قمة عالمية حول الأمن النووي

قمة عالمية حول الأمن النووي
منتدى"ملاك صدام حسين
الامم المتحدة, مايو - دفعت تداعيات الحادث النووي في محطة فوكوشيما داييشي في اليابان، الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، إلي الدعوة لعقد اجتماع رفيع المستوى أثناء دورة الجمعية العمومية في سبتمبر المقبل، وذلك لمناقشة قضية سياسية حساسة: الأمن النووي.
وصرح الأمين العام أنه ينبغي اعادة تقييم المخاطر النووية والسلامة النووية علي ضوء كارثة اليابان، وهذا يتطلب تحليلا معمقا للتصميم والبناء والتدريب وأنظمة ضمان الجودة ووضع آليات تنظيمية صارمة.
وقال بان كي مون أن عملية إعادة التقييم هذه تتطلب أيضا نقاشا عالميا جادا بشأن القضايا الأوسع نطاقا، ومن بينها تقييم مخاطر الطاقة النووية وتكاليفها ومنافعها، وتعزيز الربط بين السلامة النووية والأمن النووي وعدم الانتشار النووي.
ويجدر التذكير بأن الأضرار التي لحقت بمحطة فوكوشيما للطاقة النووية في اليابان، والتي أعقبت الزلزال المدمر والتسونامي الهائل في مارس الماضي، قد تسببت في تلوث إشعاعي يهدد حياة الأهالي، وعملية نزوح جماعي للسكان في المناطق المجاورة للمفاعل الذري.
هذا ولقد وقعت آخر كارثة نووية قبل فوكوشيما في مفاعل تشيرنوبيل عام 1986، وتسببت إشعاعاته الملوثة في كارثة حقيقية في عدة بلدان أوروبية كانت أوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا أكثرها تضررا. ووضعت الأمم المتحدة حادث فوكوشيما على قدم المساواة مع كارثة تشيرنوبيل.
وبسؤاله عما إذا الاجتماع رفيع المستوى الذي يدعو اليه الأمين العام للأم المتحدة سيعزز الحملة العالمية لنزع السلاح النووي، قال جون بوروز المدير التنفيذي للجنة المحامين المعنية بالسياسة النووية، أن هذه القضية سوف ترد، على الاقل ضمنا، على جدول أعمال اجتماع سبتمبر بشأن السلامة النووية.
وأضاف لوكالة انتر بريس سيرفس ان الاجتماع سوف يسعى لمنع وقوع كوارث من نوع مفاعل فوكوشيما النووي، كما سيركز على الأمن النووي ومنع حصول جماعات متطرفة علي مواد انشطارية لإنتاج أسلحة نووية.
وشرح أن ذلك يرجع إلي أن "العديد من الدول غير الحائزة للأسلحة النووية تقاوم فرض معايير سلامة وأمن أكثر صرامة، في حين يستمر العمل بنظام المعايير المزدوجة الذي يواصل فيه عدد قليل من الدول حيازة الأسلحة النووية ومراقبة المنشآت النووية وإنتاج الوقود النووي علي المستوي الوطني".
لكن مؤشرات الحماس تجاه إمكانية وضع تنظيم عالمي سرعان ما تتراجع أمام النظام التمييزي للغاية السائد حاليا، وفقا للمدير التنفيذي للجنة المحامين المعنية بالسياسة النووية.
هذا ولقد قال الأمين العام للأم المتحدة -الذي دائب علي التأكيد بأن "عالم خال من الأسلحة النووية هي واحدة من أولوياتي العليا"- أنه دعا إلى إجراء دراسة أممية، على نطاق المنظومة، بشأن الآثار المترتبة على الحادث الذي وقع في فوكوشيما.
وستشمل هذه الدراسة أيضا النظر في كيفية تعامل المجتمع الدولي بشكل أفضل مع العلاقة الناشئة بين الكوارث الطبيعية والسلامة النووية.
وقال الأمين العام ان اجتماع سبتمبر سيبني على مؤتمر وزاري للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا في الشهر المقبل، وهو الذي من شأنه أن يتناول التدابير اللازمة لتعزيز السلامة النووية في أعقاب فوكوشيما. وأضاف أن إجتماع الأمم المتحدة في سبتمبو، الذي يدعم مبادرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، سيوفر أيضا جسرا نحو قمة الأمن النووي الثانية المقبلة في عاصمة كوريا الجنوبية.
هذا ولقد سألت وكالة انتر بريس سيرفس ام في رامانا، الباحث ببرنامج العلم والأمن العالمي بجامعة برينستون، عن العلاقة بين الأمن النووي ونزع السلاح النووي، فأجاب "لا أعتقد أن التركيز على الأمن النووي وحده - أي الإكتفاء بمجرد ضمان عدم سرقة المواد الانشطارية – من شأنه أن يعجل بعملية نزع السلاح النووي".
وقال ان المطلوب هو القضاء على الأسلحة النووية على أساس عالمي غير تمييزي، "ومع ذلك، فمن المرجح أن يتراجع هذا المسار أمام أي عملية واسعة النطاق للتوسع في مجال الطاقة النووية".( 2011)