ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملاك صدام حسين

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (21)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صلاح المختار
عضو جبهة التحرير العربية



عدد المساهمات : 147
تاريخ التسجيل : 27/12/2011

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (21) Empty
مُساهمةموضوع: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (21)   اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (21) Emptyالأربعاء يناير 04, 2012 7:17 am

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (21) 552657368
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (21) 927403809
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (21)
منتدى هديل صدام حسين
صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج
مثل عالمي

3 – الدور المزدوج للاعلام : كما ان الاعلام كان ومازال أداة حصول الناس على كم هائل من المعلومات لم يسبق للانسان ان حصل عليه فانه قادر ايضا على حجب المعلومات والتعتيم عليها وجعل الكثير من الناس جهلة في امور كثيرة خطيرة وحيوية، طبقا لما يريدة من يسيطر على الاعلام رغم انهم يعرفون في الاطار العام ومتعلمون بل وربما مختصون، لذلك ولمعرفة هذه الحقيقة فان من خطط للسيطرة الاستعمارية على العالم، وغيره ايضا، وضع الاعلام في مقدمة اسلحته حتى غزو العراق ثم وضعه في قمة اسلحته وفوق بقية الاسلحة بعد الفشل امام المقاومة العراقية المسلحة، لان التحكم في ردود فعل الرأي العام يشكل احد اهم شروط شن غزوات كبرى.
منذ بداية التسعينيات غير الاعلام (الدولي والعربي الرسمي) اهدافه وعد ما تبقى من حركات تحرر او تنظيمات وطنية العدو الاول وشرع بشن حروب شيطنة لا رحمة فيها لمن تريد الامبريالية الامريكية والكيان الصهيوني تسويد وجهه وعزله بعد ان يصبح، بنظر من ليس لديه وسيلة لمعرفة ما يجري سوى الاعلام، شيطانا رجيما يستحق الاسقاط والقتل والتدمير الشامل وبكافة الطرق المتاحة شرعية او غير شرعية، فالشيطنة هي (الدبابة) الاكثر كفاءة التي تدمر العوائق التي تمنع حرق اشخاص واحزاب وكتل، لكن تدمير هذه العوائق يسمح بشيطنة المستهدف وبلا رحمة لدرجة ان الابرياء والعاديين من الناس يكونون من ضمن من يصبون اللعنات على من شيطنه الاعلام وليس الاعداء التقليديين لامتنا العربية فقط نظرا لاعتمادهم جميعا على مصادر اعلامية تحتكر نشر المعلومات والاخبار والتقارير، رغم انه وطني وبرئ من اغلب التهم التي وجهت له ولصقت ظلما به.
واهم عوائق منع حرق وشيطنة الاخرين وجود اكثر من مصدر للاخبار والمعلومات لذلك لابد من منع المصادر الاخرى من نشرها او على الاقل حصرها ومنع انتشارها او التشكيك بها، وافضل طريقة هي التخلي عن الاعلام الحكومي البائس والفاشل وتأسيس قناة او اكثر تتمتع بصدقية عالية وتكسب الرأي العام او على الاقل اجزاء مهمة منه، عن طريق تبني قضايا عامة الناس وفي مقدمتها فضح الانظمة وفسادها واستبدادها وتبعيتها والعمل وفقا لمعايير مهنية صارمة. وهكذا كان تأسيس الجزيرة هو الخيار الامريكي الصهيوني كما اكدت الاحداث في هذا العام وحسمت الشكوك التي تبلورت في السنوات السابقة.
كل من يشاهد الجزيرة منذ بداية احداث مصر يدرك فورا وبلا تردد ان للجزيرة وظيفة مخابراتية، فالطريقة الهستيرية لتغطية الجزيرة للاحداث العربية منذ بداية هذا العام وتحول مقدمي البرامج والمذيعين الى (مقاتلين) يقومون بقصدية واضحة بنشر الفوضى والحرب الاهلية وتعمد عدم اطفاء نيران الحرب الاهلية، التي كانوا هم المحرضين عليها، وتخليهم الصريح عن كل قواعد المهنة الصحفية مثل الموضوعية النسبية والحياد، كل ذلك وغيره يؤكد انها كانت مشروعا مخابراتيا صرفا وان التزامها في السنوات السابقة بقواعد مهنية عالية كان من اجل كسب الثقة ثم بعد ذلك تبدأ باحقر عمليات الكذب والتزوير والتشويه لما يحدث ليس من اجل اسقاط انظمة فقط بل من اجل تضليل الرأي العام ودفعه في طريق مسدود عمدا لان ذلك هو ما يساعد على نشر الفوضى الهلاكة وتقسيم الاقطار العربية تنفيذا للمخطط الصهيوني المعروف.
وهذه الحقيقة نراها واضحة جدا قبل وبعد غزو العراق في عام 2003 حيث فرض تعتيم شامل على وجهة نظر العراق وقواه الوطنية ومقاومته الباسلة، وحينما كان هذا الاعلام يضطر لتقديم وطني او مقاوم فانه يتبع تكتيكا خبيثا وهو اختيار طرف صغير الحجم غالبا، على مستوى حسم الامور وانهاء الصراع رغم انه كبير بموقفه الوطني المقاوم، ويمنع تقديم فصائل المقاومة والقوى ذات الجماهيرية الكبيرة والمجربة والتي تتميز بامتلاكها الذراع العسكري المحترف والقوي والتي تستطيع حسم الصراعات في مرحلة معينة، لانها تملك امكانيات خلق حالة توازن رعب مع العدو وقادرة على الضغط عليه بفعالية ودفع المقاومة في طريق النصر وليس الى مستنقع المساومات على حساب الثوابت.
4- صنع اكثر من ثورة مضادة : من بين اساليب المخابرات الاستفادة من التجارب الثورية الحقيقية واقتباس بعض اساليبها الناجحة وتطبيقها، ومنها دعوة ارنستو تشي جيفارا لانشاء اكثر من فيتنام، فبعد ان نجحت حركات التحررالعالمية في دحر الامبريالية الامريكية في بعض بلدان اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية، وتعرضت امريكا لاستنزاف هائل اوصلها لحد العزلة القصيرة بعد هزيمة فيتنام درست خلالها اسباب هزيمتها وانتصار حركات التحرر، عادت في عهد رونالد ريجان في الثمانينيات لممارسة دورها الاستعماري العدواني ولكن باساليب جديدة، ووصلت بعد غزو العراق في عام 2003 الى قناعات جديدة حول اساليب العمل، وما نراه الان من تفجر انتفاضتين كما في مصر وتونس، او احتجاجات وتظاهرات لقوى مختلطة، وطنية وغير وطنية، خرجت عن حدود اسقاط النظام واصبحت اداة نشر فوضى هلاكة لانها تدفع للحرب الاهلية، كما في اليمن وسوريا، او تحولت الى غزو استعماري رسمي وصريح، كما في ليبيا، نقول ما نراه الان ما هو الا الصيغة المقلوبة لشعار جيفارا (لنصنع اكثر من فيتنام) والذي كان مصمما لاكمال هزيمة امريكا على مستوى كل العالم. الان امريكا ان تصنع للعرب اكثر من فيتنام لاستنزافهم وتدمير ركائز استقرارهم، وتجريدهم من اي خيار سوى الاستسلام لامريكا والغرب الاستعماري والصهيونية وبلا قيد او شرط، فالانسان البسيط بشكل خاص حين يرى الموت ويعيشه ويعاني من ويلات نظم فاسدة وديكتاتورية ويفقد الامل في التخلص منها سيقبل بالخيار الذي يبقيه حيا ولو بلا استقلال وبلا كرامة وبلا سيادة.
ان تفجر الاحداث المتزامن والمتعاقب في مصر وسوريا وليبيا واليمن والجزائر لم يكن صدفة ولا عملا عفويا على الاطلاق والشهور الثمانية الماضية قدمت عشرات الاعترافات الرسمية والادلة والوثائق الدامغة، خصوصا تلك التي كشفت عنها ويكيليكس، التي تثبت ذلك وتحسم الامر، ولذلك لم نذكر تونس التي شهدت وحدها العمل العفوي الفريد والاستثنائي الذي قدحه انتحار الشهيد محمد بوعزيزي، فلقد استغلت امريكا، ومعها اطراف دولية اخرى، الاثار النفسية السيئة على الجماهير التي نتجت عن سياسات الديكتاتوريات وفسادها، والتي كانت من حيث الجوهر نتاج سياسات هذه الاطراف الغربية والصهيونية، لاجل اجهاض موجات التغيير الوطنية الاصلية المنتظرة منذ زمن طويل، ذات الهدفين المزدوجين والمترابطين عضويا وهما الهدف الوطني التحرري من النفوذ او السيطرة الاستعمارية والصهيونية او كلاهما، والهدف الديمقراطي والاجتماعي المتمثل في انهاء الظلم والفساد والجوع والامية والتخلف، وهو تغيير اختمرت عوامله منذ عدة عقود، وكانت امريكا هي القوة الاساسية التي اجهضت ذلك التغيير ومنعته علنا ورسميا بحمايتها للانظمة، والسؤال هو كيف استغلت امريكا هذه الاوضاع الفاسدة من اجل خدمة مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني بدل خدمة الشعب؟
كان على امريكا ضرب عصفورين بحجر واحد : فمن جهة بدل توجه الغضب العربي ضد مسببه الرئيس وهو امريكا والكيان الصهيوني سخر الغضب الجماهيري المتراكم لتفتيت الاقطار العربية بدل اسقاط الانظمة فقط وهو تفتيت يخرجها الى الابد من معادلات الصراع الستراتيجي الرئيس مع امريكا والكيان الصهيوني والقوى الاستعمارية في اوربا ويحول النثار المتبقي من تلك الاقطار الى ادوات اكثر خدمة للكيان الصهيوني وامريكا بالضبط مثلما تفعل قطر الان التي كشفت الاحداث عن حقيقة انها اداة كاملة الخدمة لامريكا والصهيونية، وهذا هدف خطير جدا يفضي تجاهله الى قبول اكبر كوارثنا في العصر الحديث، ومن جهة ثانية تمنع امريكا تطبيق الاهداف الاصلية لاي انتفاضة عربية وهي التخلص من الهيمنة والنفوذ الامريكي والصهيوني الذي ادى الى فقدان الاستقلال والعدالة والسيادة وهذا الهدف الخطير رايناه بكل وضوح وبلا اي غموض في خلو كل الانتفاضات والتظاهرات من اي شعار معاد لامريكا والكيان الصهيوني، وراينا العكس تماما وهو طلب التدخل الامريكي المباشر في ليبيا وسوريا واليمن تحت غطاء (حماية الشعب)!
هل تغيرت امريكا كي نطلب عونها وهي جلادنا الرئيس وجلادينا الحكام هم ادواتها؟ وهل يمكن تحت اي ظرف لجلادنا ان يقدم لنا اي خدمة بلا ثمن لابد ان يكون باهضا؟ وهل يجب احترام ودعم من لا يرى ما فعلته امريكا في العراق وما فعلته هي واداتها اسرائيل في فلسطين ومع ذلك يطلب دعمها او يغض النظر عن دعمها ويعده (امرا اضطراريا) مع انه امرا مخططا سلفا ويشكل الضمانة الحاسمة لاجهاض اي مشروع وطني وثوري وجعل امريكا واداوتها وليس الشباب الرافض من يتحكم بمسار ونهاية الاحداث؟
لقد تصرفت الكثير من عناصر وقيادات التظاهرات على اساس ان امريكا صديق وداعم لقضايانا وأنها بريئة مما جرى ويجري لنا خصوصا في العراق وفلسطين! ان خطورة هذ التوجه اللاتحرري واللاوطني تكمن في ان امريكا لم تغير سياستها تجاهنا بل عززت عداءها لقضايانا، وكان اخر دليل على ذلك هو موقف امريكا في الامم المتحدة من طلب السيد محمود عباس بالاعتراف بالكيان الفلسطيني وتهديدها باستخدام الفيتو، علما ان هذا الكيان الفلسطيني المقزم والمجرد من اي قوة ليس سوى خيار صهيوني امريكي معلن. ولذلك فان اهم سؤال هو : اذا كانت امريكا لم تتغير بل زادت عداء للعرب فكيف يتوقع اي عاقل لديه ذرة من الوعي ان يكون الدور الامريكي الريادي فيما يحدث خادما للامة العربية وليس لامريكا والكيان الصهيوني؟ اذا استبعدنا العملاء، وهم كثر لان امريكا تكشف الان عن اغلى العملاء الذين اخفتهم تحت غطاء وطني لهذا الظرف، فاننا نشهد حالة مأساوية تشكل نوعا من خداع الذات ذلك الذي يجعل مثقفين كان لهم موقف وطني من قضايا فلسطين والعراق الوطنية والقومية مثل الحرب (1991) والحصار (1991 – 2003) وغزو العراق (2003) قام على رفض لامريكا وسياساتها لكنهم الان يدعمون امريكا ويطلبون تدخلها! هؤلاء هم من تغير وليس امريكا وتلك ملاحظة تسجل للتاريخ وعلينا متابعتها بدقة وتحديد معناها ونتائجها.
اما الانظمة العربية الملكية، ورغم ان الاتهامات الموجهة للانظمة الجمهورية مثل الديكتاتورية والفساد تنطبق عليها واكثر بكثير من الانظمة الجمهورية، ورغم بدء التظاهرات فيها فانها ابعدت عن مسلسل التغييرات العاصفة وجمدت الانتفاضات فيها وهذا الحال بحذ ذاته يقدم لنا دليلا حاسما على ان التغييرات الحالية ليست مصممة لخدمة الشعب بل لتوفير البيئة المناسبة لخدمة الاهداف الستراتيجية الامريكية والصهيونية.
أذن ما نراه الان هو التطبيق الذكي لشعار جيفارا المقلوب، وهو (الثورة المضادة) الامريكية الصهيونية، حيث ان افضل وسيلة لتحقيق حلم الصهيونية والغرب الاستعماري في تقسيم الاقطار العربية وانهاء صراعها مع الصهيونية واستسلامها الكلي للغرب الاستعماري هو تعريضها لتغييرات شاملة وعميقة لكنها لا تقف عند حد اسقاط نظام بل تستمر بعد اسقاط النظام لتسقط القطر وتهدم وحدته وتجعله نثارا متوزعا على كيانات قزمية مجهرية تصبح اسرائيل وتابعتها قطر اكبر منها مساحة او سكانا. ان تعابير مثيرة للسخرية مثل (الثورة) و(الانتفاضة) و(الحرية) و(الديمقراطية) تطلقها قناة مثل الجزيرة، رغم انها قناة عتاة الاقطاع الخادم علنا ومباشرة لاسرائيل وامريكا، تؤكد ان من يعمل في الجزيرة ويساهم في تغطية الاحداث مرتزق يحركه المال الحرام ومشارك في المجازر الجماعية التي ترتكبها امريكا وحلف النيتو وصار اداة ليس بيد الاستعمار بل بيد خدم الاستعمار في قطر، وذلك موقف له نتائج قانونية ستجر العاملين في الجزيرة الى المحاكم، ان عاجلا او اجلا، بتهمة التحريض على الابادة الجماعية للناس العاديين بتعمد الكذب والتزوير والمبالغات، وعلى هؤلاء ان يسئلوا خبراء القانون للتيقن من هذه الحقيقة.
5– زج اوربا في الازمات بعد تشجيع امريكا لاحياء النزعة الاستعمارية فيها و تعزيز حلف النيتو ليكون اداة الحسم وتغيير المعادلات لصالح القوى التابعة لامريكا. لان امريكا استنزفت ولم تعد قادرة على خوض الحروب مباشرة وبصورة كاملة، لذلك دفعت اوربا للقيام بدور مباشر في التدخل المباشر عسكريا وامنيا وسياسيا في الاقطار العربية ودعم عناصر تابعة للغرب الاستعماري وتمكينها من تحقيق تفوق عسكري، كما حصل في ليبيا، وكما تهدد اوربا بتكراره في اقطار عربية اخرى وهو ما اكده الامين العام للنيتو بعد احتلال طرابلس. وهنا يجب الانتباه الى حقيقة مهمة جدا وهي ان هستيريا الغزو التي اجتاحت امريكا ودول اوربية تعود لحقيقة لابد من الانتباه اليها وتحليل مغزاها ونتائجها وهي ان امريكا تواجه حالة الاقتراب من الانهيار الشامل وهي لذلك عاجزة عن خوض حروب اخرى وتحاول التخلص من غزوها للعراق وافغانستان، بطرق مدروسة تضمن مصالحها الاستعمارية، وهو ما دفعها الى جر اوربا للحروب التي اوصلت الاتحاد الاوربي الى الازمة الخطيرة الحالية بعد ان كان متفائلا جدا بتحقيق المزيد من التقدم والاستقرار، وتلك الحقيقة تجعل الصراع الحالي الذي تشارك فيه اوربا وامريكا صراع وجود بالنسبة للنظام الرأسمالي وهو يحتضر، وبدأ يواجه، بالاضافة للازمات المتفاقمة داخليا ووجود مقاومة قوية في العراق وافغانستان، تفجر الانتفاضات الشعبية في امريكا واوربا حيث تشهد اكثر من اربعين دولة تظاهرات قوية ضد الرأسمالية تتنامى وتتزايد يوميا مما يهدد باغراق الغرب بما يريد اغراق العرب به.
الايديولوجيا : قوة الماضي الخلاقة ورافعة الحاضر العملاقة
في ضوء ما تقدم فان المرء يدرك بوضوح ان الايديولوجيا بشكل عام والايديولوجيا الثورية بوجه خاص، هي عماد اي مشروع للنهضة وتحقيق التقدم، فلا تغيير جذري حقيقي بدون وعي بما يجب اقامته كبديل لما يسقط ويقضى عليه، ولا وعي بدون ايديولوجيا واضحة ومحددة الاهداف الكبرى المتعاقبة وليس المتزامنة فقط، لان تزامن الاهداف يخص مرحلة واحدة فقط في حين ان تعاقبها هو احد اهم شروط رؤية المستقبل وبناء اطره ومكوناته. ولم يحدث في التاريخ القديم والحديث وقوع تغيير حقيقي ترك بصماته على مسيرة الانسانية بدون ايديولوجيا تسيّر الثوار وصناع التغيير. وهنا يمكننا فهم سبب انتكاسة الانتفاضة في تونس ومصر وعدم تحولها الى ثورة حقيقية، فالشباب الذي بادر بالقيام بها يفتقر للوعي الايديولوجي وان كان واعيا سياسيا بما هو مرفوض وماهو مقبول، وذلك ليس بكاف في صناعة التاريخ، فلابد من معرفة تعاقب الاهداف وايهما الهدف الاول وايهما الهدف الثاني او الثالث في عملية تعاقب منظمة يكمل الهدف اللاحق الهدف السابق، كالبناء الذي يقام اساسه وتبدأ عملية بناء جدرانه ثم سقفه ثم وضع مكوناته الداخلية التي تمنحه صفة الملاذ الصالح للسكن، مثل المطبخ وغرف النوم والحمام الخ. اما ان يعرف المرء كيفية وضع الاساس لكنه لا يعرف اكمال البناء ويقع فريسة للحيرة لانه لا يعرف على وجه الدقة ما هي الخطوة التالية وكيف يخطوها فتلك هي الهواية وليس الاحتراف الثوري، والهواية تجر صاحبها الى كل ما لا يريده ويتناقض مع اهدافه وعواطفه ونواياه وغالبا ما يجره للتهلكة والخسارة بدل تحقيق كسب او قطف ثمار مغذية.
النتيجة الحتمية : الفوضى الهلاكة
في عصر اطلقت عليه تسمية (عصر المعلومات) واختراع اخطر واهم اداوته في البحث وتحديد الاهداف والطرق عن طريق المعلوماتية، يكون من السذاجة والجهل التامين خوض صراع مع عمالقة هذا العصر الممسكين بالمعلومات والمستخدمين للمعلوماتية بدون التسلح بالحد الادنى مما يملكون من وسائل وقدرات، فالعدو وهو يخوض صراع السيطرة على العالم يعرف ما يريد ولديه خطط متنوعة وتفصيلية تمتد لعقود من الزمن وليس لسنوات، ويملك قدرات مادية وفنية تساعده على تحقيق اهدافه، وهو بهذا التسلح متفوق على ما عداه، لكنه يواجه عالما فيه ارادات تتمسك بالحرية والاستقلال والهوية الوطنية والكرامة الانسانية لذلك فان الارادات الوطنية، ورغم افتقارها للقدرات المكافئة لمن يريد السيطرة على العالم كله، تستطيع المقاومة والتحدي وتحقيق النصر بشرط امتلاكها (خارطة طريق) تسير وفقا لها ولديها علم مسبق بطبيعة الطريق الذي تريد الدخول فيه فترى مخاطره ومطباته، وتكتشف الحفر المبثوثة فيه والتعرجات التي تظهر ولا تفاجئ الثائر، والتي لو لم يمتلك خارطة طريق واضحة ربما تدمر قواه، وخارطة الطريق هذه ليست سوى الايديولوجيا وفرعها التطبيقي والعملي الستراتيجية.
وبهذا المعنى فان الايديولوجيا تحدد لنا الاهداف العظمى والهوية الخاصة بنا وموقعنا في الصراع وعنها تنبثق الستراتيجية التي تحدد العدو الرئيس، اي الاخطر، والذي يجب تسخير الطاقات الرئيسة لمقاتلته ووضع جدول بتسلسل الاعداء ودرجات خطورتهم ومعرفة الاصدقاء ودرجات صداقتهم، وتحديد وسائل خوض الصراع وطرق كسبه، واكتشاف الاهداف الحقيقية للعدو الرئيس وتوقع خططه بالعلم وبالتخمين المخابراتي، وهكذا يكون الثائر متسلحا بما يكفي لتجنب مهالك الجهل والعفوية اللتان تشبهان سير انسان في عالم جديد عليه او يجهل مسالكه ودروبه فيتعرض لكل المخاطر والتهديدات دون استعداد او اعداد كاف، ويصبح فريسة لخطط تفصيلية وضعها عدو قوي وذكي وقاس جدا.
ان اقرب تشبيه لما تقدم هو استخدام شخص ما يقود سيارة في مدينة او بلد لا يعرفه ولا يعرف طرقه لنظام تحديد الاتجاه العالمي
GPS (GLOBALE POSTIONNING SYSTEM)( من اجل ضمان السير الامن والصحيح والموصل للهدف المطلوب بلا مخاطر او اضاعة وقت او صرف الكثير من البانزين، فهذا الجهاز يتولى ارشاده بدقة الى هدفه، بعكس شخص اخر يقود سيارته بلا هذا الجهاز في مدينة او بلد لا يعرفه او يعرف بعضا منه فيضطر كل فترة للتوقف لسؤال المارة عن الحارات والشوارع والساحات، اما اذا كان الوقت ليلا – وهو وقت الثورات والانتفاضات - ولا يوجد من يسأله فانه يضطر للسير عشوائيا نحو هدفه ويجرب كل الطرق المفترض انها توصله للمكان الذي يريده، وهكذا يتعرض لكل انواع المخاطر واقلها خطرا ضياع الوقت والجهد والمال والتيه في الطرقات والعجز عن الوصول للمكان المطلوب، وقد يكون لعنصر الوقت في الوصول اهمية حاسمة كأن يكون يحمل مريضا في حالة الخطر ويريد اقرب مستشفى وعندها سيعرضه للموت قبل الوصول العشوائي للمستشفى، انها فوضى عدم المعرفة الهلاكة. ان امريكا (وكذلك الصهيونية) وهي تحاربنا وتعمل لاستعمارنا كليا تستخدم ارقى انواع انظمة تحديد الاتجاه – خطط مخابراتية - من اجل الوصول الى اهدافها باسرع وقت وباقل التكلفات وبلا الكثير من وجع الرأس وتخطط لحرماننا من امتلاك نظام تحديد الاتجاه – ايديولوجيا وستراتيجية - بترويج فكرة مضللة وهلاكة وهي زوال عصر الايويولوجيات في حين اننا نعيش في الواقع اخطر العصور الايديولوجية.
فمن يكسب الحرب في ظل عدم التوازن بين من يستخدم نظام تحديد الاتجاه ومن يعتمد على العفوية والجهل بالطرق والازقة الفرعية وهي اخطر بكثير من الطرق الرئيسة، او بعض المعلومات المخزونة في ذاكرة قد تكون ضعيفة او تنسى الكثير من تعرجات الدروب ومخاطرها؟ بالتأكيد ان من يكسب هو الذي يعرف ويرى بعيدا، والذي يحدد، بدقة طريقه ويسلكه مع اتخاذ كافة الاحتياطات وليس من يزج نفسه في (ماراثون دموي) يجري في طرق ومدن واحياء لا يعرفها. وامريكا تتعمد تشجيع من لا يعرف ومن ليس لديه قدرة على استخدام انظمة تحديد الاتجاه على الرفض والتغيير فيضيع في منتصف الطريق، وهم هنا الشباب القليل الخبرة والتجربة والوعي السياسي المتخصص وليس العام، اي المفتقر للايديولوجيا اساسا والستراتيجية العظمى التي تنبثق عنها، وهذا التشبيه ليس اعتباطيا بل تفرضه التجربة المرة لشباب تونس ومصر الذين فجروا اعظم انتفاضتين وطنيتين لكنهم فقدوهما لانهم كانوا بلا جهاز تحديد الاتجاه وعرفوا فقط ميدان التحرير وتجمعوا فيه، ومن هناك اسقطوا الديكتاتور الفاسد ولكنهم حينما ارادوا تحديد الطريق نحو اقامة البديل ارتبكوا وضاعوا في الدروب والازقة الضيقة، فتقدم من يملك نظام تحديد الاتجاه وسبقهم وفرض ما يريد، وهو المجلس العسكري لنظام حسني مبارك في مصر ولنظام بن علي في تونس.
والعدو لا يكتفي بامتلاك وسائل تفوقه علينا بل هو أيضا يعمل بتخطيط فعال على تضليلنا ودفعنا للضياع في طرق ودروب فرعية وعرة جدا واحيانا خطرة يزجنا فيها لتجنب السماح لنا بالركض في شوارع مبلطة معالمها واضحة بفضل انوارها فنحجز او نصاب بالشلل والجروح فيها، وطرق التضليل والضياع الفرعية هذه هي الاعلام الالكتروني الشامل للحياة من تلفاز وانترنيت واجهزة اتصال ومخاطبة كالتلفون والكومبيوتر...الخ، لذلك فانه جعله اعلاما مسيطرا عليه اكثر من سيطرة الانظمة العربية على اعلامها، ولكن بطرق ذكية ومخطط لها، فالجزيرة مثلا اكتسبت خلال سنوات طويلة سمعة طيبة بفضل مهنيتها العالية ووجود مخطط لتطور ادائها التزمت به بدقة، وحينما حصلت على ثقة الملايين من العرب وصارت مصدرا رئيسيا لمعلوماتهم ومواقفه وجاءت لحظة الاستخدام الحقيقي لها عندما تفجرت احداث ما اسمته هيلاري كلنتون (ربيع العرب) تحولت الجزيرة من قناة موضوعية ومهنية تحترم الرأي والرأي الاخر الى قناة تحارب بصليبية متطرفة احد الاطراف وتدعم الطرف الاخر وتستخدم الكذب والمبالغات والتضليل المتعمد من اجل دفع الناس في دروب مهلكة تتفجر فيها الغام الحروب الاهلية والمخططة من قبل امريكا والكيان الصهيوني.
ان عصر هيمنة الاعلام الالكتروني هو بحق شيطان العصر الايديولوجي الاكثر خبثا وتضليلا ووسوسة في صدور الناس، فهو بامتلاكه وسائل الاغراء (الصورة المبهرة، الفكرة الخارقة للنفس بسهولة والاعداد الجيد، الاخراج الجيد...الخ) يضمن، على الاقل لفترة محددة هي الزمن المطلوب لحسم الامور، خداع الناس باقناعهم باكل تفاحة ادم المحرمة، وهي هنا التماهي مع مواقف امريكا. ولذلك فان شيطانية الاعلام تظهر من خلال شرذمته للناس والدفع باتجاه سيرهم في دروب مغلقة او خطرة، ومنعهم من معرفة الحقيقة خصوصا عن طريق عدم السماح بسماع الرأي الاخر، وان سمح بذلك فبطريقة ناقصة وبوقت لا يكفي الا للمختصرات التي لا توضح كامل الصورة. ان العراق المحتل يواجه هذه الحالة من تضليل الاعلام خصوصا تضليل قناة الجزيرة، فنحن لا نسمع راي المقاومة العراقية الا نادرا بينما نسمع اراء الجميع خصوصا اراء الاسرائيليين من مسؤولين وخبراء الذين ادخلتهم الجزيرة بيوتنا وغرف نومنا عن عمد وتخطيط.
يتبع.....
17/10/2011
Almukhtar44@gmail.com
منتدى هديل صدام حسين
الاربعاء 28 ذو القعدة 1432 / 26 تشرين الاول 2011
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (21)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (19)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (1)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (18)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 12)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (17)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملاك صدام حسين :: المنتدى الفكري والثقافي***(حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية) :: مقالات ودراسات حزبية-
انتقل الى: