ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
ملاك صدام حسين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملاك صدام حسين

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (16)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صلاح المختار
عضو جبهة التحرير العربية



عدد المساهمات : 147
تاريخ التسجيل : 27/12/2011

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (16) Empty
مُساهمةموضوع: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (16)   اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (16) Emptyالأربعاء يناير 04, 2012 8:37 am

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (16) 552657368
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (16) 927403809
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (16)
منتدى هديل صدام حسين
صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج
مثل عالمي

الميل للديكتاتورية ليس حكرا عل الحكام فقط بل هو نزوع يصيب الناس العاديين أيضا لانها ارث اجتماعي نجده او نجد الكثير من اثاره لدى المظلوم الذي يعبر عنه، وهو يضطهد، بعزل مظلوميته عن المنطق وقوانين الحياة الاجتماعية وجعلها محض مشاعر غضب عمياء تنتج رد فعل لا يرى الا منطقه وحججه ومظلوميته، فيتذكر انه مضطهد لكنه لا يتذكر ان الاضطهاد علاقة بين طرفين وانه طرف انخرط في عملية او مشكلة فيها طرف اخر، وتبعا لذلك فيها فعل ورد فعل، فاذا بادر بعمل ما قد يكون عدائيا، من وجهة نظر الطرف الاخر، فانه يتعرض لرد فعل طبيعي، لذلك فان الحالة المرضية تبرز حينما يرى ان رد الفعل الاتي على فعله هو اعتداء عليه واضطهاد اصلي له ومبادرة من الطرف الاخر وليس ردا على فعله! وهكذا يغيب احد اهم اسباب فهم وحل الصراع ويجعله معقدا وصعب الفهم او الحل. ونرى هذه الحالة بصورة انموذجية الان في الوطن العربي حيث ان اطراف الصراع – وبغض النظر عن الاختيار السياسي - لا يرى كل منها الا ما يريد رؤيته ويعتم على ما يخدم او يبرر موقف الطرف الاخر، وهذه الحالة الانكارية لدور الانا في خلق الازمة تظهر بصورة واضحة عندما تحتدم الصراعات ويبرز نوع من انواع التوزان يجعل المنتصر غير واثق من نصره بل انه يذهب ابعد فيعتقد بانه مهزوم وعندها يتبنى فكرة ان عليه ان يقلب الدنيا راسا على عقب لتجنب الهزيمة وتحقيق النصر حتى لو تطلب ذلك تحميل الطرف الاخر كل الاسباب التي ادت الى الصراع، وحتى لو استعان بالشيطان مع انه يدعي انه عبدالرحمن!
كما انه بعزله لمظلوميته عن مظلومية الاخر ينشأ قاعدة ادانة الاخر لانه لا يهتم بمظلوميته، ويعبر عنها عندما ينتصر بادعاء انه صاحب الحق المطلق والصواب المطلق وانه لم يرتكب اي خطأ ولا تصرف بطريقة دفعت الاخر للرد عليه، ومن ثم فان الاخر هو المخطأ بصورة مطلقة وتامة وعليه ان يتحمل العقاب في اقصى مدياته قسوة وانتقاما. وهذا المنطق المتوتر لا سبيل لمناقشة صاحبه او تحديد حقه وطرق اخذه! ونجد تلك الحالة واضحة جدا بممارسة المضطهد (بفتح الهاء) وهو الضحية للعنف المنفلت من كل حد او قيد بطريقة بشعة تماما كما فعل مضطهده الجلاد! لقد استنسخ المفعول به سلوكية الفاعل، وعندما تذكره بتلك الحقيقة يقول لك فورا وبحماس وقناعة : كلا ان الحالة تختلف فانا على حق ولا سبيل للتشكيك بحقي لا جزئيا ولا كليا، ولذلك ارد واعاقب من ظلمني.
ان الصراع السياسي في العراق، وبالطبع في اغلب ان لم يكن كل الاقطار العربية، منذ عقود يقدم لنا صورة واضحة لهذا الخلل النفسي والتربوي، فالقوى السياسية الرئيسة تعتقد بانها تعرضت للظلم من الطرف الاخر او الاطراف الاخرى مع انكار ان تكون مساهمة في التسبب بالصراع مباشرة او بصورة غير مباشرة، ولذلك وجدنا ان الوصول لفهم مشترك حول اسباب ازمة العراق وازمة الامة العربية، كان صعبا جدا، وصار التوافق الوطني العراقي اصعب واستبعد حتى الان رغم كل كوارث الامة التي لو وقعت في اي امة اخرى لتوحدت قواها فورا دون ابطاء او تردد، ولهذا فاننا نواجه سلسلة كوارث اصابت الجميع ما ان تنتهي واحدة حتى تبدأ عشرة كوارث متلازمة!
كيف نصنف هذا السلوك وتلك الطريقة في التفكير؟ وهل استغلت هذه الحالات النفسية والتربوية ونميت وضخمت لدعم سياسات معادية للامة العربية؟ لنحدد اولا ما هي هذه الحالة ونقول بانها نوع سرطاني من انواع غياب او ضعف العقلانية، ولنقر ثانيا بان ما نواجهه هو نوع من انواع تاثير ثقافة قديمة ومتجذرة وهي الاستبداد الشرقي (Oriental absolutism) الذي يطل علينا مرة اخرى بصفته السمة المشتركة للتربية الاجتماعية العربية الموجودة حتى في المجتمعات المدنية العربية في الدول المتقدمة اجتماعيا وبدرجات مختلفة. فالعربي ابن الصحراء تشرب لالاف السنين بثقافة الصحراء وقوانينها وتوارثها فكريا وسايكولوجيا جيلا بعد جيل، وهي تمجد المركزية الاجتماعية داخل القبيلة والاسرة وبين القبائل، لان مخاطر الحياة في الصحراء اكبر بكثير من مخاطر الحياة في الغابة او المجتمعات المائية، لذلك تنتج الصحراء سايكولوجيا مركزية تصل حد الاستبداد وتفرض فرضا دور الفرد الحاكم سواء كان شيخ قبيلة او رب اسرة او حاكم بلد او زعيم حزب، ويبدأ ذلك من التربية الاسرية حيث السيطرة للذكر، وللذكر الاكبر بالذات، وتمتد لتشمل الجيران والمحلة والقرية والقبيلة...الخ. لكن هذا السلوك الاحادي النظرة الاناني المنطلق ليس هو الثمرة النمطية للاستبداد الشرقي بل هو نتاج عرضي له يظهر في حالات التوتر والتأزم الشديدين المصحوبين ببروز مخاطر داهمة ومباشرة في مجتمعات لم تعد بدوية الا بتأثير السايكولوجيا الاستبدادية المتوارثة، فتأخذ المركزية بالتحول الى شكل مرضي مخيف ومدمر لان الاستبداد الشرقي الاصلي فيه قيم تربوية ايجابية، منها التضامن الاجتماعي والغيرية - عكس الانانية - والشورى القبلية والتعاطف الرحمي...الخ والتي ضعفت بتأثير المجتمع الحديث، وهكذا يفقد ضحية هذه التربية القدرة على رؤية الصورة الكاملة ويكتفي بانتزاع الجزء الذي يريده منها ويهمل البقية. وربما تكون نزعة الثأر القبلي هي التربية الاقرب لحالة انكار حق وصواب الاخر وتحميله مسؤولية كل ما حصل ويستوجب العقاب.
الغرب يستغل أبشع استغلال بعض ثمرات الاستبداد الشرقي لبلورة ونشر فكرة الجزر المتعددة والمتباعدة للمظلوميات وعدم السماح بردم الفجوات والذي يمهد لبروز جزيرة مظلومية واحدة يجلس فيها الجميع بلا جدران تحجب الرؤية فيرى الفرد فيها كل الاخرين ويسمع اناتهم وشكاواهم منه ومن غيره، فهي لذلك جزيرة تحكمها معايير موضوعية وعقلانية تنبه لخطورة اهمال راي الطرف الاخر ومشاعره فيرى كل مظلوم حدود مظلوميته ويدرك ان الاخر ايضا مظلوم وانه ربما يكون مبادرا بظلم الاخر الذي ظلمه.
زراعة الحشائش السامة
امريكا واوربا الغربية لا يفكران او يخططان مثلنا يوما بيوم او تبعا للعاصفة القائمة بل هما يخططان للمستقبل، فكما يخطط رجل الاعمال لمستقبل شركته يخطط رجل المخابرات او مركز البحوث لمستقبل امريكا بما في ذلك كيفية استعمار العالم وشعوبه باقصر الطرق واقلها تكلفة واكثرها فائدة. ومن بين ما يخطط له الغرب استغلال نواقصنا باقصى درجة ممكنة ومنها النواقص النفسية والثقافية، حيث تمت دراسة عيوبنا النفسية وركز عليها في تحقيق اهداف سياسية بعيدة المدى، وتتعدد طرق الاستفادة من عيوبنا النفسية، ولكن من اخطرها العمل المنظم العلمي والطبي والنفسي على نقل حالات نفسية بسيطة او غير خطرة الى حالات نفسية خطرة او تحويلها بالضغط الشديد والمستمر الى امراض ذهانية خطيرة ومدمرة لنا ومفيدة لهم. فما هي الحالات والامراض التي تستغلها الاجهزة الامريكية والغربية المختصة؟
من بين الامراض التي تدرس بعمق وتستغل بقوة الأمراض العصابية (Neuroses) وهي تشمل الأمراض النفسية ذات التأثير السلبي المحدود والضعيف نسبياً علي شخصية المريض والتي لا تحوله الى شاذ صحيا يعزل عن المجتمع بسبب ارتكابه اخطاء متكررة تجعله مذموما مدانا في عمله أو علاقاته الاجتماعية ولذلك (فإن المرضي العصابيين عادة لا يحتاجون إلي الرعاية والحجز داخل مستشفيات إلا نادراً وذلك لقلة خطورتهم علي أنفسهم وعلي المجتمع). وفي مقدمة الأمراض العصابية حالات الهستيريا والفوبيا (الخوف المرضي) والقلق النفسي والاكتئاب النفسي الظرفي، والوساوس القهرية، والمخاوف بأشكالها المتعددة، وعدم القدرة على التكيف.
أما الأمراض الذهانية أو العقلية فهي أمراضٌ (تتميز باضطراب في الأفكار والعواطف والوجدان، واختلال في الإرادة، وعدم الارتباط بالواقع، واضطراب الحكم على الأمور بصورة سليمة، وربما فقدان البصيرة، وفي كثير من هذه الحالات يوجد ما يُعرف بالضلالات والأفكار الاضطهادية والظنان، كما أنه ربما توجد هلاوس، خاصةً الهلاوس السمعية، كما أن الكثير من هذه الحالات تتميز بوجود تصرفات غير طبيعية، مثل عدم الاهتمام بالتواصل الاجتماعي، وربما يحدث تدهور في الشخصية، الشيء الذي ربما يؤدي إلى إعاقة اجتماعية واضحة. من أهم هذه الأمراض هو مرض الفصام، والذي يتكون من عدة أنواع، وكذلك مرض الهوس والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.
و في ضوء ما تقدم فان العصاب ليس له علاقة بالأمراض العصبية، وهو لا يتضمن أي نوع من الاضطراب التشريحي أو الفسيولوجي في الجهاز العصبي، وهو تحديدا اضطراب وظيفي دينامي انفعالي نفسي المنشأ يظهر في الأعراض العصابية. وهنا تبدا المشكلة حيث ان بالامكان تحويل الحالة العصابية الى حالة ذهانية ولو مؤقتا من اجل تحقيق اهداف سياسية كبرى، فكيف يتم ذلك؟ كيف استغلت امريكا الحالات النفسية والتربوية المضطربة وسخرتها لخدمتها في الوقت الحالي؟ وهل نجحت امريكا في كسر طوق الكراهية الملتف حول رقبتها لعدة عقود من خلال استغلال تلك العقد النفسية؟
ان الجواب يتلخص في الفكرة التالية : لقد اظهرت الدراسات والتجارب الطبية والنفسية، خصوصا التي اجرتها اجهزة المخابرات الغربية، على الافراد او المعتقلين او من يجرى التحقيق معهم، ان الانسان السوي، اي غير المريض، يمكن ان يحول الى مريض نفسيا بل والى مريض ذهانيا مؤقتا، عبر تسليط ضغوط وتهديدات عليه بمستوى ودرجة ونوعية تفوق قدرته على التحمل، بما في ذلك التعذيب بالجوع والبرد والحرارة والكهرباء ومنع النوم...الخ، فيقع فريسة اختلالات نفسية ووظيفية خطرة تجعله يتصرف خارج طبيعته في حدود فترة تعريضه لتلك الضغوط، اما اذا استمرت دون توقف حتى بعد ظهور الاضطرابات السلوكية فان الاثر قد يصبح دائميا ويفقد الانسان صحته ويتحول الى مريض.
واستنادا لذلك يمكن النظر لقضية المظلومية كالاتي : حينما تصل مشاعر المظلومية لدى فرد او جماعة الى حد هستيريا التمسك بوجهة النظر، عقب فترة عذابات مركبة لاتطاق حركت في اعماقه عوامل الاضطراب الفكري والسلوكي، تصبح - المظلومية - حالة مرضية عصابية خطيرة، وتزداد خطورتها باقترابها من الذهانية كلما طالت فترة المعاناة والعذاب وبلا توقف، خصوصا في حالات تفجر الازمات بصورة مثيرة وصاخبة فتكتسح ضحية المظلومية وتحوله الى سمكة ضعيفة تتقاذفها الامواج العاتية. ولكي توصل الانسان او المجتمع الى هذه الدرجة من التوتر النفسي الشديد الذي يؤثر سلبا على طريقة التفكير والاستنتاج عليك ان تخضع الانسان لبيئة شديدة الايذاء لفترة طويلة تتم خلالها عملية تيئيس الانسان من الفرج ووجود الحل، فيركن يائسا وهادئا ومستسلما لكنه في داخله يمور بالانفعالات ومشاعر الغضب المتطرف، وهي حالة تزيد من ارتباك حالته الاجتماعية والعائلية وتنعكس عليهما متجنبا الاصطدام بمسبب الظلم الاصلي لانه يخشاه ويعتقد بانه لا يتزحزح. ولدينا مثل يقول (الشرطي يفرغ غضبه في زوجته) بمعنى انه يتحمل اهانات الضابط وغير الضابط من الذين لا يستطيع الرد عليهم فيتفجر غضبا لكنه يكتمه خوفا وفي البيت يطلق عواطفه المخفية بصورة عنف ضد الزوجة والاولاد. بعض اسباب العنف العائلي يعود لتلك الحقيقة، ولكن هل اخفاء او كتم الميل للعنف بسبب الخوف يزيله؟ طبعا لا فالغضب المكتوم اشد قوة وخطرا من الغضب المعبر عنه، وكلما ازداد كتم الغضب ازدادت قوة دورانه في داخل الانسان مسببة توترات واضطرابات نفسية وسلوكية كثيرة.
وهنا مكمن الخطر : ففي الوقت الذي تتاح فيه الفرصة لانطلاق الغضب بزوال او ضعف سبب الصمت المفروض تنطلق مشاعر الكراهية والانتقام بصورة لا عقلانية، وينتقل المظلوم من حالة السكون والاستسلام الى حالة الثورة الجامحة التي لا يحدها منطق سوى منطق الانتقام وتدمير الجلاد ومن يعتقد انه صديق الجلاد، واذا شعر الضحية بعد ان فجر غضبه ان بالامكان عودة الجلاد وقيامه بالانتقام منه، فانه يصبح جاهزا لقبول اي خيار من اجل منع عودة الجلاد، لسببين الاول منع الجلاد من الانتقام منه، والثاني الرغبة في تحقيق حلم قديم وهو العيش بحرية وبعيدا عن اضطهاد الجلاد، وفي هذه اللحظة من تطور خيارات هذا الانسان المظلوم يقع تحت هوس مرضي وهو تحت شعور عميق بانه مهدد الان وبعد ان ثار على جلاده اكثر مما كان مهددا اثناء الصمت الاجباري، لانه كشف عن ثورته وتمرده ولم يعد اي شيء مخفيا عن الجلاد وجماعة الجلاد.
لقد اصبح الضحية السابق امام خيارين لا ثالث لهما، من وجهة نظر حالة متوترة لا مجال فيها للتفكير العميق والهادئ والطويل النفس، وهما اما قاتل او مقتول اي اما النصر او الاندحار، والاندحار يعني الموت الحتمي وبطريقة مفزعة تشمل تلذذ الجلاد العائد بالانتقام ممن ثار ضده. في ضوء ما تقدم يجب ان نلقي الضوء على ما يجري الان، فنحن العرب تعرضنا لاضطهاد مزدوج، اضطهاد الديكتاتور الفاسد واضطهاد الاستعمار الذي كان غالبا هو مصدر قوة واستمرارية الديكتاتور، فاقترن وجود الاضطهاد الداخلي بعنوان عام ثابت هو ان الاضطهاد والقهر من ثمرات العهد الاستعماري وممارساته، وهذا الاقتران هو الذي عزز النزعة التحررية وجعلها توأما للنزعة الديمقراطية في حركات التحرر الديمقراطي او التحررالوطني.
امريكا التي كانت القوة الرئيسة التي تسببت في قيام انظمة ديكتاتورية وفاسدة وحمتها وادامتها، فكرهها الشعب العربي بالاضافة لدورها في احتلال فلسطين وتمكين الصهيونية من التنمر على العرب واضطهادهم بصورة دورية ومتتابعة، امريكا هذه اصبحت بحاجة لدعم جماهير عربية لها في تحقيق تغييرات جذرية في المنطقة تضمن لها السيطرة التامة عليها بعد ان فقدت الانظمة اي صلة لها بالناس ولم تعد قادرة على تنفيذ اوامر الاستعمار بصورة فعالة وواسعة النطاق بل انها اصبحت عبئا على امريكا من خلال اقتناع الناس بانه لولا الدعم الامريكي للانظمة لما استمرت في قهرها، فما الذي يمكن لامريكا ان تقوم به لتحقيق احد اهم اهدافها الستراتيجية الجديدة وهو نشر الفوضى في الوطن العربي كمقدمة لابد منها لاعادة ترتيب وتركيب الاوضاع العربية بطريقة تخدم المصالح الامريكية والاسرائيلية؟
بعد سقوط الخيار العسكري الامريكي في غزو الاقطار العربية نتيجة الفشل الذريع في فرض الهيمنة الامريكية بالقوة العسكرية على العراق، وكانت تلك الخطوة الاولى على طريق اعادة ترتيب وتركيب دول المنطقة، لم يعد من خيار ممكن الا خيار اعادة النظر في ستراتيجية الاعتماد على نظم فاسدة ومستبدة والبحث عن امكانية كسب دعم الجماهير العربية او بعضها على الاقل في تحقيق التغيير المنشود، خصوصا وان شعارات امريكا الجديدة هي نشر الديمقراطية وحماية حقوق الانسان، وبما ان الجماهير العربية تشعر بكراهية شديدة لامريكا فان الحل الوحيد هو التضحية بالانظمة من اجل اقناع اوساط عربية بدعم امريكا، بالاضافة لاعداد البيئة النفسية لانصار امريكا للعمل العلني في خدمة اهدافها في التغيير دون خوف من اتهامهم بالعمالة ومعاقبتهم.
اذا دققنا فيما يحدث منذ انتفاضة تونس ومصر سنجد اننا بازاء تحول امريكي واضح ورسمي وعملي يقوم على اسقاط الانظمة وتغييرها بالاعتماد على حركات شبابية من تحت هذه المرة، وبذلك تضرب امريكا عصفورين بحجر واحد : فمن جهة تضرب انظمة تهرأت وعزلت وانتهت صلاحيتها وتزيل احد اهم اسباب كره العرب لامريكا، وهو دعمها للانظمة، ومن جهة ثانية تعثر على من يدعمها – اي امريكا - تحت تاثير موقفها الجديد وهو اسقاط الانظمة لان هذه العملية تحقق حلما جماهيريا حبيبا على قلوب الناس، وبذلك تحل امريكا معضلة معارضة الاغلبية الساحقة من العرب وشعوب العالم لتدخلها العسكري المباشر وتخفف كره العرب لها وتعزل او تضعف من يناهض امريكا ويقف ضد خطتها الجديدة.
وهذه الحقيقة تنسف الفكرة الساذجة والمغرقة في ايهام الذات، او النابعة من جهل مطبق بطبيعة امريكا وخططها، والتي تقول بان امريكا تفجأت ب(الثورات العربية) وانها تستغلها وتريد ركوب الموجة، لان امريكا ليست ساذجة ولا عفوية ولا تترك الغد بلا سيناريوهات كما يفعل ابطال (ربيع العرب) الذين قدموا الشهداء وحينما جاء وقت قطف الثمار تقدم فريق بن علي ومبارك وقطفها ودفعهم للخلف، بل هي تخطط لكل شيء وتضع عشرات السيناريوهات لحدث واحد لتجنب خسارة قد لا تستطيع تعويضها اذا اكتفت بسياسات عامة وساذجة وقصيرة النظر. نعم اقر واكرر الاقرار بان انتفاضة تونس كانت الوحيدة العفوية في انطلاقتها ومع ذلك اعترف بانها احتويت فيما بعد كما حصل في مصر.
من يريد ان يفهم المنطق الامريكي والخطة الامريكية بلا خداع للذات عليه ان يتذكر بان الانظمة العربية بكل استبدادها وفسادها كانت ثمرة السياسات الامريكية وقبلها السياسات البريطانية والفرنسية، وتلك السياسات لم تكن محض خيار سياسي عابر بل كانت سياسات ستراتيجية مدروسة بالتفاصيل وكان مطلوبا الاستفادة من النظم العربية حتى وهي تزني وتقتل وتنهب ثم الاستفادة منها وهي تسقط وتزال، تلك هي البراغماتية الامريكية في اوضح صورها.
لقد وضع الانسان العربي الذي عانى من الاضطهاد والاستغلال لعدة عقود امام خيارين فاما الترحيب باسقاط الانظمة ولكن بدعم امريكي واوربي، او البقاء تحت مطرقة الجلاد لعقود اخرى مزدحمة بكل انواع العذاب والاهانات والجوع والذل. ولذلك لم تكن الشعارات المركزية في التظاهرات العربية محض صدفة ولا كانت ثمرة قرار شباب اعتقد بان عليه اولا تحقيق الديمقراطية ثم البحث فيما بعد عن العدالة الاجتماعية والتخلص من النفوذ الاجنبي بل كان الامر قرارا مدروسا مسبقا من قبل من وضع خطة التغيير في الوطن العربي وهو امريكا بالتأكيد، وكان احد اهم الاهداف هدف الضغط على الجماهير العربية لتصل الى اليأس خلال عقود من العذاب ثم التلويح لها بالحرية والخلاص ولكن بربط ذلك بقبول الدور الامريكي فلا يبقى امام الجماهير التي رات النور في نهاية نفق الانتظار الطويل سوى انتظار الوصول الى نهاية النفق، سواء كان الانتظار منطقيا او مجرد خداع للذات ورغبة حميمة.
ولكي يصبح خداع الذات ممكنا لابد من نقل الانسان من الحالة الطبيعية الى حالات تتراوح بين العصابية والذهانية، ويمكن تحقيق ذلك بممارسة ضغوطات القهر واليأس وانتظار الموت في كل لحظة مجسدا في الفقر والمرض والاهانات وظلام الطريق وانعدام البديل الوطني او ضعفه ووجود عمليات تصفيات جسدية دورية لمن يعارض او يرفع صوته. ومن بين اهم ثمرات حالة المرواحة بين العصابية والذهانية التفكير الانتقائي واحادي الجانب وتعمد تجنب رؤية الصورة الكاملة، ولكي لا يرى الانسان المنغمس في بحر متلاطم تسبح فيه الكواسج المفترسة كل مكونات الصورة فانه يحدد نظره ويقيد ادراكه ليكون في خدمة هدف واحد الانتصار على الجلاد المحلي حتى لو تطلب ذلك التعاون مع الجلاد الاجنبي الذي يريد استبدال الجلاد المحلي. وهكذا نرى المرواح بين العصابية والذهانية ينكر وهو يرتعش ان امريكا لها صلة بما يحدث، وحينما يحرج يقول انها تركب الموجة وتستغل ثورة الشباب، لكنه في قرارة نفسه المعذبة يعرف ان امريكا تقف وراءه هو ووراء ما يحدث، وتعذب ضميره فكرة انه يعرف ان امريكا ستقطف الثمرات وليس هو او الشعب، لكنه وهو يتذكر مظلوميته الطويلة والمدمرة يترك الباب مفتوحا لنوع من خداع الذات هو الاكثر خطورة على مستقبل الامة كلها يتمثل في قناعته بانه سينتصر وان امريكا ستخرج. هذه هي طريقة تفكير النخب التي تتصدر مشهد (ربيع العرب)، وليس الشعب الذي ثار على الحكام بعد عقود من التضحيات.
وهذه هي خطة توتير النفوس وايصالها الى حد الخروج عن المألوف والطبيعي في التفكير في لحظات الحسم، وهي اللحظات المهمة لان المطلوب فيها اتخاذ قرار عاطفي بعيد عن الحسابات العقلانية اما عند العودة الى الطبيعة الاصلية بعد زوال التوترات العصابية فالتفكير العقلاني العائد الى عرشه لن يعيد ماكان قائما بل سنجد انفسنا امام مشهد كارثي ستبدو كارثة العراق اهون منه.
هل هناك مبالغات؟ طبعا لا فقط استعملوا المنطق : من يطلق عليهم وصف (الثوار) ستجد انهم يدينون اي انسان لايقبل منطقهم حتى لو كان متعاطفا معهم في الاطار العام لكنه يحذر من شبح امريكا المخيم على المشهد كله، ويعجزون عن فهم منطقه ويتهمونه بانه مع الجلاد ضدهم! لقد غابت صورة الاستعمار الذي وضع قدميه على التراب الليبي بعد وضعه على التراب العراقي، وهو يستعد لوضع اقدامه بثبات في سوريا، والغادري - احمد جلبي سوريا - يصرخ من واشنطن وخدام رمز فساد النظام يغني من تحت اقدام ساركوزي جلاد ليبيا وقاتل اطفالها ونساءها : تقدمي يا امريكا تقدم يانيتو فلا حل الا بغزو سوريا ورفع علم اسرائيل فوق بناياتها! والجزائر بدأت تستعد لجولات اسقاط النظام بعد احتلال طرابلس عاصمة ليبيا، واليمن تتصاعد توتراته ونسمع صرخات الحسم ولو ببحر من الدماء والتي لن توصل للحسم ابدا بل لانهيار الجميع وبلا غالب او مغلوب.
وفق مفهوم امير قطر الذي قال بعظمة لسانه (لولا النيتو لما انتصرت الثورة الليبية) لم تعد الثورة هي عملية التغيير لصالح الشعب بل اصبحت الثورة تعني اقامة العهد الاستعماري الجديد بكل اركانه كما رأيناه في العراق، والان نراه في ليبيا، وغدا ربما نراه في سوريا واليمن والجزائر، وهو عبارة عن تبشير احتفالي سادي بولائم القتل الجماعي للعرب العاديين وليس للديكتاتور الذي يتمتع بالرفاهية حتى في سجنه او منفاه! انها الثورة المضادة التي تاخرت عقودا من الزمن وما ان اغتيل العراق حتى بدات جحافل الثورة المضادة تتقدم.
وهكذا وجد الانسان العربي المظلوم لعدة عقود والذي اعلن ثورته الصادقة على الديكتاتورية والفساد انه يعود لفقدان الامل وتتسرب رمال الثورة من بين اصابعه والذعر يهيمن على تقاسيم وجهه المتعب من جراء بروز فكرة عودة الديكتاتورية والفساد بعد ان اعلن رفضه لهما فلم يعد لديه من خيار سوى مواصلة السير نحو اسقاط النظام باي ثمن وباي طريقة حتى لو جردته من شرفه وقيمه ومبادءه الوطنية، وهذا يحصل فقط حينما يقبل الدعم الامريكي الاوربي حتى لو جاء تحت غطاء عثماني، لان المهم لديه هو التخلص من احتمال الموت اذا عاد الديكتاتور، وهذا بالضبط ما تريده امريكا : صراعا مفتوحا دمويا وحشيا لا حدود للاحقاد التي يولدها، ممهدا الطريق لخطوة اخرى لا يستطيع من وقع ضحية توترات العصابية رؤيتها او توقعها لان تفكيره منهك ومستنزف عمدا لكي لا يتجاوز نظره ارنبة انفه. ولئن نسى البعض الحكمة الرائعة القائلة (قل لي من هو صديقك اقول لك من انت) فنحن لم ولن ننساها ابدا لانها تقول بحسم تام حينما تدعم امريكا حركة ما فيجب ان نشكك بها ونعزلها ونكشفها.
يتبع.....
5/9/2011
Almukhtar44@gmail.com
منتدى هديل صدام حسين
الاثنين 7 شوال 1432 / 5 أيلول 2011
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (16)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (22)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود (4)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (21)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (3)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 20)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملاك صدام حسين :: المنتدى الفكري والثقافي***(حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية) :: مقالات ودراسات حزبية-
انتقل الى: