كانوا في تلك الفترة ان الشهيد محمد احمد الريح قد (انتحر ) !! في القيادة العامة .. وهذه اكذوبة كبيرة: لأننى اعرف اخى جيداً .. فقد كان رجلاً متديناً وكان يتلو القرآن .. مقيما للصلاة وكان قدوة لنا ونموذجاً لنا في التدين وفي الحياة .. وليس يرد بخاطره او خاطر اى انسان متدين ان ينتحر .. لان الانتحار وفقاً للمفاهيم الدينية يشكل خطيئة كبيرة جداً ومن يقتل نفسه يخلد في النار .. فالشهيد محمد احمد الريح لم تكن له مطامع دنيوية ولم يكن يتصرف بدافع الاحباط او اليأس.. لقد تصرف بدافع الكرامة والكبرياء و الشعور بالمسؤولية .. انه أؤتمن علي موقع وعليه ان لا يسلم هذا الموقع الا ميتاً .. ان ينتصر او يستشهد ..في تقديرى انه قد طلب الشهادة . ثم انه ضرب في صدره فلا يمكن للانسان ان ينتحر بان يضرب نفسه في صدره ناهيك عن ضابط عظيم في القوات المسلحة .. فالذي يريد ان ينتحر يضرب نفسه في رأسه بمسدس وليس بقذيفة مدفع الشهيد محمد احمد الريح هو الوحيد الذى سلم جثمانه الي عائلته . يقال والله اعلم ان السبب في ذلك بحكم العلاقة التى تربطه بالمرحوم جعفر نميرى ,علاقة الصداقة الوثيقة, انه عمل علي حماية جعفر نميرى ورفض تصفيته ولكننى اعتقد ان ذلك ليس بدافع الصداقة وانما بدافع الخلق السودانى والعسكرى .. فالانسان عندما يستسلم لاسبيل الي قتله . فانت تقتل من يقاتلك.. من يواجهك بالسلاح ترد عليه بالسلاح .. ولكن من يستسلم لايوجد سبب لقتله .. وقد يكون السبب في تسليم جثمانه يرجع لصداقته الحميمة مع جعفر نميرى او غيره .. كل ذلك محتمل ولكن المؤكد في القضية انه لم ينتحر .. ورواية الانتحار هذه لم تظهر الا منذ عامين فقط !! فطوال هذه الفترة لم يتحدث اي ضابط او شاهد عن رواية الانتحار هذه (!!) هذه رواية حديثة ومن روجوا لها ذكروا ان هؤلاء الضباط قد تعاهدوا ,ان فشلت حركتهم ,ان يقدموا على الانتحار .. وان كان الامر كذلك فلماذا لم ينتحر اى منهم ؟!.. فهذه رواية ليس لها اى اساس من الصحة . | |
|